الاثنين، مارس 24، 2014

الواقع حمأ فتعالوا إلى تلطيف السر

الواقع حمأ فتعالوا إلى تلطيف السر بما اخترت لكم من قصيدة "مَنْ ذاق طعم شراب القوم يدريه" للشاعر ابن شهاب[1] والنظر في ما رسم كمال الدين بهزاد[2]:

من ذاق طعم شراب القوم يدريه    ولم يروق رحيقاً غير صافيه

يغمى عليه فيدري غب غيبته        ومن دراه غدا بالروح يشريه

وقطرة منه تكفي الخلق لو طعموا   لعربدوا عندما تبدو بواديه

يدب فيهم ويسري سر سورته       فيشطحون على الأكوان بالتيه

يروي ويظمأ لا ينفك شاربه         على الدوام مكبّاً في تعاطيه

ولم يزل لتوالي ما يساوره           يصحو ويسكر والمحبوب يسقيه

في ريّه ظمأ والصحو يسكره         والمحو يثبته واللوم يغريه

والقبض يبسطه والوصل يفصله     والوجد يظهره طوراً ويخفيه

يبدو له السر من آفاق وجهته       فأينما أمّ فالمحبوب هاديه

يزوي حجاب التجلّي عن بصيرته   وليس إلاَّ له منه تَبَدِّيه

ع.خ,‏الإثنين‏، 24‏ آذار‏، 2014



[1] : هو ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﺷﻬﻴﺪ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ اﺑﻮ ﻣﺮوان . ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﺪﻟﺲ. وﻟﺪ ﻓﻲ ﻗﺮﻃﺒﺔ وتوفي فيها 323-394 هــ - 935- 1003 م.
[2] ولد بهزاد ببلدة (هراة) الواقعة بأفغانستان حدود سنة 854 هجريَّة - 1450 ميلاديَّة وعاش وأبدع لوحاته فى بلاط ملوك الدولة التيموريَّة ، ثم شمله الشاه إسماعيل الصفوى برعايته ، فقضى الشطر الثانىَ من حياته فى كنفه بمدينة تبريز حتى وفاته سنة 943 هجريَّة -1537 ميلاديَّة.

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور