الجمعة، مارس 07، 2014

مفهوم العيب في المنظور الإسلامي

مفهوم العيب في المنظور الإسلامي
يظهر الكلام عن العيب في أكثر من واحد من العلوم الإسلامية ليشكل أساسا للصورة التي تتحكم في أذهان المسلمين له, فهو موجود في علم الفقه وعلم الأخلاق بناء على القرآن الكريم والحديث الشريف وشروحهما.
وهو في هذه كلها لا يبتعد كثيرا عن دلالات الكلمة في اللغة العربية.
وهو فيها إما اسم لحالة فيكون بمعنى النقيصة أو فعل فيكون من القائم به ما يوجب العار و من الناظر المؤاخذة.
والعيب وإن بدا أنه حكم تقويمي أو أخلاقي على حالة أو فعل فإنه لا ينفصل عن الحكم الشرعي وما يلحقه من أحكام المعاملات بالفساد أو البطلان.
ويتبين ذلك بالآتي ففي مثال العيب بمعنى النقيصة فإنها إما في عدم الكمال المتوقع في الأبدان أو في الأشياء فمثلا لو ظهر في أحد الزوجين عيب كان يخفيه كقطع في إحدى جوارحه أو عرج في مشيته أو عجز فإنه نقص عن كمال مفترض وكذلك في ما لو اشتريت شيئا أو آلة فظهر بعد التملك نقص فيها فهو عيب , والعيب هنا خاضع لأحكام شرعية مثل فسخ العقد , وإخفاء العيب أيضا خاضع لأحكام شرعية وأخلاقية فإن كان الإخفاء مقصودا كان حراما شرعا يستوجب العقوبة في الآخرة ومسقطا للعدالة وخارما للمرؤة أخلاقا في الدنيا.
في الحياة الإجتماعية لا ينفك الحكم بالعيب على سلوك معين عن الأصل الذي ذكرناه ولكن قد لا يكون الربط بالدليل الشرعي واضحا عند العوام ويكون جواب الجاهل هكذا : عيب لأنه عيب.. تربينا على أنه عيب .
هل يتبدل الحكم بالعيب بين مجتمع وآخر أو بين زمن وآخر ؟ نعم بتبدل العرف الإجتماعي بين القبول والرفض لسلوك معين يؤثر العرف في بعض الأحكام الشرعية وبذلك تتبدل مرجعية الحكم الأخلاقي على الفعل .
وللتذكير فإن القيم الأخلاقية بذاتها لا تتبدل بل الحكم على الأفعال هو وحده القابل للتبدل مثل الحكم في لبس الثياب الإفرنجية فقد كان عيبا ثم صار عادة لا تخضع للسؤال في أكثر مجتمعاتنا.
أخيرا , نعم ما قيل : التربية على هذا حلال وهذا حرام تنشئ جيلا يراقب الله , والتربية على هذا عيب تنشئ جيلا يراقب الناس . وأضيف : وفي كليهما مراقبة للنفس تسمو بها نحو استكمال التقوى والمرؤة .

الشيخ علي خازم ,07 كانون الثاني، 2014
صورة: ‏مفهوم العيب في المنظور الإسلامي
يظهر الكلام عن العيب في أكثر من واحد من العلوم الإسلامية ليشكل أساسا للصورة التي تتحكم في أذهان المسلمين له, فهو موجود في علم الفقه وعلم الأخلاق بناء على القرآن الكريم والحديث الشريف وشروحهما.
وهو في هذه كلها لا يبتعد كثيرا عن دلالات الكلمة في اللغة العربية.
وهو فيها إما اسم لحالة فيكون بمعنى النقيصة أو فعل فيكون من القائم به ما يوجب العار و من الناظر المؤاخذة.
والعيب وإن بدا أنه حكم تقويمي أو أخلاقي على حالة أو فعل فإنه لا ينفصل عن الحكم الشرعي وما يلحقه من أحكام المعاملات بالفساد أو البطلان. 
ويتبين ذلك بالآتي ففي مثال العيب بمعنى النقيصة فإنها إما في عدم الكمال المتوقع في الأبدان أو في الأشياء فمثلا لو ظهر في أحد الزوجين عيب كان يخفيه كقطع في إحدى جوارحه أو عرج في مشيته أو عجز فإنه نقص عن كمال مفترض وكذلك في ما لو اشتريت شيئا أو آلة فظهر بعد التملك نقص فيها فهو عيب , والعيب هنا خاضع لأحكام شرعية مثل فسخ العقد , وإخفاء العيب أيضا خاضع لأحكام شرعية وأخلاقية فإن كان الإخفاء مقصودا كان حراما شرعا يستوجب العقوبة في الآخرة ومسقطا للعدالة وخارما للمرؤة أخلاقا في الدنيا.
في الحياة الإجتماعية لا ينفك الحكم بالعيب على سلوك معين عن الأصل الذي ذكرناه ولكن قد لا يكون الربط بالدليل الشرعي واضحا عند العوام ويكون جواب الجاهل هكذا : عيب لأنه عيب.. تربينا على أنه عيب .
هل يتبدل الحكم بالعيب بين مجتمع وآخر أو بين زمن وآخر ؟ نعم بتبدل العرف الإجتماعي بين القبول والرفض لسلوك معين يؤثر العرف في بعض الأحكام الشرعية وبذلك تتبدل مرجعية الحكم الأخلاقي على الفعل .
وللتذكير فإن القيم الأخلاقية بذاتها لا تتبدل بل الحكم على الأفعال هو وحده القابل للتبدل مثل الحكم في لبس الثياب الإفرنجية فقد كان عيبا ثم صار عادة لا تخضع للسؤال في أكثر مجتمعاتنا.
أخيرا , نعم ما قيل : التربية على هذا حلال وهذا حرام تنشئ جيلا يراقب الله , والتربية على هذا عيب تنشئ جيلا يراقب الناس . وأضيف : وفي كليهما مراقبة للنفس تسمو بها نحو استكمال التقوى والمرؤة .

الشيخ علي خازم ,07 كانون الثاني، 2014‏

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور