بمناسبة أسبوع المطالعة الوطني الذي يحييه لبنان في الأسبوع الأخير من شهر نيسان - أبريل
هنا تابع لما بدات بنشره وهي مجموعة مقالات تحت عنوان :
المطالعة
وأثرها في بناء الذات وتطوير القدرات
2 /6تعريف المطالعة وتقسيماتها
المطالعة مصطلح نردده, نطالب به أبناءنا
, نطالب به أنفسنا , نتحدث عن تخلفنا عن المطالعة لأسبابٍ وأسباب , لكننا عندما
ندقق في هذا المصطلح نكتشف أننا بعيدون عنه. ولعل واحدا من أسباب ابتعادنا عن
المطالعة كنشاط ابتعادنا عن المعنى لكلمة المطالعة، إذ بالبحث والمتابعة لمسألة
المطالعة كمصطلح نتوصل إلى اكتشاف مواطن خلل متعددة نعيشها وهي السبب في
ابتعادنا عن المطالعة كنشاط. وقد نكتشف أيضاً أسباب علاج هذه المشكلة
وكيفية التحرك لاستعادتها سواء على المستوى الفردي أو على المستوى الاجتماعي.
من المسائل الأساسية التي ينبغي الإشارة
إليها وإن كانت أيضاً من الواضحات كون المطالعة ترتبط عادةً بالكتاب وبالكتابة .
الوجه الآخر للمطالعة هو وجه الكتابة لأننا إذا نظرنا في مسألة المطالعة لنتعرف
عليها ما هي؟ نجد ان نفس المطالعة هي نشاط والتعبير بالنشاط يعني الفعل , لكن
المطالعة من حيث اللغة هي اسم نقول طالع يطالع مطالعةً . المطالعة اسم و ليست فعلا لكنها كاسم تدل على النشاط الذي هو فعل .
ما هو معنى طالع يطالع؟ طالع يعني أدام النظر في
المكتوب من حروف منتظمة أو من علامات وقفٍ, أمعن النظر فيها سواء تلفظ بما يرى أو
لم يتلفظ . إذاً هذه المطالعة هي عنوانٌ آخر ومرادف لقرأ يقرأ قراءةً سواء تلفظ
بالقراءة أو لم يتلفظ بها, وهذه القراءة لا تكون إذاً إلا من كتابة . إذا أردنا أن
نقرأ من غيبنا أو نتحدث كما أتحدث الآن فنحن نتحدث اماعن عملية استظهار إذا كنا
نعيد تكرار شيء محفوظٍ في قلبنا أو نتحدث عن ارتجالٍ إذا كنا نشير إلى معنىً مباشرٍ
ينقدح في ذهننا في هذه اللحظة, معنىً جديدا لم نكن قد تفكرنا فيه من قبل.
إذاً النقطة الأولى أن المطالعة بما هي
قراءة هي وجه آخر لعملية الكتابة وهذه الإشارة نحتاجها لأننا سنجد في نهاية المطاف
أن القراءة لا تنفصل أبداً عن الكتابة بل هي كما في بعض الروايات مفتاح لتقييد ما نقرأ بمعنى لتقييد المعنى في
ذهننا ففي غرر الحكم عن أمير المؤمنين سلام الله عليه"
نعم المحدث الكتاب" وعن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم" قيدوا العلم قيل وما
تقييده يا رسول الله قال صلى الله عليه وآله وسلم كتابته"
.
هذه الملاحظة سنتركها في ذهننا إلى نقطة
أخرى في كلامنا وهي أنه كيف نستمر في عملية المطالعة عندما نصل الى مرحلةٍ نحس فيها بالملل من القراءة ؟
إذاً القراءة بهذا المعنى هي عملية, هي نشاط
يمارسه الإنسان منا إما اضطراراً وإما اختياراً ,مثال القراءة الاضطرارية ما يسمى
ب "القراءة الوظيفية" كقراءة ارشادات
الاستخدام لمنتج معين او اداة جديدة او الاستمارات الحكومية وما اليها
وكقراءة الطلاب للترقي في التعليم او كقراءة الموظف للترقي في عمله او لادائه على
اتقن الوجوه. اما القراءة الاختيارية فهي المطلوبة للتنمية الفكرية بدون اي التزام
او الزام.
تعريف المطالعة:
المطالعة نشاط يحول النص والرموز المكتوبة
الى معلومات وافكار . " ولقد تطور مفهوم القراءة عبر التاريخ حيث سار هذا
المفهوم في المراحل التالية :
1-
كان مفهوم القراءة محصورا في دائرة ضيقة حدودها الادارك البصري للرموز المكتوبة وتعريفها
والنطق بها وكان القارئ الجيد هو السليم الأداء .
2-
تغير هذا المفهوم نتيجة للبحوث التربوية وصارت القراءة عملية فكرية عقلية ترمى إلي
الفهم أي ترجمة الرموز المقروءة إلى مدلولاتها من الأفكار.
3-
تم تطور هذا المفهوم بان أضيف إليه عنصر آخر هو تفاعل القارئ مع المقروء تفاعلا
يجعله يرضى أو يسخط أو يعجب أو يشتاق أو يسر أو يحزن.
4-
واخيرا انتقل مفهوم القراءة إلي استخدام ما يفهمه القاري في مواجهة المشكلات
والانتفاع بها في المواقف الحيوية.
5-
لذا نستطيع أن نقول بان القراءة أصبحت تعني أدارك الرموز المكتوبة والنطق بها ثم
استيعابها وترجمتها إلي أفكار وفهم المادة المقروءة ثم التفاعل مع ما يقرا واخيرا
الاستجابة لما تمليه هذه الرموز.
تقسيم المطالعة:
والقراءة تنقسم بحسب الأساس الذي ننظر إليه إلى أكثر من قسم:
1- القراءة السريعة والقراءة المتأنية
من جهة الوقت نجد ما نسميه بمصطلح القراءة السريعة
والقراءة المتأنية. القراءة السريعة هي اليوم مهارة من
المهارات العلمية التي يمكن للإنسان منا أن يمتلكها من خلال: إما الخضوع لدورات
خاصة في معاهد متخصصة وإما بالاستفادة من بعض الكتب الموجودة في هذا المجال والتي
تساعد عليها . ما هو المقصود من القراءة السريعة ومقابلها القراءة المتأنية ؟
القراءة السريعة هي القراءة التي إذا لاحظنا الوقت الذي تستغرقه وجدنا أنه أقل
بكثير مما تستغرقه القراءة المتأنية.
هل يمكن أن نتحدث عن قراءة سريعة وفهم أيضاً ؟
هذه هي ثمرة القراءة السريعة التي يحاول
الكثير من الشخصيات الريادية والقيادية والمسؤولون والكتاب والباحثون أن يتقنوها
لأهميتها . ما هو المقصود بالقراءة السريعة؟
القراءة السريعة هي عملية تصفح سريع لكلمات في
الكتاب يتوقف الذهن عند عددٍ من الدالات , أو المداخل؛ الكلمات التي تعتبر مدخلاً
إلى موضوع معين .قد يكون الإنسان في صدد
تحضير بحث أو مقالة أو تحضير خطاب ويريد أن يستفيد من كاتب معين أو من نص معين,
يجيل نظره في الصفحة طبعاً هناك عدة طرق لكن المشهور منها أنه يجيل نظره بطريقة من
الزاوية إلى الزاوية . النظر في حال الإطلاع السريع يتوقف بسبب الشوق والإرادة
الخاصة الموجودة في ذهن القارئ مباشرةً عند المصطلحات والكلمات الدالة فيعرف أن
هذه الصفحة مفيدة للبحث الذي هو بصدده أو غير مفيدة , ثم ينتقل إلى صفحة أخرى.
هذه طبعاً عملية ممكنة مع التدريب إذا نظرنا إلى
قارئ سريع من الممكن أن يلاحظ الكتاب في
حوالي ربع ساعة ملاحظة تبقي في ذهنه ما يحتاجه وتدفع من ذهنه ما لا يحتاجه . هذه
القراءة هي نمط من أنماط المطالعة مفيدة
لحالات معينة , كما إذا كان الإنسان بصدد التفتيش عن موضوع معين ووقته قصير . لكن
طبعاً هذه القراءة لا تنفع إذا كان الإنسان بصدد كتابة قراءة في كتاب مثلاحيث لا
يسعه إلا أن يقرأه قراءة متأنية أما بالقراءة السريعة فسيكون الحكم على الكتاب
حكماً ناقصاً .
إذا لهذه العملية وجه سلبي ووجه إيجابي الوجه السلبي يتركز بأننا لا نستطيع أن نحكم
موضوعياً على الكتاب لأننا لم نقرأه فعلاً بينما الوجه الإيجابي هو أننا لا نضيع
وقتنا فيما لا نحتاج قراءته والذهن يحتاج إلى تنظيم , الذهن بالاستفادة من
المصطلحات المعاصرة مثل Hard Disk)
(لا
نريد تعبئته بشكل عشوائي بل يجب ان
نحاول تعبئته بطريقة منظمةو بطريقة تسهل علينا استرجاع المعلومات التي نريدها و نحتاجها.
2-القراءة العشوائية و القراءة المنتظمة:
عنوان آخر في قسمة القراءة عنوان
القراءة العشوائية والقراءة التي تقابلها هي القراءة المنتظمة .
القراءة العشوائية تكون مرةً من جهة الوقت ومرة
من جهة المواضيع .
إذا لم يكن للقراءة وقت و هدف محدد
فالعشوائية هي التي ستطغى على هذه القراءة و على هذه المطالعة , إذا لا حظنا سيرة
الكتاب الكبار والعلماء الكبار والمراجع الكبار نلاحظ طقوساً إذا صح التعبير كما
يعبر بعض الكتاب والأدباء ونلاحظ أوراداً لدى علمائنا مخصصة لاعمال معينة ؛ هذا
الوقت مخصص عنده للقراءة ,هذا الوقت مخصص
عنده للكتابة هذا الوقت مخصص للأعمال العبادية وما إلى ذلك . في حالة العشوائية
تكون العشوائية كما ذكرنا من جهة الوقت مرةً أنه كلما وجد الانسان وقتاً أو متسعاً
يريد أن يشغله فقد يشغله بالقراءة أو أنه لا, عنده وقت محدد لكن ليس عنده انتظام
بالمواضيع فهو يقرأ كل ما يقع تحت يده . يعني من الممكن أن يقرأ في هذه الساعة
المحددة عنده للقراءة مجلةً , من الممكن أن يقرأ كتاباً من الممكن أن يقرأ صحيفةً
, المهم أن هذه الساعة يجب أن تملأ بالقراءة لكن هل هناك انتظام ؟ هل هناك تثمير؟
هل هناك تجميع ؟ هل هناك استفادة من هذه القراءة ؟ بطبيعة الحال نفس القراءة لا
تخلو عن فائدة , لكن هل يمكن الاستفادة القصوى من هذه القراءة .معلوم أن هذه
القراءة لا يمكن أن ترجع على صاحبها إلا بنحو من الاستحضار العام لأفكار عامة لا
يمكن له لا أن يستدل بها ولا يمكن له أن يقنع الآخر بها وإنما هي تساعده على إيجاد
نوع من الحضور الاجتماعي بمعنى أنه إذا وجد في مكان معين وجرى حوار في مسائل معينة
يكون و يبدوا مطلعا على بعض العناوين التي يتحدث فيها لكنها لا تقدم له الركيزة أوالمستوى الثقافي أو
الفكري المطلوب .
ومن هذا القسم تاتي القراءة الترفيهية
كقراءة بعض الروايات او مجلات المنوعات.
القراءة المنتظمة تكون في أكثر من مجال،
جزء من الانتظام يكون باعتماد وقت محدد للقراءة . بعض الأشخاص قد لا تنفعهم هذه
المسألة , بعض الأشخاص لا يستطيعون أن يحددوا لأنفسهم برنامجاً يومياً يلتزمون به
مهما كانت الظروف ومهما كانت الأحوال . وبطبيعة الحال الأولى والأفضل هو الثاني
يعني كلما استطعنا أن ننظم حياتنا بطريقة مرتبة نلتزم معها ببرنامج محدد للمطالعة
, ببرنامج محدد للكتابة , ببرنامج محدد للعبادة , ببرنامج محدد لأي شيء . المطالعة
المنتظمة مفيدة اكثر من غيرها وتؤدي الغرض بشكل اكمل وقديما قال احد العلماء:الاوراد تورث الازدياد
.
القراءة المنتظمة إذاً هي القراءة التي
تمتلك هدفاً وتمتلك وقتاً .إذا انتهينا من مسألة الوقت وجئنا إلى مسألة الهدف , القراءة
المنتظمة بالمطلق بمعنى أن الطالب في مجالٍ معين أو المثقف العام يعني حتى لو كان
خارج عنوان الدراسة أو خارج العلوم الدينية أو أي عنوان آخر , يجد في نفسه ميلاً
لاختصاص معين أو لمجال معين من المجالات الفكرية , القراءة المنتظمة تساعده على
التعمق وعلى تحصيل مستوى عال في هذا الاختصاص . لكنها تحتاج أيضاً ليس فقط إلى
الانتظام في القراءة من جهة الوقت , ولكنها تحتاج أيضاً إلى الانتظام في القراءة
من جهة المستوى . يعني أنا أحتاج إلى معرفة الكتب التي أبدأ بها في الاختصاص الذي
أريد التعمق فيه وإلى الكتب التي تلي مرحلةً فمرحلة , يعني لا يمكن لطالب فلسفة أن
يبدأ بالأسفار كما لا يمكن لطالب الفقه أن يبدأ بمطالعة الجواهر لا بد من مدرب ولا
بد من مشير ولا بد من مراجع يدلنا على الكتب التي تنتظم بعضها إثر بعض في تقديم
الفائدة لكي أحصل على الفائدة القصوى من عملية القراءة.
3- القراءة السليمة والقراءة غير السليمة :
نأتي إلى قسم ثالثٍ من أقسام القراءة
التي هي كما قلنا العنوان الاخر للمطالعة .
القسم الثالث هو القراءة السليمة
والقراءة غير السليمة . عندما نتحدث عن قراءة سليمة ونتحدث عن قراءة غير سليمة ،
نريد منها السلامة في ثلاثة مناحٍ المنحى
الأول: اللغة والمنحى الثاني النحو ، والمنحى الثالث الاصطلاح ,و القراءة السليمة
بالطبع تعم العناوين السابقة من اقسام القراءة.
ذكرت
بدايةً أن واحداً من الموارد التي توقعنا في الشبهة معرفتنا باللغة العربية. نحن
كعرب نقع غالباً ضحية أننا عرب. نتصور أن محصولنا اللغوي كافٍ لإدراك كل ما يقع
تحت أيدينا من نصوص فنقرأ ونقرأ ونقرأ ولا ندقق في محصول لغتنا ومحصولنا من التعرف على المفردات إلى أن نصطدم
بمناسبةٍ معينة أو بنصٍ معين يحيلنا إلى استكشاف معنى مفردة من المفردات ونكتشف كم
كان ينقصنا في هذا المجال أو في ذاك المجال . لا يمكن أن نفهم: أن نطالع ونفهم في نصٍ معين إذا لم نكن نمتلك
من الناحية الأولى سلامةً في اللغة تساعدنا على إدراك مراد الكاتب في تعبيره كلمةً
كلمة . وهناك من ناحية النحو أمثلة كثيرة وأمثلة طريفة أيضاً تقع خاصةً في مجال
إرجاع الضمائر وثمة آية في القرآن الكريم فيها19 ضميرا لم يستطع أي مفسر أن يقطع
بمعنى لهذه الآية بسبب إرجاع الضمائر وهي قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين
على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل
على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا
تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا
بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن إشتراه ما له في الآخرة من
خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون - )102 .
.إذا تركنا هذا التعقيد وجئنا إلى أبسط منه حتى النصوص
اليومية التي نقرأها نجد مثلاً أن واحدة من المشكلات الاسياسية
في بعض المعاهدات وبعض الاتفاقيات تأتي نتيجةً للاشتباه في إعراب بعض الجمل سواء باللغات الأجنبية أو
بترجمتها إلى اللغة العربية . إذاً النحو معين ومهم جداً في عملية الفهم لهذه
المطالعة وإلا سيكون الفهم مغلوطاً ولن نصل إلى نتيجة . كذلك من جهة المعاني
الخاصة لبعض الكلمات بمعنى أننا نتحدث
أحياناً في علمٍ معين ونستخدم ألفاظا لها دلالاتها ومعانيها في اللغة بشكلٍ عام أو
في مجالات محددة .
طرفة مهمة: بعض العلماء كان يدرس الفقه وكان في
بحث الوضوء وعندما وصل إلى شرط رفع الحاجب ضحك فقيل له ما سبب الضحك مولانا فقال
أنا كنت ارفع حاجبي دائماً عند الوضؤ (لأنه درس الفقه على نفسه مباشرةً ,وليس عند
أحد العلماء , أخذ الرسالة العملية وبدأ يقرأ فيها وهو غيرعربي , لما قرأ رفع
الحاجب شرطا للوضؤ صار يرفع حاجبيه),الحاجب في الطب وفي اللغة هو هذا الشعر النابت
فوق العينين صحيح , لكن في الفقه الحاجب هو الذي يمنع وصول الماء إلى البشرة ,
الذي يحجب وصول الماء إلى البشرة .
إذاً إذا لم تكن المصطلحات معروفة في المجال
الذي نطالع فيه سنفسر ونفهم الأمور بشكل مختلف عما أراده الكاتب أو المؤلف وهذا
واحد من أسباب عدم الاستفادة من المطالعة .
نقطة على هامش هذه النقاط الثلاثة : المعرفة
بدلالات علامات الوقف الموجودة . في الكتب القديمة, الكتاب من أوله إلى آخره ليس
فيه لا نقطة ولا فاصلة ولا نقطة فوقها فاصلة ولا علامة استفهام ولا علامة تعجب لكن
مع الأسف اليوم صرنا نجد أحياناً هذه العلامات وكأن الكاتب يمسكها ويرشها على
صفحات الكتاب هل هي موضوعة في محالها أو لا؟ أحيانا كثيرة نقرأ كتابا ولا نفهم , السبب أنه أحياناً نتوقف ذهنياً عند الفاصلة او النقطة فيظهر
لنا تشويش بالمعنى , او نقص بالمعنى ,
فنكتشف ان هذه الفاصلة في مكان غير مناسب و اللازم ان تكون إما بعد الكلمة التالية أو قبل مطرحها .
من جملة القضايا المهمة في عملية القراءة معرفة
دلالات علامات الوقف , هذه العلامة في هذا
الموضع صحيحة أو غير صحيحة ؟ إذا لم تكن صحيحة يتهم المؤلف اويتهم الطابع .
القراءة غير السليمة مقابل القراءة السليمة و هي
عملية القراءة مجردة , بعني أن بعض الناس لا يملكون محصولا معمقا لا في لغة ولا
نحو ولا شيء لكنهم يريدون القراءة وهذه
عملية مطلوبة بنفسها . مع كبار السن عموما نلاحظ أنهم يحافظون على مسألة قراءة
الصحيفة ,أحياناً لا يستوعبون لكنهم يصرون على تجميع الحروف وربطها وإطلاقها بكلمات
.هذه العملية بالنسبة لبعض الناس مطلوبة ومطلوب ان نساعدهم على استمرارها لأنها
تحرك لهم ذهنهم تحرك لهم دماغهم وتجعلهم في حالة نشاط وحركة فعلية وهي مطلوبة للسلامة
العقلية.
4- القراءة الجهرية والقراءة الصامتة والقراءة بالاستماع:
عنوان آخر لتقسيم القراءة هو الصوت وعلى
اساسه يمكن الكلام عن قراءة جهرية وقراءة صامتة ويضيف احد الباحثين القراءة
بالاستماع.
القراءة الصامتة تكون باجالة العينين في
النص دون استخدام للصوت بغرض زيادة القدرة على التركيز والفهم وتساعد في تطوير
مهارة القراءة السريعة ومن مزاياها توفير الوقت لتخلصها من مراعاة مخارج الحروف
وضبط الاعراب وهذا من المآخذ عليها.
القراءة الجهرية وتتميز باستخدام الصوت
في التعبير مما يساعد على ضبط الاعراب والانتباه الى علامات الترقيم التي تجعل
الاداء مماثلا للمعنى ويزيد بالتالي من مهارة الخطابة.
القراءة بالاستماع هي قراءة بالاذن
وليست مخصصة لمعوقي الابصار وحدهم بل هي مهمة للجميع ,وبالتدريب عليها يتحول
المستمع من مجرد متلقي الى قادر على التركيز والمتابعة الناقدة لكل ما يقال ومن
خلال اية وسيلة سواء في المحاضرات غير المصحوبة بنصوص مكتوبة او البرامج الاذاعية
والتلفزيونية او عبر اشرطة الكاسيت والفيديو والسيدي او البال تالك وغيرها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق