الاثنين، مارس 03، 2014

الخشبية في اللغة بين تاريخنا ونقلها من اللغة الروسية .. شهوة السلطة والققة أو بلغتنا المعاصرة "الككة"


الخشبية في اللغة بين تاريخنا ونقلها من اللغة الروسية  
1 - هي حتما ليست بدلالتها الأدبية التي أرادها الشاعر اللبناني بولس سلامة في بيته المشهور عن معاناته :
«
إن حظي من الحياة سريرٌ ===== صار مني فلم يعدْ خشبيّا »
بل هي ما جاء في موسوعة ويكيبيديا:
"Wooden language is a literal translation of the French expression langue de bois meaning language that uses vague, ambiguous, abstract or pompous words in order to divert attention from the salient issues. The French phrase became widely used during the 1970s and 1980s, arriving in the language from Russian".
وتعريبه :
"
لغة خشبية هي الترجمة الحرفية للتعبير الفرنسي " langue de bois " ويعنى اللغة التي تستخدم كلمات غامضة، ملتبسة، مجردة أو ذات رونق من أجل صرف الأنظار عن القضايا البارزة. أصبحت هذه العبارة الفرنسية تستخدم على نطاق واسع خلال السبعينات والثمانينات مأخوذة من اللغة الروسية".
وقد صارت تهمة في خطابنا السياسي العربي يتبادلها رجال السياسة دلالة على الهروب إلى الشعارات الغائمة واستخدام مفردات وآليات التحليل السياسي القديمة غير الناظرة إلى التطورات والتغيرات العالمية والإقليمية والمحلية , فهي بمثابة القدح والذم والتوهين.
ولها في اللغة العربية أصل وكذلك لها في تاريخنا الديني السياسي الإجتماعي أساسٌ مُبكِّر لا يبعد عن استخدامها في هذا المعنى فقد وردت في وصف اللغة نفسها وفي وصف أدوات وفي وصف أفراد من الناس وجماعة معيَّنة من " الشيعة " كما ذكره اهل اللغة والتاريخ ..





2 - الخشبية في اللغة بين تاريخنا ونقلها من اللغة الروسية
ذكرت أن للخشبية في اللغة العربية أصل وكذلك لها في تاريخنا الديني السياسي الإجتماعي أساسٌ مُبكِّر لا يبعد عن استخدامها في هذا المعنى فقد وردت في وصف اللغة نفسها وفي وصف أدوات وفي وصف أفراد من الناس وجماعة معيَّنة من " الشيعة " كما ذكره اهل اللغة والتاريخ ..
ففي وصف اللغة ذكر ابن منظور في لسان العرب : " خَشَبَ الشِّعْر يَخْشِبُه خَشْباً أَي يُمِرُّه كما يَجِيئُه، ولم يَتَأَنَّقْ فيه، ولا تَعَمَّلَ له ؛ وهو يَخْشِبُ الكلام والعَمَلَ إِذا لم يُحْكِمْه ولم يُجَوِّدْه".
وفي وصف الأدوات جاء :
"
الخَشَبَةُ: ما غَلُظَ مِن العِيدانِ، والجمع خَشَبٌ، مثل شجرةٍ وشَجَر، وخُشُبٌ وخُشْبٌ خُشْبانٌ.
و الخَشِيبُ من السيوفِ: الصَّقِيلُ؛ وقيل: هو الخَشِنُ الذي قد بُرِدَ ولم يُصْقَلْ، ولا أُحْكِمَ عَمَلُه، ضدٌّ؛ وقيل: هو الحديثُ الصَّنْعة؛ وقيل: هو الذي بُدِئَ طَبْعُه. قال الأَصمعي: سيف خَشِيبٌ، وهو عند الناس الصَّقِيلُ، وإِنما أَصلُه بُرِدَ قبل أَن يُلَيَّنَ؛ وقول صخر الغي: ومُرْهَفٌ، أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه، * أَبْيَضُ مَهْوٌ، في مَتْنِهِ، رُبَدُ أَي طَبِيعَتُه. والـمَهْوُ: الرّقِيقُ الشَّفْرَتَينِ.
وقِدْحٌ مَخْشُوبٌ وخَشِيبٌ: مَنْحُوتٌ .
والخَشِيبُ: السَّهْمُ حين يُبْرَى البَرْيَ الأَوَّل.
وبَيْتٌ مُخَشَّبٌ: ذو خَشَب" .
وفي وصف أفراد الناس وجماعتهم جاء في القرآن الكريم:
"
قوله عز وجل، في صفة المنافقين: كأَنهم خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ؛ .. أَراد، واللّه أَعلم: أَنَّ المنافقين في تَرْكِ التَّفَهُّمِ والاسْتِبْصارِ، وَوَعْي ما يَسْمَعُونَ من الوَحْيِ، بمنزلة الخُشُبِ. وفي الحديث في ذِكر المنافقين: خُشُبٌ بالليل، صُخُبٌ بالنهار؛ أَراد: أَنهم يَنامُونَ الليلَ، كأَنهم خُشُبٌ مُطَرَّحةٌ، لا يُصَلُّون فيه؛ وتُضم الشين وتسكن تخفيفاً.
والعربُ تقول للقَتِيلِ: كأَنه خَشَبةٌ وكأَنه جِذْعٌ.
وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: كان يُصَلي خَلْفَ الخَشَبِيَّةِ؛ قال ابن الأَثير: هم أَصْحابُ الـمُخْتارِ بن أَبي عُبَيدة؛ ويقال لضَرْبٍ من الشِّيعةِ: الخَشَبِيَّةُ؛ قيل: لأَنهم حَفِظُوا خَشَبةَ زَيْدِ بن عليّ، رضي اللّه عنه، حينَ صُلِبَ، والوجه الأَوّل، لأَنّ صَلْبَ زَيْدٍ كان بعد ابنِ عُمَر بكثير".
انتهى ما أردت نقله من كلام ابن منظور , ومراد إبن منظور من قوله "وفي حديث ابن عمر..." ما ذكره جماعة منهم البيهقي في السنن الكبرى, كتاب الصلاة , جماع أبواب صلاة الإمام وصفة الأئمة , باب الصلاة خلف من لا يحمد فعله :
5180 (
أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي المخرمي ببغداد ، ثنا يونس وهو ابن محمد المؤدب ، ثنا أبو شهاب ، ثنا يونس بن عبيد ، عن نافع قال : كان ابن عمر يسلم على الخشبية ، والخوارج . وهم يقتتلون فقال : من قال : حي على الصلاة أجبته ، ومن قال : حي على الفلاح أجبته ، ومن قال : حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت : لا .
وجاء في الطبقات الكبرى في ترجمته :" قال أخبرنا أحمد بن يونس قال حدثنا أبو شهاب عن يونس عن نافع قال قيل لابن عمر زمن بن الزبير والخوارج والخشبية أتصلي مع هؤلاء ومع هؤلاء وبعضهم يقتل بعضا قال فقال من قال حي على الصلاة اجبته ومن قال حي على الفلاح أجبته ومن قال حي على قتل أخيك وأخذ ماله قلت لا" .
غدا بإذن الله بيان وجه تسمية الخشبية لجماعة من الشيعة 

 ...
3 - شهوة السلطة والققة أو بلغتنا المعاصرة "الككة"
شط بي البحث كتابة في هذه النقطة "بيان وجه تسمية الخشبية لجماعة من الشيعة " التي وعدتكم ... - ويستحقه -عما يناسب قراء الفايس بوك على التلفون فأوجزه بخلاصة ما وصلت إليه وهي أن المؤرخين اختلفوا في تفسير التسمية ومن حملها بداية بين أن يكونوا جماعة ابراهيم الأشتر من أعوان المختار وبين أن يتحول المصطلح إلى اسم ذم لعامة الشيعة قبل اشتهار مصطلح الروافض حتى أنه دخل في علم رجال الحديث .
والواقع أن أصل النبذ به كان من إبن الزبير في سعيه لأخذ البيعة لنفسه آخرا مقابل عبد الملك بن مروان الأموي فالوصف بالخشبية كان لجماعة سياسية من أربع جماعات اجتمعت في مكة للحج سنة ست وستين للهجرة حيث كان المسلمون الوافدون إلى الحج ذلك العام يتوزعون على أربعة عناوين أساسية : "الخشبية" و"جماعة ابن الزبير" و"الحرورية" من الخوارج و"شيعة بني أمية" كما نقل الذهبي[1] في كتابه سير أعلام النبلاء .
و كانت شهوة ابن الزبير في السلطان والحكم وراء وصفه بعض خصومه بالخشبية وهو ما نشهده اليوم في الخطاب السياسي وقد جاء في النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد (ابن الأثير)  ( باب القاف مع القاف ):
( قق ) ( هـ ) فيه : " قيل لابن عمر : ألا تبايع أمير المؤمنين ؟ يعني : ابن الزبير ، فقال : والله ما شبهت بيعتهم إلا بققة ، أتعرف ما الققة ؟ الصبي يحدث ويضع يديه في حدثه فتقول له أمه : " ققة " وروي : " ققة " بكسر الأولى وفتح الثانية وتخفيفها ..



[1] كتابه سير أعلام النبلاء الجزء الرابع [ ص: 120 ] حيث قال :"وعن محمد بن جبير أن الذي أقام الحج ابن الزبير ، وحج ابن الحنفية في الخشبية أربعة آلاف نزلوا في الشعب الأيسر من منى ، فخِفْتُ الفتنة ، فجئت ابن الحنفية ، فقلت : يا أبا القاسم اتق الله ; فإنَّا في مشعر حرام ، في بلد حرام ، والناس وفد الله ، فلا تفسد عليهم حجهم ، فقال : والله ما أريد ذلك ، ولكني أدفع عن نفسي ، وما أطلب هذا الأمر إلا أن لا يختلف علي فيه اثنان ، فائت ابن الزبير وكلمه ، وعليك بنجدة ، فكلمه . فجئت ابن الزبير فقال : أنا أرجع ! قد اجتمع علي وبايعني الناس ، وهؤلاء أهل خلاف . قلت : إن خيرا لك الكف . قال : أفعل . ثم جئت نجدة الحروري ، فأجده في أصحابه وعكرمة عنده . فقلت : استأذن لي عليه . قال : فدخل فلم ينشب أن أذن لي ، فدخلت ، فعظمت عليه وكلمته ، فقال : أما أن أبتدئ أحدا بقتال ، فلا .قلت : إني رأيت الرجلين لا يريدان قتالك . ثم جئت شيعة بني أمية ، فكلمتهم ، فقالوا : لا نقاتل ، فلم أر في تلك الألوية أسكن من أصحاب ابن الحنفية . ووقفت تلك العشية إلى جنبه ، فلما غابت الشمس ، التفت إلي ، فقال : يا أبا سعيد ادفع ، فدفعت معه ، فكان أول من دفع" انتهى النقل من السير وقصده بالوقوف والدفع الوقوف في عرفة والإفاضة إلى المشعر.

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور