خاص- شفقنا.. السيد المسيح والإمام الحسين عليهما السلام "صوت العدالة الإلهية"
خاص- شفقنا.. السيد المسيح والإمام الحسين عليهما السلام "صوت العدالة الإلهية"
خاص- شفقنا.. السيد المسيح والإمام الحسين عليهما السلام "صوت العدالة الإلهية"
الأربعاء, 18 ديسمبر 2013 12:33
خاص- شفقنا.. السيد المسيح والإمام الحسين عليهما السلام "صوت العدالة الإلهية"
خاص شفقنا – بيروت
في أجواء ميلاد روح الله عيسى ابن مريم "ع" تتجسد الكلمة الإلهية لتتمازج نحو كلمة حق وتلتحم لتؤسس صوت العدالة الإلهية كي يصل صداها الى انحاء العالم، فيختلط الميلاد بدم شهيد الكون الذي خرج لطلب الإصلاح في أمة جده رسول الله "ص" وتزامنت اربعينية استشهاده مع ولادة الروح القدس.
ان يكون سليل بيت النبوة والعترة الطاهرة وراثا للأنبياء ليس بالامر المستهجن، ولكن ان يكون لأصحابه الذين استشهدوا معه في كربلاء مشتركات مع أصحاب الأنبياء، وليس أي أصحاب إنما حواريو السيد المسيح "ع" الذي وصفهم القرآن الكريم بانصار الله، فهو امر يستحق الوقوف عنده مليا..
ولعل مفهوم التضحية والفداء لدى المسيحيين والمسلمين يطرح إشكالية هامة بين الناس في لبنان وخارجه، ونراهم يتفاعلون معها منذ العهود الاولى للرسالتين السماويتين العظيمتين ويعملون على تأسيس ثقافتهم الدينية والمدنية على أساسها.
عناوين عدة استحقت الوقوف عندها ومناقشتها خلال الندوة الفكرية التي نظمتها وحدة الهيئات النسائية في حزب الله تحت عنوان السيد المسيح والإمام الحسين عليهما السلام "صوت العدالة الإلهية" في مجمع الإمام الصادق (ع) في بيروت. فهناك "مفارقة في حياة الإمام الحسين "ع" نجدها في حياة السيد المسيح "ع" الذي بدوره حمل رسالة المحبة الشاملة وهذه المفارقة هي المؤسسة لقيمنا الروحية" بحسب مسؤول الحوار والعلاقات مع الأديان في البطريركية المارونية الأب فادي ضو.
وأشار الأب ضو ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في محاضرته تحت عنوان "رسالة الحسين والمسيح لعالمنا اليوم" الى ان "الإسلام جزء لا يتجزأ من الهوية الروحية والثقافية للمسيحيين في هذا الشرق وكذلك الدين المسيحي"، محذرا من الوقوع في هذا الجو التكفيري الذي يهيمن بطريقة ما على الأجواء الثقافية الذي يدعو الى اعتبار الدين موقف ضد الآخر".
"لقد كان رسل المسيح "ع" أو حواريوه ثلة من المخلصين الذين اختارهم وأرسلهم ليعمّدوا ويبشروا الأمم وينشروا الدعوة ويهيئوا القلوب لتلقي مبادئها" بحسب ما أشارت اليه مديرة البحث العلمي في مركز أمان للدرسات الأستاذة سحر مصطفى.
وعملت مصطفى على مقاربة موضوعية بين أنصار الحسين وحواريي المسيح، مشيرة وبحسب ما ذكر عن الإمام الرضا "ع" في صفات الحواريين الى "انهم كانوا مخلصين في أنفسهم ومخلّصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير".
اما اصحاب الإمام الحسين "ع" فقد قال فيهم الإمام: فإني لا اعلم أصحابا أولى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني جميعا خيرا".
وأشارت الأستاذة مصطفى الى ان "الإمام الحسين كان صادقا تماما كعيسى "ع" فلم يدع الانصار الى معركة عادية بل الى ملحمة نهايتها الشهادة، فكان أنصاره الذين تبعوه على وعي ودراية بمصيرهم وأقبلوا عليه بكل عشق".
وخلصت مصطفى الى "اننا أمام نموذجين من الأصحاب، حواريي المسيح وأصحاب الإمام الحسين، شكلا محطات تاريخية مهمة تقدم الدروس في الإباء والتضحية والمعرفة، فاستحقوا ان يغدوا امثولة ومدرسة".
بدورها طرحت الناشطة الإجتماعية فضيلة فتال مفهوم التضحية والفداء لدى المسلمين والمسيحيين، مشيرة الى ان "الإسلام على الرغم من تطاول الأيام عليه وتصارع المدينات حوله، فإنه لم يتغير ويتبدل"، مؤكدة ان القدس ومكة وكربلاء حفنة من التراب الواحد المقدس، وما مفهوم التضحية والفداء الا استلهام لسير الرسل والأنبياء في معنى بلوغ الشهادة والإستعداد لدفع ضريبة الدم في الزمن العربي البخيل".
اما امين سر مجلس الامناء في تجمع العلماء المسلمين فضيلة الشيخ علي خازم، فطرح خلال محاضرته عنوان "الإمام الحسين وراث عيسى روح الله" معنى كلمة "وارث"وهو ما يخلفه الرجل لورثته، وقد ورد في زيارة الإمام الحسين المعروفة بزيارة وارث "السلام عليك يا وارث عيسى روح الله"".
وأشار فضيلته متحدثا عن تشابه ام السيد المسيح مريم عليها السلام مع ام الإمام الحسين "ع" السيدة فاطمة الزهراء في عدة صفات، فالسيدة مريم تلقب بسيدة النساء والزهراء بسيدة نساء العالمين ويشترك كلا منهما في صفة البتول وهي المنقطعة الى الله بالعبادة".
ولفت الشيخ خازم الى ان الإمام الحسين والسيد المسيح يوصف كلاهما بالزكي المبارك، اي ان وجود كل واحد بحد ذاته سبب للبركة الوافرة.
وتحدث الشيخ خازم خلال محوره الثاني من المحاضرة عن الأبعاد الخلقية في شخصية السيد المسيح في الموروث الإسلامي، مشيرا الى ان الحديث عن الأبعاد الخلقية في شخصيته عليه السلام وفي هذه الاجواء التي نعيشها في لبنان ليس هزيمة الىماض طوباوي معجز ومستحيل بل هو فزع وهروب الى الكلمة المعصومة عن الاخطاء والمنزهة عن الذنوب والمترفعة عن الطمع".
ملاك المغربي
انتهى