الخميس، ديسمبر 05، 2013

مشاهد من آثار الطوفان


صورة: ‏مشاهد من آثار الطوفان 
انتبه صديقي أنه قد فقد تلفونه فاضطررنا للعودة إلى حيث كنا لاستلامه ممن حفظه له رغم زحمة السير الخانقة في الضاحية , قدت سيارتي باتجاه البيت وكما في كل مرة أفكر فيها بأخذ طريق المطار بدلا من خط سيري العادي على الطريق القديم لأنني أخاف من أفشل نفق في العالم (كما أتصور) وقعت في ما أحاذر , ولولا لطف أحد سائقي الفانات (النادر) بينهم لكنت بقيت عالقا هناك إلى ما شاء الله ...
استدرت بالسيارة إلى أول طريق المطار ودخلت إلى حرش القتيل في بئر حسن لأخرج إلى اتوستراد ثكنة المضاد الذي صار أضيق من زواريب الحرش بسبب البلوكات الباطونية الأمنية لأحد الشخصيات "الوطنية" ..وعلقنا بسببها وبسبب أخلاق كثير من السائقين (لأن كلمة بعض لا تصح هنا ) الذين قرروا سد الخط الثاني بمخالفة اتجاه السير المسدود أصلا في أوله وأيضا بسبب الإجراءات الباطونية الأمنية لأحد التلفزيونات ,السد الذي يحول الخط الأول إلى زاروب باتجاهين....
ساعة إلى أن استلمت خط الأوزاعي القديم "وعينك ما تشوف إلا النور" كما يقول إخواننا المصريون ....
خمس ساعات أخرى لتصير ست ساعات لعبور أقل من ستة كيلومترات وأيضا بسبب قرار كثير من السائقين (لأن كلمة بعض لا تصح هنا ) القادمين إلى بيروت أن يدخلوها عكس السير تم سد خط الأوزاعي خلدة ...
فماذا جرى  ؟
ببساطة تحول المشهد إلى مولد كما في الأفلام المصرية :
مشاة في الإتجاهين قرروا السير وترك سياراتهم سواء الخاصة أو العامة..
شباب استغلوا الفرصة ليبيعوا الماء والدخان ..
شحاذون كبار وصغار...
ميكانسيانية وكهربجية سيارات جوالون لعرض خدماتهم ..
أمهات تحمل أطفالها وتمسك بأيدي آخرين تتمشى بهم لتلهيهم ..
أمهات تفتش عن محل لتشتري ما يسكت جوع الأطفال القادمين لتوهم من مدارسهم ومنهم ابنة ابنة خالتي التي لم أرها منذ سنتين ..
مرضى السكري وكبار السن يفتشون عن مكان للتبول ...
وسط دخان أشبمانات السيارات والباصات والشاحنات بنزينا ومازوتا تتسلل العطور مزيلة الرائحة والنسائية من نوافذ السيارات التي تتجاوزني ..
بعض من وقف بجانبي حادثني عن مسيره من أين وكيف ..
 بعضهم استفتاني في مسائل شرعية .. 
بعضهم كان يَطمئن ويُطمئن ..
 بعضهم مازحني سائلا هل يعد ما نحن فيه من موارد الصبر الذي نؤجر عليه ؟
لم أشهد عراكا ولا تصايحا الشعب كله ما شاء الله يتحلى بالصبر على غير عادة ...
وحده سائق الشاحنة المعدة لنقل السيارات المعطلة قال لي : "شاطرين بالتلفزيونات يتمسخروا على آثار فيضانات العالم ".
ترى هل كان يشير إلى الحديث النبوي " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله"..
قد يكون محقا فكلنا مسؤول عمَّا آلت إليه مجارير البلد.
الشيخ علي خازم , الأربعاء، 04 كانون الأول، 2013‏



مشاهد من آثار الطوفان

انتبه صديقي أنه قد فقد تلفونه فاضطررنا للعودة إلى حيث كنا لاستلامه ممن حفظه له رغم زحمة السير الخانقة في الضاحية , قدت سيارتي باتجاه البيت وكما في كل مرة أفكر فيها بأخذ طريق المطار بدلا من خط سيري العادي على الطريق القديم لأنني أخاف من أفشل نفق في العالم (كما أتصور) وقعت في ما أحاذر , ولولا لطف أحد سائقي الفانات (النادر) بينهم لكنت بقيت عالقا هناك إلى ما شاء الله ...
استدرت بالسيارة إلى أول طريق المطار ودخلت إلى حرش القتيل في بئر حسن لأخرج إلى اتوستراد ثكنة المضاد الذي صار أضيق من زواريب الحرش بسبب البلوكات الباطونية الأمنية لأحد الشخصيات "الوطنية" ..وعلقنا بسببها وبسبب أخلاق كثير من السائقين (لأن كلمة بعض لا تصح هنا ) الذين قرروا سد الخط الثاني بمخالفة اتجاه السير المسدود أصلا في أوله وأيضا بسبب الإجراءات الباطونية الأمنية لأحد التلفزيونات ,السد الذي يحول الخط الأول إلى زاروب باتجاهين....
ساعة إلى أن استلمت خط الأوزاعي القديم "وعينك ما تشوف إلا النور" كما يقول إخواننا المصريون ....
خمس ساعات أخرى لتصير ست ساعات لعبور أقل من ستة كيلومترات وأيضا بسبب قرار كثير من السائقين (لأن كلمة بعض لا تصح هنا ) القادمين إلى بيروت أن يدخلوها عكس السير تم سد خط الأوزاعي خلدة ...
فماذا جرى ؟
ببساطة تحول المشهد إلى "مولد وصاحبو غايب" كما في الأفلام المصرية :
مشاة في الإتجاهين قرروا السير وترك سياراتهم سواء الخاصة أو العامة..
شباب استغلوا الفرصة ليبيعوا الماء والدخان ..
شحاذون كبار وصغار...
ميكانسيانية وكهربجية سيارات جوالون لعرض خدماتهم ..
أمهات تحمل أطفالها وتمسك بأيدي آخرين تتمشى بهم لتلهيهم ..
أمهات تفتش عن محل لتشتري ما يسكت جوع الأطفال القادمين لتوهم من مدارسهم ومنهم نائلة ابنة خالتي التي لم أرها منذ أكثر من سنتين  ..
مرضى السكري وكبار السن يفتشون عن مكان للتبول ...
وسط دخان أشبمانات السيارات والباصات والشاحنات بنزينا ومازوتا تتسلل العطور مزيلة الرائحة والنسائية من نوافذ السيارات التي تتجاوزني ..
بعض من وقف بجانبي حادثني عن مسيره من أين وكيف ..
بعضهم استفتاني في مسائل شرعية ..
بعضهم كان يَطمئن ويُطمئن ويمرر بعض المسبات..
بعضهم مازحني سائلا هل يعد ما نحن فيه من موارد الصبر الذي نؤجر عليه ؟
لم أشهد عراكا ولا تصايحا , الشعب كله ما شاء الله يتحلى بالصبر على غير عادة ...
وحده سائق الشاحنة المعدة لنقل السيارات المعطلة قال لي : "شاطرين بالتلفزيونات يتمسخروا على آثار فيضانات العالم ".
ترى هل كان يشير إلى الحديث النبوي " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله"..
قد يكون محقا فكلنا مسؤول عمَّا آلت إليه مجارير البلد.

..على فكرة :اتصلت بصديقي وقلت له "ان شالله بتعدمو لتلفونك"
الشيخ علي خازم , الأربعاء، 04 كانون الأول، 2013

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور