الأحد، أكتوبر 13، 2013

الحج والعمرة في الكِتاب والسُنَّة



الحج والعمرة في الكِتاب والسُنَّة

 

- وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ  - البقرة - الآية - 196 
- إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ  - آل عمران - الآية - 96 فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ  - آل عمران - الآية - 97 
- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لَيسَ لِلحَجَّةِ المَبرورَةِ ثَوابٌ إلاَّ الجَنَّةَ[1] .
- عنه ( صلى الله عليه وآله ) : العُمرَةُ إلَى العُمرَةِ كَفّارَةُ ما بَينَهُما ، والحَجَّةُ المُتَقَبَّلَةُ ثَوابُهَا الجَنَّةُ[2] .
- عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ما سَبَّحَ الحاجُّ مِن تَسبيحَة ولا هَلَّلَ مِن تَهليلَة ولا كَبَّرَ مِن تَكبيرَة إِلاّ بُشِّرَ بِها تَبشيرَةً[3]  .
- عنه ( صلى الله عليه وآله ) - أنّه نَظَرَ إلى قِطارِ جِمالِ الحَجيجِ - : لا تَرفَعُ خُفًّا إلاّ كُتِبَت لَهُم حَسَنَةٌ ، ولا تَضَعُ إلاّ مُحِيَت عَنهُم سَيِّئَةٌ ، وإذا قَضَوا مَناسِكَهُم قيلَ لَهُم : بَنَيتُم بِناءً فَلا تَهدِموهُ ، كُفيتُم ما مَضى فَأَحسِنوا فيما تَستَقبِلونَ[4] .
- الإمام علي ( عليه السلام ) : فرض عليكم حج بيته الحرام الذي جعله قبلة للأنام . . . فرض حقه ، وأوجب حجه ، وكتب عليكم وفادته ، فقال سبحانه : وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ  - آل عمران - الآية - 97   [5]  .
- عمر بن أذينة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : سألته عن قول الله عز وجل : ( وأتموا الحج والعمرة لله )  قال : يعني بتمامهما : أداءهما واتقاء ما يتقي المحرم فيهما[6]  .
- عبد الرحمن بن الحجاج : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : الحج على الغني والفقير ؟ فقال : الحج على الناس جميعا ، كبارهم وصغارهم ، فمن كان له عذر عذره الله[7]  .
 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : حج البيت واجب لمن استطاع إليه سبيلا ، وهو الزاد والراحلة مع صحة البدن ، وأن يكون للإنسان ما يخلفه على عياله ، وما يرجع إليه بعد حجه[8]   .
- عنه ( عليه السلام ) : من حج حجة الإسلام فقد حل عقدة من النار من عنقه[9]  .
حكمة الحج
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ  - البقرة - الآية - 125 
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ  - الحج - الآية - 28 
جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ  - المائدة - الآية - 97 
- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنما جعل الطواف بالبيت ، وبين الصفا والمروة ، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله [10]  .
  - الإمام علي ( عليه السلام ) : وفرض عليكم حج بيته الحرام ، الذي جعله قبلة للأنام يردونه ورود الأنعام ، ويألهون إليه ولوه الحمام ، وجعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته ، وإذعانهم لعزته . واختار من خلقه سماعا أجابوا إليه دعوته ، وصدقوا كلمته ، ووقفوا مواقف أنبيائه ، وتشبهوا بملائكته المطيفين بعرشه ، يحرزون الأرباح في متجر عبادته ، ويتبادرون عنده موعد مغفرته ، جعله سبحانه وتعالى للإسلام علما وللعائذين حرما[11]  .
  - عنه ( عليه السلام ) : ألا ترون أن الله جل ثناؤه اختبر الأولين من لدن آدم إلى الآخرين من هذا العالم بأحجار لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياما . ثم وضعه بأوعر بقاع الأرض حجرا ، وأقل نتائق الدنيا مدرا ، وأضيق بطون الأودية معاشا وأغلظ محال المسلمين مياها ، بين جبال خشنة ورمال دمثة وعيون وشلة[12] وقرى منقطعة ، وأثر من مواضع قطر السماء داثر ، ليس يزكو به خف ولا ظلف ولا حافر . ثم أمر آدم وولده أن يثنوا أعطافهم نحوه ، فصار مثابة لمنتجع أسفارهم ، وغاية لملقى رحالهم ، تهوي إليه ثمار الأفئدة من مفاوز قفار متصلة ، وجزائر بحار منقطعة ، ومهاوي فجاج عميقة ، حتى يهزوا مناكبهم ذللا يهللون لله حوله ، ويرملون على أقدامهم شعثا غبرا له . قد نبذوا القنع[13] والسرابيل وراء ظهورهم ، وحسروا بالشعور حلقا عن رؤوسهم ابتلاء عظيما واختبارا كبيرا وامتحانا شديدا وتمحيصا بليغا وقنوتا مبينا ، جعله الله سببا لرحمته ، ووصلة ووسيلة إلى جنته ، وعلة لمغفرته ، وابتلاء للخلق برحمته . ولو كان الله تبارك وتعالى وضع بيته الحرام ومشاعره العظام بين جنات وأنهار وسهل وقرار ، جم الأشجار ، داني الثمار ، ملتف النبات ، متصل القرى ، من برة سمراء ، وروضة خضراء ، وأرياف محدقة ، وعراص مغدقة ، وزروع ناضرة ، وطرق عامرة ، وحدائق كثيرة ، لكان قد صغر الجزاء على حسب ضعف البلاء . ثم لو كان الأساس المحمول عليها ، والأحجار المرفوع بها ، بين زمردة خضراء ، وياقوتة حمراء ، ونور وضياء ، لخفف ذلك مصارعة الشك في الصدور ، ولوضع مجاهدة إبليس عن القلوب ، ولنفى معتلج الريب من الناس . ولكن الله عز وجل يختبر عبيده بأنواع الشدائد ، ويتعبدهم بألوان المجاهد ويبتليهم بضروب المكاره ؛ إخراجا للتكبر من قلوبهم ، وإسكانا للتذلل في أنفسهم ، وليجعل ذلك أبوابا [ فتحا ] إلى فضله وأسبابا ذللا لعفوه وفتنته[14]  .
- عيسى بن يونس : كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري ، فانحرف عن التوحيد . . . فأتى أبا عبد الله ( عليه السلام ) . . . فقال : إلى كم تدوسون هذا البيدر وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا البيت المعمور بالطوب والمدر ، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر ؟ ! إن من فكر في هذا وقدر علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم ولا ذي نظر ، فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه ، وأبوك أسه وتمامه . فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إن من أضله الله وأعمى قلبه استوخم الحق ولم يستعذبه ، وصار الشيطان وليه وربه وقرينه ، يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره ، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه ، فحثهم على تعظيمه وزيارته ، وجعله محل أنبيائه ، وقبلة للمصلين إليه ، فهو شعبة من رضوانه ، وطريق يؤدي إلى غفرانه ، منصوب على استواء الكمال ومجتمع العظمة والجلال[15].
- أبان بن عثمان عمن أخبره عن الباقر ( عليه السلام ) : قلت له : لم سمي الحج حجا ؟ قال : حج فلان : أي أفلح فلان [16].
  - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : في قول الله عز وجل : ( ليشهدوا منافع لهم ) قال : العفو[17]  .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إختيار وإضافة وتنسيق الشيخ علي خازم من كتاب الحج والعمرة في الكتاب والسنة - الشيخ محمد الريشهري, دار الحديث,قم .
‏الأحد‏، 13‏ تشرين الأول‏، 2013.


[1] سنن الترمذيّ : 3 / 175 / 810 عن عبد الله بن مسعود ، التاريخ الكبير : 1 / 133 / 399 ، سنن
الدارميّ : 1 / 458 / 1741 نحوه وكلاهما عن أبي هريرة ، مسند أبي يعلى : 5 / 8 / 4955 عن
عبد الله ؛ عوالي اللآلي : 1 / 427 / 114 .
[2] دعائم الإسلام : 1 / 294 عن الإمام عليّ ( عليه السلام ) . ( 4 ) الترغيب والترهيب : 2 / 163 / 3 عن أبي هريرة .
[3] الترغيب والترهيب : 2 / 163 / 3 عن أبي هريرة .
[4] دعائم الإسلام : 1 / 294 ، الجعفريّات : 66 بطريقه عنه ( صلى الله عليه وآله ) نحوه .
[5]  نهج البلاغة : الخطبة 1 .
[6] البقرة : 196 . الكافي : 4 / 264 / 1 ، وراجع ص 265 / 2 و 4 ، التهذيب : 5 / 17 / 1 .
[7] الكافي : 4 / 265 / 3 .
[8] الخصال : 606 ، وفي تحرير الوسيلة : 1 / 371 و 372 : شرائط وجوب حجة الإسلام أمور : الكمال بالبلوغ ، والعقل ، والحرية ، والاستطاعة من حيث المال ، وصحة البدن وقوته ، وتخلية السرب وسلامته ، وسعة الوقت وكفايته .
[9] الفقيه : 2 / 216 / 2205 . ‏و راجع : ص 168 " تسويف الحج وتركه " ، ووسائل الشيعة : 11 / أبواب وجوب الحج وشرائطه / الباب 11 - 14 و 19 و 21 و 24 و 25 و 28 و 29 و 30 و 58 و 59 و 60 و ج 1 / 13 باب وجوب العبادات الخمس ، وجواهر الكلام : 6 / 335 - 342 . 1 / 2 .
[10] سنن أبي داود : 2 / 179 / 188 عن عائشة ، وراجع عوالي اللآلي : 1 / 323 / 60 .
[11] نهج البلاغة : الخطبة 1 .
[12] الدمث : اللين . والوشل : الماء القليل يتحلب من صخرة أو من جبل يقطر منه قليلا قليلا ( المحيط في اللغة : 9 / 284 و ج 7 / 380 ) .
[13] بالضم - : جمع القناع ، وهو المقنعة والسلاح ( مرآة العقول : 17 / 29 ) .
[14] الكافي : 4 / 199 / 2 ، نهج البلاغة : الخطبة 192 مع تفاوت يسير .
[15] الكافي : 4 / 197 / 1 ، الفقيه : 2 / 249 / 2325 ، الاحتجاج : 2 / 206 / 218 ، أمالي الصدوق : 494 / 4 ، الإرشاد : 2 / 200 نحوه .
[16] علل الشرائع : 411 / 1 ، معاني الأخبار : 170 .
[17] تفسير الطبري : 10 / الجزء 17 / 147 عن جابر ، وفي طريق آخر عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : " المغفرة " .

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور