| من عمَّ طلعتك الغرَّاء بالبلج | وخصَّ مبسمك الدريَّ بالفلجِ |
| وموَّهَ السِّحرَ في جَفنَيْكَ فاتَّفقا | على اسْتلاب النُّهى بالغُنْج والدَّعجِ |
| وضاعف الورد في خدَّيك حين بدا | ريحان عارضك المسكيِّ بالضَّرجِ |
| وأكسَب الوردَ من ريَّاك طيبَ شذاً | حتى روى مُسنداً عن نَشْركَ الأرجِ |
| وكم لحسنك معنى ً قد خُصصت به | ما بين مُنفردٍ منه ومُزدَوِجِ |
| ما كلُّ ذي بهجة راقت محاسنه | يحوي محاسن هذا المنظر البهجِ |
| من رامَ حُسنَك لم ينظر إلى حَسَنٍ | وفي سنى الشَّمس ما يغني عن السُّرج ِ |
| قد كادَ يَحكيكَ لولا الفِرقُ لاحَ لنا | بدر التَّمام وشمس الأفق في البلجِ |
| فلم يقَعْ منكَ ذو حُسنٍ على شَبهٍ | سوى الهلال على ما فيه من عوجِ |
| كيف النَّجاة لمن ولَّاك مهجته | وسيفُ لحظِكَ لا يُبقي على المُهَجِ |
| خذ في التجنِّي ودع من مات فيك يقل | أنا القتيلُ بلا إثمِ ولا حَرَج |
| خلعت فيك عذاري غير معتذرٍ | وفي عذارك عذري واضح الحجج |
| وكيف أصْحو غَراماً من هواكَ وقد | سقيتني الحبَّ صرفاً غير ممتزج |
| هام المحبُّون وجداً فيك فانزعجوا | وهمت فيك بقلبٍ غير منزعج |
| شتَّان ما بين صبٍّ راح مكتئباً | وبين صَبٍّ بجَوْر الحبِّ مُبْتَهج |
| يا لاهِجاً بمَرامي في هوى رشَاءٍ | بسَلْب ألباب أرْبابِ الهوى لَهِجِ |
| إن لم يَلجْ حسنُه في ناظريكَ فلي | سمعٌ وحقِّك فيه العذل لم يلج |
| حَلَتْ حلاه لقلبي إذُ شُغِفتُ به | والحبُّ أعذب لي من عذلك السَّمج |
| لي من ذوائبه ليلٌ دجا فسجا | فيه يطيب السُّرى وهناً لمدَّلجِ |
| ومن محياه صبحٌ إن أضاء لنا | جَلا الدُّجى بصباحٍ منه مُنْبَلجِ |
| لا غروَ إن فتنَتْ قلبي نَواظرُه | كم فتنة ٍ دون ذاك الناظر الغنج |
| ما كنتُ أوَّل من أذكت بمهجته | نار الصَّبابة وجداً دائم الوهج |
| فقلبه من سعير الوجد في حرقٍ | وجَفنُه من بحار الدَّمع في لُججِ |
| أهفو إلى الرِّيح إن مرَّت على إضمٍ | شَوقاً لمن قلبُه بالشَّوق لم يَهِجِ |
| يا حبَّذا نسمة ٌ هبَّت لنا سحراً | تختالُ في الجوِّ من طيبٍ ومن أرَج |
| روت أحاديثَ سُكَّان الحِمى وسَرت | تهيج كلَّ فؤادٍ بالغرام شج |
| فهل درت نسمات الحيِّ حين سرت | ماذا أسَرَّت لعاني الحبِّ من فَرَجِ |
| وافتْ مُبَشِّرة ً بالوصل منشدة ً | لك البشارة مضنى الحبِّ فابتهج |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق