الأحد، ديسمبر 07، 2008

الحج : المؤتمر السنوي العام وقضايا الأمة – التباسات مفاهيمية تحتاج الى اعادة نظر



الحج : المؤتمر السنوي العام وقضايا الأمة – التباسات مفاهيمية تحتاج الى اعادة نظر

طرح المفكر الجزائري مالك بن نبي سنة 1960 في كتابه تأملات عنوانا هو "الصعوبات بوصفها علامة نمو في المجتمع العربي" مرددا مقولة المؤرخ توينبي :" ان الصعوبات هي تحد خلاق لأنه يستحث الرد عليه " . وعدد الأستاذ بن نبي اربع جهات كمصادر للصعوبات في نمو المجتمع , هي :
 - الخلل في عالم الأشخاص.
 - الخلل في عالم الأفكار.
- الخلل في عالم الأشياء.
 - الخلل في علاقة هذه العوالم ببعضها.
 معتبرا أن الخلل في عالم الأفكار منشؤه اما الخطأ في تحديد المفاهيم , أو في عدم ربط الأفكار بالطرق الصحيحة . وارى أننا في عالمنا الاسلامي بعد ثمانية وأربعين سنة من هذا الطرح ما زلنا نعيش المشكلتين معا, وفي هذه المطالعة السريعة أحاول بيان ذلك , وهذا البيان يتجلى بالتالي :
أولا بتحليل ودراسة صورة برنامج المحور الثالث في ما يخص هذا المؤتمر تحديدا باعتباره مثالا . وباستقراء للواقع الفكري الجاري في عالمنا الاسلامي بما يخص أجزاء هذه الصورة دلالة على العلاقة الجدلية بينهما لاثبات استمرار المنشأ الأول.
وثانيا ببيان وجه مسؤولية المؤسسات والعلماء والمفكرين والقادة عن المشكلة لأثبات المنشأ الثاني .
واتخلص بعد ذلك الى اعادة قراءة مضمون المحور لأتمكن من تقديم الباحثين على أساس مفهوم .
********************
أولا , في معالجة صورة برنامج المحور التي جاءت في بطاقة الدعوة كالتالي[1] :

المحور الثالث: الحج:المؤتمر السنوي العام وقضايا الأمة
- الحج بابعاده السياسية والاجتماعية
- الحج وفلسطين والمقاومة
- الحج والاستكبار العالمي
وبتفكيك عنوان المحور الى مفردات لغوية (كلمة,شبه جملة,جملة) واعادة ايجاد علاقة لغوية فكرية بين بعضها , والنظر فيها نجد المفردات التالية:
الحج – المؤتمر – قضايا – الأمة .
ثم بالنظرفي نتائج ما يجري من عمل ذهني بحمل بعضها على بعض نجد منطقيا ثلاثة عناوين تحتمل أن تكون قضايا أو لا بحسب الحكم عليها جملا خبرية أو انشائية :
· الحج المؤتمر السنوي
· قضايا الأمة
· (الحج المؤتمر السنوي) و (قضايا الأمة)
ثم وكنتيجة لعمل نظري (ذهني) في ترتيب للأهميات والأولويات بين "القضايا" تطالعنا العناوين الفرعية التي تعبر اما عن اختيارات الجهة الداعية للمؤتمر أو اختيارات الباحثين المتعددة:
الحج بابعاده السياسية والاجتماعية
الحج وفلسطين والمقاومة
الحج والاستكبار العالمي
في المفردات اللغوية كمفاهيم ولبيان وقائع الالتباس المتعددة نبدأ بالمفردات كلمة كلمة :
- الحج :
قد يخرج الحج كعبادة وشعيرة من شعائر الاسلام في جانبه الفقهي العام عن الالتباس المفهومي لكن هذا الالتباس سيطل برأسه حتما عند النظر الى الحج من جهة (مقاصد الشريعة),ففيما تصر الجهات الدينية في المملكة العربية السعودية على حصر حركة الحجيج المليونية في اطار "المناسك" ولا ترد عبارة "المقاصد" الا بصورة غائمة كما في الكلام عن رسالة وأهداف "مركزالتميز في أبحاث الحج والعمرة" الملحق بصورة غير تنظيمية بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج[2] نقرأ:
"الرسالة :تقديم البرامج البحثية لتطوير منظومة شاملة للحج والعمرة والزيارة تؤدي إلى تحقيق مقاصدها
والارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
أهداف المركز:ومن خلال الرؤية المستقبلية للمركز فأنه يسعى إلى تحقيق العديد من الأهداف والتي من
أهمها:
1. تقديم برامج بحثية لعمل نظام شامل للحج والعمرة والزيارة يؤدى إلى تحقيق أهداف الحج والعمرة
ويساعد على تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن."
حيث لم أفهم الفرق بين الرسالة والأهداف مع تكرار العبارة بتبديل ينحصر بحذف الالف واللام عن "البرامج البحثية" واستبدال "لتطوير" ب "لعمل" ومنظومة بنظام ومايلحقه من ضمائر, والأهم استبدال المقاصد بالأهداف .
في مقابل ذلك ,تصر جهات دينية أخرى رسمية وأهلية في أنحاء متعددة من العالم الاسلامي على اعطاء الحج ابعادا متعددة عقائدية وسياسية فنقرأ عند الامام الخميني والامام الخامنئي مصطلحات الحج الابراهيمي واعلان البراءة ومسيرة البراءة من اميركا واسرائيل وربطها بتمام الحج من جهة معنوية لا من جهة صحة المناسك , وكذلك عند عدد من الاحز اب الاسلامية .
- مؤتمر:
ثم نأتي الى مفردة مؤتمر التي نطلقها على كل اجتماع بحثي بدون بيان الفارق بينها وبين ندوة أو طاولة مستديرة الخ ... , ولن أطيل في هذا المجال لعموم ذلك في أكثر ما ندعى اليه,ويمكن بحثه لاحقا . لكن ما لايترك هنا هو الكلام عن أعضاء هذا المؤتمر ومن هم ؟ الملايين أو النخب؟ وما هي مواضيع البحث؟
فضلا عن معرفة الجهة الداعية والمنظمة .
- قضايا:

ثم عند الوقوف أمام كلمة قضايا نجد أنها جمع قضية :اسم مصدر عند اللغويين من قضى بمعنى الحكم نفسه,ومسألة يتنازع فيها وتعرض على القاضي أوالقضاة للبحث والفصل , وفي علم المنطق قول مكون من موضوع ومحمول أو جملة خبرية يحتمل فيهما الصدق والكذب ويصح أن يكونا موضوعا للبرهنة .
والذي استوقفني في استخدام الكلمة أولا أنه هل تتطابق هي وتعبير مسألة أم ان هناك علاقة منطقية أخرى بينهما كالتضمن أو التقاطع , ثانيا انه قد استثار اهتمامي للمتابعة استخدام موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب ( أحد أهم المواقع العربية ومن أكثرها جدية ورصانة) مقابل كلمة قضايا لفظين انكليزيين مختلفين في نفس المكان هما:
:“issues” و”affairs”
بينما وضع القاموس العصري الجديد , انكليزي – عربي تأليف نخبة من أساتذة اللغتين الانجليزية والعربية كلمة "مسألة" مقابلا واحدا لهما . الأمرالذي أكد لي وجود الالتباس في تحديد المفهوم فضلا عن العلاقة المنطقية,وسيتضح ذلك أكثر مع استخدام كلمة "قضية" بترسل ودون تعليل أو ربط بينها وبين موضوع ما يحمل عليها عندما نبحث ذلك في القسم المتعلق بحمل بعض هذه المفردات على بعض من هذه المطالعة .
- الأمة:
ونختم هذا الكلام بالأمة فانه مفهوم مشكك كما يقول المناطقة بمعنى قبوله للانطباق على القليل والكثير من الناس كما عند اللغويين وله عندهم معان أخرى, لكن الاستخدام العرفي لا يعتني بذلك بل هو متفاوت ايضا لكن باتجاه مختلف فالامة اليوم هي الشعب في دولة او في مجموعة دول أومجموعة شعوب في دولة والشعب جماعة من الناس أكثرهم من أصل واحد و تجمعهم صفات موروثة و مصالح و أماني واحدة أو يجمعهم أمر واحد من دين أو مكان أو زمان .
ومنذ بدأت حالة الفرز القومي في الغرب وظهرت نظريات تماهي بين الأمة والقومية والدولة , وبعد ما نقلت نخب متغربة هذا العنوان الينا شهدت الأمة الاسلامية ظهور الدعوات القومية وبدأت دعوات للتماهي بين القومية والدولة في أنحاء العالم الاسلامي , ففي مواجهة عملية التتريك تحت عنوان الجنسية العثمانية لكل رعايا السلطنة العثمانية برزت الدعوة الى القومية العربية والدولة العربية كمطالب استقلالية,ثم صارت الدعوات تظهر لتضيق مساحة الأمة فظهرت دعوة الأمة السورية والأمة المصرية والأمة اللبنانية على أساس قومي,ومع تفكك السلطنة العثمانية واستقلال الشعوب بدول ظهر استخدام لفظ الامة للدلالة على الشعب والدولة في قطر معين , مع ابقاء الانتماء الى دائرة قومية – أمة أوسع كالأمة العربية,أو الأمة الاسلامية كأطار جامع غير قومي عند العرب وكأطار يعبر عن قومية عند البعض من غيرهم كما في البلقان.
مفهوم الأمة اذا غير منضبط ويستخدم تبعا لاختيار المستخدم .
*************
الخلاصة الأولى ودفعا لاشكال أحد الفضلاء , لم يعد بالامكان الكلام عن (أل) العهدية كمشترك لان العهد بنفسه ليس مشتركا فما يريد الاشارة اليه فلان بالمفردة محلاة ب(أل) العهدية مختلف عما يريده الآخر .
نعم يبقى لها مجال في الفهم من واقع معرفة ارادة الآخر لكن هذا لا يدفع الاشكال بل يؤكد وجود الخلل في تحديد ظهور المصطلح في معنى واحد على صعيد "الأمة" الاسلامية كما ذكر الاستاذ مالك بن نبي , وسيظهر ذلك لاحقا بصورة أوضح .
*************
في حمل بعض المفردات على بعضها لتشكيل جمل تصلح أن تكون قضايا منطقية :
نجد ثلاثة عناوين تحتمل أن تكون قضايا أو لا تحتمل ذلك بحسب الحكم عليها جملا خبرية أو انشائية , وهي التالية :
· الحج المؤتمر السنوي
· قضايا الأمة
· (الحج المؤتمر السنوي) و (قضايا الأمة)
· الحج مؤتمر سنوي
عبارة يرددها المسلمون ويتغنون بها فاذا جئنا الى تحليلها وفق ما رأيناه من معان لمفرداتها بعد التسليم بكونها جملة خبرية تصلح للكون قضية منطقية موضوعها الحج ومحمولها مؤتمر سنوي وبغض النظر عن التحليل المنطقي من ان الموضوع غير مستغرق لكونه مشككا والمحمول كذلك مشكك وما يترتب لتكوين قضية صادقة وسألنا أي حج هو أي مؤتمر؟ كان سؤالنا جائزا لما عرفت في بحث المفردات بل يمكن طرح المزيد من الاسئلة :
هل الحج كموسم أو كعبادة هو مؤتمر وكيف يكون كذلك ؟ الموسم يتيح فرصة اللقاء المتاحة في فسحة أخرى في نفس الاماكن أو غيرها, فما هي الخصوصية هنا بدون معرفة أطراف عقد أي مؤتمر.
من هي الجهة الداعية والمنظمة؟ من هم المؤتمرون ؟ أفراد المسلمين الذين يربون على ثلاثة ملايين وهم صورة عن مجتمعاتهم بسلبياتها وايجابياتها وتناقضاتها. أم وجوه وعلماء وقادة الأمة؟ ما هو جدول الأعمال ؟
لاحظوا معي كيف ظهرت هذه القضية في الاعلام :
يطرح موقع "اخوان أون لاين" تحت عنوان دراسات وقضايا دراسة عنوانها "هل تحقق الأمة وحدة مرجعيتها في الحج" جاء فيها:
"ويوم أن تحقق الأمة وحدتها الفكرية ورباطها القائم- بعد وحدة العقيدة والشعور- على وحدة المصالح والمصير تستطيع أن تحقق بذلك عودة الخلافة الفكرية والاجتماعية للأمة، وهي خلافة أهم وأعمق بكثير من الخلافة السياسية الرمزية التي ترمز في النهاية إلى وحدة الكيان الإسلامي.. وهو دور تستطيع أن تنجزه الأمة من خلال شعوبها وعلمائها وكوادرها الفاعلة في مختلف المجالات وإن اختلفت أهواء الساسة ومشاربهم، وليست هناك مناسبة أضخم من موسم الحج لتحقيق هذا الأمل، فالأمة باعتبارها الكيان المدني الذي يقابل السلطة أو ما يُعرف في العصر الحديث بمصطلح مؤسسات المجتمع المدني هي وحدها المؤهَّلة للقيام بهذا الدور".
في المقابل يطرح موقع "شبكة الرد" نقلا عن (صحيفة الرياض) الجمعة 10 ذي القعدة 1427هـ - 1 ديسمبر 2006م - العدد 14039 تحت عنوان قضايا الساعة مقالة بقلم د. إبراهيم بن عبد الله المطلق من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية " مؤتمر عالمي للتنظيم العالمي ! " جاء فيها:
" التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وفي افتيات على هذه الدولة وأنظمتها اتخذ من موسم الحج مؤتمراً عالمياً حيث يجتمع فيه كبار منظري وقيادي الفكر في أقطار الأرض.

التنظيم العالمي للإخوان المسلمين استثمر موسم الحج لعقد لقاءات واجتماعات في غاية الأهمية بين كبار منظري الفكر وقيادييه في جميع الأقطار.
انشغال الجهات الرسمية في أداء واجبها الرسمي تجاه ضيوف الرحمن وسعياً في اصطياد وتجميع أكبر عدد ينتسب للفكر دفع منظري الفكر اختيار والتأكيد على أهميته حيث لا يمكن أن يتخلف أحد منهم ولأن المنابر الرسمية كالمساجد ووسائل الإعلام قد بذلت الجهود في تنقيتها وضبطها من قيادات الفكر، فالبديل إذاً شركات الحج من الداخل والخارج ولأن بعض كبريات هذه الشركات يمتلكها أشخاص اما لهم عضوية في التنظيم واما متعاطفون مع التنظيم واما جهلة لا يفقهون خطورة التنظيم فقد اخترقت هذه الشركات حتى أن بعضها اتخذ من أسماء بعض كبار منظري الفكر وقياديه ومشاهيره دعاية لها لاستجلاب أكبر عدد من الحجاج للحج في معيتها والشرط أربعون.
ويختم مقالته بالتالي:
استثمار الحج وهو شعيرة عظيمة من شعائر هذا الدين ليكون مخيماً دعوياً ثقافياً على غير منهاج النبوة وعلى غير هدي السلف الصالح جرم عظيم وإثم كبير وخلل منهجي خطير.
إذاً شركات الحج هي القناة الرسمية للمؤتمر العالمي للتنظيم العالمي وهي القنوات الرسمية لقيادي ومنظري الفكر ومخيم شيخ الشركة ومفتيها وإمامها هي المكان الأنسب للقاءات والاجتماعات المصغرة حيث يسدل الستار وتبدأ النقاشات وتداول الآراء والمقترحات حول قضايا الأمة الإسلامية وتخاذل حكامها عن نصرتها وحول كل ما يخدم مصالح التنظيم وأهدافه".
بهذا يظهر اختلاف المراد من الحج كمؤتمر سنوي وفق الأساس الذي ينطلق منه صاحب الخطاب و وتاليا يصير المفهوم مبهما أو متشابها يحتاج الى تأويل .
· قضايا الأمة
شبه جملة لا تصلح لأن تكون قضية بنفسها بل هي اما موضوع أو محمول في قضية . والمفهوم منها ارتكازي في الذهن والارتكاز هنا كما العهد في مفهوم الأمة ليس واحدا لكن التعدد في فهم (قضية) بمفردها يجد في الاستعمال الحقيقي (غير المجازي) المختلف لها في الخطاب اليومي عضدا لاعتباره مبررا فضلا عن كونه مفهوما بخلافه هناك , ولكنه مع ذلك لايرفع الابهام عند التركيب , ومن الصور التركيبية المبهمة المستخدمة : قضية الأمة , قضية أمة , القضايا , قضايا عامة , قضية هامة أو قضايا هامة.
وقد ذكرت عند النظر في القضية كمفردة أن ما توقفت عنده هو الافتراض ان المسلمين سواء في الفهم المرتكز للقضية لاكتشف خطأه , ولاكتشف ان جدول القضايا أيضا ليس واحدا, فضلا عن ميزان الأهمية الذي به يتفاوت ترتيبها. وأن المشكلة مع كلمة قضية تنشأ عن الترسل في الاستخدام ودون تعليل أو ربط بينها وبين مضمون ما يحمل عليها الأمر الذي يثير الالتباس في تحديد العلاقة المنطقية أو المعنى
الارتكازي.وبيان ذلك بهذه الامثلة من فضاء الحراك الفكري الثقافي الاسلامي , فهذه مجموعة عناوين تشتمل على تركيب مفردتي قضية وأمة ويلاحظ فيها التفاوت الواسع بين أغراضها حرصت على نقلها تقريبا كما ظهرت في الانترنت:
"قضايا مهمة في حياة الأمة عدنان بن أحمد البحيصي هذه رسالة موجزة أسميتها قضايا مهمة في حياة الأمة ضمنتها مباحث نافعة (العبودية وواقعنا المعاصر،الإسلام والكفر،العواصم،الصوفية،كتب نافعة) واجتهدت أن أورد صحيح الحديث دون ضعيفه وأن أنقل الكلام عن كبار العلماء كابن تيمية وابن القيم وغيرها "
"قضايا مهمة لعامة الأمة وحيد عبدالسلام بالي محاضرة صوتية حكم الصداق عند الفراق قبل الدخول "
"تشغيل: قضية أمة م محاضرة صوتية
الشيخ : نبيل العوضي العنوان : قضية أمة فتنة المسيح الدجال وعلامات ظهوره " وهذه مجموعة أخرى يظهر فيها التفاوت في الاهتمامات:
"كونا (وكالة الأنباء الكويتية) : اختصاصي نفسي يدعو مرشحي مجلس الأمة الى وضع قضايا الأمن الاجتماعي على رأس برامجهم - اضطراب الهوية الجنسية بين شباب الكويت تحول الى ظاهرة - 20-04-2008 "
"الزواج 'قضية أمة' لدى فتيات الإسلام الثلاثاء, 20-فبراير-2007
- الزواج 'قضية أمة' لدى فتيات الإسلام أظهر استطلاع بين فتيات من العالم الإسلامي على هامش حلقة نقاشية للندوة العالمية للشباب الإسلامي، عن "عادات وتقاليد الشعوب في العالم"، أن "الزواج" ما زال يمثل قمة الأولويات في اهتماماتهن، بينما جاءت قضايا كثيرة طاحنة تمر بها الأمة الإسلامية كقضايا الاحتلال والغزو والتخلف والقدس والهجوم المتزايد على الإسلام في مرتبة لاحقة.وشمل الاستطلاع 45 فتاة مسلمة مثلت 20 دولة حول العالم وافقن على المشاركة في الاستطلاع من بين مائة فتاة من شتى بقاع العالم العربي، ومن جنوب شرق آسيا وأوروبا، حضرن ملتقى "الفتيات الرابع" الذي انعقد بمدينة فايد الساحلية بمحافظة الإسماعيلية المصرية، وأقامه مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالقاهرة، فيما اعتذرت البقية الباقية ووعدن بالتواصل في وقت آخر لاستكمال الاستطلاع.وأظهر الاستطلاع أن 25 فتاة من بين 45 رأين أن الزواج يمثل الأولوية الأولى في اهتماماتهن ، ومع هذا أكدن أن قضايا الأمة والهجوم على الإسلام تعتبر من القضايا المهمة لكنها لا تزيح الزواج عن مكانته الأولى لديهن في الأولوية. "
"إنتبه___قضيه من قضايا الأمة
تاريخ إرسال الشكوي : Thursday 31st of July 2008 04:22:37 PM
هل ترغب في زكر معلوماتك الشخصية : نعم طبيعة الموضوع : شكوي الموضوع :
إنتبه....قضية من قضايا الأمة ماذا فعل هؤلاء الخريجين؟ خريجى كلية تجارة شعبة البريد (2008:2003) هؤلاء الخريجين قاموا بدخول الكليه بناء على أمل كان يحدوهم ألا وهو التكليف....وتم الدخول بناء على هذا الأمل ولكن....ماذا حدث ؟! 1-تم إلغاء التكليف 2-تم إلغاء الشعبة من الكلية فهل بناء على هذا سيتم تعيين هؤلاء الخريجين أم سيظل فساد النظام على ماهو عليه من تعيين الأقارب والحبايب والنسايب وأنا هنا أركز على جزئية فساد النظام والذى للأسف أصبح منتشرا فى أغلب الأماكن إن لم يكن كلها من إعطاء الحقوق لغير أصحاب الحقوق. مع العلم بأن هؤلاء الخريجيين كان بإمكانهم دخول أى كلية أخرى حيث أن مجموع الكلية ليس بالقليل وهى كانت 92%السنه الماضيه... فهل من إهتمام وإرجاع الحقوق لإصحابها ورد المظالم لأصحاب المظالم " بينما تجد في موقع الوحدة الاسلامية:
و في منتديات رمسة عرب :
"::: رمــــسة عـــــرب::: > ...محطات رمسة عرب بلا تذاكر... ::: قضايا الأمة الإسلامية ::: ::: قضايا الأمة الإسلامية ::: (خاص بأخبار المسلمين المختلفة ومناقشة الأمور السياسية وشئون المسلمين) "
وفي موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:
"قضايا الأمة ".. سلسلة جديدة للتأليف والترجمة 7-4-2008 موقع الاتحاد اعتزم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن طريق لجنة التأليف والترجمة إصدار سلسلة علمية تحمل عنوان: "قضايا الأمة"، يتضمّن كل عدد منها بحثا يتناول بالعلاج قضية من القضايا المتعلقة بواقع الأمة من وجهة شرعية تأصيلية. ويكون البحث ذا طابع علمي في منهجه، وذا طابع عملي في نتائجه، ولكنه يكون سهلا في مأخذه، ميسورا في الاستفادة منه، من أجل أن يصير متداولا بين القطاع الأوسع من المثقفين المسلمين تعميما للفائدة، ونشرا لرسالة الاتحاد، وتحقيقا لأهدافه. وقد صدر بفضل الله تعالى العدد الأول من هذه السلسلة بعنوان: "موجبات تغير الفتوى في عصرنا" من تأليف فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد باللغة العربية، وهو تحت النشر باللغة الإنجليزية والفرنسية، وسيترجم إن شاء الله تعالى إلى لغات أخرى. كما يصدر قريبا العدد الثاني من هذه السلسلة بعنوان: "المسلم مواطنا في أوروبا" تأليف الشيخ المستشار فيصل مولوي. وكلّ ما يصدر في هذه السلسلة يُترجم إلى لغات متعدّدة. بعض المواضيع المقترحة: ونذكر على سبيل المثال جملة من القضايا التي يمكن أن تكون محلّ بحث ضمن هذه السلسلة، فمن هذه القضايا ما يلي: 1 - وحدة الأمّة. 2 - فقه الاختلاف. 3 - العنف في الإسلام. 4 - ثقافة الحوار. 5 - الشورى في الإسلام. 6 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتطبيقات المعاصرة. 7 - الحرية والنهضة. 8 - الآخر في ثقافة المسلم. 9 - المشاركة السياسية ضمن الأنظمة العلمانية. 10- ترشيد الصحوة الإسلامية. "
وستجد العديد من المنتديات التي تفتح عنوان قضايا الأمة لتناقش تحته هموما مختلفة ومتفاوتة دون تحديد أولويات , من عبادة الشيطان الى الشيشان ومن حقوق الانسان الى الرافضة ...الخ.
· (الحج : المؤتمر السنوي) و (قضايا الأمة)
هذه العبارة لا تستقيم الا بتقدير محذوف بعد الواو وبعد الاستسلام لدلالة علامة(:)على الشرح أو البيان,وهنا أيضا وبعيدا عن الدلالات المنطقية يحق لنا التساؤل أي حج أو مؤتمر سنوي نربطه بالواو مع أي قضايا وأي أمة؟
*************
الخلاصة الثانية :
ان تركيب القضايا يحتاج الى وضوح كامل في اطرافها موضوعا ومحمولا, وهو غير متحقق كما ظهر معنا في الخلاصة الأولى من القسم الأول حيث لا يمكن القطع بظهور المعنى الواحد من الالفاظ المستخدمة عند الجميع.وعليه وبناء على ما بينته في القسم الثاني بعد تركيب ثلاث قضايا ومعالجتها من أنه لو قبلنا اعتبارها جملا مفيدة (تجاوزا في الثانية خصوصا) مستندين الى الارتكاز المفهومي فلا يمكن اعتبارها قضايا منتجة الا بوحدة هذا الارتكاز في طرفيها في الأذهان الأمر الذي بان عدم تحققه.
*************
في اختيار وترتيب العناوين الفرعية
- الحج بابعاده السياسية والاجتماعية
- الحج وفلسطين والمقاومة
- الحج والاستكبار العالمي
بغض النظر عن المعد لها فانه يظهر لنا حرصه على ارادة اختياره بعض العناوين الأهم المطروحة للمتابعة العملية وللنقاش الفكري في عالمنا الاسلامي , وتندرج جميعها في اتجاهين هما : تأسيس موقف يربط بين الحج والحضور السياسي والأجتماعي للأمة الأسلامية مقابل الآخر في العنوانين الأول والثالث , وتاسيس لكيفية الربط بين الحج وأهم قضيتين تشغلان راهنا العالم الأسلامي حيث تتميز فلسطين بانها المقاومة الأقدم , فيما تتمظهر حولها قضية الأراضي العربية المحتلة في محيطها ولا يوجد عنوان مقاومة مسلحة الا في لبنان منها. ويشهد العالم الأسلامي حركات مقاومة في أفغانستان والعراق وغيرها .
ويدلل هذا الأختيار لهذا النوع من القضايا دون غيرها من قضايا التنمية أو الحقوق وحتى قضايا النزاعات المسلحة كما في الصومال ودارفور في السودان مثلا على التوجه الذي يحكم الجهة الداعية والمشاركين والحضور . لكن هذا الاختيار على كونه يتلاقى مع اعتماد نفس القضايا في جدول آخرين الا انه كما لاحظنا سابقا لا يقع في نفس الرتبة من سلم الآولويات بحساب المنطلقات, وازيد هنا أن أحد المفكرين
الأسلاميين المتبنين لهذه القضايا تاريخيا والمناضلين فيها وهو الدكتور كمال الهلباوي ينظر لتقديم غيرها راهنا وسنتناول موضوعه لاحقا[3] .
*************
الخلاصة الثالثة:
الآن وبعدما تعرفنا على التفاوت في سلم الترتيب بين الفردي الشخصي والعام في القضايا باعتباره راجعا الى رؤيتها: هما شخصيا أو قضية تتعلق بالأمة , أو عدم القدرة على التمييز فيها بين مهم وأهم , ينبغي ان نسجل ملاحظة دقيقة تتعلق بغياب تفسير وتركيب نظري يميز بين المسألة و الفتنة والصراع والنزاع المسلح والقضية والأزمة , الامر الذي أشرنا اليه عند الكلام على مفردة قضية بغياب أي توضيح للعلاقة المنطقية بين "قضية" و "مسألة" و..الخ .
فضلا عن الحاجة الى تصنيف آخر للعناوين يتعلق بموضوعاتها فلا نخلط السياسي بالثقافي بالاقتصادي, أو نقصر القضايا على صنف واحد مهملين الأصناف الأخرى وستظهر أهمية هذا التقسيم والتصنيف عند الكلام على ربط الافكار بالطرق , ففي موضوع اخماد الفتنة الداخلية تحتاج طرقا غيرها في موضوع المقاومة مثلا . وستظهر أهمية هذا التقسيم والتصنيف أيضا في ايجاد القدرة على تمييز الاولويات . وكذلك عند الكلام عن المسؤولية في توجيه عناية المسلمين الى تركيز جهودهم على أمور معينة في مرحلية أوتدرج .
بهذا أكون قد بينت مظهرا من مظاهر وقوع الخطأ في تحديد المفاهيم , وهو المنشأ الأول.
*************
ثانيا,بالأنتقال الى المنشأ الثاني للخلل في عالم الافكار وهوعدم ربط الافكار بالطرق الصحيحة :
نعرف ان طريقة الأدارة الناجحة والعلمية في أي مجال حيوي للأفراد والأمم هي مفتاح التقدم والتغلب على المصاعب وتحقيق الأهداف , فكيف بنا اذا سجلنا بداية غياب الجدولة لقضايا العالم الاسلامي وما يعنيه من آثار في ترتيبها على سلم أولويات الأمة و كيفية ونوعية مواجهتها , فضلا عن الانتهاء الى الربط الصحيح بين الأفكار المتعلقة بها وطرق معالجتها.
منظمة المؤتمر الاسلامي وجدولة القضايا مقارنة بالأمم المتحدة وجهات أخرى:
عندما تفتح صفحة الاستقبال لموقع الأمم المتحدة وتدخل الى القسم العربي ستجد بين العناوين المحيطة بالشعار ثلاثة عناوين تعنينا مباشرة هي :
الحالة في الشرق الأوسط
الحالة في العراق
قضايا على جدول أعمال الأمم
بينما لو دخلت على موقع منظمة المؤتمر الأسلامي فلن تجد من هذه شيئا , وانما عليك لمواكبة شؤون الشرق الأوسط والعراق الدخول الى عنواني الأخبار أو الأحداث أما القضايا والجدول فلا عنوان لها مستقلا , وانما لو بحثت عنها في "الأخبار" فستجد منها ما لا يبتعد عن اشارات الى المعهودة أوالمرتكزة في أذهان المسلمين ضمن التقارير والبيانات والتصاريح والخطب .وكذلك لن تفهم سببا لاستخدام مفردات " المسائل " و " الأزمة " و " الأوضاع " و" موضوع " و" قضايا" و "القضايا" و "مشاكل" و "أولويات" .
لاحظ النص التالي الذي وجدته باستخدام خاصية البحث في صفحة الأخبار في موقع منظمة المؤتمر الاسلامي عن كلمة "جدول" واقتطعت منه ما يعنينا هنا و تأكيدا على الحاجة الى تفسير العلاقات المنطقية بين هذه المفردات :
"بتاريخ: 05/03/2008 الدورة 11 لمؤتمر القمة الإسلامي يومي 13 و 14 مارس في دكار:قضايا أساسية على جدول أعمال القادة ...يكتسب مؤتمر القمة الإسلامي في دورته هذه أهمية خاصة في ظل الظروف الراهنة و ما تحمله من تحديات كبرى على مختلف الأصعدة ففي المجال السياسي و اعتبارا للمكانة المركزية للقضية الفلسطينية في جدول أعمال منظمة المؤتمر الإسلامي ستكون الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني في مقدمة المسائل المطروحة على القادة، فضلا عن الأزمة اللبنانية و الأوضاع في العراق و الصومال و إقليم دار فور و غيرها. كما أن موضوع مكافحة رهاب الإسلام"الاسلاموفوبيا" سيكون ضمن أولويات هذه القمة التي سيرفع إليها أول تقرير للمرصد الذي أنشئ داخل الأمانة العامة للمنظمة لمتابعة هذه الظاهرة التي شهدت نسقا تصاعديا خلال السنوات الأخيرة. و ستكون مشاكل مقاومة الفقر في العالم الإسلامي، حيث نسجل فوارق مجحفة بين أقطاره، من أهم المواضيع المطروحة على القمة و قد وقع في الأشهر القليلة الماضية إنشاء صندوق لمقاومة الفقر براس مال مستهدف يبلغ 10مليار دولار كما و قع إقرار برنامج خاص للتنمية في القارة الإفريقية إضافة إلى إقرار أهمية الرفع من التبادل التجاري بين الدول الأعضاء إلى 20 في المائة في أفق 2015 مقابل 13 في المائة سنة 2005.و ستنظر القمة كذلك في قضايا الجماعات و المجتمعات المسلمة خارج العالم الإسلامي إلى جانب القضايا الثقافية و الاجتماعية و تلك المتعلقة بتطوير العلـوم و التكنولوجيا و الإعلام و الشؤون القانونية و مجتمع المعلومات و غيرها من المسائل التي يرغب القادة في إدراجها على جدول الأعمال. "
ولو قارنت الجدول المقترح في دعوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وكل عناوينه فكرية كما لاحظت,وجدول كتاب مجموعة من القضايا الهامة, الذي يجمع أصنافا مختلفة[4] بجدول قضايا الأمم المتحدة لوجدت العناصر المشتركة بين هذه الجداول قليلة جدا ما يعني أننا نعيش هموما زائدة عن جدول الأمم المتحدة التي تلحظنا ودولنا في جدولها , وهو أمر مختلف عما نحن بصدده الآن ويحتاج الى دراسة مفصلة.
ولو أننا دخلنا على الأوراق المعنية في الحكومات والأحزاب والمؤسسات لما وجدنا اختلافا كبيرا فان انعدام التخطيط أو سؤ التخطيط هما السمة الغالبة على عملها ,وما أكثر الشكاوى التي نسمعها في هذا الصدد.
هذا خلل أول يقع في تشخيص وتحديد المشاكل وهو أهم مقدمات اختيار الطرق للمعالجة . أما الخلل الآخر فيظهر في نفس اختيار الطرق والاساليب التي نعتمدها في مواجهة هذه العناوين .
ان استمرار وتفاقم أي مشكلة يدل بداهة على عقم الطرق المتبعة في معالجتها عن انتاج حل معقول وممكن التطبيق , ولو راجعنا أوراق منظمة المؤتمر الاسلامي مثلا واستخرجنا جدولا بالمشاكل التي ناقشتها وأدارتها كم ستكون النسبة المئوية لما انجز وما هو عالق في كل المجالات ؟
والأمر نفسه مع الجامعة العربية بل المشكلة هنا أعقد نظرا للفارق الزمني في تاريخ تأسيسهما . وهذا لايعني بالطبع أن حال الأمم المتحدة أفضل فعلى سبيل المثال وبغض النظر عن القضية الفلسطينية فقد كان على جدول أعمال الجلسة الثالثة والستين للأمم المتحدة هذا العام مسألة قبرص تحت الرقم 21 كذلك تحت الرقم 25 :العدوان الأسرائيلي المسلح على المنشآت النووية العراقية ومضت عليهما عقود كما نعرف .
وبالعودة الى الكلام على كيفية ربط الافكار بالطرق فعلى هامش هذه الجلسة دعت النروج الى جلسة للجنة تنسيق المساعدات للشعب الفلسطيني وانظر الى ماذا آلت أقدم القضايا : القضية الفلسطينية , لا في جوهرها بل في أحدث مستجداتها : حصار غزة وهو أمر مؤلم آخر يدل على الخلل في اختيار الطرق لمعالجة المشاكل :
"..«إسرائيل» أصرت على استبعاد الجامعة العربية من المشاركة في اجتماعات لجنة تنسيق المساعدات للشعب الفلسطيني والتي انعقدت على هامش اجتماعات الدورة 63 للجمعية العامة للأمم المتحدة. الجامعة العربية أصدرت بيانا : أعربت فيه عن:
استيائها....
وأكدت أن اسرائيل الدولة القائمة بالاحتلال اصبحت تتحكم في نوعية المشاركة العربية وهي التي استبعدت الجامعة العربية التي
تمثل كل الدول العربية وصارت تملك حق الفيتو....
وأكدت الجامعة أنها لن تتعامل مع هذه اللجنة ...
وشددت الجامعة على أن مثل هذه الخطوة لن تؤثر في جهودها لتقديم المساعدات خارج اطار هذه اللجنة....
مشيرة في الوقت ذاته الى أن قوى الاحتلال الاسرائيلي لا تسهل وصول المساعدات الى الشعب الفلسطيني؟؟؟ "
لم يتحدث أحد عن أن دولا عربية منفردة حضرت هذه الاجتماعات غير عابئة بالجامعة العربية ولا بالتضامن العربي , ولم تخبرنا الجامعة العربية بواسطة أي قوة ستوصل المساعدات التي تمنعها اسرائيل .
ان معالجة هذه المشكلة الجزئية بهذه الطريقة المحزنة والمخزية والسخيفة تدلل على المنهج الذي نربط فيه بين الطرق و الافكار . وفي ما تقدم بيان لوجه المسؤولية الواقعة على الحكومات و المؤسسات والعلماء والمفكرين والقادة الذين يتصدون للشأن العام بلا تخطيط وبلا تأصيل . ما يعيدنا الى كلام المرحوم مالك بن نبي عن الخلل في عالم الأشخاص ,حيث تروج في العالم الأسلامي حكاية اسناد الأمور وتوسيدها لغي ر أهلها التي نهى عنها رسول الله ص, وفي كل المواقع .....
وحتى لايخرج البحث عن مساره الخاص بالمؤتمر الى مسار آخر على أهميته , أتوقف هنا لأستذكر دعوة أطلقت في ثمانينات القرن الماضي لأيجاد ادارة مستقلة للحرمين الشريفين تحت شعار اعادة الحج الى مفهومه الأبراهيمي , وردا على المجزرة التي وقعت في مكة بحق المشاركين في مسيرة البراءة من الشيطان الأكبر التي دعت اليها الجمهورية الاسلامية الايرانية . وكنت قد شاركت سنة 1988في مؤتمر تحت عنوان "مستقبل الحرمين الشريفين" عقده المعهد الاسلامي في لندن بادارة المرحوم الدكتور كليم صديقي عارضت فيه هذه الدعوة لان التحليل الذي توصل الى أن الادارة المستقلة للحرمين الشريفين هي الطريقة المثلى لحرية التعبير عن المفهوم الخاص بالحج – بغض النظر عن قيمة هذا المفهوم- ولمنع الاجراءات القمعية , هي طريقة مساوية لطريقة معالجة الجهات التي ترى في المسيرة والشعارات السياسية ضد أميركا واسرائيل خلافا لمقاصد الحج – ويغض النظر عن قيمة هذه الرؤية- بالقمع المسلح . وقلت يومها ان هذه الدعوة تشرع لبقاء الاحتلال الاسرائيلي للقدس مع تبرير الدعوة لجعلها مدينة مفتوحة كما كان يروج في ذلك الوقت . اضافة الى رفع السيادة الوطنية عن المدن المقدسة في الدول الاخرى , الاسلامية خصوصا و ايران نفسها , وملاحظات أخرى بعد أن عددت أكثر من أربعين حادثا ارهابيا وقع في الحرمين الشريفين من صدر الاسلام الى يومها لم ينفع في وقفها شيئ ...
وقد أمكن للطرفين لاحقا تحقيق مرادهما بدون تصادم في الشارع وشهدنا المسيرات أكثر من مرة تنطلق وتنفض بهدوء وسلام .
************
ثالثا واخيرا , كيف نعيد قراءة مضمون برنامج هذا المحور بعد معالجة الصورة؟
ان تجمع العلماء المسلمين في لبنان الذي يضم شريحة واسعة من علماء المسلمين سنة وشيعة , والذي تأسس عام 1982 على خلفية توحيد جهود المسلمين لمقاومة الاحتلال الأسرائيلي للبنان , لم يزل يعتبر أن القضية المركزية التي تتقدم على غيرها , والتي ينبغي أن ترتب على أساسها كل هموم المسلمين في العالم – بما فيها قضية كشمير[5], وكل أصناف ما ينبغي معالجته من شؤون وشجون , هي القضية الفلسطينية[6] .
ان تسهيل الغرب والشرق لأنشاء الأحتلال اليهودي الصهيوني لفلسطين , والدعم المستمر للحفاظ عليه من جهة ومن جهة أخرى فان استمرار هذا الأحتلال والعجز العربي الاسلامي عن انهائه يعكسان صورة الأمة الأسلامية المتخلفة عن ما أراد الله لها أن تكون عليه وتقوم به من دور الشهادة على الناس , بل ان هذا الوضع يدلل بما لا يقبل الجدل أننا أمة أسلمت قيادها للأمراض المختلفة المترتبة على العلة الأساسية تنهشها وهي تعالج أعراض الأمراض الناشئة عن أصل الداء دون معالجته مباشرة وهو شرح يطول كما يقال.
اننا في تجمع العلماء المسلمين مع كامل تقديرنا للجهود المبذولة في ساحات التقريب بين المسلمين فكريا , أو النهوض بهم في ساحات التنمية الأقتصادية والعلمية , والسعي الى ايجاد فرص عمل تحقق التكامل الأنساني لأفراد المسلمين ومجتمعاتهم نرى ذلك جهدا غير مثمر ما لم تكن قضية مقاومة الاستكبار العالمي ومخططاته السياسية والأجتماعية , والخطر الأسرائيلي بكل تفاصيلها حاضرة في الأحتمالات المفسدة لكل برامج النهوض التي تعمل لتحقيقها أمتنا , ولأن الأستكبار العالمي واسرائيل ما زالا يلعبان معنا كما مثل لذلك المرحوم مالك بن نبي لعبة مصارعة الثيران حيث يوجه المصارع الثور الى الراية الحمراء بعيدا عن جسمه هو فينهكه في ملاحقتها ليتمكن منه في النهاية , فاننا ينبغي أن لا نبالغ في ردات فعلنا على تفاصيل مسيئة للأسلام ورموزه تتكرر هنا وهناك لأنها الراية المضللة بينما العدو ما زال واقفا في أرض فلسطين محاولا تجذير حضوره العسكري والثقافي والسياسي مع العالم الأسلامي .
ان مؤتمرنا هذا كسابقه من مؤتمرات يحاول عبر ضيوفه المشاركين تسليط الضؤ على دور الأمة ووظيفتها الحقيقية في مقابل التحديات الصعبة التي تواجهها لأن المفروض كما قال توينبي :" ان الصعوبات هي تحد خلاق لأنه يستحث الرد عليه " ولأن معرفة المشاكل مقدمة لتقويمها بذلت بعض الجهد في استقراء له دلالاته الحية بعد ثمان وأربعين سنة من أطروحة مالك بن نبي بينما كان يكفيني أن أقول ان الأمة مختلفة على كل شئ و لن يعترض علي أحد لكن ما أردته ليس الا ما أراده التجمع من تصويب على النقاط التي ينبغي تحقيق الأهداف فيها لا التصويب على الجهة على قاعدة يا رب تيجي في عينه ..... وللكلام صلة ملحق:
جدول كتاب مجموعة من القضايا الهامة :
التنصير - التنصير في آسيا والخليج - التنصير في أفريقيا - الألفية و عام 2000 - العالم الإسلامي - الأحداث (11 سبتمبر وضربة أفغانستان) - أفغانستان - العالم الإسلامي - آلام العالم الإسلامي - العالم الإسلامي الجهاد والحروب - إندونيسيا - البلقان وما حولها - فلسطين - إسرائيل - اليهود - الانتفاضة - المقاطعة - الأعمال الخيرية و الإغاثية - حروب.. - المرأة - المرأة في مصر والعالم العربي - المرأة في السعودية والخليج - الزواج .. - المجتمع الغربي وأتباعهم - سفر وسياحة - إعلام – تلفاز - ضرر(تلفاز–حاسب - ألعاب إلكترونية - طب – أيدز– اختلاط - طب – تدخين - طب – خمور - طب - منوعات ) - تعلم وتعليم - المدارس - الإنترنت والحاسب الآلي - السعودية - العالم العربي - سخافات - كوارث - الإعجاز في خلق الإنسان - الإعجاز في المخلوقات الاخرى - الإعجاز في الفضاء - الإعجاز العلمي في القرآن والسنة .
قضايا على جدول الامم المتحدة :
1. أفريقيا 2. الشيخوخة 3. الزراعة 4. الإيدز 5. الطاقةالذرية 6. الأطفال 7. تغير المناخ 8. الثقافة 9. إنهاء الاستعمار 10. إزالة الألغام 11. التعاون الإنمائي 12. المعاقون 13. نزع السلاح 14. المخدرات والجريمة 15. التعليم 16. الإنتخابات 17. الطاقة 18. البيئة 19. الأسرة 20. الغذاء 21. الإدارة 22. الصحة 23. حقوق الإنسان 24. المستوطنات البشرية 25. المساعدة الإنسانية والاغاثة في حالات الكوارث 26. الشعوب الأصلية 27. تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 28. الملكية الفكرية 29. التمويل الدولي 30. العراق 31. العمل 32. القانون الدولي 33. قانون البحار وأنتاركتيكا 34. أقل البلدان نمواً 35. الجمعية العامة الألفية للأمم المتحدة 36. - الأهداف - 37. قضية فلسطين 38. السلم والأمن 39. السكان 40. اللاجئون 41. العلم والتكنولوجيا 42. التنمية الاجتماعية 43. الفضاء الخارجي 44. الإحصاءات 45. التنمية المستدامة 46. الإرهاب 47. التجارة والتنمية 48. التطوع 49. المياه 50. المرأة 51. الشباب
الحواشي:
هذه المطالعة أعدت كمداخلة تقديمية لا كبحث مشارك للأساتذة والعلماء في المحور الذي تشرفت بادارته من محاور مؤتمر" الحج عتبة الوحدة بين المسلمبن " الذي عقده تجمع العلماء المسلمين في لبنان 11-11- 2008 في الجلسة الأخيرة . وهي معدلة في بعض جوانبها بعد الاستماع لملاحظات عدد من الاساتذة اثر القائها في المؤتمر.. 1- مع ازالة تفاصيل اسماء الباحثين والاوقات .
2- ليس له ذكر في الهيكل التنظيمي للمعهد
3 - راجع مقالته في موقع الشاهد للدراسات السياسية والاستراتيجية تحت عنوان أزمة الأمة الإسلامية المعاصرة وغياب التفكير
4 - لم أطلع في كل ما نظرت فيه على "جدول بقضايا العالم العربي والاسلامي" يعبر عن وجهة نظر رسمية أو أهلية, وتسمية هذين بالجدول هي من اضافتي الشخصية لا منهما . راجع الملحق لمعرفة التفاصيل.
5 - التي بدأت متزامنة مع اعلان الدولة العبرية 1948 على الأراضي المحتلة لا الأحتلال نفسه الذي بدأ قبل ذلك .
6 - مع الانتباه الى ضرورة الحذر من الوقوع في فخ استغلال القضية لممارسة الاستبداد بالرأي والقمع للحريات من قبل الدول والقوى على السواء تحت شعار لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة .

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور