بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والفيلسوف سينيكا
قرأت[1]
منشورا على ما فيه من فائدة دفعني للتبسم فقد احتاج الفيلسوف سينيكا (4 ق.م احد مؤسسي
الفلسفة الرواقية) في احدى رسائله الاخلاقية لعلاج القلق عند صديقه لوكيليوس إلى
210 كلمات, استحضرت في مقابله جملة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عبّر فيها عن المضمون نفسه بنص لم يزد على 12 كلمة .
نصّ الفيلسوف سينيكا:
- "إن الأشياء التي تخيفنا أكثر من تلك التي لها القدرة على سحقنا، فنحن
عادة ما نعاني في الخيال أكثر من الواقع".
- "ما أنصحك به هو ألا تكون تعيسا قبل حلول الأزمة؛ لأنه يمكن للأخطار
التي يشحب لونك قبلها كما لو كان تهديدها واقعا ألا تصيبك؛ فهي بالتأكيد لم تأت بعد.
وبالتالي، فإن بعض الأشياء تعذبنا أكثر مما ينبغي لها أن تعذبنا، وبعضها يعذبنا قبل
أن يجب وبعضها يعذبنا في حين لا يجب أن يعذبنا على الإطلاق. إننا واقعون تحت وطأة عادة
المبالغة في الأسى أو تخيله وتوقعه".
- "من المرجح أن تحل علينا بعض الأزمات، ولكنها ليست حقيقة واقعة الآن.
فكم مرة حدث ما هو غير متوقع! وكم مر المتوقع دون حدوث! ورغم كونه مقرر الحدوث، فَلمَ
تعاني من أجله مسبقا؟ سوف تعاني قريبا بالقدر الكافي عندما يصل. لذلك تطلع في هذا الوقت
إلى الأمور الجيدة وما الذي ستحصل عليه من خلال القيام بذلك؟ إنه الوقت بلا شك. سيكون
هناك العديد من الأحداث حينها وسوف تؤدي إلى تأجيل الأزمات الوشيكة أو حتى الموجودة
حينها أو تنهيها. وقد يفتح الحريق الطريق للفرار أحيانا، وأحيانا يُرفع السيف لحظة
وصوله عنق الضحية وينجو الرجال من الموت. وحتى سوء الحظ فإنه متقلب، فقد يأتي وربما
لا، وهو حاليا ليس هنا، لذا تطلع إلى أمور أفضل".
- "الأحمق هو من يتأهب للحياة دائما".
نصّ الإمام علي عليه السلام:
" إِذَا هِبْتَ أَمْراً فَقَعْ فِيهِ، فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّيهِ أَعْظَمُ
مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ ".
ع.خ,السبت، 26 أيار، 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق