من لطائف العلماء
قال العلاّمة الرجالي الفقيه المجدد السيد
محسن الأمين قدس سره الشريف في مذكراته عن أيام دراسته في النجف الأشرف مع زملائه
العامليين:
" وذهبنا إلى مسجد السهلة ونحن جماعة في فصل الشتاء
للترويح عن النفس أياما ... وكنا نجلس ليلا نتسامر فاقرأ لهم بعض الأشعار التي أوردها
صاحب أمل الآمل في كتابه مثل قول بعضهم في رثاء عالم: (وبالرغم مني قدّس الله روحه...),
فيضحكون ويأنسون"[1]. كأن ضحكهم وأنسهم بقول السيد مفاده بالعامية : غصباً
عني قدّس الله روحه.
وقد تتبعت قوله هذا لأستكمل الشعر المؤنس
فوجدت أنه تصحيف صدر بيت شعر ذكر الشيخ الحر العاملي صاحب أمل الآمل أنه قاله في
رثاء الشيخ الأجل زين الدين
بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني العاملي الجبعي. وجاء في الكتاب ما نصه[2]:
"وقد رثيته بقصيدة طويلة بليغة قضاءا لبعض حقوقه،
لكنها ذهبت في بلادنا مع ما ذهب من شعري ولم يبق في خاطري إلا هذا البيت:
(وبالرغم قولي
قدس الله روحه * وقد كنت أدعو أن يطول له البقا).
وواضح أن العلاّمة الأمين قد أراد الممازحة
فغيّر في الشعر المذكور, وقد يكون لتغييره سبب آخر وهو أنّ الشيخ زين الدين كان
أخباريا وهو من أساتذة الشيخ الحر (الأخباري أيضا) والذي نقل عنه في ترجمته للشيخ
زين الدين: " وكان يتعجب من
جده الشهيد الثاني ومن الشهيد الأول ومن العلاَمة في كثرة قراءتهم علي علماء العامة،
وكثرة تتبع كتبهم في الفقه والحديث والأصولين وقراءتها عندهم، وكان ينكر عليهم و [كان]
يقول: قد ترتب علي ذلك ما ترتب، عفا الله عنهم".
ع.خ, 29 نيسان، 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق