الخميس، ديسمبر 01، 2016

"الخبير العقاري العدلي " الرائد في فقه البنيان والعمران: إبن البنَّاء, واحتياطه من لصوص الكتابة والنشر.

"الخبير العقاري العدلي " الرائد في فقه البنيان والعمران: إبن البنَّاء, واحتياطه من لصوص الكتابة والنشر.
نشرتُ قبل عامين عن درس جديد في قم شرع به سماحة الشيخ محسن أراكي لطلاب البحث الخارج تحت عنوان "فقه البناء العمراني للمدن"[1] . وقد اهتديت إلى ما يمكن عدُّه أهم كتاب في الموضوع لجهة جمعه للفتاوى الفقهية المتفرقة وللأحكام القضائية ولصيغ العقود مع توثيقه مشاهداته وتقاريره عنها التي قدمها للقضاة الفقهاء ليبنوا أحكامهم عليها, صنَّفه قبل سبعة قرون هجرية عامل بناء وليس أحد الفقهاء أوكما وصف نفسه "المعلِّم محمد.. بَنَّاء أجير".
هو محمد بن ابراهيم اللخمي(كان حيا بين 699 هجرية/ 1299 ميلادية و 733 هجرية/ 1332 ميلادية) ويكنى بأبي عبدالله الشهير بابن الرامي البنَّاء, ألَّف كتابه الإعلان بأحكام البنيان[2] والذي يعد فريدا من نوعه, وقد قسم مصنفه إلى خمسة كتب:
1- كتاب الأبنية في الجدار
2- كتاب نفي الضرر
3- كتاب عيوب الدور (جمع الدار)
4- كتاب الغروس (البساتين)
5- كتاب الأرحية (جمع الرحى)
لم أجد عذرا لمن عاب عليه جمعه لهذه الأقسام تحت عنوان البنيان وكان الأجدر بهم تفهم ما وصف به نفسه وكتابه, فهو مجرد عامل بسيط بالأجرة لكنه ثقف نفسه وتزود بما يحتاجه من تفقه ليكون عادلا في شهاداته, وأبعد من عدم العذر لهؤلاء أنهم أنفسهم عدوا الكتاب في جملة كتب "فقه العمران", فإن عدم استعماله كلمة العمران بدلا من البنيان والموازية ل "التنظيم المدني" بتعبيرنا المعاصر ترجع إلى حدود ثقافته.
وبحسب الظاهر فإن كتابه هذا أول وآخر كتاب له ولم يصنف غيره, ومن هنا أرجع إلى ما ذكرته في عنوان المقالة عن الاحتياط من لصوص الكتابة والنشر, فإنه لاعتزازه بهذا الإنجاز وخوفا عليه من لصوص النسخ والنشر بدون ذكر اسم المؤلف يوثق لنا ما شهده من أحد أساليب السرقة الأدبية في زمانه وهو تمزيق الورقة التي فيها اسم المؤلف[3] بقوله: " .. وما زالت الكتب تُغيَّر أول ورقة يكون فيها إسم مؤلف الكتاب حتى يبقى مجهولا لا يُعلم من ألفه غلا وحسدا..".
وقد احتاط مؤلفنا لذلك وشرح كيفية حفظه لحقه بأنه كتب في أول كل فصل من الكتاب عبارة "قال المُعَلِّم محمد".
"ليعلم من قرأ كتابي هذا أني بناء أجير فيعذرني إن وجد فيه خطأ في اللفظ أو الترتيب, وأما في النقل فلا أتهم نفسي فيه أصلا, لأني بذلت المجهود والتحوّط والتكرار في المسائل.
والوجه الثاني خوفا من الحساد وما زالت الكتب تُغيَّر أول ورقة يكون فيها إسم مؤلف الكتاب حتى يبقى مجهولا لا يُعلم من ألفه غلا وحسدا, فنرجو الله أن يكفينا مؤونة الحساد بمنه وفضله".
ع.خ,‏الأحد‏، 27‏ تشرين الثاني‏، 2016
--------------------------------------
[1] لمراجعة المقالة https://www.facebook.com/khazem.ali.1/posts/10203013025381734:0
[2] لتنزيل الكتاب بتحقيق فريد بن سليمان http://wadod.org/vb/showthread.php?p=2383
[3] وهو ما خبرته في بعض المخطوطات التي لدي.

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور