من آداب الذاكرين
هل من الأدب مع الله أو مع الناس أن يكون أحدنا
في مجلس وهو حامل سبحته أو العداد الميكانيكي أو الإلكتروني ويحرك شفتيه بالذكر
لله وأداء وِرْدِه ؟ يجيب أو يطرح سؤالا
ويعود إلى أصابعه وشفتيه .. أجد في نفسي منه شيئا وأرجو الله أن يغفره لي .. يا
أخي إن لم تكن جلستنا في رضا الله فاجعلها كذلك أو قم عنا إلى زاويتك... ما أجبرك
على القعود معنا ؟
لم ير أحد الإمام الخميني قدس سره في مجلس عام
عادا في مسبحته بل لم يحملها أمام الحضور إلا
في صلاة جماعة , هذا ما حدثني به أحد الثقاة.
إذا مثلت أمام قاض في المحكمة سيمنعك من حمل
المسبحة بيدك لأنه عبث لا يليق بمجلس القضاء والواجب أن تفرغ نفسك للإستماع والجواب
في المحاورة .
لا أقول بامتناع الجمع بين التوجه القلبي إلى
حضرة الخالق وبين شأن عادي فرسول الله صلى الله عليه وأله احتمل سبطه على ظهره في الصلاة ولو لم يفعل لأوقعه على الأرض , لكن هذا موضوع آخر. نحن نتحدث عن حق
الجليس مهما كان نوع الجلسة.
قال الإمام زين العابدين عليه السلام :
" وَأمّا حَقُّ الجَلِيسِ
فَأَنْ تُلِينَ لَهُ كَنَفَكَ، وَتُطِيبَ لَهُ جَانِبَكَ، وَتُنْصِفَهُ فِي مُجَارَاةِ
اللَّفْظِ، ولا تُغْرِق فِي نَزْعِ اللَّحْــظِ إذَا لَحَظْتَ، وتَقْصُدَ فِي اللَّفْظِ
إلَى إفْهَامِهِ إذَا لَفَظْتَ. وَإنْ كُنْتَ الْجَلِيسَ إلَيْهِ كُنْتَ فِي الْقِيَامِ
عَنْهُ بالْخِيَارِ وَإنْ كَانَ الجَالِسَ إلَيكَ كَانَ بالخِيَارِ ولا تَقُومُ إلا
بــإذْنِهِ.وَلا قُوَّةَ إلا باللهِ.".
وقال الامام الصادق
عليه السلام بعدما أتم وصاياه لعنوان البصري : " قُمْ عَنِّي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَدْ
نَصَحْتُ لَكَ، وَ لَا تُفْسِدْ عَلَيَّ وِرْدِي، فَإِنِّي امْرُؤٌ ضَنِينٌ بِنَفْسِي
" وكان سلام الله عليه قد امتنع من
استقباله قبلا معتذرا إليه بقوله كما في صدر الرواية : " قَالَ لِي يَوْماً: "إِنِّي رَجُلٌ مَطْلُوبٌ،
وَ مَعَ ذَلِكَ لِي أَوْرَادٌ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ
فَلَا تَشْغَلْنِي عَنْ وِرْدِي".
ع.خ, السبت، 06 شباط، 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق