الثلاثاء، يوليو 12، 2016

هل ينفع الأدب في من لم ينفع بهم أدب ؟



هل ينفع الأدبُ في من لم ينفع بهم أدبُ ؟
رغَّبني صديق عزيز بكتابة أدبية تضامنا مع حملة      معاً لإنقاذ نهر الليطاني من التلوّث فحضرت أمامي صورة من إبداعات بدايات الشاعر شوقي بزيع[1] في السبعينات والتي كُنا نرددها بشَجَن :
"...
 كأنَّ الترابَ الجنوبّي خارطةٌ للعذاب
إذا ما تَوَجَّعَ نَهْرٌ بأرضٍ
تَوَجَّعَ ماءُ الجَنوب
وإنْ صوَّب القاتلونَ إلى أيّ جِسْمٍ
ففي جِسْمِ هذا الجنوبِ تكونُ الإصابة"
=====================
وكتبتُ من جهد المُقِلَّ ما يلي:

واقفٌ عند الليطاني

=====================

الحكاية الأولى:

هنا الماء
وأجمل حكايا الجن كانت عند الماء
ولا بُدَّ لها من جميلة
 تسخو بها كَرْهًا فحول القبيلة
فإذا رضيت صارت قتيلة
وصارت الصِبْيَةُ تحب خوفها
وتحذر من حفافي الماء في ضوء القمر
ومن خيالات صفصافه وجري النهر
حتى إذا جُنَّ الماء واعتكر
كان قِدْمَا دما لتمّوز عشتار القتيل
وصار في تمّوز عَيْتَا دمُنا الذي انتصر
وصار نزهة المشتاق
 وقبلة العشاق
وكحلة الأحداق
 لكنَّ فُجَّارَ القبيلة وكُلُّهم عِفْرٌ[2]
المثقلون بكل خزي وبكل رجس
اليائسون من طهر ولو عَفَّرتهم بالتُرْب ألف مَرَّة
الكارهون النهر والتراب
تَعوَّذوا بساحرة القبيلة
فاستعادت العِجْلَ ودم الغراب تميمةً
ألقوها فيه ونادوا يا أبا مُرَّة[3]
أعد لنا ما كان وخذ أضحيةً كل نسوان القبيلة
عدنا إليك وكل يرجع إلى قبيله
ولترتعد فرائص الصبيان من حفافي الماء
ما هَم ٌّفلم نعد منهم ولا لنا فيهم وريث
قال إبليسُ: قد حال بيني وبينكم الليْطانِي
وهذا الماء لا يغيض
ولي أنثاي التي ما زالت تبيض
فغوروا أنتم اليوم ونساؤكم
لعلّي أمسكُ الصيدَ الجديد
===============

الحكاية الثانية:

هنا الماء
هو لجَّةُ بلقيس
وهو صرح سليمان والقوارير
فاكشف الستر الحرير
ما دام له الصِبْغُ الصديئ فكلّنا غَواني
أو يَصْفُوَ الليْطانِي
ع.خ,‏الأحد‏، 10‏ تموز‏، 2016



[1] من ديوانه عناوين سريعة لوطن مقتول، الصادر عن دار الآداب، (الطبعة الأولى سنة 1978).
[2] العِفْرُ هو ذكر الخنزير البري
[3] أبو مُرَّة هي كنية إبليس

 #‏الليطاني_يعاني‬
الصور من صفحة: معاً لإنقاذ نهر الليطاني من التلوّث







الليطاني قبل


الليطاني اليوم

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور