الاثنين، يوليو 18، 2016

بين التحليل المخبري والتحليل الإعلامي, ماهي الأدوات؟ ما هي الحاجة؟


بين التحليل المخبري والتحليل الإعلامي, ماهي الأدوات؟ ما هي الحاجة؟

متابعة لما كنت نشرته تحت عنوان "صناعة الإعلام في الإقتصاد اللبناني وأسئلة بَدَوية "[1], اكتشفت قريبا أن ما دفعته للحصول على نتائج تحليل الدم بحدود الثلاثماية دولار أميركي, واستغرقت من الزمن أربعة أيام وبعضها أكثر, ومن الأدوات ما أجهله, والتي احتاجت عددا من العاملين في المختبر, الذين دفع آباؤهم دماء قلوبهم, والذين أمضوا عمرا في التحصيل العلمي والتدريب, يحصل عليها في أقل من ساعةِ ظهورِ إعلاميٍّ المُحَلِّل غير المشهور, فإذا صار مشهورا قد يصل البدل إلى ما يوازي أو يفوق بدل عمل الصورة النووية وتحليلها. فإذا صار رئيسا لمركز دراسات ( لا يكلف بعضهم سوى خط وموقع إنترنت في بيته) طار الرقم في سماء الخيال.
ليسا في مجال المقارنة ! قطعا وإنما أوردتها من باب المقاربة.
ليس حسداً ! قطعا, فنحن رجال الدين نتعامل ونُعَامَل في هذا المجال وفق وصية السيد المسيح عليه السلام التي لا نستطيع تجاوزها: "مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا", رغم كل التعب في التحصيل العلمي والمعرفي.
وليس غبطةً أيضا, وفي هؤلاء الإعلاميين المحللين أصدقاء أعرف معاناتهم المادية والمعنوية في تحصيل المعلومات وإن كنت أجهل أنهم يقبضون مقابلها وأنها صارت حرفة.
وجه الغرابة عندي هو في أمرين:
1- مدى حاجة المواطن والمواطنة العاديين إلى هؤلاء المحللين على التلفزيونات وإلى تحليلاتهم (التي تقطع غالبا لمتابعة بث مباشر من هنا وهناك) وأين سيوظفانها في حياتهم اليومية.
2- ما هي الأدوات التي يستخدمها المحلل ليكون مطمئنا بنفس القدر الذي يطمئن فيه المحلل الذي يخالفه مئة بالمئة.
أفهم أن الدولة بمؤسساتها المدنية والعسكرية والقوى السياسية وهيئات المجتمع المدني في اختصاصاتها تحتاج كل منها إلى فريق تحليل للمعطيات والمعلومات, وأفهم أن يخرج منها من يقدم ما يمكن تقديمه من خلاصات, لكنني ما زلت لا أفهم الحاجة إلى هذا العدد من المؤسسات الإعلامية وتاليا إلى هذا العدد من المحللين.
ليس مقنعا لي أن يستثمر رجل الأعمال في الإعلام والإعلان في الوقت الذي يمنع المستشفى والطبيب والمحامي من الإعلان في مؤسسة إعلامية .
أما المساكين الذين يعملون بالمجان على وسائط التواصل الإجتماعية فلهم حديث آخر كما مراكز الدراسات...
سأكون شاكرا لكل من يزودني باسماء وتفاصيل عن مراكز الدراسات العاملة في لبنان.
ع.خ,الإثنين، 18 تموز، 2016
=======================
[1]"صناعة الإعلام في الإقتصاد اللبناني وأسئلة بَدَوية ".وفي هذه الأيام يتجه طلاب المرحلة الثانوية الناجحون لتحديد اختصاصاتهم التي يرغبون في متابعتها.
 http://alsheikhalikhazem.blogspot.com/2016/03/blog-post_33.html

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور