الخميس، ديسمبر 10، 2015

غَيْرَةُ الْمَرْأَةِ كُفْرٌ، وَغْيْرَةُ الرَّجُلِ إيمَانٌ.



سألني أحد الأخوة عن الحديث المنسوب إلى الإمام علي عليه السلام " غَيْرَةُ الْمَرْأَةِ كُفْرٌ، وَغْيْرَةُ الرَّجُلِ إيمَانٌ" فكتبت هذا الجواب :
1- أورد الشريف الرضي هذا الحديث مرفوعا[1] عن الإمام علي عليه السلام في جملة ما أورده عنه في الكتاب المعروف "نهج البلاغة" في باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السلام , وقد أعطي الرقم 124 في النسخ التي تصدت لترقيم مواد الكتاب . وتأكيدا على نسبة هذا الكلام للإمام عليه السلام ذكر السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب في الجزء الرابع من كتابه "مصادر نهج البلاغة وأسانيده"[2] : " في ( غرر الحكم ) ص 223 « غيرة الرجل إيمان ، وغيرة المرأة عدوان » فبالتقديم والتأخير وإبدال الكفر بالعدوان نهتدي الى أن لهذه الحكمة مدركا[3] غير  نهج البلاغة " .
ومقصود السيد الخطيب من غرر الحكم هو كتاب الشيخ عبد الواحد بن محمد التميمي الآمدي،المتوفى سنة 510 هجرية واسمه "غُرَرُ الحِكم و دُرَرُ الكلِم" يحتوي على كلمات قصار وحكم ومواعظ الإمام علي بن أبي طالب .
2- ينبغي الإلتفات إلى أن تشكيل مفهوم عن موضوع الغيرة لا يمكن أن يستنبط من نص واحد ومصدر واحد وخصوصا من نهج البلاغة وحده فإن الشريف الرضي كان يختار له العبارة البليغة القوية بغض النظر عن ضمها إلى قرائنها موضوعيا من القرآن الكريم والحديث الشريف بل كان يفصلها عن سياقها أحيانا خاصة في باب الحكم .
3 – بالمقابلة بين المرأة والرجل  فهم الشراح أن المراد منهما فيها حال الزوجية لا مطلقا ولذا جاء شرح الحديث بمعان متقاربة لكنني اخترت ما كتبته في مقالتي المرأة في نهج البلاغة : في اللغة غار بمعنى كره شركة الغير في حقه, فلذا كانت كراهة المرأة لشركة امرأة أخرى في الزوجية مع رجلها قبيحة للزوم كره الحكم الشرعي الذي أباح ذلك, فسمّاها عليه السلام (كفراً) لما يلزم عنها, أمّا غيرة الرجل على زوجته فهي من الأنفة ومطابقة للشرع, فلا يكون ديوثاً وهو الذي يرضى بدخول غيره على امرأته والعياذ بالله.
4 – تبعا للفكرة السابقة يمكننا الكلام عن غيرة ممدوحة وغيرة مذمومة بغض النظر عن جنس القائم بها امرأة أو رجلا وأكتفي بالإشارة إلى كلام لأمير المؤمنين نفسه في وصيّته لابنه الحسن عليهما السلام وهو منصرف من صفّين: " وَإِيَّاكَ وَالتَّغَايُرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ غَيْرَة، فَإِنَّ ذلِكَ يَدْعُو الصَّحِيحَةَ إِلَى السُّقْمِ، وَالْبَرِيئَةَ إِلَى الرَّيْبِ".
هذا جواب السؤال أما الكلام عن الغيرة مطلقا فيحتاج إلى تفصيل .
ع.خ,‏الخميس‏، 10‏ كانون الأول‏، 2015




[1] يعني بدون ذكر السند بينه وبين الإمام عليه السلام
[2] الذي تصدى فيه لتخريج مصادر أحاديث نهج البلاغة بأسنادها حتى لا تبقى موردا للتشكيك والنفي
[3] سندا

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

شكرا جزيلا

----------------------
محرك بحث شيعي - صلوات
www.slawat.net

ألبوم الصور