من عمل الفريق الخاص بالمدونة |
ميناء بيروت في أوائل القرن الماضي |
بعد ثمانين سنة , الإمام الخميني في رسالة محبة إلى زوجته من بيروت مدينة الجمال[1]
بسم الله الرحمن الرحيم
جعلني الله فداءً لك، وصدقة تدفع عنك كل بلاء، ان الزمان الذي أبعدني عن النور العزيز لكياني وعن غذاء قلبي قد صيّرني ذاكراً لك، وقد نقش صورتك الحلوة على مرآة قلبي.
عزيزتي، أرجو الله أن يحفظكم سالمين مسرورين في كنفه ورعايته.
ان حالي مع كل شدّة تتأتى لي ميسَّرة، وإن كان ولله الحمد لمّا يحصل إلا كل جميل.
موجود الآن في مدينة الجمال بيروت وافتقدك، تأسفت مئة مرة أن لا تكون عزيزتي ومحبوبتي رفيقة سفري هذا لتضم الى قلبها هذا المشهد البديع لمنظر المدينة والبحر الرائع.
على أي حال، الليلة هي الليلة الثانية هنا ، ننتظر السفينة، ومن المقرر أن ترحل سفينة غداً ، لكن قدرنا نحن الذين وصلنا متأخرين انتظار سفينة أخرى ولا نعلم متى يقدَّر ذلك.
أتوسل الى الله تعالى بأجدادي العترة الطاهرة أن يوفق كل الحجاج لإتمام أعمالهم، وأنا قلق بعض الشئ من هذه الجهة، أما من جهة مزاجي(صحتي) فسالم والحمد لله، بل انه أقوم وأحسن.
انه سفر جيد جداً وافتقدك فيه مراراً كثيرة.
قلبي يرق لولدك[2] وأرجو لهما[3] السعادة والسلامة بعين الله العزيز وفي حفظه تعالى.
إذا كتبت رسالة إلى السيد[4] والسيدتين[5] أرجو إبلاغهم سلامي وإنني ان شاء الله سأزور (رسول الله) نيابة عنهما.
أرجو إبلاغ سلامي للسيدة شمس الآفاق[6] وبواسطتها الى الدكتور[7]، سلامي الى خاور سلطان ورباب سلطان وأبلغي الآغا الشيخ عبد الحسين أن يوصل الصفحة الثانية.
أدام الله أيام عزك.
جعلني الله فداءً لك، وصدقة تدفع عنك كل بلاء، ان الزمان الذي أبعدني عن النور العزيز لكياني وعن غذاء قلبي قد صيّرني ذاكراً لك، وقد نقش صورتك الحلوة على مرآة قلبي.
عزيزتي، أرجو الله أن يحفظكم سالمين مسرورين في كنفه ورعايته.
ان حالي مع كل شدّة تتأتى لي ميسَّرة، وإن كان ولله الحمد لمّا يحصل إلا كل جميل.
موجود الآن في مدينة الجمال بيروت وافتقدك، تأسفت مئة مرة أن لا تكون عزيزتي ومحبوبتي رفيقة سفري هذا لتضم الى قلبها هذا المشهد البديع لمنظر المدينة والبحر الرائع.
على أي حال، الليلة هي الليلة الثانية هنا ، ننتظر السفينة، ومن المقرر أن ترحل سفينة غداً ، لكن قدرنا نحن الذين وصلنا متأخرين انتظار سفينة أخرى ولا نعلم متى يقدَّر ذلك.
أتوسل الى الله تعالى بأجدادي العترة الطاهرة أن يوفق كل الحجاج لإتمام أعمالهم، وأنا قلق بعض الشئ من هذه الجهة، أما من جهة مزاجي(صحتي) فسالم والحمد لله، بل انه أقوم وأحسن.
انه سفر جيد جداً وافتقدك فيه مراراً كثيرة.
قلبي يرق لولدك[2] وأرجو لهما[3] السعادة والسلامة بعين الله العزيز وفي حفظه تعالى.
إذا كتبت رسالة إلى السيد[4] والسيدتين[5] أرجو إبلاغهم سلامي وإنني ان شاء الله سأزور (رسول الله) نيابة عنهما.
أرجو إبلاغ سلامي للسيدة شمس الآفاق[6] وبواسطتها الى الدكتور[7]، سلامي الى خاور سلطان ورباب سلطان وأبلغي الآغا الشيخ عبد الحسين أن يوصل الصفحة الثانية.
أدام الله أيام عزك.
فداؤك , روح الله
صورة قلبي على حالها حنيني لم يتغير
أول فروردين 1312
28 ذو القعدة 1351
21 آذار 1933
...
إشارات تستدعي التوقف عندها في الرسالة:
- كان سن الإمام عند كتابة الرسالة احدى وثلاثين سنة.
أول فروردين 1312
28 ذو القعدة 1351
21 آذار 1933
...
إشارات تستدعي التوقف عندها في الرسالة:
- كان سن الإمام عند كتابة الرسالة احدى وثلاثين سنة.
- حرص
الإمام على تأريخ الرسالة، وهو أمر يفسّر استمرار اهتمامه
بالتأريخ، حيث نجده في
رسالة جوابية لولده المرحوم السيد أحمد من النجف الأشرف
يبادره بالقول "أرى أنك
أصبحت سريعاً من المعممين غير المبالين، لماذا لم تكتب تاريخ
الرسالة". علماً أن
التاريخ الميلادي لم يرد في أصل الرسالة، وإنما استخرجته
بحساب التقويم الفلكي
الإسلامي.
- حفظ الرسالة وبقاؤها
وهو أمر هام يدل على شدة الحرص منه ومن عائلته.
- التعبير الصريح عن العاطفة، تجاه الزوجة والولد، وعن شدة
حضورهما في ذهنه عند كل سرور يحصل له.
- في طلبه إيصال الصفحة الثانية بواسطة الشيخ عبد الحسين
يلاحظ أن أوراق الرسائل كانت والى فترة قريبة أوراقاً مزدوجة ما يعني أن الصفحة
المقابلة رسالة مستقلة تتضمن أموراً غير عائلية، ومع ذلك فإنه جعلها في معرض قراءة
زوجته لها ثقة بها.
- قصر الرسالة على الأمور الشخصية والعائلية وعدم خلط
أي موضوع آخر بها.
- ليس في الرسالة الخاصة بالزوجة أي إشارة الى الرفقة من
علماء وغيرهم ولا الى أي اتصال بأحد في بيروت علماً أن الانطباع عن بيروت وجمالها
للنزهة يشي أنه لم يبق في السفينة.
- لم نتوصل الى الرسالة القسيمة لنعرف مضمونها حيث يحتمل وجود
شيء عن اتصالاته في بيروت أو رفقائه في السفر وهو أمر يحتاج الى تدقيق ومتابعة.
- توفيت زوجة الإمام السيدة خديجة ثقفي إلى رحمة الله سنة 2009
ختاماً، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا للاستفادة من سيرة إمامنا
الراحل في مجالات الحياة المختلفة.
* تعريب الشيخ علي خازم
* عن صحيفة النور
* تعريب الشيخ علي خازم
* عن صحيفة النور
[1] رسالة
الإمام الخميني (قده) الى زوجته من بيروت في سفره بحراً الى جدة والديار المقدَّسة لأداء فريضة الحج ,عَرَّبْتُها
ونشرتها أول مرة سنة 2006 وها أنا أنشرها للمرة الثانية مع إضافات وتعديلات هامة
ومفيدة .
[2] كان ولده المرحوم السيد مصطفى في سن الثالثة.
[3] كانت زوجته حاملا مقربا عند سفره
ووضعت بعد أيام ولدا ذكرا أسموه "علي" توفي صغيرا إثر مرض .
[4] والدها الميرزا محمد ثقفي
[5] والدته ووالدتها ومعلوم أنه كان يتيما منذ صغره .
[6] شقيقتها شمس الآفاق ثقفي
[7] الدكتور علوي