المِیْمَات التی تُجْمَعُ فی الدَواة
هذا عنوان فائدة أوردها يونس المالكي في كتاب الكنز المدفون والفلك المشحون[1] (المنسوب خطأ للسيوطي) بِعَدّها
اربعا وعشرين آلة, وقد عدّها القلقشندي في كتاب صناعة
الانشاء[2] سبع عشرة آلة وبمقارنتها ببعضها يظهر أن ما أهمله القلقشندي أكثره من آلات الوراقة (صناعة
الكتاب) لا من آلات الكتابة.
ومما ينبغي
التنبيه عليه أن "الدواة" في النصوص التراثية أعم من المحبرة وإن كانت
مساوية أو مرادفة في كتب اللغة, وبيان ذلك انها كانت تشتمل على موضع للورق إضافة
إلى الالات الأخرى فهي أشبه بمكتب محمول كما وصفها القلقشندي[3]: " وقد اختلفت مقاصد أهل
الزمان في هيئة الدواة: من التدوير والتربيع. فأما كتّاب الإنشاء فإنهم يتخذونها مستطيلة
مدوّرة الرأسين، لطيفة القدّ، طلبا للخفّة، ولأنهم إنما يتعانون في كتابتهم الدّرج،
وهو غير لائق بالدواة في الجملة. على أن الصغير من الدّرج لا يأبى جعله في الدواة المدوّرة.
وأما كتّاب الأموال، فانهم يتخذونها مستطيلة مربعة الزوايا، ليجعلوا في باطن غطائها
ما استخفوه مما يحتاجون إليه من ورق الحساب الديوانيّ المناسب لهذه الدواة في القطع.
وعلى هذا الأنموذج يتخذ قضاة الحكم وموقّعوهم دويّهم؛ إلا أنها في الغالب تكون من الخشب
كما تقدّم".
قال يونس المالكي:
"فايدة عدة الميمات التي تجمع في الدواة:
- محبرة
- مرملة
- منشاة
- محراك
- ملزمة
- معین
- مفرشة
- ممواة
- ممسحة
- موسى
- مسن
- مقص
- ميبر
- منقد
- مقط
- مسلة
- مکشط
- ملقط
- مبرد
- معلقة اذن
- ملق
- مديه
- مداد
- مزبر وهو القلم".
وقال القلقشندي[4]: " الطرف الثاني في الآلات التي تشتمل عليها الدواة،
وهي سبع عشرة آلة، أوّل كل آلة منها ميم:
الآلة الأولى- المزبر
(بكسر الميم) ، وهو القلم أخذا له من قولهم زبرت الكتاب إذا اتقنت كتابته، ومنه
سميت الكتب زبرا كما في قوله تعالى: وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ
الآلة الثانية- المقلمة
وهي المكان الذي يوضع فيه الأقلام، سواء كان من نفس الدواة أو أجنبيّا عنها،
وقد لا تعدّ من الآلات لكونها من جملة أجزاء الدواة غالبا.
الآلة الثالثة- المدية
والنظر فيها من وجهين:
الوجه الأول في معناها واشتقاقها
قال الجاحظ: تقال بضم الميم وفتحها وكسرها وتجمع على مدى: وهي السكين
الآلة الرابعة- المقطّ
(بكسر الميم) كما ضبطه الجوهريّ في الصّحاح إلا أنه قال فيه: مقطّة بالتأنيث.
قال الصّولي: ينبغي أن يكون المقطّ صلبا فتمضي القطّة مستوية لا مشظيّة.
الآلة الخامسة- المحبرة
، وهي المقصود من الدواة، وتشتمل على ثلاثة أصناف:
الصنف الأوّل- الجونة
الصنف الثاني- الليقة
الصنف الثالث- المداد والحبر وما ضاهاهما
الآلة السادسة- الملواق
(بكسر الميم) وهو ما تلاق به الدواة أي تحرّك به الليقة. قال بعض الكتّاب: وأحسن
ما يكون من الآبنوس لئلا يغيره لون المداد.
قال: ويكون مستديرا مخروطا، عريض الرأس ثخينه.
الآلة السابعة- المرملة
، واسمها القديم المتربة، جعلا لها آلة للتراب، إذ كان هو الذي يترب به الكتب.
الآلة الثامنة- المنشاة
، وتشتمل على شيئين أيضا:
الأوّل- الظرف، وحاله كحال المرملة في الهيئة والمحلّ من الدواة من جهة الغطاء
إلا أنه لا شبّاك في فمه ليتوصّل إلى اللصاق، وربما اتخذ بعض ظرفاء الكتّاب منشاة أخرى
غير التي في صدر الدواة من رصاص على هيئة حقّ لطيف، ويجعلها في باطن الدواة كالمرملة
المتوسطة، فإن اللصاق قد يتغيّر بمكثه في النّحاس، بخلاف الرّصاص.
الثاني- اللّصاق
الآلة التاسعة- المنفذ
، وهي آلة تشبه المخرز، تتخذ لخرم الورق، وينبغي أن يكون محل الحاجة منها متساويا
في الدّقّة والغلظ، أعلاه وأسفله سواء، لئلا تختلف أثقاب الورق في الضيق والسّعة، خلا
أن يكون ذبابه دقيقا ليكون أسرع وأبلغ في المقصود، وحكمه في النّصاب في الطول والغلظ
حكم المدية، وقد سبق. وأكثر من يحتاج إلى هذه الآلة من الكتّاب كتّاب الدواوين، وربما
احتاج إليها كاتب الإنشاء في بعض أحواله.
الآلة العاشرة- الملزمة
، قال الجوهريّ: الملزم بالكسر خشبتان تشدّ أوساطهما بحديدة تكون مع الصّياقلة
والأبّارين، ولم يزد على ذلك. وهي آلة تتخذ من النّحاس ونحوه، ذات دفّتين يلتقيان على
رأس الدّرج حال الكتابة ليمنع الدرج من الرجوع على الكاتب، ويحبس بمحبس على الدّفّتين.
الآلة الحادية عشرة- المفرشة
، وهي آلة تتخذ من خرق كتّان: بطانة وظهارة أو من صوف ونحوه، تفرش تحت الأقلام
وما في معناها مما يكون في بطن الدواة.
الآلة الثانية عشرة- الممسحة
، وتسمّى الدفتر أيضا، وهي آلة تتّخذ من خرق متراكبة ذات وجهين ملوّنين من صوف
أو حرير أو غير ذلك من نفيس القماش، يمسح القلم بباطنها عند الفراغ من الكتابة لئلا
يجف عليه الحبر فيفسد؛ والغالب في هذه الآلة أن تكون مدوّرة مخرومة من وسطها.
الآلة الثالثة عشرة- المسقاة
، وهي آلة لطيفة تتخذ لصب الماء في المحبرة وتسمّى الماورديّة أيضا: لأن الغالب
أن يجعل في المحبرة عوض الماء ماورد لتطيب رائحتها، وأيضا فإن المياه المستخرجة كماء
الورد والخلاف والرّيحان ونحو ذلك لا تحلّ الحبر ولا تفسده بخلاف الماء. وتكون هذه
الآلة في الغالب من الحلزون الذي يخرج من البحر الملح، وربما كانت من نحاس ونحوه، والمعنى
فيها ألّا تخرج المحبرة من مكانها، ولا يصب من إناء واسع الفم كالكوز ونحوه، فربما
زاد الصب على قدر الحاجة.
الآلة الرابعة عشرة- المسطرة
، وهي آلة من خشب مستقيمة الجنبين يسطر عليها ما يحتاج إلى تسطيره من الكتابة
ومتعلّقاتها؛ وأكثر من يحتاج إليها المذهّب.
الآلة الخامسة عشرة- المصقلة
، وهي التي يصقل بها الذهب بعد الكتابة، وهي من آلات الدواة لا محالة.
الآلة السادسة عشرة- المهرق
(بضم الميم وفتح الراء) وهو القرطاس الذي يكتب فيه، ويجمع على مهارق. قلت: وعدّ
صاحبنا الشيخ زين الدين شعبان الآثاريّ منها المداد، وهو ظاهر، والمخيط، وفي عدّه
بعد.
الالة السابعة عشرة- المسنّ
، هو آلة تتخذ لإحداد السكين؛ وهو نوعان:
أكهب اللون(أَغْبَر مُشْرَب بِسَواد)، ويسمّى الروميّ، وأخضر؛ وهو على نوعين:
حجازيّ وقوصيّ؛ والروميّ أجودها، والحجازيّ أجوده الأخضر.
ع.خ,الإثنين، 25 حزيران، 2018
يراجع ما كتبته تحت عنوان النساء محبرة:
https://www.facebook.com/khazem.ali.1/posts/10210938430071898
http://gallica.bnf.fr/ark:/12148/btv1b10030616z/f1.image
[2] صبح الأعشى
في صناعة الإنشاء, أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي ثم القاهري (المتوفى:
821هـ),الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق