إلى عرفات
طابَ شربُ المدامِ
في الخَلوَاتْ أَسْقنيِ يانديمُ بالآنياتْ
خمرةً تَركُهَا عَليناَ
حَرامٌ ليس فِيها إِثمٌ ولا شُبُهاتْ
عُتِّقت في الدِّنانِ
من قَبل آدم أصلها طيبٌ من الطيباتْ
أفْتِنيِ أيُّها الفقيهُ
وقلْ لِي هل يجُوزُ شربها على عَرفَاتْ
أو يجوزُ الطَّوافُ
والسَّعْيُ بها وَيَلَبَّى ويُرْمى بالجمرَاتْ
أو يجوزُ القرآنُ
والذكرُ بها أو يجوزُ التسْبيحُ في الصَّلوَاتْ
فأجاَبَ الْفِقيهُ
إِنْ كانَ خمرَ عنب فيه شيْ من المُسْكراتْ
شُربه عندنا حرامٌ
يَقِيناً زائدٌ فيهِ شيْ من الشبهاتْ
آه ياذَا الَفقيه
لَوْ ذُقْتَ منها وسمعتَ الألحْان في الخَلوَاتْ
لتركتَ الدُّنيا وما
أنْتَ فِيه وتَعشْ هَائما لِيَوْمِ المماتْ[1]
[1] أبو الحسن علي بن عبد الله النميري الششتري الأندلسي
610-778 هـ / 1212 - 1269
م
ولد في ششتر إحدى قرى وادي ش في جنوبي الأندلس سنة 610 هـ تتبع في دراسة علوم
الشريعة من القران والحديث والفقه والأصول.
ثم زاد الفلسفة وعرف مسالك الصوفية ودار في فلكهم وكان يعرف بعروس الفقهاء وبرع
الششتري في فنون النظم المختلفة الشائعة على زمانه من القصيد والموشح والزجل واشتهر
شاعراً وشاحاً زجالاً على طريقة القوم وذاع صيته في الشرق والغرب.
بدأ حياته تاجراً جوالاً وصحب أبا مدين شعيب الصوفي بن سبعين ثم أدى فريضة الحج
وسكن القاهرة مدة لقي أصحاب الشاذلي وزار الشام.
توفي في مصر في بعض نواحي دمياط وله (ديوان-ط).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق