ساعة الغفلة ولعنها
كثيرون يلعنون "ساعة الغفلة" حتى صارت مشجبا نُعلِّق عليه أخطاءنا ونعتذر
عنها بها, ونحن نغفل في ما نغفل عن معناها, وإذا سألت أحدا عن معناها
أجابك "ساعة تَخَلّي. بس غفلة مين عن شو وتخلي مين عن مين؟ تعا لنشوف":
السَّاعَة : في أصل اللغة جزءٌ من أجزاء الوقت والحين وإن قلَّ, بمعنى
أنها تقال للحظة ولما هو أكثر من ستين دقيقة كما نعرف الساعة اليوم.
والغَفْلَة : مصدر غَفَلَ, قِلَّة التحفُّظ والتيقُّظ, ويقابلها الذكر.
وساعةُ الغفلة : تتعدد في المعنى الشرعي فهي في الفقه خصوص ما بين المغرب
والعشاء لما سأذكره لاحقا, أما في القرآن الكريم فيمكن الحمل عليها وأنها
هي المرادة بقوله تعالى " على حين غفلة "من الآية {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ
عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ
يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ
الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى
فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ
مُضِلٌّ مُبِينٌ} [القصص : 15], وفي الآية دلالة على معنى "الحين" المختلف
فيه وسنعود إليه في موضوع مستقل.
أما في بقية الآيات فليست محدودة بوقت
دون آخر , إنها تستوعب حياة الكفار خصوصا حياة من أنكر المعاد وحياة غير
المتقين في الدنيا, بل وفي البرزخ إلى يوم القيامة, قال تعالى:
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ
لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ
بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف : 179]
{إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا
غَافِلُونَ} [يونس : 7]
{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء : 1]
{وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ
الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا
بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ} [الأنبياء : 97]
{لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق : 22]
أما المتقون فإنها قد تعرض لهم بغواية شياطين الجن والإنس لكنهم
يتجاوزونها بالذكر بمعناه المقابل للغفلة وبمعناه اللفظي كالإستعاذة أو
الإستغفار:
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف : 201]
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ
يَعْلَمُونَ} [آل عمران : 135]
وقد يتعرض للغواية من هم أعلى رتبة من
المتقين كما في قصة سيدنا يوسف: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا
لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ
وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف : 24]
أما لعن الساعة أو الزمان فإنّه لا معنى له إن لم نقل إنه حرام لحديث النهي
عن سب الدهر وله كلام آخر يأتي. وإنما ورد في القرآن الكريم لعن أصحاب يوم
السبت لا اليوم نفسه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا
بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ
وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا
لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [النساء :
47].
ولا أدري هل حكى القرآن الكريم عن أحد سب الدهر أو الزمان أو الساعة فإن اطلع أحدكم عليه فليتفضل عليّ به.
الخلاصة:
ساعة الغفلة بما يتداولها الناس قد تكون هي كل حياتنا, وقد خاطبنا الله عز
وجل {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ
أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر : 19] ولا يرفع اضطراب
القلب المسبب للنسيان والغفلة مثل ذكر الله {الَّذِينَ آمَنُوا
وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد : 28]. ولا معنى للعنها بعد ما عرفت, بل
الأولى التفتيش عما نكون به من الذاكرين, روي عن الصادق عليه السلام أنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قرأ عشر آيات في ليله لم يكتب من
الغافلين ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين.
ع.خ, الإثنين، 21 آب، 2017
***************************
تفصيل لمن يرغب بالتوسع
1- في تسميتها:
قال الإمام السيد الخوئي رحمه الله في تنقيح العروة الوثقى ج 1 ص 103:
"والوجه في تسمية ما بين صلاتي المغرب و العشاء بـ(ساعة الغفلة) : أن
ديدنهم - في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ جرى على إتيانهم بصلاة
المغرب عند المغرب ثم الإيواء إلى بيوتهم ومنازلهم ، وإذا مضت برهة من
الزمان كانوا يعودون إلى المسجد لإقامة صلاة العشاء ، فكانوا فيما بين
الصلاتين - على الأغلب - مشغولين بالأكل أو الشرب أو بغيرهما من أعمالهم ،
ومن ثمة سميّت تلك الساعة بـساعة الغفلة" .
وفي الحديث:
- روى
الشيخ الصدوق (رحمه الله) عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن
أبيه ، عن وهب بن وهب ، عن جعفر بن محمد عن أبيه ، عن آبائه (عليهم
السلام) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «تنفلوا في ساعة
الغفلة ولو بركعتين خفيفتين فإنهما تورثان دار الكرامة . قيل : يا رسول
الله ، وما ساعة الغفلة ؟ قال: ما بين المغرب والعشاء».
- روى الشيخ
الطوسي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من صلى بين
العشائين ركعتين يقرء في الأولى الحمد {و ذَا النُّونِ اِذْ ذَهَبَ
مُغاضِباً... إلى قوله... وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنينَ} ، وفي الثانية
الحمد وقوله: {وَعِنْدَهُ مِفاتِحُ الْغَيْبِ... إلى آخر الآية} ، فإذا فرغ
من القراءة رفع يديه وقال: اَللّـهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ بِمَفاتِحِ
الْغَيِبِ الَّتي لا يَعْلَمُها اِلاّ اَنْتَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد
وَآلِهِ وَاَنْ تَفْعَلَ بي كَذا وَكَذا . اَللّـهُمَّ اَنْتَ وَلِيُّ
نِعْمَتي وَالْقادِرُ عَلى طَلِبَتي تَعْلَمُ حاجَتي فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ
مُحَمَّد وَآلِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ لَمّا قَضَيْتَها لي،
وسأل الله حاجته، أعطاه الله ما سأل".
و روى السيد ابن طاووس رواية
الصدوق نفسها ، وفي ذيلها زيادة : «قيل : يا رسول الله ، وما معنى خفيفتين ؟
قال: (تقرأ فيهما الحمد وحدها) ».
ونقل الخطيب الشربيني . قال في مغني
المحتاج : ومنها صلاة الأوابين ، وتسمى صلاة الغفلة ؛ لغفلة الناس عنها
بسبب عشاء أو نوم أو نحو ذلك .
وعقد ابن أبي شيبة في " المصنف "
(2/14) بابا بعنوان : " في الصلاة بين المغرب والعشاء "، روى فيه عن عبد
الرحمن بن الأسود ، عن عمه ، قال : ساعة ، ما أتيت عبد الله بن مسعود فيها
إلا وجدته يصلي ، ما بين المغرب والعشاء ، وكان يقول : هي ساعة غفلة .
وقال الماوردي:
" روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي بين المغرب وعشاء
الآخرة . وكان الصالحون من السلف رحمهم الله يصلونها ، ويسمونها صلاة
الغفلة ، أي الناس غفلوا عنها وتشاغلوا بالعشاء والنوم ، وهذا كله مختار ،
والمداومة عليها أفضل ". انتهى من " الحاوي الكبير " (2/287).
2- في النهي عن سب الدهر:
قرأت جوابا لسائلة في موقع مركز الأبحاث العقائدية عن الحديث القدسي"
يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر, بيدي الامر أقلب الليل والنهار"
http://www.aqaed.com/faq/7341/
يشرح المراد منه وينقله عن إخواننا في حال أننا لا نروي الحديث أصلا, بل
إن من يطالع المذكور يرى ببساطة التكلف في إثبات تعريف الدهر بأنه الله وفي
تحميل قوله تعالى حكاية عن بعض عرب الجاهلية ما لا تحتمله من نسبة الإرادة
والفاعلية والسببية, حال أن المعنى ظاهر في إرادتهم موافقة تطاول الزمن
للموت, ولا يبهم المعنى تقديم قولهم "نموت" على "ونحيا" بعد حصرهم الإهلاك
بالدهر دون الإحياء: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا
نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ
بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية : 24]. وقد
عرفنا أن الواو لا تفيد الترتيب ولو كان فإن المعنى يكون كما ذكره الطبري
أنهم يحيون بأبنائهم, وأضف إليه إنه لم يعرف بينهم هذا القول بفاعلية الدهر
إيجادا وإفناء بل هو قول حادث بعد صدر الإسلام بزمان طويل.
ويبدو أن
المجيب - حملا على الأحسن وإن كان الأولى به تدقيق سندها بداية ثم الكلام
على معناها - استند إلى رواية عن الإمام الصادق عليه السلام في الإحتجاج
على أحد الدهريين القائلين بذلك جاءت في الكافي وفيها:".. ثم قال أبو عبد
اللَّه عليه السّلام يا أخا أهل مصر إن الذي يذهبون إليه ويظنون أنه الدهر
إن كان الدهر يذهب بهم لم لا يردهم وإن كان يردهم لم لا يذهب بهم..".
قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدرك سفينة البحار ج 3 ص 391 :
" كتاب البيان والتعريف: في النبوي ( حديثه صلى الله عليه وآله ) : قال
الله تعالى : "يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر ، وأنا الدهر ، بيدي الأمر اقلب
الليل والنهار ". وهذا مع ما في معناه في كتاب التاج الجامع للأصول. ورواه
في آخر كتاب سنن أبي داود مثله . ويظهر من كتاب إيضاح فضل بن شاذان أن حديث
" لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " من أحاديث العامة" .
وأضاف
الشيخ النمازي:" ... قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في خطبة الوسيلة :
والدهر يوم لك ويوم عليك ، فاصبر، فكلاهما ينحسر - الخ. وفي رواية أخرى بعد
قوله عليك : فإن كان لك فلا تبطر ، وإن كان عليك فاصبر".
وبرجوعي إلى كتاب الإيضاح وجدت في الصفحة 7 من نسخة مكتبة أهل البيت تشدده في نفي هذا الحديث وما يوافقه في نصه وأشباهه.
****************************
ردي على من قال إنها واردة من طريقنا:
أذكّر بأنني قلت "
أما لعن الساعة أو الزمان فإنّه لا معنى له إن لم نقل إنه حرام لحديث
النهي عن سب الدهر وله كلام آخر يأتي." , وقولي هذا كان لاحتمالين أولهما
احتمال صحة الحديث وثانيهما احتمال الحرمة لنفس لعن ما لايستحق اللعن كما
هو مقتضى بعض الروايات أن اللعن لمن أو لما لا يستحق اللعن حرام ويرجع على
اللاعن كما قاله صاحب البحار في مورد حديث النهي عن سب الدهر.
وقد
توقفت عند الحديث القدسي ورجوت لو أن المجيب نظر في سنده وقلت ما قلت فيه
فلا أعيده, كذلك في ما يشبهه وهو النهي عن سب الدهر ونقلت مقالة الشيخ
النمازي وما نقله عن صاحب الإيضاح الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري
المتوفى سنة 260 ه المتقدم على صاحب مجمع البيان الفضل بن الحسن الطبرسي
المتوفى سنة 548 ه.
وبالرجوع إلى ما قاله الطبرسي فإنه حرفيا :
"وقد روي في الحديث عن النبي ( ص ) أنه قال : ( لا تسبوا الدهر ، فإن الله هو الدهر )".
وقوله "روي" للمجهول تضعيف للحديث لكنه تلقاه كما تلقاه من سبقه من المفسرين كالشيخ الطوسي استئناسا للمعنى لا تصحيحا للرواية.
ولذلك تبعه في دقة النقل صاحب الميزان السيد الطباطبائي حيث كتب ما نصه:"
وفي المجمع في قوله تعالى : ( وما يهلكنا إلا الدهر ) وقد روي في الحديث
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : لا تسبوا الدهر فإن الله هو
الدهر .
أقول (السيد الطباطبائي): قال الطبرسي بعد إيراد
الحديث : وتأويله أن أهل الجاهلية كانوا ينسبون الحوادث المجحفة والبلايا
النازلة إلى الدهر فيقولون : فعل الدهر كذا ، وكانوا يسبون الدهر فقال صلى
الله عليه وآله وسلم : إن فاعل هذه الأمور هو الله فلا تسبوا فاعلها انتهى .
ويؤيد هذا الوجه الرواية التالية . وفي الدر المنثور أخرج
ابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : قال الله تبارك وتعالى : لا يقل ابن آدم يسب الدهر يا
خيبة الدهر فإني أنا الدهر أرسل الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما ."
فلو
أن لهذه الأحاديث يا عزيزي طريقا من قبلنا لما اضطر السيد الطباطائي إلى
رواية أبي هريرة الذي هو بالمناسبة مرجع أكثر الروايات في هذا الباب من
طريق إخواننا.
اما ما تفضلتم به عن السيد الشريف الرضي في المجازات النبوية فقد جاء في حاشية وسائل الشيعة (طبعة آل البيت) ج 7 ص 508:
*
ورد في هامش المخطوط ما نصه ." نقل المرتضى في الدار والغرور عنه عليه
السلام إنه قال لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر وذكر في تأويله وجوها "
ولكن الخبر من روايات العامة ونقله صاحب القاموس ( 2 . 33 ) أيضا " وذكر أن
الدهر من أسماء الله ( منه قده ) ."
===========
بهذا
يرتفع احتمال وجود طريق وسند للرواية وأشباهها من جهتنا لعدمه أصلا
ولتعارضه مع كثير من الروايات ثانيا. ولنختم بمقولة لطيفة للعلامة الشيخ
محمد جواد مغنية في الباب من كتابه في ظلال نهج البلاغة, شرح الخطبة - 155 -
:
" والغريب ان عبد الرحمن بن الجوزي قال في كتاب « صيد
الخاطر » : إن الذين يسبون الدهر كفار « بل هم شر من الكفار ، لا أصلح
اللَّه لهم شأنا ، ولا هداهم لرشاد » . ونسي هذا الشيخ ان الحدود تدرأ
بالشبهات . . ولماذا لا أصلحهم اللَّه ولا هداهم ألأنهم أشد على الرحمن
عتيا من الذين سأل نبي الرحمة لهم الصلاح والهداية ".
وتقبل شكري وامتناني لاغناء المقالة