الجمعة، أغسطس 18، 2017

توقيع كتاب أو الإحتفال بصدور كتاب وأصلهما في تاريخ العرب الإجتماعي

توقيع كتاب أو الإحتفال بصدور كتاب وأصلهما في تاريخ العرب الإجتماعي

بداية سأحكي لكم حكاية كيف وصلت إلى هذا العنوان ومفردات موضوعه على أنها قد لا تعني بعضكم, لكن لعل بعض شبابنا وشاباتنا وطلابي وطالباتي خصوصا يستفيدون منها, ثم أورد لكم جميعا ما وقفت عليه من أصول في الإحتفال بصدور كتاب وخاتمة.

الحكاية:

شرعت في تدوين مقالة بعنوان " أدوات الكتابة والوراقة في القرآن الكريم " وقصدي أن أقدم مثالا لما قلته في مقالة " بين فقه العمران وفقه العمارة" بأن مطالعة الدراسة القيّمة " مصطلحات العمارة والعمران فى القرآن الكريم …" تعين على التدبّر في كتاب الله, وانتقلت إلى ما كنت قد سجّلته من نصوص في الموضوع, وأول ما خطر ببالي مراجعته نص الزبيدي صاحب كتاب تاج العروس عن معنى كلمة "حِبْر", فلما أعدت قراءته أدهشني عن موضوعي ولفت نظري أنّه حصر صناعة "المحبرة" بعد تعريفها في نوعين: " الآِنيَةُ التي يُجْعَلُ فيها الحِبْرُ من خَزَفٍ كانت أو مِن قَوارِيرَ", استوقفتني العبارة لأن في ذهني صورا لمحابر أثرية من غيرهما فصار لازما البحث عن زمان حياته للنظر في تاريخ كتابة نصِّه لتعقُّب "صناعة المحابر في العالم العربي والإسلامي" وهذا عنوان جديد نتركه الآن, لكنني في التفتيش وجدت نصّا للجبرتي عن إحتفاء الزبيدي بإتمام كتابه تاج العروس يقول فيه:
"وشرع في شرح القاموس حتى أتمّه في عدة سنين في نحو اربعة عشر مجلدًا وسماه تاج العروس، ولما أكمله أولم وليمة حافلة جمع فيها طلاب العلم وشيوخ الوقت بغيط المعدية، وذلك في سنة إحدى وثمانين ومائة والف، وأطلعهم عليه وأغتبطوا به وشهدوا بفضله وسعة إطلاعه ورسوخه في علم اللغة، وكتبوا عليه تقاريظهم نثرًا ونظمًا ... وذلك في منتصف جمادى الثانية سنة اربعة وتسعين ومائة والف.."‏.‏
وبتحويل التاريخ إلى الميلادي يكون الإحتفال قد وقع يوم السبت 17 – 6 – 1780 م وهو ما يؤكد استغرابي, وسأبحث عن حل هذا الإشكال في مقالة أخرى.
المهم يا سادة يا كرام وبالعودة إلى موضوعنا فإنني بانتقالي لتوثيق نص الجبرتي وجدت في نتائج البحث أنه وارد في حوار على أحد المنتديات تحت عنوان " الاحتفال والوليمة عند انجاز بحث علمي او حفظ القرآن موجود لدى العلماء" بدأ بإيراد النص التالي: ( لما انتهى ابن حجر من تبييض فتح الباري ومراجعته عمل وليمه عظيمة كبيرة لم يتخلف عنها من وجوه المسلمين الا النادر بالمكان المسمى التاج والسبع، في يوم السبت ثاني شعبان سنة اثنين واربعين وثمانمائة وصرف عليها 500 دينار) الاعمال الخيرية للمنيري (559).
وذكر هذه القصة عن ابن حجر صديق حسن خان في التاج المكلل(370) وقال: (ولما وقفت على هذه الحكاية عملت وليمة على تفسيري فتح البيان). وقد شارك فيه العديد ".
وهكذا يا سادة يا كرام نكون قد عدنا إلى موضوعنا, وإليكم نصوص الإحتفال بإنجاز الكتب دون نصوص "الإحتفال بحفظ القرآن الكريم" فأتركه لتفتيشكم وللإستفادة من جهدكم .

الموضوع وأصوله:

وقبل أن أنسى, فإن الباعث على بحث الموضوع هو أن بعض المتشددين المعاصرين يستنكرون هذا النوع من الإحتفال ويعدّونه بدعة سيئة خاصة إذا صاحبه إطعام, وقد حصروا الوليمة تبعا للمحدثين وبعدهم الفقهاء في المواضع التي جاءت فيها الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله وهي مذكورة تحت عنوان " الوليمة" في المصنفات الحديثية والفقهية وخلاصتها أنها لا تكون إلا في ثلاث أو خمس مناسبات ولا تسألوني ما هي فتّشوا أنتم عن أنواعها والفرق بينها وبين المأدبة وعن أحكامها ومن طريف مباحثها عنوان " إيقاظ العزائم إلى معرفة أحكام الولائم " لأمينة حداد.
وقد أجريت ترتيب ذكر الاحتفالات تاريخيا مع تعديله بالتواريخ الميلادية كما تتبعت تاريخ انهاء صديق حسن خان كتابه فتح البيان في مقاصد القرآن لتعيين تاريخ احتفائه به حيث لم يذكره في نصه السابق فوجدته في الجزء الأخير منه هكذا: " وكان الفراغ منه ضحوة يوم الجمعة لعله التاسع والعشرون من شهر ذي الحجة أحد شهور سنة تسع وثمانين بعد مائتين وألف من الهجرة النبوية.
وإليكم الأصول:
1 - في سنة 842 هجرية / 1398 ميلادية
( لما انتهى ابن حجر من تبييض فتح الباري ومراجعته عمل وليمة عظيمة كبيرة لم يتخلف عنها من وجوه المسلمين الا النادر بالمكان المسمى التاج والسبع، في يوم السبت ثاني شعبان سنة اثنين واربعين وثمانمائة وصرف عليها 500 دينار) الاعمال الخيرية للمنيري (559).
2 - في سنة 1181 هجرية / 1780 ميلادية
(وشرع في شرح القاموس حتى أتمّه في عدة سنين في نحو اربعة عشر مجلدًا وسماه تاج العروس، ولما أكمله أولم وليمة حافلة جمع فيها طلاب العلم وشيوخ الوقت بغيط المعدية، وذلك في سنة إحدى وثمانين ومائة والف، وأطلعهم عليه وأغتبطوا به وشهدوا بفضله وسعة إطلاعه ورسوخه في علم اللغة، وكتبوا عليه تقاريظهم نثرًا ونظمًا ... وذلك في منتصف جمادى الثانية سنة اربعة وتسعين ومائة والف).
3 - في سنة 1289 هجرية / 1873 ميلادية
تفسير فتح البيان في مقاصد القرآن
ذكر صديق حسن خان هذه القصة في ترجمته للحافظ ابن حجر في كتابه التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول (370) قال:(ولما وقفت على هذه الحكاية عملت وليمة على تفسيري فتح البيان).
===========

الخاتمة:

وحيث ان في تفاصيل الروايات ذكر قيمة تكلفتها والأنواع والأصناف ما ينفع الباحث في التاريخ أو في الإجتماع فإن له أن يستدرك على هذه الثلاثة من خلال البحث في التوقيعات السنوية واليومية في كتب التاريخ, أو من البحث في خط الزمن عن الكتب في الموسوعات والمواقع الإلكترونية أو في أي مصدر غيرها كما في الموارد الثلاثة المذكورة.
- بشو بتذكركم الحكاية يا طلابي وطالباتي؟
- بدعاية مخازن قاروط الكبرى "بتلاقي شو عبالك مش خاطر ببالك"
- عفارم صح, وبما إنو هيك خدوا هالوظيفة متل الاولاد الشاطرين اشتغلوها انتو وعمتساعدو ولادكم بحل "زاد الصيف" أو " قطاف الصيف": ما هو عدد وعناوين المباحث التي يمكن العمل عليها من النص أعلاه؟
ع.خ,‏الجمعة‏، 18‏ آب‏، 2017

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور