الاثنين، أغسطس 15، 2016

قصتان عن "الملامتية"



قصتان عن "الملامتية"
تذكرتهما عندما قرأت للصديق Ahmed Burair أنه بصدد الكتابة عن هذه الفرقة الصوفية بما يفسر بعض حوادث رواية " قواعد العشق الأربعون ".
الأولى:  أنني بعدما أتممت ونشرت تعريبي "الكلام والعرفان" للشهيد الشيخ مرتضى المطهري, اطلعت على ما نشرَتْه دار ثانية لأحد الأخوة وقد قام بتعريب "ملامتية"[1] ب : "أهل العتاب" وجعل لها حاشية شارحة بينما الكلمة مصطلح عربي واسم لجماعة من الصوفية[2] وقد أراد الشيخ رحمه الله الكلام عن هذه الجماعة.
الثانية: أنني دخلت منزل أستاذي المرحوم الشهيد السيد محمد صالح الحسيني يوما فوجدت عنده سماحة الشيخ محمد يعقوب (رده الله والإمام السيد موسى الصدر والأستاذ السيد عباس بدر الدين بخير) , وكان الشيخ  خالعا عمامته وجبته وواضعا مسدسه البكر قربها, وبعد تعريفي استكمل سماحة الشيخ حديثه عن زيارته لمصر بعد زيارة السادات للقدس 1977 , وكان من حديثه عجبه الشديد من بعض رجال الدين المصريين في تبرير مواقف السادات من إسرائيل وزيارته القدس بأن الناس لا تعرف حقيقة هذا الرجل وأنه من كبار الصوفية "الملامتية" الذين تجري الأمور على أيديهم بما لا يفهمه الخلق إلا بصورته السلبية فيلومونه عليها, حال أنه قد أرضى ربه بما هو أبعد عن فهم الناس.
وكان التعليق الطريف أنه حتى السادات نفسه لا يعرف "الملامتية", والتعليق المؤلم من أي طينة عجن هؤلاء "العلماء" المبرراتية؟
وكانت هذه أول مرة أسمع فيها هذا المصطلح.
ع.خ,‏الإثنين‏، 15‏ آب‏، 2016


[1] (الدرس العاشر ص 121 من نسختي, الدار الإسلامية, بيروت 1992) .

[2] وأول صوفي أفردهم بالكتابة هو الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي (تـ411هـ) في رسالته «أصول الملامتية» , وينقل الدكتور أبو العلا عفيفي منها : يقول الشيخ أبو حفص النيسابوري:
"الملامتية: هم قوم قاموا مع الله تعالى على حفظ أوقاتهم ومراعاة أسرارهم، فلاموا أنفسهم على جميع ما أظهروا من أنواع القرب والعبادات، وأظهروا للخلق قبائح ما هم فيه، وكتموا عنهم محاسنهم، فلامهم الخلق على ظواهرهم، ولاموا أنفسهم على ما يعرفونه من بواطنهم، فأكرمهم الله بكشف الأسرار، والاطلاع على أنواع الغيوب، وتصحيح الفراسة في الخلق، وإظهار الكرامات عليهم، فأخفوا ما كان من الله تعالى إليهم بإظهار ما كان منهم في بدء الأمر من ملامة النفس ومخالفتها، والإظهار للخلق ما يوحشهم ليتنافى الخلق عنهم ويسلم لهم حالهم مع الله. وهذا طريق أهل الملامة ".
ويقول الشهيد الشيخ مطهري : ".. يتعمدون في مقالااتهم "الرياء المعكوس" .. فإن هؤلاء العرفاء "الملامتية"يريدون أن يكون ما بينهم وبين الله حسناً, وأن يظن الناس بهم السوء.."

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور