السبت، أغسطس 27، 2016

عن نسبة الأقوال إلى الأنبياء والأولياء والحكماء




عن نسبة الأقوال إلى الأنبياء والأولياء والحكماء
تصدى عدد من الفضلاء لبيان زيف نسبة كبيرة مما ينشر على وسائط التواصل الإجتماعي, ونبهت مرارا إلى أنه يعد من الكذب بل من أفحشه نشر ما لا تحقيق لصدق روايته عن المعصومين خاصة. وشخصيا لم أستسغ السخرية بنسبة أقوال إلى شخصيات تاريخية من أعلام الفلسفة والأدب والعلوم والسياسة.
 وقد أرسلت إليَّ الصديقة Abir Zgheib   مستغربة صورة منشور ونصا لحكمة يختلفان في حرف واحد, وينسبانها إلى الإمام علي عليه السلام وإلى سقراط, ففتشت عنها و بعد البحث وجدتها هكذا:
 " يَنْبَغي لِلْعاقِلِ أَنْ يُخاطِبَ الْجاهِلَ مُخاطَبَةَ الطَّبيبِ الْمَريضَ" ,منسوبة إلى أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب عيون الحكم والمواعظ  وذخيرة المتّعظ والواعظ للشيخ كافي الدين أبي الحسن علي بن محمد الواسطي الليثي , نشر دار الحديث, قم,الطبعة : الأولى ١٣٧٦هجري شمسي, ورتبها محقق الكتاب  الشيخ حسين الحسني البيرجندي تحت الرقم :  10174 ولم يذكر لها كلاهما (المؤلف والمحقق) أي مصدر بصورة مستقلة غير ما ذكره المؤلف في مقدمته عن كل ما رواه في الكتاب[1].
أما عن سقراط فقد وجدتها هكذا : " ينبغي للعاقل أن يخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب للمريض "  تحت عنوان " ومن آداب سقراط.... مما ذكره الأمير المبشر بن فاتك..." , وأوردها إبن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء ص 77, تحقيق الدكتور نزار رضا , طبعة دار الحياة, بيروت. ولم يذكر المؤلف ولا المحقق هنا أيضا مصدرا للنقل[2].
وصاحب كتاب عيون الحكم والمواعظ  وذخيرة المتّعظ والواعظ من أعلام الإمامية في القرن السادس الهجري , كان حيا سنة 593 وروى أحد العلماء عنه سنة 580  فيكون متقدما على إبن أبي أصيبعة فابن أبي أصيبعة ولد سنة 600 هجرية ويعد من أعلام القرن السابع.
و وتوجد في جامعة طهران نسخة من كتاب عيون الحكم والمواعظ  عن نسخة تاريخها 614 ه, فالكتاب أيضا متقدم جدا عن كتاب إبن أبي أصيبعة الذي ترجم في آخره للطبيب أبو الفرج بن القف وقال إنه توفي في جمادى الأولى سنة 615 ه .
والله أعلم بالصواب .
ع.خ,‏السبت‏، 27‏ آب‏، 2016


[1]  " اقتضَبتُه من كتُبٍ مُتَبَدِّدة، ومَظانَّ مُتَشَرِّدة، ومُصَنَّفاتٍ مشهورة، مسندة إلى أئِمّةٍ مَقطوع بفَضْلِهِم ورئاسَتِهم وأمانتِهم في رواياتهم ونَقْلِهم، مِثل كِتاب (نَهْج البَلاغة) جَمْع الرَّضيّ ذي الحَسَبَين رضي الله عنه وما كان جَمعه أبو عُثمان الجاحِظ، ومن كتاب (دُستور الحِكَم ومأثور مَكارِم الشِيَم) جَمع القاضي أبي عبدالله محمّد بن سلامة بن جعفر بن عليّ القُضاعيّ، ومِن كتاب (غُرَر الحِكَم ودُرَرالكَلِم) جَمع القاضي أبي الفَتْح عبدالواحِد بن محمّد بن عبدالواحِد الآمدي التميمي، ومن كتاب (المناقِب) للخَطيب أحمد بن مكّي الخَوارِزميّ خَطيب خَوارزم، ومن كتاب (مَنثور الحِكَم)، ومن كتاب (الفَرائِد والقَلائِد) تأليف القاضي أبي يوسُف يعقوب بن سُليمان الأسفَراييني، ومن كتاب (الخِصال) تأليف الشيخ أبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابَويه، وغيرهم من [أصحاب] التَصانيف، ما لو رُمْتُ ذِكرَهُم وذِكرَ أسانيدِهم لَطالَ عليّ، ووقَع منه الضَجَر والمَلال." .

[2] وقد كتب إبن أبي أصيبعة عن المبشر ما يلي : " .. وللمبشر بن فاتك من الكتب كتاب الوصايا والأمثال والموجز من محكم الأقوال، كتاب مختار الحكم ومحاسن الكلم، كتاب البداية في المنطق، كتاب في الطب."








ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور