الجمعة، يوليو 27، 2012

مستقبل العلاقة بين السنة والشيعة في ضوء مشروع الشرق الأوسط الجديد استعادة لنص من 2006

مستقبل العلاقة بين السنة والشيعة في ضوء مشروع الشرق الأوسط الجديد

عقدت في مجمع الشيخ أحمد كفتارو في سوريا بالتعاون مع جامعة دوشيشا في اليابان بتاريخ 26-12-2006 ندوة بعنوان " مستقبل العلاقة بين السنة والشيعة في ضوء مشروع الشرق الأوسط الجديد " شارك فيها كل من أ.د حسن كوناكاتا من اليابان والشيخ أحمد راجح والدكتور صلاح الدين كفتارو والسيد عبدالله نظام من سوريا ود. الشيخ عبد الناصر جبري والشيخ علي خازم من لبنان وهذا نص كلمة الشيخ علي خازم :
 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه الميامين .
 عندما يفجؤك السؤال: السنة والشيعة إلى أين، يدفعك بعض التدين وبقية التعقّل الحر إلى إطلاق فكرك للإجابة عليه في آفاق مثل :
* الدعوة الى الإلتزام الديني في الحياة الإجتماعية والتربوية.
* الدعوة الى تأصيل إسلامي لآليات التنمية الإقتصادية والإدارية.
 * ايجاد حلول للمشاكل البيئية وتحصين الموارد الطبيعية وتطوير فرص استغلالها مع حفظ حقوق الأجيال القادمة.
* تقديم الإسلام بصورة تقبل تعقل الإنسان المعاصر وخصوصاً جيل الشباب والمراهقين.
 * مع هذه كلها وليس آخرها ، العمل على تحرير الأراضي المحتلّة وحلّ القضية الفلسطينية وبناء الحكومات المستقلّة وتحصينها دون استقطاب قوى الهيمنة والإستغلال المعولمة وايجاد مناخات حرية للمواطنين.
 لكنك تصطدم بفجاجة الواقع المؤلم : لا!! ليست هذه موردا للسؤال بل هوأمر آخر: السنة والشيعة الى اقتتال اوأنه ثمة فرصة لتأجيل هذا الإقتتال ؟، أجب ضمن هذين الإحتمالين فقط أوتراجع!
 لن أتراجع : هل صحيح انّ الثالث مرفوع هنا؟ وأن المتفكر فيه مدفوع عن الساحة ومأمور بتخليتها لدعاة الفتنة وللساعين الى الكانتونات أوالغيتوات اوالفدراليات أوالكونفدراليات الطائفية؟
هل ألفت الساحات في المنطقة العربية خطاب التكفير والخشونة وفعل التفجير والرعونة أم أن في جلود أبنائها مساحات تقشعرّ لما يحصل ولما يراد لها أن تعيشه؟
 أليس بالإمكان أن نعيش بكرامة وأن ندع الآخريعيش بكرامة؟ أم هل صدقت دعوى أحد الكتّاب العلمانيين:"حقوق الإنسان المسلم : الخوف ثم الموت أخيرا "؟  
من هم السنة والشيعة العرب اليوم؟
 يتوزع المسلمون العرب اليوم على عناوين المذاهب التالية : شافعية وأحناف ومالكية وحنابلة ووهابية اوسلفية ، واثنا عشرية وزيدية وعلوية واسماعيلية ودروز يضاف إليهم الإباضية ولا ننسى الطرق الصوفية اذ حديثنا هوعن التشكيلات الإجتماعية للمسلمين ولسنا ناظرين الى الجوانب العقائدية والفقهية. هذا التنوع يشهد, على امتداده , انتساباً متفاوتاً في التزامه الديني الحيوي, أوبتعبير آخر ليس كل المسلمين الموجودين في عالمنا العربي ممارسون لشعائرهم الدينية بشكل كامل اودائم ، وليس كل المسلمين يحكّمون الدين في حياتهم الخاصة والعامة.
بل وليست حكوماتهم إلاّ على شاكلتهم : تلفيق وخلط بين الدين وغيره. وكما هوالحال في عدم صفاء الإلتزام الديني ، لا توجد حالة صفاء في الجانب الديموغرافي. فلا تكاد دولة عربية أن تخلو مما يمنع التطابق بين المذهب الواحد والعنصر البشري في الدولة الواحدة (ولوعلى مستوى التشكيل الإجتماعي للعناوين التي ذكرناها) بحيث تجد التنوع متمثلا بصورة الطرق الصوفية المتعددة مثلاً في مساحة السنة.
بل يمكن الجزم كما عندنا في لبنان أنه لوصفت قرية أومجموعة قرى فإنها مرتبطة بقرىً أخرى متمايزة. اذاً المسلمون ليسوا في ديارهم صوراً مستنسخة من أصل ، ولم يكونوا ، ولن يكونوا:  وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ  - هود - الآية - 118 
 نقاط التماس التقليدية والمستجدة :
يمكن حصر نقاط التماس التقليدية بين أتباع المذاهب الاسلامية في المنطقة العربية وكذلك النقاط المستجدة بعد بيان المقصود بالتقليدي والمستجد بالتالي: اذا التزمنا بتعبير الدستور اللبناني "الطوائف التاريخية" فالمراد منها الطوائف ذات الإمتداد التاريخي مقابل الطوائف المشكلة حديثاً سواء من جهة نشأتها الدينية كالبهائية وشهود يهوه أومن جهة انتشارها الحديث رغم تاريخها كالتشيّع في بعض الأقطار العربية أوالانتقال الى بعض المذاهب السنية في بعض الدول الأخرى . على هذا فان ثمة نقاط تماس تقليدية وتاريخية بين السنة عموماً والشيعة عموماً هي لبنان، سوريا، العراق، الكويت، البحرين، الإمارات، قطر، السعودية واليمن. وهناك نقاط تماس مستجدة بين السنة أنفسهم كما تشهد بذلك دول المغرب العربي أوسنية أباضيّة كما في عمان وليبيا ، أوبين السنة والشيعة، كما يُدَّعى في مصر والأردن والسودان وفلسطين، أوبين السنة والسنة أوبين الشيعة والشيعة أوالسنة والشيعة كما في اليمن . ورغم التفاوت في نسب الشيعة الى السنة أو نسبتهما الى مذاهب أخرى فإن العاقل لا ينبغي أن يحذف من الخارطة التي ينظر اليها الأديان الأخرى بمذاهبها وطوائفها مع أرجحية نسبة المسلمين عموماً على نسبة غيرهم في العالم العربي مما يجعل الكتلة الشعبية في كل دولة منه فسيفساء تتفاوت نسبة طغيان الألوان الموحدة على أرضيتها. وبالعودة الى خصوص عنوان كلامنا فإننا نستطيع وبوضوح ملاحظة وجود الكتلة الشيعية ديموغرافياً على فسيفساء العالم العربي وان كان حضورها السياسي أقل وضوحاً. فهي بين حراك سياسي مكتوم في الداخل, وغير مؤثر في الخارج كحال شيعة السعودية والامارات وقطر.اوفي حال حراك سياسي صاعد كما في الكويت والبحرين، أوفي حال حضور سياسي نافذ كما في سورية ولبنان والعراق (وأؤكد هنا على اجتماعية الكتلة الشيعية لا على دينيتها الأمر الذي سأتعرض له لاحقاً).
والحق أن لبنان كما العراق هما البلدان العربيان الوحيدان اللذان يمكن الكلام عن تطابق وفعالية بين الشيعة ككتلة اجتماعية بشرية فيهما وبين حجم الحضور السياسي خلافاً للبحرين مثلاً . وعلى هذا فإن تطورات الأحداث في أواخر القرن الماضي وبداية القرن الحالي في العراق ولبنان شكلت محور متابعة ودراسة ومحاكاة في نقاط التماس التقليدية ، وقد تشكل بدايات لها في نقاط التماس الجديدة اذا لاحظنا قضية تأسيس مجلس إسلامي شيعي في مصر قبل سنوات مثلاً .وأوضح مثال هوحجم المشاركة الشيعية ترشيحا واقتراعا في انتخابات الكويت والبحرين.
 وللبقاء في مجال الرؤية الطبيعي والواقعي ينبغي إلفات الناظر إلى ملاحظة التماس السلفي الوهابي مع المذاهب السنية الأخرى وبعضها مع المذهب المالكي في دول المغرب العربي أوهي كما مع الإباضية في عمان وليبيا ،دون أن ننسى التماس المسيحي الإسلامي أومحاولات عودة البهائية وحملات التنصير كما في الجزائر وغيرها.... هذا هوحقل الدراسة ومجال الرؤية لا كما يفعل البعض اذ يخرج علينا متصوراً أنّ الواقع العربي هوعلى شاكلة بيته اوحلقة درسه ويبدأ بالإفتاء والحكم بيجب ويحرم ويجوز اولايجوز غير ناظرٍ الى واقع بل إن متابعتي لبعضهم تؤكد جهلاً واضحاً بالواقع الإجتماعي العربي . إن كثيراً ممن يعملون بمنهج" ما يجب أن يكون عليه الواقع" يكسرون زجاجاً لا يعود كما كان فضلاً عن أن يصير كما يرغبون.
 الشيعة والسنة والمواطنية :
 يمكن صياغة العنوان بصورة سؤال: هل توجد لدى الشيعة أوالسنة قضية شيعية أوسنية بالمعنى الإصطلاحي ؟ هل توجد في أقطار العالم العربي مشاريع وبرامج حزبية شيعية أوسنية ؟
واقع الحال يجيب بنعم ولا في نفس الوقت ولكن ليس في نفس الطول أمّا العرض فعريض بمساحة الوطن العربي ويتسع : كيف؟ أمّا النعم فيلخصها مطلب واحد وهو ليس حاضراً في عرض العالم العربي كله ، وهو مطلب قانون الاحوال الشخصية حيث تفتقر الى تنوع إسلامي فيه بعض الدول العربية ذات مناطق التماس التاريخي فضلاً عن بعضها ذات التماس المستجد، وكانت السلطنة العثمانية في حكمها للمنطقة قد أوجدت له حلاًّ بما سمي "نظام الملل العثماني " الذي أعطى لكل طائفة حق إدارة شؤونها الدينية وبناء مؤسساتها التربوية والثقافية والإجتماعية وادارة أوقافها عبر مجلس ملي لكن من دون تدخل مباشر للسلطنة ولم تستطع الدول العربية الحديثة أن تجد له الحل المناسب إلى الآن. وهوبعد, شأن لا يستدعي أكثر من: عمل مطلبي من المواطنين كما حصل في مصر على يد د. احمد راسم النفيس في طلب الحق بممارسة الشعائر الدينية وتطبيق الاحوال الشخصية الجعفرية على الشيعة الاثنا عشرية, و: روح حرّة من المسؤولين وتسامح من بعض رجال الدين. أما فرض احتساب زكاة المال الورقي الذي كان سبباً لمشاكل الباكستان أيام ضياء الحق فيمكن حلّه شرعاً وفق المذهب الجعفري. وعلى كلّ حال فإنه غير موجود عربيا إلا في السعودية حيث تحتسب الزكاة رأساً في الضرائب. وهوأمر لا يستدعي تشكيلات حزبية وسياسية فضلاً عن أن تكون عسكرية.
 وأمّا اللا فهي الجواب على كل ما يعني المواطن من حيث هوانسان يعيش في دولة ، غاية الأمر يمكن الكلام عن إسلامية القضايا كما يمكن الكلام عن دينية قضايا وهوأمر لن يخالف العقل ولا الفطرة السليمة ويقبل التعدد والحوار من حيث ثقتنا بأنّ الإسلام لا يصادم العقل ولا المنطق ولا الكرامة الإنسانية . هذا جواب السؤال الأول ، أمّا جوابا على السؤال الثاني فيمكنني القطع أنّه خارج إطار التكفيريين لا يوجد لدى أي تنظيم أوحركة شيعية أوسنية برنامجاً سياسياً ولا مشروعاً سياسياً شيعياً أوسنياً بل هي مشاريع إسلامية إنسانية قد تستند الى التشيّع أوالتسنّن لكنّها لوقيّض لها الإمساك بمقاليد السلطة السياسية في بلدين متجاورين لوجدنا بالمقارنة الواقعية أنهما سيحكمان بنفس الأسلوب والطريقة ، وسيصيبان في مواقع بل وسيخفقان في مواقع أجزم أنّها متساوية فلا ولاية الفقيه الشيعية مختلفة عن ولاية الفقيه السنية ولا حاجات المواطنين الشيعة مختلفة عن حاجات المواطنين السنة.
 أين المشكلة إذاً ولماذا يحصل الذي يحصل ؟ العنف الطائفي أوالمسألة الدينية وغياب المشروع المركزي الموحد للأمة :
 كائناً ما كان أومن كان سبب انبعاث الصحوة الدينية الإسلامية في عالمنا العربي قبل عدة عقود فإنه أمر يحمد الله عليه ، ويشكر كل جهد بذل فيه ونسأله تعالى أن يحتسبه لاصحابه في ميزان حسناتهم يوم القيامة . لكن,وآه منها، لكنّ ما طفا على ضفاف هذه الصحوة من ارتجاعات لتيارات لم يخل منها المجتمع الإسلامي إضافة الى آثار الخلل في بنية وأداء الدولة العربية الحديثة وردود الفعل عليها والتي عبّر عنها قديماً نعيم بن حماد في كتابه "الفتن" ونسبه الى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بسنده عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله (ص) :"لن تفنى أمّتي حتى يظهر فيهم التمايز والتمايل والمعامع" . قال حذيفة :فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله وما التمايز ؟ قال (ص):"عصبية يحدثها الناس بعدي في الإسلام". قلت فما التمايل ؟ قال(ص):"يميل القبيل على القبيل فيستحلّ حرمتها ظلماً". قلت وما المعامع ؟ قال(ص):"مسير الأمصار بعضها الى بعض فتختلف أعناقها في الحرب هكذا وشبك رسول الله بين أصابعه وذلك اذا فسدت العامة يعني الولاة وصلحت الخاصة طوبى لامرئ أصلح الله خاصته". هذه العناوين الثلاثة : التمايز والتمايل والمعامع هي عناوين للصراع الداخلي ، والحديث بمضمونه وبغض النظر عن صحة سنده يشير الى أن هذه الثلاثة ستكون في الأمّة بمعنى السنّة التاريخية وقد عشناها أكثر من مرّة ونعيشها اليوم لا كأمة فقط بل كأقطار .
 التمايز سنة وشيعة موجود لكنّ التمايز في غزة ليس بين السنة والشيعة التمايل سنة وشيعة موجود لكن ّالتمايل في غزة ليس بين السنة والشيعة المعامع حصلت بين العراق وايران ولكنّه حصل أيضاً بين العراق والكويت . وتعرفون أنّنا في لبنان عرفنا التمايز والتمايل بين حركة امل وحزب الله وكلاهما شيعة ، اذاً لا خصوصية للعنف الطائفي بالمعنى العقائدي والفقهي وانما هوعنف سياسي اجتماعي, يأخذ العنوان بحسب طبيعة الصراع بين الكتل الإجتماعية فهوحرب الإخوة إذا كان طرفاه من كتلة واحدة وهوحرب مذهبية إذا كانا من مذهبين مختلفين وطائفية إذا كان بين طائفتين أوطوائف وليس كل عناصر القتال فيه ملتزمون حتى بالصلاة اليومية أحياناً. فما هي الخصوصية في الفتنة المذهبية في القطر الواحد أوفي حرب الإخوة داخله. وبسؤال مبسّط ما هومشروع الشيعة في حربهم على السنة أوالعكس وما هي المشاريع المتقابلة بين أبناء المذهب الواحد في فلسطين المحتلّة : هل هي مشاريع دينية عقائدية فقهية أم هي مشاريع ذات طابع سياسي اجتماعي ؟  
هنا يكمن الحوار الذي أشرنا إليه سابقاً عند حديثنا عن المذاهب ككتل اجتماعية:
هل كلّ مقاتلي السلطة الفلسطينية يكفّرون مقاتلي حماس،أوهل كان مقاتلوا أمل يكفّرون مقاتلي حزب الله؟ هل بغت حركة حماس على السلطة الفلسطينية لتقاتلها السلطة بعد رفضها الصلح حتى تفيئ الى امر الله؟
أين هوالمشروع الشيعي اوالسني بالمعنى الديني في اي قطر من اقطار العالم العربي والذي يستحق الدفاع عنه بنفي الآخر؟ وهل يمكن اصلا نفي الآخر وتركيب أقطار على صورة تطابق ديمغرافي جغرافي بدون تدمير نقاط التماس التي ذكرنا الا بما يعني تدمير العالم العربي كله؟
 نعم يمكن ذلك وفق مشروع واحد لا هوسني ولا هوشيعي بل ولا هونصراني ,انه مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تبشر به وتسوقه اميركا, وقدما فعلت في ايام كيسنجروما زالت تسعى في تفتيت المنطقة العربية لحماية امن الكيان الاسرائيلي الغاصب: الغيتو اليهودي الذي لا يستطيع الاستمرار في الوجود ضمن محيط غير خاضع لنفوذه الا اذا حوله الى وحدات متصارعة في ما بينها. ليس من مشكلة مع المشروع الشيعي الفارسي البهلوي ايام الشاه ولكن المشكلة مع المشروع الشيعي المتحالف مع ايران الثورة الاسلامية المعادية لاسرائيل,اوهل كان للشاه مشروعية شيعية؟. ليس من مشكلة مع المشروع السني أوالشيعي العربي اذا رضيت به اميركا واسرائيل ,اوهل تبقى له مشروعية سنية أوشيعية ان كان كذلك؟ انها اذا مشكلة الصراع حول المشروع المركزي الذي يجب ان تجتمع عليه الامة.
المشكلة الحقيقية هي في بقاء عناصر قوة للمشروع الاسلامي العربي الرافض للاعتراف باسرائيل اوبالحد الادنى الرافض للخضوع لها وسعي الاعداء ومعهم العملاء الى ضرب عناصر القوة هذه.
وهوالمشروع الوحيد الذي يستطيع جمع قطع الفسيفساء ليشكل بها لوحة انسانية لا لوحة سكانية كما يريدون لنا ان نكون في العالم العربي والاسلامي.وهوبذلك المشروع الوحيد الذي على ضوئه يمكن استرجاع فلسطين واعادة اهلها اليها وفق الحق الانساني. المواجهة الحقيقية هي بين هذين المشروعين: المشروع الاسلامي العربي ضد مشروع الشرق الاوسط الجديد.
 هذه هي المعادلة الاساسية وضع تحتها عناوين واسماء المتصارعين على ارض الواقع العربي ومن يدعم كلا منهم في مناطق التماس الطائفي التقليدية والمستجدة وستجد عندها شيعة وسنة هنا وشيعة وسنة هناك فلا كل السنة مع اميركا ولا كل الشيعة ضدها. وبذلك نستطيع تفسيرالاقتتال القائم حاليا بين الشيعة والسنة في العراق وبين السنة والسنة في فلسطين بانه عمل حرام وكريه وبغيض وهوعنف طائفي بالمعنى السياسي الاجتماعي يستغل المسألة الدينية لانه يسعى الى ازالة كل نقاط التماس الداخلية التي تعني الغنى والتنوع لصالح صفاء سياسي اكثر منه مذهبي يحدث نقاط تماس خارجية طبيعتها الصراع والتناحر. وبه ايضا نستطيع تفسيرالالم الذي يشعر به السني عندما يفجر اويقتل شيعة العراق ,كما نستطيع تفسير الالم الذي يشعر به الشيعي عندما تنطلق رصاصة الى صدر مجاهد من حماس اوالخوف الذي اعترى الشيعة عند محاولة اغتيال الاخ اسماعيل هنية وكانها محاولة اغتيال لسماحة السيد حسن نصرالله. واخلص من ذلك كله الى ان تغييب المشروع المركزي الموحد للامة مشروع تحرير فلسطين كلها واستعادتها الى اهلها ,أوالاستغناء عنه بما تعرضه علينا اميركا عبر عملائها اوالاقتناع بمشروع بعض التنظيمات التكفيرية القاضي بتصفية الرافضة مقدمة للصراع الاسلامي الاسرائيلي سيدفع بالاقتتال السني السني والشيعي الشيعي والسني الشيعي والاسلامي المسيحي الى السطح ليس فقط لان المؤامرة فائمة عليه بل لانه من طبائع الامور ومقتضيات السنن التاريخية, والعكس صحيح.
 من المسؤول؟ كلنا مسؤول راع ورعية,ولاة الامور وعلماء الثغوروكل عاقل. هل يمكن تأجيل الاقتتال؟ يمكن منعه والغاؤه بالعمل لا بالاماني والاحلام حتى لوصرنا الى مقالة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام اذ قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ {المائدة/25} والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور