السبت، يونيو 02، 2012

ملامح من شخصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام


ملامح من شخصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
في ذكرى ولادته(13 رجب)
أوتي الإمام علي(ع) من النبوغ والتفوق  والقدرة ما حيّر الألباب وشتَّت الأذهان ، وليس غريبا أن يكون ثمة أناس صعقتهم هذه الشخصية الفذة فلم يتمالكوا لضعف عقولهم ونفوسهم وعقائدهم أن ألَّهوه في حياته، أاو لم يقل "يهلك فيّ اثنان مُحِبٌ غالٍ ومبغضٌ قال".
كان يمسك بالكلمة كما يمسك بذى الفقار الذي ما كان أحد غيره يقدر ان يقاتل به ، أو ليس هو الذي اتخذ باب خيبر ترسا يدفع به عن نفسه ثم جعله معبرا لخيول المسلمين، ويقال ان ما يزيد عن العشرة حاولوا ازاحته فما استطاعوا .
انظر الى كلامه في خطبة  يصف فيها المؤمنين لسائل من الصلحاء الحّ عليه في صفتهم وكان الامام يؤجله لعلمه برقة قلبه وحاله فاصّر ، وغشي على الرجل  ومات ولم يكمل الامام الوصف.
علي بن ابي طالب ، أي كرم وأي خلق وأي حسب وأي نسب ، اوّل مولود في جوف الكعبة ، اوّل هاشمي ولد لهاشميين، اوّل مؤمن بدعوة رسول الله، اوّل مأموم في صلاة جماعة حينما قال له ابوه : صل جناح ابن عمك ، واوّل من اجاب رسول الله بالنصرة على دينه وتكون له الاخوة والولاية والخلافة ..
علي بن ابي طالب وصهر النبي .. ترى من كان يقصد الرسول بالفخر حينما قال عنه :" لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ".
علي الذي بات على فراش الرسول ليلة الهجرة ، وتكبره الناس على ذلك , او كانت المرة الاولى التي يُفتدى الرسول بها ؟، او لذلك دمعت عينا  الرسول الاكرم تلك الليلة ، ام لانه تذكر ابا طالب وهو يحمله الى فراش علي ، ويبيت عليا في فراشه وهما صغيرين بعدما حذره" بحيرا" من اليهود، انهم لو عرفوا محمدا لقتلوه..
علي بن ابي طالب هذا ، كان لا يرى لنفسه شيئا، اسمعه يقول عن نفسه امام شجاعة النبي "" كنا اذا اشتد الوطيس وحميت المعركة لذنا برسول الله ".
ويقول لابن عباس وكان الامام جالسا يرقع نعله بيده "ارايت الى هذه النعل ، لهي احب اليّ من امرتكم الاّ ان اقيم حقا او ادفع باطلا".
علي الذي كان ابو ذر، بعد وفاة الرسول، ما ان يراه حتى تهمل عيناه بالدمع لمعرفته بفضله .
وعلي الذي صُلب "ميثم التمار " ودقت المسامير بيديه لتعلقه به ولم يتأخر وهو مصلوب ان يجهر بفضائله وما سمع من احاديث النبي عنه .
علي الذي كان المسلمون يعرفون المنافق ببغضه لقول الرسول له " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك الا منافق".
ويكفيك من وثوقه بربه وطمأنينته انه كان يقول : " والله لو كشف لي الغطاء  ما ازددت يقينا " وكان اذا اصيب بالسهام ينزعونها من جسده الشريف وهو يصلي فلا يشعر بشيء.
وانظر الى سماحته وهو  يستبشر حين ضربه اللعين "ابن ملجم: "فزت ورب الكعبة" .
ثم لما جاؤا به واحضروه بين يديه قال الامام له :" يا هذا! لقد جئت عظيما .. وخطبا جسيما.. أبئس الامام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء؟! ألم اكن  شفيقا عليك وآثرتك على غيرك ؟ واحسنت اليك وزدت في عطائك؟ الم اكن يقال لي فيك كذا وكذا ؟ فخليت لك السبيل ومنحتك عطائي وقد كنت اعلم انك قاتلي لا محالة ولكن رجوت بذلك الاستظهار من الله تعالى عليك يا لكع، فغلبت عليك الشقاوة وقتلتني يا اشقى الاشقياء".
فدمعت عينا ابن ملجم وقال : يا امير المؤمنين أفأنت تنقذ من في النار ؟!.
فقال له صدقت، ثم التفت الى الامام الحسن وقال له :" ارفق يا ولدي بأسيرك وارحمه واحسن اليه واشفق عليه، الا ترى الى عينيه قد طارتا من أم راسه وقلبه يرجف خوفا وفزعا ".
لا تنفذ الكلمات في الامام ويفنى الزمان وقديما سئل عنه العلامة " الزمخشري" فقال : ماذا اقول في رجل كتم عنه محبّوه خوفا واخفى عنه اعداؤه  حسدا.. وخرج ما بين هذين ما ملأ الخافقين .
فالسلام عليك حيا وميتا وجعلنا الله ممن تأخذ بيدهم عند الصراط.
العدد السابع 1 شعبان 1402 - 25 أيار 1982 , نشرة المجاهد التي كانت تصدر عن لجان العمل الإسلامي في لينان 

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور