الجمعة، يونيو 22، 2012

مؤتمر "الحج والصحوة الاسلامية" يؤكد على وحدة المسلمين وبوصلة فلسطين


مؤتمر "الحج والصحوة الاسلامية" يؤكد على وحدة المسلمين وبوصلة  فلسطين

اليوم الأول : الإفتتاح

برعاية نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلي الشيخ عبد الأمير قبلان افتتحت المستشارية الثقافية في الجمهورية الاسلامية الايرانية وبعثة الحج الايرانية وتجمع العلماء المسلمين و المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان المؤتمر الدولي "الحج و الصحوة الاسلامية" بحفل أقامته في قاعة "الوحدة الوطنية" في مركز المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى- طريق المطار، بحضور رئيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية آية الله الشيخ محمد علي التسخيري ونائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم وعدد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية وحشد من علماء الدين.

الحفل الذي ابتدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاه النشيدين الوطنيين اللبناني والايراني، ثم تعاقب الخطباء بعد ذلك على الكلام، فكانت الكلمة الأولى لرئيس "رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية" الدكتور محمد باقر خرمشاد الذي اعتبر أن "مسألة الصحوة الاسلامية وإبقائها على النهج السليم هي من الأولويات والمسؤوليات المهمة والخطيرة التي تقع على عاتق المسلمين".

 
وشدد خرمشاد على أن "الحج من المناسبات الوحدوية الاسلامية المهمة"، مشيرا الى انه "من الواجب علينا أن نفكر في كيفية وضع البرامج اللازمة للاستفادة من هذه الفرصة العالمية الكبرى."

ثم تحدث رئيس مجلس أمناء "تجمع العلماء المسليمن" الشيخ أحمد الزين، فسأل :"أين هي قضايا ومشاكل الامة الاسلامية، أين هي القضية الفلسطينية من الصحوة الاسلامية المباركة، وكيف نقول ان قضية فلسطين هي القضية الاولى ولا نرى لها اثرا في سائر الحراك العربي".

 



واضاف الزين "اين هي الوحدة الاسلامية؟، مشيرا الى "اننا معشر المسلمن بالذات لم نوفر لامتنا عناصر وجودها كأمة اسلامية وانما كأفراد"، وأضاف "ان دعوتنا للوحدة الاسلامية هي لخلق قيم الحضارة والعدالة وتكريم الانسان والتراحم والتعاون والتآلف بين البشر، وان نلتقي في هذه القيم الحضارية التي جاء بها الرسول محمد (ص) والمسيح وسائر الانبياء والمرسلين."

وكانت كلمة لممثل آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي في شؤون الحج السيد علي قاضي عسكر الذي رأى أن "الحج عماد الدين ويجب على امام المسلمين إلزام المسلمين القادرين بالقيام بهذا الواجب"، وأضاف "الحج ينشر الألفة والحلم ويحصل الانسان من خلال هذه الممارسة التربوية ارقى درجات الاستفادة السلوكية من خلال المراسم والمناسك الشرعية".

واعتبر السيد قاضي عسكر أن "الحج يؤدي بالانسان الى الامتناع عن الكبر والغيبة والنميمة والغضب والنواحي السلبية في شخصية الانسان، وهذا يساهم في بناء شخصية المسلم ويربيها على مكارم الأخلاق ويقودها الى استعادة السلوك الانساني الراقي".

وتابع"لقد وجه الامام الخميني (قده) خطابات عديدة في هذا المجال و لقد تابعت الثورة الاسلامية هذا الخط لايمانها بأهمية الوحدة الاسلامية، انطلاقا من أن الحج ليس مجرد فرصة بل هو ذخر للانسانية".

اما كلمة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني فألقاها الشيخ أحمد درويش الكردي، فأكد على "أهمية الحج كمدخل إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله"، وربط ممثل المفتي "بين الحج والصحوة الإسلامية التي تتمثل بالعودة إلى أصول الدين"، ورأى أن "هذه العودة يجب أن تتصل بما اتفق عليه جميع المسلمين، بالاستناد إلى ما ورد في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وما نقل عن آل البيت الاطهار، والصحابة الأخيار".

 

واعتبر ممثل المفتي قباني أن "الصحوة الإسلامية تدعونا إلى التعاون والتآزر فيما بين المسلمين ما اختلفت مذاهبهم أو مشاربهم"، ودعا إلى "الاقتداء بقول الرسول (ص) كونوا عباد الله إخواناً"، وأشار أن "الهدف من ذلك هو تحقيق الكرامة الإنسانية بين جميع البشر"، وطالب الجماهير "بتحرير المسجد الأقصى في فلسطين التي تشكل القضية المركزية لجميع المسلمين".

وألقى الشيخ خضر شحرور كلمة رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ محمد سعيد البوطي، فشدد على أهمية "البعد الانساني في فريضة الحج".

 




واستنكر ممثل الشيخ البوطي قيام بعض "الذين كانوا قد حجوا بمعصية الله وارتكاب ذنب القتل الذي حرمه الله"، مؤكدا أن "الله لم يحل القتل الا في موضع القصاص ووضع له أطره وأصوله"، واضاف "ليس بمسلم من يسفك دماء المسلمين وهو ان قام بذلك فهو يرجع بعد حجه كافرا كما قال رسول الله". وختم "بالدعوة للمؤتمر والقيمين عليه بالتوفيق"، ناقلا للمؤتمرين "تحيات الشيخ البوطي واعتذاره عن عدم تمكنه من الحضور".

بدوره، تطرق نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى مراسم البراءة من المشركين في الحج، ليخلص إلى أن "أميركا هي المشرك الأول في العالم"، واعتبر أن "أعوان أميركا في خندق واحد بينما أعداء أميركا في خندق مقابل"، وأوضح الشيخ نعيم قاسم أن "من كان مع أميركا فهو مع "إسرائيل" راجعوا تاريخه، وما فعله وما شارك به من فتن، ومن كان مع المقاومة فهو مع فلسطين من البحر إلى النهر، ومع إيران، ومع السعودية ومع سوريا"، وكشف أن "حجم الضغوط التي تمارس باسم الفتنة المذهبية، كبير جداً جداً"، واعتبر أن ذلك يؤكد بأن "أنصار الوحدة الإسلامية أقوياء، وصامدون، ما يعني أن النصر سيكون مع اتباع الوحدة، ومع اجتماعنا الذي يناقش الحج إلى الله".



من جهته، ألقى المفتي الشيخ أحمد قبلان كلمة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان فرحب بالحضور في رحاب المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى رائد الصحوة والنهضة الاسلامية والوطنية"، وتحدث الشيخ قبلان عن الأبعاد الانسانية والفكرية للحج حيث تتجلى الجهة الواحدة والبيت الواحد والقصد الواحد في أبهى صورة للوحدة الاسلامية".
الانتقاد ـ موسى الحسيني


اليوم الثاني : أعمال المؤتمر الدولي حول "الحج والصحوة الإسلامية"
أقيم في مطعم الساحة يوم الخميس 21 حزيران 2012 المؤتمر الدولي حول "الحج والصحوة الإسلامية" بحضور وفود علمائية من دول العالم الإسلامي (لبنان، سوريا العراق، مصر، السعودية، تركيا، الكويت والأردن).. توزعت أعمال المؤتمر على محاور ثلاثة هي:
المحور الأول: البعد المعنوي للحج وأثره على الصحوة الإسلامية



الكلمة الأولى: "وحدة المناسك وأثرها على المسلمين" للدكتور محمد علي الهرفي من السعودية، الذي حدد أطر الاستفادة من أداء فريضة الحج والعمل وفق مناسكها ليكون لها الأثر الطيب في التوحيد بين المسلمين.. مؤكداً أن الخلاف بين المسلمين ليس خلافاً دينياً بل هو خلافٌ سياسي يتمُّ استخدامه وتوظيفه للفرقة بين المسلمين.
الكلمة الثانية: "التلبية لله والتبرؤ من الشيطان وأثرهما" للشيخ الدكتور خالد الملا من العراق. والذي عرض من خلال كلمته لبعض من تأثير كل منسك من مناسك الحج على المسلمين وعلاقته بالوحدة. ومن الأمور المستفادة من الحج الاستعانة بالله، إتمام الأعمال بالحلال، التذكير بواجب الدعوة إلى الله، ومسؤولية الكل عن البيت الحرام. ومن ثم عرض لمجموع المناسك مع ذكر منافع كل منسكٍ منها للمسلمين وعلاقته بالوحدة بينهم.
الكلمة الثالثة: "تنوع المذاهب ووحدة العبادة" للشيخ الدكتور أحمد قباني من سوريا.. وقد عرض في كلمته لضرورة وجود التنوع في المذاهب الإسلامية وليس الاختلاف بمعنى أن نتفرق ونتشتت في كل أصقاع الدنيا. 
الكلمة الرابعة: "الحج والصحوة الإسلامية في عالمنا المعاصر" الدكتور طلال عتريسي من لبنان.. الذي عرض لموضوع الصحوة الإسلامية في عالمنا المعاصر وفقاً لمدرستين.. مدرسة تعتبر الحج عبادة ومناسك ولا يجب تعكير صفوه بالسياسة لأن السياسة ليست من مناسك الحج.. ومدرسة أخرى تعتبر الحج عبادة وسياسة وهذه المدرسة في عالمنا المعاصر أكد عليها الإمام الخميني(قده).
الكلمة الخامسة: "الدعاء والصحوة الإسلامية" للدكتور الشيخ خالد محرم من لبنان.
وكانت مداخلات بعد هذه الكلمات لعضو تجمع العلماء المسلمين الشيخ خضر نور الدين، وللباحث في الشؤون الإستراتيجية للأستاذ وليد محمد.
المحور الثاني: البعد الدنيوي للحج وأثره على المسلمين
 بإدارة سماحة الشيخ حسين غبريس.




الكلمة الأولى: تحت عنوان "فلسطين والأقصى والتوعية الإعلامية في الحج تحدث الشيخ الدكتور خضر شحرور من سوريا.
الكلمة الثانية: "الصحوة الإسلامية وطريقة التغيير لعضو مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ علي خازم.
الكلمة الثالثة: "الحج مكانٌ لحل مشاكل المسلمين ومحاربة الفقر".. للشيخ غدير أكاراس من تركيا..
الكلمة الرابعة: "الحج ومقاومة الهيمنة والاستبداد" للمحامي الشيخ مصطفى ملص عضو مجلس الأمناء في التجمع.
الكلمة الخامسة: "الحج وسبل النهوض بالمسلمين" لسماحة الشيخ حسان عبد الله رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين..
المحور الثالث: الأمة الواحدة والصحوة الإسلامية






بعد الاستراحة كانت أعمال المحور الثالث الذي أداره عضو الهيئة الإدارية في التجمع سماحة الشيخ زهير جعيد.
الكلمة الأولى: تحت عنوان "وحدة الأمة وتجلياتها في الحج تحدث الدكتور محمد هشام سلطان من الأردن
الكلمة الثانية: للشيخ حسن تريكي من الكويت تحت عنوان: "علماء الإسلام ودورهم في وحدة الأمة..
الكلمة الثالثة: أما الشيخ الدكتور كمال هلباوي من مصر فقد تحدث عن "موارد الوحدة ومجالات الاختلاف في الأمة"..
الكلمة الرابعة: لسماحة الشيخ حسن قناعتلي من تركيا تحت عنوان: "الحج ووحدة قضايا المسلمين"،
الكلمة الخامسة: كانت للسيد محمد حسين رئيس زادة من إيران تحت عنوان: "الحج مؤتمر عالمي وفقه الضرورات والأولويات.
تلا ذلك مداخلات لعدد من الحاضرين  .
البيان الختامي : 


 أنهى المؤتمر الدولي للحج والصحوة الإسلامية الذي كان قد عقد بدعوة من  بعثة الحج الإيرانية وتجمع العلماء المسلمين والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والمستشارية الثقافية الإيرانية أعماله، وصدر عنه البيان الختامي الذي تلاه رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين الشيخ حسان عبد الله التالي:
بعد التحية إلى كل مقاوم إسلامي في لبنان وفلسطين وكل أرض عربية وإسلامية وبعد التحية إلى كل عالم عمل على بث روح الجهاد في جسد الأمة لتتحرك في مواجهة الكفر والشرك والإلحاد والظلم والاستبداد.
وبعد التحية إلى كل مشارك في هذا المؤتمر الدولي بدعوة من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والمستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان وبعثة الحج والزيارة وتجمع العلماء المسلمين .
عُقد بتاريخ 20/6/2012 مؤتمر علمائيٌّ تحت عنوان "الحج والصحوة الإسلامية".
وبعد المحاضرات للإخوة المشاركين في المؤتمر حول المحاور الثلاثة:
- البعد المعنوي للحج وأثره على الصحوة الإسلامية.
- البعد الدنيوي للحج وأثره على المسلمين.
- الأمة الواحدة والصحوة الإسلامية .
 خرج المجتمعون بالبيان التالي نصه:
أولاً: التأكيد على مسؤولية العلماء تجاه الشعوب وقيادة الناس لمواجهة الظالمين من خلال الدعوة إلى الوحدة بين المسلمين عملاً لا قولاً.
ثانياً: التأكيد على اعتبار القضية الفلسطينية  المحور الأساس والبوصلة التي تشير إلى أصحاب الحق والعمل على فك الحصار عن غزة.
ثالثاً: دعم خيار المقاومة في الأمة والابتعاد عن الخيارات الأخرى، وعدم التعويل على ما يسمى بالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لأننا كمسلمين لم نرَ منهما إلا الضرر ومساعدة العدو الصهيوني ومن ورائه الغرب على تأمين مصالحه.
رابعاً: اعتبار الوحدة الإسلامية سبيلاً أساسياً لخلاص الأمة واستعادة مجدها وقوتها وتعزيز حضورها في المجتمع الدولي على المستويات كافة، والوقوف في وجه السلاح الأقوى الذي يستعمله أعداء الأمة وهو التشتيت والتفرقة من خلال سلاح المذهبية القاتل.
خامساً: دعم الدول الممانعة للمشاريع الأمريكية الإسرائيلية .
سادساً: العمل على فضح المشاريع الأمريكية وإظهار الأمريكي كعدوٍّ أول للمسلمين واعتباره الخطر الأساسي على كل المستضعفين في العالم.
سابعاً: إحياء أفكار ونهج الشخصيات الإسلامية التي لعبت دوراً بارزأً في النهضة الإسلامية كالإمام الخميني (قده) والسيد علي الخامنئي والشهيد حسن البنا والسيد إقبال والشهيد سيد قطب والأستاذ العالم أبو الأعلى المودودي والداعية الجوال جمال الدين أسد آبادي وغيرهم. بعيداً عن وصف هذا بالشيعي وذاك بالسني بل التأكيد على أنهم مسلمون لله الواحد الأحد.
ثامناً: اعتبار موسم الحج فرصة للمسلمين للاستفادة من تجارب الصحوة الإسلامية في دولهم المتعددة وتعزيز التزامهم بقضايا الأمة العامة.


ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور