السبت، أكتوبر 01، 2011

مؤتمر الصحوة الإسلامية الدولي الأول في طهران وجريمة إغتيال العالم المجاهد برهان الدين رباني






مؤتمر الصحوة الإسلامية الدولي الأول في طهران
تشرَّفتُ بدعوة كريمة من الدكتور علي أكبر ولايتي للمشاركة في مؤتمر الصحوة الإسلامية الدولي الأول الذي عقد على مداريومين في العاصمة الإيرانية طهران بمشاركة عدد كبير من رؤساء جمهوريات ووزراء سابقين كما رؤساء وقادة أحزاب وحركات المقاومة الإسلامية ومفكرين ومجاهدين ومناضلين أجانب مؤيدين لقضايا العالم الإسلامي.
وقد كانت كلمة الإفتتاح (راجع النص الكامل بالضغط هنا ) التي ألقاها آية الله العظمى الإمام الخامنه إي محط إعجاب المؤتمرين وقرروا في البيان الختامي (راجع النص الكامل بالضغط هنا ) إعتبارها بمثابة خارطة طريق للعمل والورقة الأساسية في المؤتمر.فقد اشتملت على أربعة عناوين هامة تعكس تجربة الثورة الإسلامية الإيرانية منذ الصحوة الأولى إلى يومنا هذا:
1-     تأسيس تاريخي لإرهاصات الصحوة الحالية.
2-     رؤية سماحته لتفسير إسلامية وشعبية هذه الصحوة.
3-     تحديد المخاطر التي تتهددها.
4-     إقتراح أساليب الوقاية والعلاج لضمان ثباتها وانتصارها من واقع التجربة الإيرانية.
وقد تميزت كلمته التي ألقاها بالفارسية بإستشهاده بالشعر العربي مرتين , الأولى عبَّر فيها عن حجم التوقعات من الشعب المصري بقوله:
 " كنت مع نفسي أخاطب الشعب المصري بقول أبي فراس الحمداني :
أراك عصيّ الدمع شیمتك الصبر أما للهوی نهى علیك و لا أمر ؟
ولكن حین تدفقت الجماهیر المصریة إلی ساحة التحریر و الساحات المصریة الأخری سمعت الجواب ، فإن الشعب المصري كان یقول لي بلسان قلبه :
بلی أنا مشتاق و عندي لوعة ولكن مثلي لایذاع له سرُّ
هذا السّر المقدس ، یعني العزم علی الثورة قد تبلور و نضج في أعماق الشعب المصري بالتدریج ، و تجلّی بإذن الله و بحوله و قوته في الساحة بشكله العظیم."
والثانية عندما تحدث عن حجم التوقعات من جيل الشباب :
" الجیل المعاصر في البلدان الإسلامية له قدرة النهوض بمثل هذا العمل الكبير. جيل الشباب مبعث افتخار مَنْ سبقه من أجيال . يقول الشاعر العربي:
قالوا أبو صخرمن شيبان قلت لهم كلا لعمري ولكن منه شيبانُ
و كم أبٍ قد علا بابنٍ ذُری شَرَفٍ كما عـلا برسولِ الله عدنانُ
ثقوا بجيل شبابكم أحيوا روح الثقة بالنفس في وجودهم و غذّوهم بتجارب الآباء و الأجداد . "
وقد فجعت كما فجع المشاركون بعد يومين من انتهاء المؤتمر بخبر إغتيال العالم المجاهد البروفيسور برهان الدين الرباني (1940 - 20 سبتمبر 2011) رحمه الله رئيس مجلس المصالحة الأفغانية الذي كانت له مشاركة فاعلة في المؤتمر , وكنت قد تشرفت بمعرفته في مؤتمر أفغانستان الذي عقد في طهران 1 شباط 1989, والتقيته عدة مرات بعدها, وعند انتهاء الجلسة الختامية لمؤتمر الصحوة الإسلامية كانت لنا محادثة سريعة مع الأستاذ قاضي حسين أحمد زعيم الجماعة الإسلامية في باكستان سجلها بكاميرته الصحافي المصري نبيل سيف.
كان رحمه الله ثاني رئيس لدولة المجاهدين في كابل بعد سقوط الحكم الشيوعي فيها في أبريل 1992، خرج من كابل في 26 سبتمبر 1996 على يد حركة طالبان. ظل ينتقل في ولايات الشمال التابعة له. وهو يعتبر أحد أبرز زعماء تحالف المعارضة الشمالي السياسيين، والمعارض لطالبان.
ولد في مدينة فيض آباد مركز ولاية بدخشان. ينتمي إلى قبيلة اليفتليين ذات العرقية الطاجيكية السنية الناطقة باللغة الفارسية. التحق بـمدرسة أبي حنيفة بكابل، وبعد تخرجه من المدرسة انضم إلى جامعة "كابل" في كلية الشريعة عام 1960م، وتخرج منها عام 1963م، وعُيِّن مدرسًا بها. في عام 1966 التحق بجامعة الأزهر وحصل منها على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية عاد بها إلى جامعة كابل ليدرس الشريعة الإسلامية. وإختارته الجمعية الإسلامية ليكون رئيسا لها عام 1972. وفي عام 1974 حاولت الشرطة الأفغانية اعتقاله من داخل الحرم الجامعي، ولكن نجح في الهروب إلى الريف بمساعدة الطلبة.
لم يحظ بآراء الناخبين لقيادة الحركة الإسلامية في الانتخابات التي أجريت خارج أفغانستان عام 1977م، وهو ما أدى إلى انشقاق في الحركة الإسلامية التي انقسمت إلى حزبين: "الحزب الإسلامي" الذي كان يقوده قلب الدين حكمتيار، و"الجمعية الإسلامية" التي كان يقودها الأستاذ رباني.
ومنذ الاحتلال السوفييتي لأفغانستان عام 1979 كان برهان الدين رباني مشاركا في أعمال المقاومة ضد الإحتلال السوفييتي  وكانت قواته أول القوات التي تدخل كابل بعد هزيمة الشيوعيين فيها. وشغل مؤخرا منصب رئيس المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان ولحرصه البالغ على تحقيق المصالحخة الأفغانية استحاب لإصرار أحد المسؤولين في الرئاسة الأفغانية على عودته من زيارة عائلية في الشارقة بناء على تأكيد السفيرين الأميركي والبريطاني في كابل للقاء ممثلين عن حركة طالبان  وقد نقلت وكالة أنباء رجا نيوز الإيرانية عن أحد المشاركين في مؤتمر الصحوة الإسلامية أنه سمع منه تبلغه نصيحة يعدم المشاركة في المؤتمر , كما نقلت الوكالة عن شاهد عيان سماع صفارة الإنذار تنطلق في أرجاء السفارة الأمريكية القريبة من منزله حيث استقبل ممثلين لحركة طالبان قبل ثلاث دقائق من سماع انفجارين لا إنفجارا واحدا كما تداولت الأنباء . 








ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور