الاثنين، يوليو 08، 2013

من آداب الصوم بين الإسلام والمسيحية

من آداب الصوم بين الإسلام والمسيحية



وهي من مظاهر أسس الثقافة الوطنية المشتركة نشرتها في مدونتي بمناسبة بداية الصوم عند المسيحيين وأعيد نشرها اليوم مع بداية الصوم عندنا المسلمين لنلاحظ أن القيم الدينية الأخلاقية الناتجة عن الصوم الحقيقي واحدة وقد استفدت النصوص المسيحية من الأب بطرس الزين:

في الإسلام


روي عن أبي عبد الله عليه السلام (الإمام جعفر الصادق, السادس من أئمة الشيعة الإثنا عشرية): أنه قال لمحمد بن مسلم :يا محمد إذا صمت فليصم سمعك ، وبصرك ، ولسانك ، ولحمك ، ودمك ،وجلدك ، وشعرك ، وبشرك ، ولا يكن يوم صومك كيوم فطرك .

وبالاسناد عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده إنما للصوم شرط يحتاج أن يحفظ حتى يتم الصوم ، وهو الصمت الداخل ، أما تسمع قول مريم بنت عمران" إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا "(1)يعنى صمتا، فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب ، وغضوا أبصاركم ، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تماروا ولا تكذبوا ولا تباشروا ولا تخالفوا ولا تغاضبوا ولا تسابوا ولا تشاتموا ولا تنابزوا ولا تجادلوا ولا تبادوا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تزاجروا ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة والزموا الصمت والسكوت والحلم والصبر والصدق ومجانبة أهل الشر, واجتنبوا قول الزور والكذب والفراء والخصومة وظن السوء والغيبة والنميمة ، وكونوا مشرفين على الآخرة منتظرين لأيامكم ، منتظرين لما وعدكم الله متزودين للقاء الله ، وعليكم السكينة والوقار والخشوع والخضوع وذل العبد الخائف من مولاه راجين خائفين راغبين راهبين قد طهرتم القلوب من العيوب وتقدست سرائركم من الخبث ونظفت الجسم من القاذورات , تبرأ إلى الله من عداه وواليت الله في صومك بالصمت من جميع الجهات مما قد نهاك الله عنه في السر والعلانية وخشيت الله حق خشيته في السر والعلانية ووهبت نفسك لله في أيام صومك ، وفرغت قلبك له ونصبت قلبك له فيما أمرك ودعاك إليه , فإذا فعلت ذلك كله فأنت صائم لله بحقيقة صومه صانع لما أمرك ، وكلما نقصت منها شيئا مما بينت لك فقد نقص من صومك بمقدار ذلك - إلى أن قال - إن الصوم ليس من الطعام والشراب إنما جعل الله ذلك حجابا مما سواهما من الفواحش من الفعل والقول يفطر الصائم ، ما أقل الصوم وأكثر الجواع.
( 1 ) القرآن الكريم , سورة مريم 19 : 26 .

في المسيحية


قال القديس يوحنا الذهبي الفم في إحدى عظاته عن تقديس الصوم والحياة:
"هَل أنت صائم؟؟؟ أعطني البرهان على صومك بأعمالك!!!
لا تصوِّم فمك فقط، ولكن صوِّم عينيك وأُذنَيك ورجليك ويديك وكل أعضاء جسدك أيضاً.
صوِّم يديك عن الأخذ والجشع وعن أعمال الشر ...
صوِّم رجليك عن الجري وراء الذنوب والمعاصي ...
صوِّم عينيك عن السرور برؤية كل ما هو شرير ...
صوِّم أذنيك عن سماع كلام الشرّ والنميمة ...
صوِّم فمك عن كلمات الكراهية والنقد والظلم ...
جميل جداً أن تحرم نفسك عن أكل لحوم الطيور والحيوانات...
لكن الويل لمن يستمرّ بأكل لحم إخوته
قال القديس لنجينوس:
"الصوم يجعل الجسم يتضع"
قال انبا دانيال:
"مادام الجسد ينبت فبقدر ذلك تذيل النفس وتضعف وكلما ذبل الجسد نبتت النفس"
قال مار اسحق:
" لأن صوم اللسان أخير من صوم الفم وصوم القلب اخير من الإثنين"
قال القديس باسيليوس :
"أن الصوم الحقيقي هو سجن الرذائل أعني ضبط اللسان و أمساك الغضب وقهر الشهوات الدنسة"
قال القديس باسيليوس الكبير :
"لقد طردنا من الفردوس لأننا لم نصوم ولا يمكن أن نرجع للفردوس ثانية إلا بالصوم ."
قال مار اسحق السريانى :
"كل جهاد ضد الخطية وشهواتها يجب أن يبتدئ بالصوم خصوصا إذا كان الجهاد بسبب خطية داخلية."

هناك تعليق واحد:

وائل الراوي يقول...

موضوع جيد جدا والفكرة من الكلام عن الديانتين رائعة
الله يبارك فيكم حضرة الشيخ الجليل .

ألبوم الصور