"مرة عمي هنية"
هكذا كنا نناديها في طفولتنا هي و"مرة عمي بدرية" ويدور التنبيه واللوم وهن يضحكن : "قولو مرة عمي محمد ومرة عمي محمود" . لاحقا مع زَوْجَتَيْ الصغيرين من أعمامي كنا كبارا فصرنا نقول "مرة عمي حسين" و"مرة عمي أحمد".
كنا نعيش في حارة حريك معا في بيت جدي الذي ضم أبناءه الذكور وعائلاتهم , كانت تسكن مع عمي في الطابق الأول وأمام بيتهم سطح بيت عمي محمود والدكاكين . على هذا السطح كانت أنواع متعددة من الزهور والورود والنباتات أهمها الفل والبنفسج الصغير وتم السمكة بألوانها المختلفة والشاي الأخضر واللويزة وأغربها كان المستحية التي إذا مسستها تقبض أطرافها ومحكمة الشرعية التي تفتح زهورها من الصباح إلى الظهر وما زلت أجهل الربط بينها وبين المحكمة الشرعية وكان ثمة نبتة غريبة يوجد منها أنواع عدة بألوان ونقشات وشكل ورقها تسمى السجادة لأنها تشبهها.
على هذا السطح وفي الزاوية القريبة من بيت عمي كانت تغلي الحليب وتروبه لبنا في قدور الفخار وتصنع اللبنة لدكانة عمي , هذه الدكان كانت بإدارتها من الصباح الباكر إلى العاشرة حيث يكون عمي نائما بعد عودته من سوق الخضار الذي يأخذه إليه شوفير من آل علامة الساعة الثانية بعد منتصف الليل .
على نفس بابور الكاز كانت تقلي لنا حبات البطاطا الصغيرة كما هي وتقلي معها البصل فتكون لنا عيدا .
في طفولتي صارت نبتة السجادة إذا تفتحت وكبرت مصدرا للخوف عندي كأنها رسول الموت ينعي أحدا : جدي , خال أبي ....
أمس لم أر سجادة لكنني وأنا في الحسينية أتقبل التعازي في أربعين خالتي فاطمة رحال جاءني عمي الحاج أحمد آخر أعمامي أطال الله عمره وهو لا يكبرني كثيرا , هو مثلنا عاش طفولته معهن , مع هذا الجيل الذي كافح وربى وحفظ بيته .
جاءني مخطوف اللون , دامعا وهمس في أذني :
"مرة عمك هنية عطتك عمرا"
رحمك الله يا أم يوسف وجزاك خيرا على صبرك بعد إصابتك التي أقعدتك سنين بعد كفاح سنين وزادت بفقدك صغيرك المرحوم عبد الكريم.
توفيت أمس وصلينا على جثمانها الطاهر ودفنت في جبانة الشياح اليوم وهي الحاجة هَنِيَّة الخليل (أم يوسف) أرملة عمي الحاج محمد خازم , إبنة الحاج زين الخليل شقيق الشهيد عبد الكريم الخليل (قاسم) وتوفيق وهم مع أختهم الحاجة ديبة أبناء الحاج محمود الخليل من إبنة عمنا أحمد الحاجة فضة خازم التي وقفت في عاليه بوجه جمال باشا السفاح.
أبناؤها: الصحافي يوسف والحاج غسان والحاج إبراهيم وعلي والمرحوم عبد الكريم والحاجة هلا زوجة الحاج إسماعيل الحركة.
أشقاؤها: عبد الكريم وخليل والمرحوم محمود .
أصهرتها: الحاج محمد يحفوفي والحاج فوزي الخليل وخليل قاسم الخليل والمرحوم منير قاسم الخليل.
ع.خ,الإثنين، 22 كانون الأول، 2014
هكذا كنا نناديها في طفولتنا هي و"مرة عمي بدرية" ويدور التنبيه واللوم وهن يضحكن : "قولو مرة عمي محمد ومرة عمي محمود" . لاحقا مع زَوْجَتَيْ الصغيرين من أعمامي كنا كبارا فصرنا نقول "مرة عمي حسين" و"مرة عمي أحمد".
كنا نعيش في حارة حريك معا في بيت جدي الذي ضم أبناءه الذكور وعائلاتهم , كانت تسكن مع عمي في الطابق الأول وأمام بيتهم سطح بيت عمي محمود والدكاكين . على هذا السطح كانت أنواع متعددة من الزهور والورود والنباتات أهمها الفل والبنفسج الصغير وتم السمكة بألوانها المختلفة والشاي الأخضر واللويزة وأغربها كان المستحية التي إذا مسستها تقبض أطرافها ومحكمة الشرعية التي تفتح زهورها من الصباح إلى الظهر وما زلت أجهل الربط بينها وبين المحكمة الشرعية وكان ثمة نبتة غريبة يوجد منها أنواع عدة بألوان ونقشات وشكل ورقها تسمى السجادة لأنها تشبهها.
على هذا السطح وفي الزاوية القريبة من بيت عمي كانت تغلي الحليب وتروبه لبنا في قدور الفخار وتصنع اللبنة لدكانة عمي , هذه الدكان كانت بإدارتها من الصباح الباكر إلى العاشرة حيث يكون عمي نائما بعد عودته من سوق الخضار الذي يأخذه إليه شوفير من آل علامة الساعة الثانية بعد منتصف الليل .
على نفس بابور الكاز كانت تقلي لنا حبات البطاطا الصغيرة كما هي وتقلي معها البصل فتكون لنا عيدا .
في طفولتي صارت نبتة السجادة إذا تفتحت وكبرت مصدرا للخوف عندي كأنها رسول الموت ينعي أحدا : جدي , خال أبي ....
أمس لم أر سجادة لكنني وأنا في الحسينية أتقبل التعازي في أربعين خالتي فاطمة رحال جاءني عمي الحاج أحمد آخر أعمامي أطال الله عمره وهو لا يكبرني كثيرا , هو مثلنا عاش طفولته معهن , مع هذا الجيل الذي كافح وربى وحفظ بيته .
جاءني مخطوف اللون , دامعا وهمس في أذني :
"مرة عمك هنية عطتك عمرا"
رحمك الله يا أم يوسف وجزاك خيرا على صبرك بعد إصابتك التي أقعدتك سنين بعد كفاح سنين وزادت بفقدك صغيرك المرحوم عبد الكريم.
توفيت أمس وصلينا على جثمانها الطاهر ودفنت في جبانة الشياح اليوم وهي الحاجة هَنِيَّة الخليل (أم يوسف) أرملة عمي الحاج محمد خازم , إبنة الحاج زين الخليل شقيق الشهيد عبد الكريم الخليل (قاسم) وتوفيق وهم مع أختهم الحاجة ديبة أبناء الحاج محمود الخليل من إبنة عمنا أحمد الحاجة فضة خازم التي وقفت في عاليه بوجه جمال باشا السفاح.
أبناؤها: الصحافي يوسف والحاج غسان والحاج إبراهيم وعلي والمرحوم عبد الكريم والحاجة هلا زوجة الحاج إسماعيل الحركة.
أشقاؤها: عبد الكريم وخليل والمرحوم محمود .
أصهرتها: الحاج محمد يحفوفي والحاج فوزي الخليل وخليل قاسم الخليل والمرحوم منير قاسم الخليل.
ع.خ,الإثنين، 22 كانون الأول، 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق