الاثنين، سبتمبر 05، 2016

عادة مشتركة بين لبنان وأفغانستان



عادة مشتركة بين لبنان وأفغانستان
لفتت نظري ملاحظتان سجلها السفير جودت نور الدين في كتابه[1] عن بلدته خربة سلم في سيرة المرحوم العلامة  الشيخ محمد خليل دبوق (توفي سنة 1317 هـ - 1899م). الأولى خارجة عن عنوان المنشور فجعلتها في الحاشية[2], أما الثانية وهي محل الكلام فعند الحديث عن تقواه وهيبته لدى العامة, قال: " أما من حيث تقواه، فإنه كان لا يرفع بصره إلى امرأة مستترة كانت أو سافرة. وإذا التقى النساء في الطريق أدار وجهه إلى الحائط حتى يذهبن. ويضيف أهالي قريتي أن النساء كن إذا لمحنه مقبلاً يجلسن القرفصاء ويضربن بتنانيرهن على أقدامهن فلا يرى من الواحدة منهن إلا وجهها، ثم ينهضن بعد أن يتجاوزهن".
تذكرت ما دونته من ملاحظاتي عن الحياة الإجتماعية في المناطق المحررة من الإحتلال السوفياتي في أفغانستان أثناء زيارتي لها في تموز 1989 قبل الإنسحاب الكامل, حيث مررنا بصحبة المرحوم الشهيد الشيخ نصرالله منصور ببعض النسوة في طريقنا لزيارة أحد العلماء, فلما أبصرننا جلسن القرفصاء وأدرن وجوههن إلى الحائط, وأجابني الشيخ لما سألته عن ذلك إنها عادة إجتماعية.
وبالعودة إلى ملاحظة هذا السلوك في لبنان وجدت أنه لم يكن في قرى جبل عامل وحدها بل وجد في البقاع وفي جبل لبنان حيثما وجد المسلمون الشيعة بحدود ما عرفته. حدثني الأخ سماحة السيد علي السيد أن عمته وكانت في الهرمل أخبرته بهذا المعنى سنة 1982 , وأن النسوة هناك كانت تلتحف بالشراشف إذا خرجن ليلا.
ومع عدم وجود حكم شرعي ينص على هذا التصرف خصوصا فإن الإشتراك في هذه العادة الإجتماعية يستدعي التوقف عنده والبحث عن الأصل المشترك.
-          يا مولانا وينك؟
عفوا نسيت, أنا عالفايسبوك والسنة 2016 , أي بس لا هيك ولا هيك, شويِّة الحيا مطلوبين من الجنسين مش هيك؟
ع.خ,‏الإثنين‏، 05‏ أيلول‏، 2016



[1] أعلام وأقلام من قريتي, دار الفارابي, بيروت 2015 
[2] وتتعلق بالجرأة الأدبية واعتزاز العالم بالعمل, أنقلها مع تصحيح بسيط, قال: "... “ان خليل بيك الأسعد زعيم جبل عامل في وقته، وجه سؤالاً إلى العلماء، وكانوا نحواً من إثني عشر عالماً، وكان من جملتهم الشيخ محمد دبوق وكان في أخريات القوم، عن حكم الصيد، فأحجموا، فأجابه الشيخ محمد دبوق رحمه الله: إن صيد مثلي حلال، لأنني أتقوت به أنا وعيالي، وصيد مثل البيك حرام لأنه صيد لهو. وأفاض في توضيحه، فانتظر العلماء أن يبطش به البيك، فقال البيك:  من هذا المتكلم؟ فقال له:  محمد دبوق من خربة سلم، ووالدي سكّاف وأنا سكفت في أول عمري. فالتفت البيك إلى العلماء، وقال: أصحيح ما قال؟ فقالوا: نعم. ففكر، ثم قال البيك للشيخ: من أين تعيش؟ فأجابه: إن الذي خلقني تكفل برزقي. ثم إن البيك أقطعه أرضاً، وقربه، وأدناه، ثم قال للعلماء: إنني مؤمن، فلماذا تبخلون عليّ بالنصيحة..؟ "


ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور