الجمعة، مارس 18، 2016

تأنيس البحر

تأنيس البحر
كنا نعرف البحر باسم ننسبه إليه , لم تكن تسميته بالبحر الأبيض المتوسط تعنينا , تصور إذا كنت أريد إخبار أمي أنني ذاهب إلى البحر الأبيض المتوسط ماذا سيكون الجواب. كنا نقول بحر عمي مصطفى (الأوزاعي) ولاحقا بحر عمتي حياة (السان سيمون) ومن ليس له منزل قريب البحر ينسبه إلى ما يأنسه من أسماء لمدن لكن النسبة إلى إنسان تبقى أكثر إيناسا.
دعك ممن يحدثك عن جمال منظر البحر وآثاره المهدئة فهذا لم يعرف منه إلا رمال شاطئه ورائحة اليود المسكنة للنفوس عندها , أما الذين أكل البحر من أجسادهم وأنفسهم في سعيهم ليأكلوا منه فيرون فيه وحشا مفترسا يجب ترويضه إن لم يمكن استعطافه.
هل هذا هو السبب في تسميته بأسماء أقربائنا ؟ الإستعطاف طلبا للسلامة والرزق في ركوبه.
طال ما كانت الصورة ترينا المركب في البحر تتقحم أخطاره وتأخذ منه احتياجاتنا , أما اليوم فعلى صخبه ووحشيته صارت الصورة ترينا حاجته هو الآخر إلى الإنتساب إلى أقارب ينعطفون عليه فيحفظونه سالما مرزوقا.
تحية إلى البحرية الشهداء في الصورتين.
ع.خ,الأحد، 06 آذار، 2016

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور