الاثنين، أغسطس 25، 2014

آه لو كان لك مثل كُميل بن زياد ألف ألف

آه لو كان لك مثل كُميل بن زياد ألف ألف


صورة: ‏آه لو كان لك مثل كُميل بن زياد ألف ألف

روي عن كُميل بن زياد أنه سأل أمير المؤمنين الإمام علي عليه السّلام فقال : ما الحقيقة ؟ فقال عليه السّلام : " ما لك والحقيقة ؟ فقال كميل : أولست صاحب سرّك ؟ فقال عليه السّلام : بلى ، ولكن يرشح عليك ما يطفح مني .
فقال كميل : أومثلك يخيّب سائلا ؟ 
فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير إشارة .
فقال : زدني بيانا .
فقال عليه السّلام : محو الموهوم مع صحو المعلوم .
فقال : زدني بيانا .
فقال عليه السّلام : هتك الستر لغلبة السرّ .
فقال : زدني بيانا .
فقال عليه السّلام : نور يشرق من صبح الأزل فيلوح على هياكل التوحيد آثاره .
قال : زدني بيانا .
قال عليه السّلام : أطف السراج فقد طلع الصبح " .
ع.خ,الخميس، 14 آب، 2014‏
روي عن كُميل بن زياد أنه سأل أمير المؤمنين الإمام علي عليه السّلام فقال : ما الحقيقة ؟ فقال عليه السّلام : " ما لك والحقيقة ؟ فقال كميل : أولست صاحب سرّك ؟ فقال عليه السّلام : بلى ، ولكن يرشح عليك ما يطفح مني .
فقال كميل : أومثلك يخيّب سائلا ؟
فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير إشارة .
فقال : زدني بيانا .
فقال عليه السّلام : محو الموهوم مع صحو المعلوم .
فقال : زدني بيانا .
فقال عليه السّلام : هتك الستر لغلبة السرّ .
فقال : زدني بيانا .
فقال عليه السّلام : نور يشرق من صبح الأزل فيلوح على هياكل التوحيد آثاره .
قال : زدني بيانا .
قال عليه السّلام : أطف السراج فقد طلع الصبح " .
ع.خ,الخميس، 14 آب،


مصادر الحديث :

ذكر الحديث العارف الشيخ حسن زاده الآملي في "رسالة منفردة في لقاء الله" الموجودة في كتاب منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ,الجزء : 19,ص 227 ,الذي استكمل فيه عمل حبيب الله الهاشمي الخوئي في الشرح .


 وقال عن الحديث :
" نقله العارف المذكور (السيد حيدر الآملي )في جامع الأسرار ص 170 (من الطبعة التي أخذه منها الشيخ حسن زاده )وشرحه في عدّة مواضع من ذلك الكتاب ، والعلَّامة الشّيخ البهائي في الكشكول والقاضي نور اللَّه الشهيد نوّر اللَّه مرقده في مجالس المؤمنين والعارف الشّيخ عبد الرزاق اللَّاهجى في شرح گلشن راز ، والخوانسارى في روضات الجنّات ، والمحدّث القمّي في سفينة البحار وغيرهم من أساطين الحكمة والعرفان في صحفهم القيّمة ، وشرحه العلَّامة قطب الدين الشيرازي في رسالة معمولة في ذلك فقط ، وشرحه أيضا بعض أساتيذنا بالنظم الفارسي ولقد أحسن وأجاد ، ألا وهو العارف الرّبانى محيى الدّين مهدى الإلهي القمشئى أدام اللَّه أيّام إفاضاته .". انتهى كلام الشيخ حسن زادة وأقول :
ولكن السيد حيدر الآملي ذكره بزيادة " قال : جذب الاحديّة بصفة التوحيد ". بعد قول  الإمام  - هتك الستر لغلبة السرّ .- قال : زدني فيه بيانا ..إلخ

شرح الحديث كما في جامع الأسرار ومنبع الأنوار - سيد حيدر آملي - ص 170 - 180


( 327 ) وأمّا أقواله التي ليست مذكورة في « النهج » ، وهي مشهورة ، فهو قوله المذكور في « المقدّمة » ، المخاطب به كميل بن زياد - رضي الله عنه - الذي هذا أوّله في سؤاله عنه « ما الحقيقة ؟ - قال : ما لك والحقيقة ؟ - قال : أولست صاحب سرّك ؟ - قال : بلى ! ولكن يرشح « 4 » عليك ما يطفح منّى ! - قال : أو مثلك يخيّب سائلا ؟ - قال : الحقيقة كشف سبحات « 5 » الجلال من غير إشارة . - قال : زدني فيه بيانا . - قال : محو الموهوم مع صحو المعلوم . - قال : زدني فيه بيانا . - قال : هتك الستر لغلبة السرّ . - قال : زدني فيه بيانا . - قال : جذب الاحديّة بصفة التوحيد . - قال : زدني فيه بيانا . - قال : نور يشرق من صبح الأزل فتلوح على هياكل التوحيد « 6 » آثاره . - قال : زدني فيه بيانا . - قال : أطف السراج ، فقد طلع الصبح ! » ( 328 ) وهذا الكلام له معان « 7 » كثيرة ، قد ذكرها الشرّاح في شروحهم . وأمّا معناه اجمالا ، فهو « 8 » أنّه يشير إلى ظهوره تعالى بصور « 9 » ‹ صفحة 171 › المظاهر ، وعدمها « 1 » مع ثبوتها ، لانّ قوله « كشف سبحات « 2 » الجلال من غير إشارة » إشارة إلى رفع الكثرة الاسمائيّة بعد رفع الكثرة الخلقيّة المعبّر عنهما « 3 » بالمظاهر ، والى إثباتها « 4 » وتحقيقها « 5 » من غير إشارة ، عقليّة كانت أو حسّيّة . وهذا رمز حسن يشير « 6 » إلى احاطته تعالى وإطلاقه ، لانّ المحيط المطلق لا يكون قابلا للإشارة أصلا ورأسا ، لانّ « 7 » ( ذلك ) ليس بممكن ، بل هو ممتنع مستحيل . وقيّد « السبحات » بالجلال دون الجمال ، لانّ الجلال مخصوص بالأسماء والصفات ، والجمال بالذات فقط أو « 8 » القهريّة واللطيفة - كما عرفته - وعلى كلا التقديرين « سبحات الجلال » كان أنسب بالتقدّم من « سبحات الجمال » لانّه لا يمكن كشف « سبحات الجمال » الا بعد ( كشف ) « سبحات الجلال » . وهذا سير من الكثرة إلى الوحدة ومن الخلق إلى الحقّ ، وهذا حسن جدّا عند الكثيرين « 9 » . ( 329 ) وقوله « محو الموهوم مع صحو المعلوم » أيضا كذلك إشارة إلى رفع المظاهر ومشاهدة الظاهر فيها حقيقة ، لانّ السالك إذا شاهد محوية الموهومات التي هي عبارة عن الغير ، المسمّى بالمخلوقات - الذي ليس الا نقشا خاليا موهوما استقرّ ورسخ باستيلاء قوة الوهم واستيلاء الشيطان عليه - و ( شاهد ) ارتفاعها « 10 » عنه بالكلَّيّة ، صحا « 11 » معلومه الذي هو الحقّ تعالى من الشكوك والشبهات الوهميّة ، وخلص عن الحجاب بالكلَّيّة ، أعنى صحت « 12 » سماء قلبه وروحه من غمام الكثرة الخلقيّة كصحو « 13 » السماء ‹ صفحة 172 › من الغمام ، وظهر له الحقّ من بينه كظهور الشمس بعد إزالة السحاب عن السماء ، وشاهد الحقّ كمشاهدة القمر ليلة البدر ، لقول النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم « سترون ربّكم كما ترون القمر ليلة البدر » . ( 330 ) وقوله « هتك الستر لغلبة السرّ » له معنيان : الاوّل ( أنّه ) إذا غلب عليه هذا السرّ ، لا يقدر أن يمسك روحه باخفائه ، كالحلاج وغيره بل لا يبالي بإظهاره ، ويمكن أن يكون بغير اختياره كأفعال السكران ، في صورة الظاهر واليه أشار بقوله « ولكن يرشح عليك ما يطفح منّى » . ( المعنى ) الثاني أنّه إذا غلب « 1 » عليه هذا السرّ ، لا يلتفت إلى الاستتار التي هي المظاهر ، ولا يشاهد الا الظاهر فيها . فيكون المراد به حينئذ رفع الأستار عن وجه المحبوب ، وهتكها بالكلَّيّة ، أي كشفها ورفعها عنه . وهذا ( المعنى ) أنسب من الاوّل « 2 » بالنسبة إلى « 3 » الذي « 4 » نحن في صدد إثباته . ( 331 ) وقوله عقيبه « جذب الاحديّة بصفة التوحيد » يشهد بذلك أيضا ، لانّه يقول : انّ بعد ذلك تجذبه الاحديّة الذاتيّة الغير القابلة للكثرة إلى التوحيد الصرف والوحدة المحضة ، التي هي حضرة الجمع ومقام فناء المحبّ في المحبوب الآتي بيانه . ولذلك « 5 » إذ « 6 » تعدّى هذا المقام ، شرع في كيفيّة ظهوره وتفاصيله الذي هو مقام الفرق بعد الجمع . وقال « نور يشرق من صبح الأزل ، فتلوح على هياكل التوحيد آثاره » أي ( أنّ ) الحقّ المسمّى بالحقيقة هو « 7 » نور يشرق ، أي يظهر من طرف صبح ‹ صفحة 173 › الأزل الذي هو الذات المطلقة ، فيلوح على « هياكل التوحيد » أي فيظهر على مظاهر الوجود كلَّها « 1 » بآثاره وأفعاله وكمالاته وخصوصيّاته . وهذا اخبار عن ظهور الذات في مظاهر الأسماء والصفات أزلا وأبدا ، وشهود الوحدة في صور الكثرة ، وشهود الجمع في عين التفاصيل ووجود التفاصيل في عين الجمع المتقدّم ذكره ، الذي لا مقام فوقه ولا شهود ما وراءه ، المعبّر عنه بقوله « لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا » . ويقول غيره « ليس وراء عبّادان قرية » . ( 332 ) ولهذا إذ « 2 » طلب زيادة البيان على ذلك ، قال « أطف السراج ، فقد طلع الصبح » يعنى أطف سراج العقل والسؤال بلسانه « 3 » عند طلوع صبح الكشف ومشاهدة وجه الحقّ فيه ، لانّ الكشف غنىّ عن العقل وإدراكه ، كما أنّ الصبح غنىّ عن السراج واشراقه ، والعيان لا يحتاج إلى البيان « وليس الخبر كالمعاينة » . ( 333 ) وان قلت : هذه كلمات غريبة عجيبة متناقضة ، ما نفهم معناها « 4 » ولا نجد السبيل إليها ، فقل لنا بوجه أوضح منها ، « 5 » أو في صورة مثال قريب إلى الذهن ، بحيث نفهمه « 6 » ونصل منه إلى مقصودنا ومطلوبنا ، لانّا نحن ما نشاهد الا هذا العالم وهذه الكثرات المتباينة المختلفة ( التي هي ) في معرض الزوال والتغيّر ، وما نعرفها الا أنّها غير الحقّ وأنّها مخلوقة ، وأنت تقول انّها حقّ ، وانّه ليس في الوجود الا الحقّ تعالى ، وكلّ ذلك مظاهر ، وليس بينه وبين مظاهره فرق في الحقيقة ، وهذا أمر صعب وكلام دقيق ما نعرف معناه ، ولا نفرّق بين هذه الكثرات ‹ صفحة 174 › وبين الحقّ تعالى الا بالوجه الذي قلناه وبينهما بون بعيد ، - ( 334 ) قلت : هذا أمر سهل ، وإدراكه في غاية السهولة ، ومعناه في غاية الوضوح ، وقد مرّ مرارا ذكره . لكن أنت بعد في ظلمات الطبيعة ودركات البشريّة ، بل ( في ) أسفل سافلى « 1 » ( درجات ) التقليد ، الذي هو أعظم الحجب . وبالحقيقة أنت - بالنسبة إلى هؤلاء القوم الذين يفهمون هذا المعنى - كالجنين المقيّد في حبس المشيمة بالنسبة إلى الطفل المميّز ، أو كالطفل المميّز بالنسبة إلى الشخص العاقل ، أو كالشخص العاقل بالنسبة إلى العالم ، أو كالعالم بالنسبة إلى العارف ، أو كالعارف بالنسبة إلى الولىّ « 2 » الكامل ، أو كالولىّ بالنسبة إلى النبي وبين هذه المراتب تفاوت « 3 » كثير « 4 » . ولهذا قال تعالى * ( إِنَّ في ذلِكَ لَذِكْرى لأُولِي الأَلْبابِ ) * « 5 » ، حتّى لا يطمع فيه أرباب القشور الذين هم أهل الظاهر وأهل العقول ، « 6 » لانّهم - بالنسبة إلى الأنبياء والأولياء والكمّل الذين هم أولو الألباب - كالقشر بالنسبة إلى اللبّ . ومع ذلك ( ها نحن ) نشرع فيه مرّة أخرى ، بل مرارا ، بأحسن الوجوه وألطف الأمثلة ، ونجتهد في إيصاله « 7 » إلى ذهنك ونتّكل فيه على الله تعالى . ( 335 ) فنقول : اعلم أنّك إذا تحقّقت أنّ الوجود واحد ، وأنّه مطلق « 8 » غير مقيّد ، وأنّ المقيّدات مضافة اليه ، عرفت أنّ المقيّدات ما لها وجود حقيقة ، لانّ وجودها إضافة نسبيّة ، لانّه عبارة عن إضافة ‹ صفحة 175 › المطلق إلى المقيّد ، التي « 1 » ( أي هذه الإضافة ) لا تحقّق لها في الخارج . وعرفت أيضا أنّ المطلق هو المقيّد ( بعينه ولكن ) بوجه آخر ، وأنّ المقيّد ( هو ) مطلق مع قيد الإضافة ، و ( أنّه ) ليس في الخارج الا المطلق ، لانّك لو أسقطت الإضافة بالنسبة إلى جميع الموجودات ، لوجدت الوجود على صرافة « 2 » وحدته ومحض إطلاقه ، ووجدت المقيّد موجودا بالمطلق ، معدوما بدونه . وهذا معنى قولهم « التوحيد اسقاط الإضافات » . ( 336 ) ومثال ذلك بعينه - أي مثال ذلك المطلق مع المقيّد ووجوديّته ومعدوميّته - مثال الشمس مع الظلال الموجودة « 3 » بواسطتها حين ظهورها وحين خفائها ، لانّ الظلال « 4 » ليس لها « 5 » وجود الا بالشمس ، لانّ الشمس لو لم تكن ، لم يكن للظلال وجود ، مع أنّ الشمس إذا ظهرت بنفسها لم يبق للظلال وجود ، فوجودها بالشمس ولكن تغيّبها « 6 » ( أي تميّزها ) عنها بجرمها وشعاعها ، لانّها « 7 » إذا ظهرت بجرمها وشعاعها ، فنيت الظلال « 8 » و ( تلاشى ) وجودها بأسره . وإذا غابت عنها « 9 » بالذات والجرم ، وظهرت لها « 10 » بالأثر ، بقي وجودها « 11 » على قراره ، وصارت ظلَّا متعيّنا به ، أي بوجود « 12 » الظلَّيّة . فالوجود بالحقيقة ليس الا للشمس واثرها ، والظلال ليس لها الا الاسم والاعتبار ، « 13 » والاسم والاعتبار أمران « 14 » عدميّان ، ليس لهما « 15 » وجود في الخارج . فكذلك وجود جميع الموجودات بالنسبة إلى ‹ صفحة 176 › الحقّ ، لانّ الحقّ إذا ظهر بوجوده « 1 » لم يبق للخلق وجود ، لانّ وجود الخلق - كما تقدّم - ليس الا وجودا اضافيّا اعتباريّا ، والإضافيّة والاعتباريّة « 2 » غير موجودتين « 3 » في الخارج . ( 337 ) فالوجود الحقيقىّ لا يكون الا للحقّ ، وهذا معنى قوله تعالى * ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَه لَه الْحُكْمُ وإِلَيْه تُرْجَعُونَ ) * « 4 » أعنى كلّ شيء مضاف اليه هالك في نفس الامر الا ذاته ، فانّها باقية أبدا « لَه الْحُكْمُ » أي له البقاء الحقيقىّ الابدىّ « وإِلَيْه تُرْجَعُونَ » أي اليه ترجع هذه الموجودات بعد طرح اضافتهم . و « الوجه » بالاتّفاق « 5 » هو الذات ، فيكون حينئذ تقديره « كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَه » * ( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه الله ) * « 6 » . ولهذا قال تعالى * ( كُلُّ من عَلَيْها فانٍ ويَبْقى وَجْه رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والإِكْرامِ ) * « 7 » . وأراد ب « عليها » « 8 » حقيقة الوجود القائمة بها الموجودات . وقد مرّ تفسير هاتين الآيتين مرارا . والحقّ انّ هاتين الآيتين « 9 » بعد قوله * ( الله نُورُ السَّماواتِ والأَرْضِ ) * « 10 » الآية ، وقوله * ( سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الآفاقِ وفي أَنْفُسِهِمْ ) * « 11 » إلى آخره ، - ( من ) أعظم آيات القرآن وأشرفها في باب التوحيد وتحقيقه . * ( وتِلْكَ الأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ ) * « 12 » . ‹ صفحة 177 › ( 338 ) فان قلت : هذا المثال ليس بمطابق لدعواك ، لانّك قلت : انّ وجود الظلال لم يبق الا « 1 » بغيبة الشمس عنه ، - وقلت : انّ وجود الخلق لم يبق الا بوجود الحقّ ، - بل قلت : الخلق حقّ باعتبار وخلق باعتبار والظلال ليست « 2 » كذلك ، لانّ الظلّ ليس بشمس بوجه من الوجوه ، - قلت : يكفى في المثال ( المطابقة ب ) وجه واحد ، وهو أنّ الظلال ليس لها « 3 » وجود الا بالشمس ، وغيبتها عنها « 4 » بالجرم والذات . وكذلك الخلق ( بالنسبة إلى الحقّ ) ، لانّ الخلق ليس لهم وجود الا بالحقّ ، وغيبته « 5 » عنهم ذاتا وحقيقة . فكما أنّ غيبة الشمس عبارة عن قيام الظلّ بنفسه وتعيّنه ، وحضورها ( عبارة ) عن فناء الظلّ وعدمه ، فكذلك غيبة الحقّ عبارة عن قيام الخلق بنفسهم « 6 » وتقيّدهم ، وحضوره ( عبارة ) عن فنائهم وعدمهم . ( 339 ) وقوله تعالى * ( كُلُّ من عَلَيْها فانٍ ويَبْقى وَجْه رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والإِكْرامِ ) * « 7 » إشارة إلى هذا المعنى ، فافهم ! فانّه دقيق ، ومع دقّته ( هو ) لطيف . وهذا ليس مثلا « 8 » مضروبا « 9 » ما مثّل به أحد غيرى ، بل جميع أرباب التحقيق ذهبوا إلى هذا . وهذا لا يخفى على أهله ، وستعرف من كلامهم ذلك ، إن شاء الله تعالى . والحقّ - جلّ جلاله - أشار إلى هذا المعنى في قوله * ( أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ولَوْ شاءَ لَجَعَلَه ساكِناً ، ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْه دَلِيلًا ، ثُمَّ قَبَضْناه إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً ) * « 10 » . وليس مراده ‹ صفحة 178 › بالظلّ والشمس الليل والنهار ، كما هو رأى أرباب التفسير ، « 1 » لانّه قال عقيبه * ( وهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً والنَّوْمَ سُباتاً ) * « 2 » بل المراد بهما الوجود والعدم ، كما أشرنا اليه في الأصل الثالث والثاني من هذا الكتاب . وتأويل هذه الآية طويل وتفسيرها عريض ، ليس هذا موضعه . ( 340 ) والغرض أنّ المراد بالظلّ وتمديده الوجود الإضافيّ الممدود على الموجودات كلَّها أزلا وأبدا وبسكونه اعدامه وإهلاكه على الوجه المذكور آنفا وبجعل الشمس عليه دليلا شمس الحقيقة ، التي هي الوجود المطلق المسمّى بالنور في قوله * ( الله نُورُ السَّماواتِ والأَرْضِ ) * « 3 » وبقبضه اليه عدم اضافته اليه وإسقاطه « 4 » وبتيسيره يسر « 5 » اسقاط الإضافة وابقاء الوجود على صرافة وحدته . ( 341 ) والرجوع في مجموع ذلك ( كلَّه ) إلى اصطلاح القوم ، لانّهم اصطلحوا في ذلك ، وشرعوا أوّلا في تعريف الظلّ وتحقيقه ثمّ بعد ذلك قسّموا الظلال ، فسمّوها « 6 » بالاوّل والثاني ثمّ شرعوا في التفصيل والتعيين . أمّا قولهم في التعريف ، فهو أنّهم قالوا : الظلّ هو الوجود الإضافيّ الظاهر بتعيّنات الأعيان الممكنة ، « 7 » وأحكامها التي هي معدومات ظهرت باسمه « النور » الذي هو الوجود الخارجىّ المنسوب إليها . فنفّر « 8 » ظلمة عدميّتها النور الظاهر بصورها فصارت ( الأعيان الممكنة ) ظلَّا ، لظهور الظلّ بالنور وعدميّته في نفسه . قال الله تعالى * ( أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ) * « 9 » أي بسط الوجود الإضافيّ على الممكنات . فالظلمة ‹ صفحة 179 › بإزاء هذا النور هي « 1 » العدم وكلّ ظلمة هي عبارة عن عدم النور عمّا من شأنه أن يتنوّر « 2 » . ولهذا سمّى الكفر ظلمة لعدم نور الايمان على القلب الذي من شأنه أن يتنوّر به . قال الله تعالى * ( الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ من الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ ) * « 3 » الآية . ( 342 ) وأمّا قولهم في التقسيم والتفصيل ، فهو « 4 » أنّهم جعلوا العقل الاوّل « الظلّ الاوّل » ، والعالم بأسره « الظلّ الثاني » . أمّا جعلهم العقل الاوّل الظلّ الاوّل ، فهو « 5 » قولهم « الظلّ الاوّل هو العقل الاوّل ، لانّه أوّل عين ظهرت بنوره تعالى وقبلت صورة الكثرة التي هي شؤون الوحدة الذاتيّة . ولانّ الإنسان الكامل المسمّى « بالإنسان الكبير » هو حقيقة هذا العقل أو العقل بنفسه ، سمّوه « بظلّ الإله » فقالوا : « 6 » ظلّ الإله هو الإنسان الكامل المتحقّق بالحضرة الواحديّة . وكذلك ( الامر أيضا في ) تسميتهم « خلفاء « 7 » الله » بالظلّ ، في قولهم : أولئك ظلّ الله في الأرض « 8 » . وكذلك ما يقال في السلاطين المجازيّين « 9 » « انّهم ظلّ الله في الأرضين » . وأمثال ذلك . ( 343 ) وأمّا جعلهم العالم بأسره « الظلّ الثاني » فهو قولهم : العالم هو الظلّ الثاني ، وليس الا وجود الحقّ الظاهر بصور الممكنات كلَّها فلظهوره بتعيّناتها سمّى باسم « السوي » و « الغير » باعتبار اضافته إلى الممكنات ، إذ لا وجود للممكن الا بمجرّد هذه « 10 » النسبة والا فالوجود عين الحقّ ، والممكنات ثابتة على عدمها في علم الحقّ ، وهي شؤونه الذاتيّة . ‹ صفحة 180 › فالعالم صورة الحقّ ، والحقّ هويّة العالم وروحه . وهذه التعيّنات في الوجود ( هي ) أحكام اسمه « الظاهر » الذي هو مجلى - لاسمه « الباطن » . والله أعلم بالصواب ، واليه المرجع والمآب .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

‹ هامش ص 170 › « 1 » من هذا M : من حيث F « 2 » في الأصل : وهو الأصل MF « 3 » نهج البلاغة M : النهج F « 4 » يرشح M : يرشخ F « 5 » سبحات : سبحاة F سحاب ، سحات M « 6 » قال . . . التوحيد M - : F « 7 » معان M : معاني F « 8 » فهو : وهو MF « 9 » بصور M : بطور F ‹ هامش ص 171 › « 1 » وعدمها M - : F « 2 » سبحات : سبحاة F سحاب ، سحات M « 3 » المعبر عنهما : المعبرتان MF « 4 » إثباتها : إثباته MF « 5 » وتحقيقها : وتحقيقه F وتحققه M « 6 » يشير F - : M « 7 » لان : لأنه MF « 8 » أو M : و F « 9 » الكثيرين F : الأكثرين M « 10 » ارتفاعها : ارتفاعه MF « 11 » صحا M : صحة F « 12 » صحت ( صحا M ) . . . وروحه M : صحا روح سماء قلبه F « 13 » كصحو : كصحوية M لصحوة F ‹ هامش ص 172 › « 1 » غلب : غلبت F علت M « 2 » من الأول M - : F « 3 » إلى F على M « 4 » الذي F : + المعنى M « 5 » ولذلك M : وكذلك F « 6 » إذ : إذا MF « 7 » هو : وهو MF ‹ هامش ص 173 › « 1 » كلها : كله MF « 2 » إذ : إذا MF « 3 » بلسانه : عن لسانه MF « 4 » معناها F - : M « 5 » منها : منه MF « 6 » نفهمه M : نفهم F ‹ هامش ص 174 › « 1 » سافلى : سافلين MF « 2 » الولي M - : F « 3 » تفاوت M - : F « 4 » كثير : كثيرة MF « 5 » ان في ذلك . . : سورهء 39 ( الزمر ) آيهء 22 « 6 » العقول F : المعقول M « 7 » إيصاله M : اتصاله F « 8 » مطلق : + في أن الوجود مطلق ( المطلق Fh ) والنور الفيض الأول ، والعقل الأول ، مطلق Fh بالأصل ) ‹ هامش ص 175 › « 1 » التي : الذي MF « 2 » صرافة F : طرافة M « 3 » الموجودة : الموجود M « 4 » الموجودة . . . الظلال F - : M « 5 » لها : له MF « 6 » تغيبها : تغيبتها F تعينها M « 7 » لأنها F - : M « 8 » إذا ظهرت . . . الظلال F - : M « 9 » عنها : عنه MF « 10 » لها F : له M « 11 » وجودها : وجوده F وجود M « 12 » بوجود M : بوجوده F « 13 » الاسم والاعتبار : اسم واعتبار MF « 14 » أمران عدميان : امر عدمي MF « 15 » لهما : له MF . ‹ هامش ص 176 › « 1 » بوجوده : + قوله وظهور الحق بوجوده Fh بالأصل ) « 2 » والإضافية والاعتبارية F : والإضافة والاعتبار M « 3 » موجودتين : موجودتان F موجودين M « 4 » كل شيء . . : سورهء 28 ( القصص ) آيهء 88 « 5 » بالاتفاق : + اى اتفاق أهل الظاهر وغيرهم Fh بالأصل ) « 6 » أينما . . : سورهء 2 ( البقرة ) آيهء 109 « 7 » كل من . . : سورهء 55 ( الرحمن ) آيهء 26 - 27 « 8 » بعليها M : ببقائها F « 9 » ان هاتين الآيتين F - : M « 10 » اللَّه نور . . : سورهء 24 ( النور ) آيهء 35 « 11 » سنريهم . . : سورهء 41 ( فصلت ) آيهء 53 « 12 » وتلك . . : سورهء 29 ( العنكبوت ) آيهء 42 .

‹ هامش ص 176 › « 1 » بوجوده : + قوله وظهور الحق بوجوده Fh بالأصل ) « 2 » والإضافية والاعتبارية F : والإضافة والاعتبار M « 3 » موجودتين : موجودتان F موجودين M « 4 » كل شيء . . : سورهء 28 ( القصص ) آيهء 88 « 5 » بالاتفاق : + اى اتفاق أهل الظاهر وغيرهم Fh بالأصل ) « 6 » أينما . . : سورهء 2 ( البقرة ) آيهء 109 « 7 » كل من . . : سورهء 55 ( الرحمن ) آيهء 26 - 27 « 8 » بعليها M : ببقائها F « 9 » ان هاتين الآيتين F - : M « 10 » اللَّه نور . . : سورهء 24 ( النور ) آيهء 35 « 11 » سنريهم . . : سورهء 41 ( فصلت ) آيهء 53 « 12 » وتلك . . : سورهء 29 ( العنكبوت ) آيهء 42 ‹ هامش ص 177 › « 1 » الا F - : M « 2 » ليست : ليس MF « 3 » لها F : له M « 4 » عنها : عنه MF « 5 » وغيبته F : وعينية M « 6 » بنفسهم F : بتعينهم M « 7 » كل من . . : سورهء 55 ( الرحمن ) آيهء 26 - 27 « 8 » مثلا : مثل M - F « 9 » مضروبا : مضروب MF « 10 » ألم تر . . : سورهء 25 ( الفرقان ) آيهء 47 - 48 ‹ هامش ص 178 › « 1 » كما هو . . . التفسير F - : M « 2 » وهو الذي . . : أيضا ، آيهء 49 « 3 » اللَّه نور . . : سورهء 24 ( النور ) آيهء 35 « 4 » وإسقاطه : وإسقاطها MF « 5 » بسر M : سر F « 6 » فسموها : وسموه MF « 7 » الممكنة M : الممكن F « 8 » فنفر : بتسير F فتستر M « 9 » ألم تر سورة 25 ( الفرقان ) آيهء 47 ‹ هامش ص 179 › « 1 » هي : فهي MF « 2 » يتنور : ينور MF « 3 » اللَّه ولى . . : سورهء 2 ( البقرة ) آيهء 258 « 4 » فهو : وهو MF « 5 » فهو : وهو MF « 6 » فقالوا : وقالوا MF « 7 » خلفاء : لخفاء F لخلفاء M « 8 » الأرض F : الأرضين M « 9 » المجازيين : المجازية MF « 10 » هذه M - : F ‹ هامش ص 180 › « 1 » وعينا F : وعينيا M « 2 » الغيبية M : العينية F « 3 » دون . . العينية F - : M « 4 » الشهادية : الشها M « 5 » نقوش F : نفوس M

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

 
مكتبة أهل البيت (ع) - الإصدار الثاني

 
هوية الكتاب

جامع الأسرار ومنبع الأنوار|سيد حيدر آملي||ق 8|فلسفة ، منطق ، عرفان||با تصحيحات و دو مقدمه هنرى كربين و عثمان اسماعيل يحيى و ترجمهء فارسي مقدمه ها از سيد جواد طباطبائي|دوم|1368|شركت انتشارات علمى و فرهنگى|شركت انتشارات علمى و فرهنگى وابسته به وزارت فرهنگ و آموزش عالى و انجمن ايرانشناسى فرانسه||به انضمام رسالة نقد النقود في معرفة الوجود|

تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور