الجمعة، مايو 16، 2014

ثلاثة أرباع الساعة كانت كافية لاكتشاف معادلات معقدة جدا في الإدارة والتسويق والإقتصاد

ثلاثة أرباع الساعة كانت كافية لاكتشاف معادلات معقدة جدا في الإدارة والتسويق والإقتصاد
يوم كله عبر ...أكثر من ألف عبرة وعبرة
قصة طويلة إن تجاوزتها لن تقع في مصيبة ولن يصلك خبر سئ ولن تدخل النار ==============
السابعة صباحا يوم الثلاثاء , لا تبدأ العد من الآن أعلمك لاحقا , وأنا في السرير سمعت فتح باب بيتي
: من؟
:أنا زينب , دَخَلَتْ وأَغْلَقَت الباب. قمت من سريري إلى غرفة الجلوس . رَتَّبَت هي ما كنتُ جليتُه أمس في أماكنه, مَسَحَت المجلى وأرض المدخل ,قلت لها ضعي الثياب في الغسالة طالما الكهرباء موجودة .
أوصلها زوجها (صهري) لتنزل معي من خلدة إلى ثانوية الكوثر قرب قرية الساحة على طريق المطار حيث المقرر تَجَمُّع الأهل للإحتفال الذي سيشارك فيه ابنها السيد علي فضل الله .
بعدما أخذت أدويتي وإبرة الأنسولين أفْطرتُ ونَشَرَت هي الغسيل ونزلنا إلى سيارة إبني صالح المرسيدس التي يستخدمها إبني عصام وزوجته هذه الأيام , وبما أنها كبيرة ولا تتدبر زوجة عصام أمرها , تركتها لي أمس وأخذت سيارتي الهوندا التي اعتادت عليها لصغرها لأنها ستذهب إلى المدرسة التي تُعَلِّمُ فيها : "مدرسة الإمام المهدي" في الغازية جنوب لبنان.
إنها التاسعة والنصف , إبدأ العد الآن :
فتحت السيارة وجلست , رائحة البنزين تخنق حاولت فتح الشبابيك وإذ بشبكة توصيلات تشتمل على كبسات إضافية خارجية تحتاج إلى خارطة لتفتح الشبابيك . ما علينا مشي الحال حمي الموتور , انطلقت لأستدير بالسيارة في اتجاه النزول إلى الأتوستراد ومنه إلى المدرسة, حاولت تحريك رجلي عن دعسة البنزين إلى دعسة الفرامل فلم استطع , علقت - "إنت أكبر قدر" - رجلي والحذاء !
سحبتها إلى الخلف ووضعتها على دعسة الفرامل وعلقت أيضا : يا عين ! كيف سنصل ؟
يا رب وانطلقنا , حتى إذا وصلنا لنستلم الأتوستراد انطفأ موتور السيارة , ياعين مرة أخرى لكن الخطب هيِّن فاندفاعة السيارة ساعدتني على ركنها يمينا وإعادة تشغيل الموتور والإنطلاق من جديد .
ومن جديد عادت رجلي لتعلق على الدعسة , خففت السرعة وإلى اليمين : وجدتها !
المشكلة في أن بطانة ما فوق الدعسات متدلية وقاسية ولطول الحذاء يعلق بها , هذا الحذاء اضطررت إلى شرائه قبل مدة محكوما باضطراري إلى الصناعة اللبنانية للأحذية لأكثر من سبب . لكن صناعة الأحذية كغيرها تخضع للموضة دونما نظر إلى المنفعة وغالبا دونما مراعاة للذوق أو الجمال أيضا . ثلاثة سنتمترات بالطول ومثلها بالعرض في مقدم الحذاء بلا أي فائدة إلا حشر الصراصير في الحيطان على حد وصف أحد الظرفاء.
إلى اليمين من جديد و"هوب" خلعت فردة الحذاء اليمين وقدت السيارة بالكلسات البيضاء إلى أن وصلنا أمام الثانوية الساعة العاشرة إلا عشرة . نزلت زينب و انطلقت مختارا الوصول إلى مستديرة قصر رياض الصلح والإنعطاف إلى بئر حسن وصولا إلى مبنى التجمع .

عند المستديرة كان شاب يقطع الشارع وبيده كيس أسود توقفت ليعبر فتوقف لأعبر , وهكذا عدة مرات تبسَّم واقترب مني قال يا مولانا لذوقك بدي أهديك مرطبان عسل , قبلت الهدية وفتحت محفظتي لأبادله الهدية فانتفض !
:ولو يا مولانا مش محرزة بس العسلات ممتازين شغل اليمونة (من أعالى قرى البقاع) سنديان وحبة البركة , وهذه خمسة أخرى , كم ولد عندك يا مولانا ؟
: ثلاثة
: عندهم أولاد ؟
نعم
: وهذه ستة ,بعدما كان جلس في المقعد إلى جانبي .
قلت هكذا صارت المسألة كبيرة ! أبدا لن آخذها ,هنا قال ادفع ما تشاء أنا في بيروت مع أختي التي تخضع لجراحة في المستشفى و.......
انتهى الحوار بدفعي ما فيه النصيب مقابل ما استبقيته من اﻹثني عشر كيلو ... والحلو أنني أمس كنت أفتخر أمام "كنتي" زوجة عصام بأنني لم أقبل أن أدفع عشرين ألف ليرة ثمنا لأوقية عسل بلدي , غالية جدا وأنا على رأي أحدهم "إذا غلا عليَّ شئٌ .. تركته" , سنحسب بكم وقف كيلو العسل بعد قليل.
لم تنته القصة بعد !!!! حرَّكت السيارة وإلى العمل.
بعدما وصلت إلى مكتبي بقليل رن التلفون
: خير يا زينب ما القصة ؟
: عرفت إلى أين سيأخذوننا عند اكتمال عدد الأهل ؟
: إلى أين يا زينب ؟
: إلى مَبَرَّة الإمام الخوئي
:!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟
بين بوَّابة البناية التي تسكنها ابنتي وبوَّابة مَبَرَّة الإمام الخوئي التي تواجهها عشرة أمتار فقط هي عرض الطريق .
إنها تمام العاشرة والربع .
أين العِبَر يا شيخ ؟
: بالذي خلقك " إلك خلق تسمع عِبَر بعد؟"
لم ينته النهار بعد ولا العبر... غدا حكاية تمام النهار مع سيَّارة صالح.
ع.خ,الثلاثاء، 13 أيار، 2014
صورة: ‏ثلاثة أرباع الساعة كانت كافية لاكتشاف معادلات معقدة جدا في الإدارة والتسويق والإقتصاد
يوم كله عبر ...أكثر من ألف عبرة وعبرة
قصة طويلة إن تجاوزتها لن تقع في مصيبة ولن يصلك خبر سئ ولن تدخل النار ==============
السابعة صباحا يوم الثلاثاء , لا تبدأ العد من الآن أعلمك لاحقا , وأنا في السرير سمعت فتح باب بيتي
: من؟ 
:أنا زينب , دَخَلَتْ وأَغْلَقَت الباب. قمت من سريري إلى غرفة الجلوس . رَتَّبَت هي ما كنتُ جليتُه أمس في أماكنه, مَسَحَت المجلى وأرض المدخل ,قلت لها ضعي الثياب في الغسالة طالما الكهرباء موجودة .
أوصلها زوجها (صهري) لتنزل معي من خلدة إلى ثانوية الكوثر قرب قرية الساحة على طريق المطار حيث المقرر تَجَمُّع الأهل للإحتفال الذي سيشارك فيه ابنها السيد علي فضل الله .
بعدما أخذت أدويتي وإبرة الأنسولين أفْطرتُ ونَشَرَت هي الغسيل ونزلنا إلى سيارة إبني صالح المرسيدس التي يستخدمها إبني عصام وزوجته هذه الأيام , وبما أنها كبيرة ولا تتدبر زوجة عصام أمرها , تركتها لي أمس وأخذت سيارتي الهوندا التي اعتادت عليها لصغرها لأنها ستذهب إلى المدرسة التي تُعَلِّمُ فيها : "مدرسة الإمام المهدي" في الغازية جنوب لبنان.
إنها التاسعة والنصف , إبدأ العد الآن : 
فتحت السيارة وجلست , رائحة البنزين تخنق حاولت فتح الشبابيك وإذ بشبكة توصيلات تشتمل على كبسات إضافية خارجية تحتاج إلى خارطة لتفتح الشبابيك . ما علينا مشي الحال حمي الموتور , انطلقت لأستدير بالسيارة في اتجاه النزول إلى الأتوستراد ومنه إلى المدرسة, حاولت تحريك رجلي عن دعسة البنزين إلى دعسة الفرامل فلم استطع , علقت - "إنت أكبر قدر" - رجلي والحذاء !
سحبتها إلى الخلف ووضعتها على دعسة الفرامل وعلقت أيضا : يا عين ! كيف سنصل ؟ 
يا رب وانطلقنا , حتى إذا وصلنا لنستلم الأتوستراد انطفأ موتور السيارة , ياعين مرة أخرى لكن الخطب هيِّن فاندفاعة السيارة ساعدتني على ركنها يمينا وإعادة تشغيل الموتور والإنطلاق من جديد .
ومن جديد عادت رجلي لتعلق على الدعسة , خففت السرعة وإلى اليمين : وجدتها ! 
المشكلة في أن بطانة ما فوق الدعسات متدلية وقاسية ولطول الحذاء يعلق بها , هذا الحذاء اضطررت إلى شرائه قبل مدة محكوما باضطراري إلى الصناعة اللبنانية للأحذية لأكثر من سبب . لكن صناعة الأحذية كغيرها تخضع للموضة دونما نظر إلى المنفعة وغالبا دونما مراعاة للذوق أو الجمال أيضا . ثلاثة سنتمترات بالطول ومثلها بالعرض في مقدم الحذاء بلا أي فائدة إلا حشر الصراصير في الحيطان على حد وصف أحد الظرفاء.
إلى اليمين من جديد و"هوب" خلعت فردة الحذاء اليمين وقدت السيارة بالكلسات البيضاء إلى أن وصلنا أمام الثانوية الساعة العاشرة إلا عشرة . نزلت زينب  و انطلقت مختارا الوصول إلى مستديرة قصر رياض الصلح والإنعطاف إلى بئر حسن وصولا إلى مبنى التجمع .

عند المستديرة كان شاب يقطع الشارع وبيده كيس أسود توقفت ليعبر فتوقف لأعبر , وهكذا عدة مرات تبسَّم واقترب مني قال يا مولانا لذوقك بدي أهديك مرطبان عسل , قبلت الهدية وفتحت محفظتي لأبادله الهدية فانتفض !
:ولو يا مولانا مش محرزة بس العسلات ممتازين شغل اليمونة (من أعالى قرى البقاع) سنديان وحبة البركة , وهذه خمسة أخرى , كم ولد عندك يا مولانا ؟
: ثلاثة
: عندهم أولاد ؟ 
نعم 
: وهذه ستة ,بعدما كان جلس في المقعد إلى جانبي .
قلت هكذا صارت المسألة كبيرة ! أبدا لن آخذها ,هنا قال ادفع ما تشاء أنا في بيروت مع أختي التي تخضع لجراحة في المستشفى و.......
انتهى الحوار بدفعي ما فيه النصيب مقابل ما استبقيته من اﻹثني عشر كيلو ... والحلو أنني أمس كنت أفتخر أمام "كنتي" زوجة عصام بأنني لم أقبل أن أدفع عشرين ألف ليرة ثمنا لأوقية عسل بلدي , غالية جدا وأنا على رأي أحدهم "إذا غلا عليَّ شئٌ .. تركته" , سنحسب بكم وقف كيلو العسل بعد قليل.
لم تنته القصة بعد !!!! حرَّكت السيارة وإلى العمل.
بعدما وصلت إلى مكتبي بقليل رن التلفون
: خير يا زينب ما القصة ؟
: عرفت إلى أين سيأخذوننا عند اكتمال عدد الأهل ؟
: إلى أين يا زينب ؟
: إلى مَبَرَّة الإمام الخوئي 
:!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟
بين بوَّابة البناية التي تسكنها ابنتي وبوَّابة مَبَرَّة الإمام الخوئي التي تواجهها عشرة أمتار فقط هي عرض الطريق .
إنها تمام العاشرة والربع .
أين العِبَر يا شيخ ؟
: بالذي خلقك " إلك خلق تسمع عِبَر بعد؟"
لم ينته النهار بعد ولا العبر... غدا حكاية تمام النهار مع سيَّارة صالح.
ع.خ,الثلاثاء، 13 أيار، 2014‏

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور