الأربعاء، مايو 21، 2014

بين الزوج والزوجة 4- ماذا بقي من الزواج في ذاكرة أمي؟ حكاية الحاج أبو حسين وإجازة الزواج وملف شهاداتي




بين الزوج والزوجة

4- ماذا بقي من الزواج في ذاكرة أمي؟ الحلقة الأخيرة


حكاية الحاج أبو حسين وإجازة الزواج وملف شهاداتي

بعدما أتممتُ صلاة الجنازة على المرحومة أم هاني كزما أرملة إبن خالة والدتي وقفنا (المشيعون) في مُصلَّى جبَّانة الرادوف كما العادة بانتظار انتهاء دفن الفقيدة وعودة أهلها عن القبر لتَقَبُّل العزاء من المشيعين والرجوع معهم كأهل إلى بيت العزاء.
وكالعادة ينتظر كبار السن وغيرهم جلوسا على المصطبة[1] المخصصة للجلوس بجانب الحائط ويقف آخرون وتدور أحاديث خاصة بين من لا يجتمعون إلا في هكذا مناسبات.
سلَّمت على البعض ووقفت مع أحد الأصدقاء ليعيد تعريفي بأبنائه الذين كبروا ولم أرهم منذ مدة طويلة وإذ بأخي العزيز فضيلة الشيخ ناصر الحركة يناديني
: شيخ علي كلِّم الحاج أبو حسين
جالسان جنب بعضهما على المصطبة , سلَّمت وصافحت , قال الشيخ ناصر
: سألني الحاج أبو حسين عنك إذا تزوجت فقلت لا فسألني لماذا فقلت اسأله مباشرة , فتفضل "جاوبو".
الحاج أبو حسين أطال الله عمره تسعيني أو يقاربها , صديق قديم لوالدي رحمه الله كانا يعملان في نفس المهنة "موَرِّق" (الذي يكسو الحجارة المبنية بطبقة الإسمنت) , من المحافظين على صلاة الجماعة في المسجد منذ شبابه ومن الدائبين على القيام بواجباتهم الإجتماعية , وفي الفترة الأخيرة صار له مع بعض رفاقه ورد يومي صباحي في زيارة جبانة الرادوف والقعود على المصطبة المقابلة لمغسل الموتى.
والحاج أبو حسين صاحب روح مرحة ومحب , توفيت زوجته رحمها الله ولم تمر ذكرى أربعينها بل عشرينها بعد باحتساب يوم الحوار, أعاد علي السؤال مع "الليش؟".
قلت : "الهيئة يا حاج عمتسمسر لحالك وبدك تتحجج فيي"
قال ضاحكا : " ليش حرام؟ " , وأردف بحنان : " أنا يا عمي زلمي كبير , بناتي وولادي حدي , بيعملولي كل اللي بعوزو , بس إنت بعدك شب ".
نفس منطق أمي ونفس التعبير عن المفهوم للزواج الذي حملته عن جدها يوسف رحال كما حكيته لكم أمس , أرأيتم الثقافة الشعبية المشتركة كيف تفرز موقفا واحدا تجاه ما يعرض للإنسان .
قلت : "وأنا مثلك يا حاج".
المهم يا سادة يا كرام , ذهبت لزيارة والدتي التي لم تشارك في العزاء كونها كانت حديثة خروج من المستشفى ومن عادتي أنني أدخل في بيوت الأقارب على النساء لتعزيتهن إذا كانت أمي بينهن وحيث لم يحصل عزيتها في بيت أخي مصطفى وتجاذبنا أطراف الحديث كما يقولون , وأنا واقف للخروج تذكرت حكاية الحاج أبو حسين فحكيتها لها فقالت :
"الحاج أبو حسين بيحبكم وأنا ما منعتك من الجواز وعارفة وحاسة وعم توصلني أخبار إنك تعبان وعمتتعذب , تجوز إذا بدك , بس ما تفكر تخلف وتجيب لولادك مسؤولية اللي فيهن بيكفيهن إنشالله يقوموا بحالن".
جبر الله خاطرك عمي الحاج أبو حسين فبينما أنا ستيني عجوز يناديني بعضهم وبعضهن " عَمُّو " بل قالت إحداهن لابنتها :"سلمي على جدو يا ماما" صرت شابا بالنسبة له.
المهم أن شهاداتي وإجازاتي ازدادت اثنتان شفهيتان لم أكن منتبها لتحصيلها : واحدة بالشباب من الحاج أبو حسين وثانية باستحقاق الزواج من أمي .. تستحقان الإضافة إلى "إفادات المهارات" أليس كذلك؟
سأضيفهما على المدونة إلى صفحة "شهادات وإفادات التعليم العادي والشرعي والمهارات" بانتظار أقرب الأجلين ... أما الشهادة الأخيرة فسيضيفها غيري.
 ع.خ,‏الأربعاء‏، 21‏ أيار‏، 2014

 
تاريخ نيل الشهادة الابتدائية 1967 وتاريخ اصدار الشهادة4 شباط 1969




[1] مقعد حجري مستطيل وأقول ليس غريبا وجود مصطبة في المقبرة فعن المصطبة: كتب "مطرود" في منتدى مصر القديمة http://www.toutankharton.com/montada/viewtopic.php?id=2398
" الغريب ان اللفظة فرعونية وتعنى (تابوت) .. غير ان لفظة "تابوت" فرعونية وتعنى (صندوق لدفن الموتى أو ما شابه). ولفظة "مصطبة" هى فى الهيروغليفية "مس تبت" وهى مركبة من كلمتان "مس" بمعنى (ميلاد) ، ومن "تبت" بمعنى (صندوق ، تابوت) فيكون معناها (ميلاد الصندوق) وهى تعنى البعث أو الميلاد الثانى.
وقد تأثرت بالكلمة لغات أخرى فنجد اليونانية قد أخذتها فى اللفظة micitopoc "ميسيتوبوس" بمعنى (مصطبة ، مقعد) ، كما أخذتها عنها الإنجليزية بنفس النطق mastaba "ماستابا" وترجمها قاموس المورد بمعنى (قبر فرعونى مستطيل) وأردف أن إرتفاعه قريب من الأرض.".

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور