الخميس، فبراير 13، 2014

ألله أكبر للصلا التاني



يلجئني النعاس إلى مهجعي في أقصى الركن الشرقي من المنزل حيث لا ضوء إلا من بابه المطل على بقايا الحرش الذي تأكله مجمعات الباطون وعلى الطريق الذي يكسوه أولاد الحي بضجيج فَتْوَنَتِهم , فألجأ نهارا بسببهما (الضؤ والصوت) إلى إقفال الزجاج وتنزيل الستور الألومينيوم الأسود وإسدال الستائر لأغيب في عتمة تتركني روحي فيها , وأتركها (مانعات الضؤ والصوت) كما هي بسبب البرد ليلا , لا أرفعها , فلا أفيق من غفوتي إلا على أذان الكومبيوتر وأعتذر لذلك بهذا الزجل الحر على طريقة الشعر الحر :

ألله أكبر للصلا التاني

مش متل مير[1] اللي انشغل بأزازة القنديل
تا يبعد الوسواس ببنت برداني
وضَلْ طول الليل يا مسكين
يحرؤ صبيعو واحدْ ورا التاني
بَدِّي بْدَيِّي كَسّرو القنديل لَمَّا تطل
ونَزِّل سَتاير سودْ عحيطاني
وعَّتِّم عشباكي تالصبح يتركنا
ويروح عَنَّا  لَحَدَا تاني
ويقول خليكن بعد ما فِل
كَفّوا الصلا بكعبة العِشَّاق
وألله أكبر للصلا التاني
‏الشيخ علي خازم , الأحد‏، 17‏ تشرين الثاني‏، 2013



[1] قصة الميرداماد
كانت بنت الأمير ـ في إصفهان ـ عائدة إلى بيتها في وقت متأخر نسبياً في ليلة شتائية باردة وضلت الطريق بسبب عاصفة ثلجية . صادفت في طريقها مدرسة دينية فقررت أن تلجأ إليها حتى الصباح طلباً للأمان ,ولم يكن في المدرسة في تلك الليلة إلا طالب علم أعزب ينام في إحدى الغرف وحيداً فريداً.

طرقت الفتاة الباب وفوجئ الطالب بشابّة تطلب اللجوء حتى الصباح عنده وهي مطمئنة إليه لكونه طالباً في مدرسة دينية.

أدخلها الطالب حجرته فهي الحجرة الوحيدة التي يملك حق التصرف فيها ولم يستأذن زملاءه في غرفهم قبل أن يغادروا المدرسة . نامت الفتاة آمنة مطمئنة حتى الصباح، ثم غادرت إلى بيت أبيها الأمير . وعندما سألها عن مكان مبيتها حكت له القصة. شكّ الأمير وأرسل بطلبه للإطمئنان، وعندما أراد أن يصافح الطالب اكتشف أن أصابعه محروقة حديثاً فسأله عن السبب ليسمع الجواب : تعلم أني شاب وأعزب واتفق أن نامت ابنتك في غرفتي وهي شابة ولم يكن معنا أحد غيرنا، فأخذ الشيطان يوسوس لي لأتزوجها ولو بدون إذن وليها ، خفت أن أفشل في مقاومته , خرجت إلى ساحة المدرسة ولكن البرد كان شديدا فرجعت ، وكان في غرفتي قنديل أقرأ على ضوئه ، فصرت أقرّب إصبعي من النار كلّما وسوس لي الشيطان حتى أسكّن ألم الشهوة بألم الاحتراق وبقيت هكذا إلى الصباح حتى نجّاني الله من الوقوع في فخّ الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.
وعندما سمعت الفتاة ذلك قالت: هو كذلك، لأني كنت أشمّ رائحة شواء، ولم أكن أعلم أن هذا المسكين إنما يشوي أصابعه!
وقيل: إن الأمير زوّجها إياه لما رأى من جَلَده وتقواه. وهو أحد علمائنا الأعلام المعروف بـ «ميرداماد» أي صهر الأمير : مير محمد باقر بن شمس الدين محمد الإسترآبادي الإصفهاني من علماء القرن الحادي عشر وهو إبن أخت المحقق الكركي(نسبة إلى كرك نوح إحدى قرى البقاع في لبنان) وأستاذ الملا صدرا .

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور