الجمعة، أغسطس 23، 2013

حمار الطاحونة قد يصير ذَهَبِيٌّا لكنَّه يبقى جَحْشاً

حمار الطاحونة قد يصير ذَهَبِيٌّا لكنَّه يبقى جَحْشاً 


صورة: ‏حمار الطاحونة قد يصير ذَهَبِيٌّا لكنَّه يبقى جَحْشاً 

قرأت أن أول وأقدم رواية في تاريخ البشرية وصلتنا كاملة كانت رواية كتبها لوكيوس أبوليوس (ولد عام 124 أو 125م، وتوفي حوالي عام 180م) من أبناء الجزائر و كتبها باللاتينية في منطقة مداوروش التابعة لولاية سوق أهراس , وهو واحد من الذين برزوا في ميدان الأدب اللاتيني على زمن الإمبراطورية الرومانية. واتسمت كتاباته بالتنوع ولكن لم يصلنا من خطبه ورسائله وأشعاره وكتاباته الفنية والعلمية الكثيرة إلا القليل نسبياً، ومن ضمنه «أحد عشر كتاباً في التحولات» الذي صار يعرف لاحقاً باسم «الحمار الذهبي» أو " الجحش الذهبي".
وموضوعها العام يدور حول شاب يدعى أبوليوس (مثل اسم المؤلف) كان يحلم بأن يتحول إلى طير عن طريق السحر، ولكنه أخطأً في اختيار المرهم السحري مما أدى إلى تحوله إلى حمار! لتبدأ بذلك رحلة شقائه ومغامراته التي تنتهي بعودته إلى صورته الآدمية. ولكن ما بين التحولين لا يكون هذا الحمار مجرد دابة تعامل بقسوة من قبل الإنسان، بل أيضاً كان شاهداً على سلوك هذا الإنسان وقيمه وعاداته وتقاليده. ومن خلال هذا الإطار يرسم لنا المؤلف على لسان الحمار وذكرياته صورة يجتمع فيها الجد بالهزل عن عالم الحضارة الرومانية بدءاً بعصابات اللصوص ودناءة الرهبان الوثنيين وانتهاءً بقسوة السادة على العبيد في عصر مريض ومضطرب.
الغرض أن بعض البشر لايعرفون قَدْرَهُمْ فيتحولون بسؤ اختيارهم " وإنتو أكبر قَدِرْ " إلى حمير الطواحين أو إلى بغال التهريب أو في أحسن الأحوال إلى خيل السباق ، وهذه كلها يجمع بينها " الطَمّاَشات " وهي ما يُجعل على أعينها حتى " تمشي دغري " " مستقيمة " , لاترى ما إلا ما تُدْفَع إليه ولا تبصر ما حولها فتصير رعية الفرعون الذي يحدوها بما حكاه الله عنه " قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ  - غافر - الآية - 29  "..

فَضَّلنا الله كبشر بالمعرفة والعلم وجعل "  ..الْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً .." لا لنتشبه بها مهما جُعِلَ عليها من زينة  حتى لو كانت ذهبا فإن الحمار الذهبي يبقى جحشا ...

حمار الطاحونة

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) :  " الْمُتَعَبِّدُ عَلَى غَيْرِ فِقْهٍ 
كَحِمَارِ الطَّاحُونَةِ يَدُورُ وَ لَا يَبْرَحُ .

وَ رَكْعَتَانِ مِنْ عَالِمٍ خَيْرٌ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً مِنْ جَاهِلٍ ، لِأَنَّ الْعَالِمَ تَأْتِيهِ الْفِتْنَةُ فَيَخْرُجُ مِنْهَا بِعِلْمِهِ ، وَ تَأْتِي الْجَاهِلَ فَتَنْسِفُهُ نَسْفاً .وَ قَلِيلُ الْعَمَلِ مَعَ كَثِيرِ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعَمَلِ مَعَ قَلِيلِ الْعِلْمِ وَ الشَّكِّ وَ الشُّبْهَةِ "  .‏

قرأت أن أول وأقدم رواية في تاريخ البشرية وصلتنا كاملة كانت رواية كتبها لوكيوس أبوليوس (ولد عام 124 أو 125م، وتوفي حوالي عام 180م) من أبناء الجزائر و كتبها باللاتينية في منطقة مداوروش التابعة لولاية سوق أهراس , وهو واحد من الذين برزوا في ميدان الأدب اللاتيني على زمن الإمبراطورية الرومانية. واتسمت كتاباته بالتنوع ولكن لم يصلنا من خطبه ورسائله وأشعاره وكتاباته الفنية والعلمية الكثيرة إلا القليل نسبياً، ومن ضمنه «أحد عشر كتاباً في التحولات» الذي صار يعرف لاحقاً باسم «الحمار الذهبي» أو " الجحش الذهبي".
وموضوعها العام يدور حول شاب يدعى أبوليوس (مثل اسم المؤلف) كان يحلم بأن يتحول إلى طير عن طريق السحر، ولكنه أخطأً في اختيار المرهم السحري مما أدى إلى تحوله إلى حمار! لتبدأ بذلك رحلة شقائه ومغامراته التي تنتهي بعودته إلى صورته الآدمية. ولكن ما بين التحولين لا يكون هذا الحمار مجرد دابة تعامل بقسوة من قبل الإنسان، بل أيضاً كان شاهداً على سلوك هذا الإنسان وقيمه وعاداته وتقاليده. ومن خلال هذا الإطار يرسم لنا المؤلف على لسان الحمار وذكرياته صورة يجتمع فيها الجد بالهزل عن عالم الحضارة الرومانية بدءاً بعصابات اللصوص ودناءة الرهبان الوثنيين وانتهاءً بقسوة السادة على العبيد في عصر مريض ومضطرب.
الغرض أن بعض البشر لايعرفون قَدْرَهُمْ فيتحولون بسؤ اختيارهم " وإنتو أكبر قَدِرْ " إلى حمير الطواحين أو إلى بغال التهريب أو في أحسن الأحوال إلى خيل السباق ، وهذه كلها يجمع بينها " الطَمّاَشات " وهي ما يُجعل على أعينها حتى " تمشي دغري " " مستقيمة " , لاترى إلا ما تُدْفَع إليه ولا تبصر ما حولها فتصير رعية الفرعون الذي يحدوها بما حكاه الله عنه " قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ - غافر - الآية - 29 "..

فَضَّلنا الله كبشر بالمعرفة والعلم وجعل " ..الْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً .." لا لنتشبه بها مهما جُعِلَ عليها من زينة حتى لو كانت ذهبا فإن الحمار الذهبي يبقى جحشا ...

حمار الطاحونة


قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) : " الْمُتَعَبِّدُ عَلَى غَيْرِ فِقْهٍ
كَحِمَارِ الطَّاحُونَةِ يَدُورُ وَ لَا يَبْرَحُ .

وَ رَكْعَتَانِ مِنْ عَالِمٍ خَيْرٌ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً مِنْ جَاهِلٍ ، لِأَنَّ الْعَالِمَ تَأْتِيهِ الْفِتْنَةُ فَيَخْرُجُ مِنْهَا بِعِلْمِهِ ، وَ تَأْتِي الْجَاهِلَ فَتَنْسِفُهُ نَسْفاً .وَ قَلِيلُ الْعَمَلِ مَعَ كَثِيرِ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعَمَلِ مَعَ قَلِيلِ الْعِلْمِ وَ الشَّكِّ وَ الشُّبْهَةِ " .
 



ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور