الأربعاء، أبريل 27، 2011

لقاء علمائي في " المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" تضامنا مع شعب البحرين


سياسة - لقاء علمائي في "المجلس الشيعي" تضامنا مع شعب البحرين
قبلان: نطالب بالانصاف والعدالة والمحبة والاصلاح والابتعاد عن الظلم
الزين:لوقف العمليات العسكرية لدول مجلس التعاون والانسحاب من البحرين
وطنية - 27/4/2011 عقد لقاء علمائي موسع تضامنا مع شعب البحرين، في قاعة "الوحدة الوطنية" في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بدعوة ورعاية من نائب رئيس المجلس الشيخ عبد الامير قبلان، حضره وفد من حركة امل برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ حسن المصري، وفد من حزب الله برئاسة رئيس الهيئة الشرعية الشيخ محمد يزبك، وفد من علماء البحرين وفد تجمع العلماء المسلمين في لبنان، وعدد كبير من علماء الدين وقضاة الشرع ومفتي المناطق.
استهل اللقاء بآيات من الذكر الحكيم، ثم قدم اللقاء الشيخ عبدو قطايا. وألقى مفتي بعلبك الشيخ خليل شقير كلمة تطرق فيها الى "القهر والظلم والاضطهاد الذي يعاني منه شعب البحرين"، ختمها بقصيدة من وحي المناسبة.
الزين
 ثم ألقى كلمة تجمع العلماء المسلمين  رئيس مجلس الأمناء القاضي الشيخ احمد الزين الذي قال
 "﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ - آل عمران - الآية - 18


﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾ - الأحزاب - الآية - 39

﴿ فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال ﴾ - الرعد - الآية - 17

روى أبو داود والترمذى من حديث أبى الدرداء رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع.

وإن العالم ليستغفرُ له مَنْ فى السموات ومن فى الأرض حتى الحيتانُ فى الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب.

وإن العلماء ورثة الأنبياء.

وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما وَرَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جئنا من تجمع العلماء المسلمين ملبين دعوة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى سماحة آية الله الشيخ عبد الأمير قبلان إلى لقاء علمائي تضامني مع شعب البحرين، وهي دعوة مشكورة من عالم مسلم يلتزم بمسؤوليته تجاه قضايا الأمة وإنسانها بغض النظر عن طائفته ومذهبه لأن الله تعالى جعل كرامة الإنسان أهم عطاياه وإن أشد ما يهدم هذه الكرامة هو الظلم و لأن الظلم لادين له ولا مذهب قال تعالى في الحديث القدسي “يا عبادي إني قد حرمت الظلم على نفسي وحرمته عليكم فلا تظالموا” .

يا علماء الأمة

إن لقاءنا هذا يأتي في وقت تشهد فيه أمتنا حركة شعبية ناهضة تريد في أساسها إعادة التناصف والعدل إلى مجتمعاتها وهذا يضعنا كعلماء أمام مسؤوليتنا كورثة للأنبياء في بيان الصراط المستقيم وهداية الناس إليه والنصيحة للحاكم والرعية بما يوازن بين حفظ النظام العام الذي يعني الأمن والإستقرار للمجتمع وبين تحقيق العدالة الإجتماعية لأفراده بالمساواة في فرص تحقيق حاجاتهم الأساسية بالعمل والصحة والتعليم والحرية وما إليها .

بل إن حق الناس علينا أن نكون في طليعة هذه الحركة لأننا تعلمنا من رسول الله صلى الله عليه وآله نصرة المظلوم خاصة إذا انتصر لنفسه بما لايغضب الله كما في قوله تعالى : وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ - الشورى - الآية - 41 إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ - الشورى - الآية - 42

وإن من مسؤوليتنا اليوم أيضا الكشف عمن تلبَّس بزي فقهاء السلاطين فلا تقع الناس في فتنتهم التي يدعون إليها بالوقيعة بين طوائف الناس وكأن مطالبها الإجتماعية والسياسية والإقتصادية مطالب خاصة بمذهب دون آخر.

وقد أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كَظَّة ظالم ولا على سغب مظلوم , كما أخذ عليهم أن لا يكونوا عونا للظالمين في مواجهة المظلومين : هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً - النساء - الآية - 109

إن مسؤوليتنا اليوم يحددها لنا المولى عز وجل في قوله تعالى : وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ , وأن لا نكون ممن قال فيهم (فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ - آل عمران - الآية - 187

أيها السادة العلماء

كنا وما زلنا ننظر إلى تحركات اهلنا في البحرين على أنها مطالب ضمن سقف الشرعية الإسلامية والإنسانية شأنها شأن مطالب الشعب التونسي والمصري وغيرهما لكننا فوجئنا بحجم العنف غير المبرر الذي ردت به الحكومة البحرينية وبتواطؤ غير مقبول من الجهات الحقوقية العربية ومن أكثر الإعلام الذي انتصر لثورة شعبي تونس ومصر وما يزال ضمن خطته الإنتصار لشعوب دون أخرى في مواجهتها لجور حكامها .

ولئن كنا وما زلنا نأمل بوحدة الحكومات العربية لكننا أردناها وحدة في بناء مستقبل يسعد فيه المواطنون لا وحدة تستخدم إتفاقيات لتبرير حشد الجيوش ضد بعض الشعوب وبعض الحكام دون بعضها الآخر بما يساهم في إيجاد حالة من الكراهية غير المسبوقة بين الشعوب العربية نتيجة للعنف غير المبرر الذي تمارسه قوات هذا البلد المسلحة أو ذاك كما يحصل الآن في البحرين .

ومن موقع المسؤولية الشرعية بالنصيحة للحكام والشعوب نرى من واجبنا بيان التالي:

1 - إننا نرى من بعض الدعاة ومن بعض الحكومات ما نقطع معه بأن ثمة مخططا للإنحراف بحركة الناس عن مقصدها العادل باتجاه الفوضى والفتنة بين الشعوب والحكام من جهة وبين الطوائف والفرق والمذاهب نفسها من جهة أخرى بما يخدم مشاريع ومصالح أمريكا وإسرائيل في الوقت الذي قلَّ من ينتصر لأهل فلسطين ببعض ما يقدم في غيرها من الساحات.

وعليه فإننا نناشد أهل الرأي والحكام على حد سواء باليقظة والتنبه حذرا من الوقوع في فتنة الفوضى غير المنتجة التي يسميها الأمريكي الفوضى الخلاقة.

2 - إن حجم العنف والتجاوز للقيم الدينية والإجتماعية كما يجري اليوم في البحرين خصوصا لجهة إعتقال النساء وتدميرالمساجد والحسينيات بما أدى إلى إحراق وتمزيق وتدنيس المصاحف مدان ومرفوض ولا يساعد في إستعادة الأمن الإجتماعي ولا الوطني ولا الإقليمي .

3 - إننا ندعو مجلس التعاون الخليجي إلى إيقاف عملياته العسكرية والإنسحاب من البحرين والسعي إلى إيجاد حوار بين الحكومة البحرينية والمعارضة كما يجري في شأن اليمن وغيرها .

4 - إن إستمرار العمليات على النحو الذي نشاهده يدفع إلى تعزيز حالات التعصب المحرمة التي لامصلحة لشعوب المنطقة في وجودها لأنها ستذهب بالدين وبالأمن معا.

5 - إننا ندعو حكومة البحرين إلى إستعادة زمام المبادرة بالعودة إلى الحوار وبإيقاف المواجهة الأمنية التي لم ولن تؤدي إلا إلى مزيد من الإحتقان وليعلم أن لا قيمة للحكومات بدون رضا شعوبها فالخارج مهما قدم من دعم فهو لن يحل محل الشعب إلا إذا تحول إلى محتل وهذا لن يكون بحال .

6 - إننا في الوقت الذي نستغرب فيه التناقض والعبثية في مواقف المنظمات الدولية والإسلامية نتمنى على منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية والمنظمات الحقوقية أن ترجع إلى وظيفتها الحقيقية وتبادر إلى وقف هذا التدهور بقيامها بواجباتها .

أخيرا إذ نعلن تضامننا مع شعب البحرين ومع القضايا العادلة لشعوبنا كلها نؤكد على أهمية التبصر في الوقائع والموازنة بين الأولويات عند الجميع حكاما وشعوبا ونحذر من الوقوع في فخ الغرور والمكابرة لأنهما مفتاحا الفتن التي لا تنتهي . ونؤكد على أهمية رفع الظلم لأن الظلم مفتاح خراب المجتمعات وزوال الدول كما قال تعالى :

فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ - النمل - الآية - 51 فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ - النمل - الآية - 52 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
قبلان
 واختتم اللقاء بكلمة للشيخ قبلان الذي قال "نجتمع اليوم لنحيي أهلنا في البحرين ونعمل لتخفيف الهجمة عليهم، ان هذا الاجتماع ليس للتحدي او المحاربة انما هو للنصيحة لان الدين نصيحة".
وتوجه قبلان إلى حكام البحرين بالقول: "هؤلاء أهلكم ومواطنيكم ارفعوا الحيف عنهم والظلم عن كاهلهم أطلقوا سراح المعتقلين ولا تتحدوا كرامات الناس وحرمات الناس ومحبة الناس، نحن لا نريد حكما او ولاية نريد عدلا وإنصافا ومواساة نريد حقوقا كما لشعب البحرين حقوق، ابتعدوا عن الحيف والظلم والحسد والأنانية، نحن شعب مسلم مؤمن نسير مع الحق كما سار لا تظلموا لان الظلم ظلمات يوم القيامة لا تحرموا الناس حقوقهم، اعدلوا فهو اقرب للتقوى ابتعدوا عن الغرور والأنانية والظلم والشر والباطل".
وتابع قبلان "أهل البحرين أناس طيبون طاهرون مؤمنون موحدون، طالبوا بحقوق مكتسبة لم يطالبوا بحكم ولا بملك ولا برئاسة طالبوا بإحقاق الحق وإزهاق الباطل، فلماذا العنف لماذا سجن النساء ولماذا الاعتقالات، لذلك نحن نطالب بالإنصاف والعدالة والتعاون والمحبة".
وتوجه إلى شعب البحرين بالقول: "ايها البحرينيون اصبروا وصابروا ورابطوا وكونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا حتى يقولوا رحم الله جعفرا أدب شيعته فأحسن تأديبهم، أيها الأخوة نرفع صوتا في لبنان لنصرة الحق ونصرة المظلومين، "فيوشك إن تتداعى عليكم الأمم. " الحرب في مصر وتونس وليبيا واليمن والعراق ما دهاكم ايها العرب وما أصابكم أيها المسلمون ارحموا بعضكم وتعاونوا في ما بينكم وكونوا أخوة متحابين متناصرين متماسكين، ابتعدوا عن الظلم والغل والرياء والنفاق، نحن معاشر العلماء علينا إن نرفع صوتنا والجهر بالحقيقة والإصلاح ونطالب الناس جميعا إن يكونوا عونا لبعضهم يبتعدوا عن الظلم والكراهية والبغضاء". ======= م.ح

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور