الاثنين، مايو 02، 2016

الدرس الحوزوي: مرحلة المقدمات وكتبها 2 / 6


الدرس الحوزوي: مرحلة المقدمات وكتبها 2 / 6


يدخل الطالب الدرس الحر في الحوزة (المدرسة, حلقة أستاذ) وفق شروطهما, وباعتبار سابقته في التعليم يشرع في دراسة كتب مرحلة المقدمات بنصيحة الأستاذ بأيها يبدأ. ينهي الطالب هذه المرحلة في ما بين خمس إلى سبع سنوات بحسب أمور منها التعطيل عن الدرس, فللحوزة عطلها الكثيرة تقليديا لكن بعض الأساتذة كانوا يقصرون التعطيل على المناسبات الأساسية كشهر رمضان وموسم عاشوراء والعيدين وأيام الجمعة, ومنها وقت الدرس الذي يتراوح بين نصف الساعة أو ما يقاربها بحسب المطلب.
العلوم الأساسية التي يشتغل بتحصيلها في هذه المرحلة هي:
1-       الفقه بمعنى معرفة الأحكام الشرعية مجردة عن أدلتها.
2-      علوم اللغة العربية.
3-      علم المنطق, الذي يتأخر الشروع به حتى يتم بعضا من علوم العربية.
علم الفقه
يُدرس الفقه بقسميه العبادات والمعاملات في ما يسمى "الرسالة العملية" لمرجع التقليد, وتضم الرسالة العملية أكبر عدد من المسائل التي يحتاج الإنسان إلى معرفة الحكم الشرعي فيها, وكانت رسالة " العروة الوثقى فيما يعم به البلوى"[1] لآية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي[2] مع التعليق عليها عمدة الدرس نظرا لاحتوائها على تفصيل دقيق ومتنوع  للمسائل, حتى استقل عدد من الفقهاء برسائلهم الخاصة[3], فإن كان لها مختصر أو منتخب منها[4] شرع به أولا ثم بها . يدرس بعدها كتاب المختصر النافع[5] لإنهاء المرحلة به,  أو يشرع بكتاب شرائع الإسلام للمحقق الحلي  ويستكمله في مرحلة السطوح. وكانت صعوبة تلقي المصطلحات في هذه المرحلة سببا لتأليفي كتابي مدخل إلى علم الفقه عند المسلمين الشيعة الذي اعتمدته عدة من المدارس الدينية في لبنان وسوريا وبعض الجامعات[6].


 














 
 















علوم اللغة العربية

وكانت علوم اللغة العربية تدرس في الكتب التالية: الآجرومية «المقدمة الآجُرُّومية في مبادئ علم العربية» وشرحها, وهي متن بسيط في النحو كتبه إبن آجروم[7], ثم كتاب قطر الندى وبل الصدى وشرحه لإبن هشام الأنصاري[8] ثم كتاب شرح إبن عقيل [9] على ألفية إبن مالك في النحو والصرف وكتاب مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لإبن هشام الأنصاري كذلك في النحو .
وأما في البلاغة فكان الدرس لكتاب مختصر المعاني وكتاب المطول وكلاهما لسعد الدين التفتازاني[10].
وتميز العجم الذين كانت اللغة الفارسية أساسا في درسهم باختيارهم شرح السيوطي على ألفية إبن مالك وبدراسة الشعر والعَروض الذي عرف عند الطلبة العرب في درس خاص.





علم المنطق

أما المنطق وقبل أن يصنف آية الله الشيخ محمد رضا المظفر[11] كتابه كمادة تعليمية جامعة ومختصره للشيخ عبد الهادي الفضلي[12] فكانت عمدة الدرس على كتب حاشية مُلَّا عبدالله[13] وتهذيب المنطق المعروف بـ «التهذيب» لسعد الدين التفتازاني و«الرسالة الشمسية» لأبي الحسن نجم الدين علي بن عمر الكاتبي القزويني[14] و«شرح الشمسية» لمير قطب الدين الرازي.[15]





[1] "العروة الوثقى فيما يعم به البلوى". هذا الكتاب رسالةٌ عملية متعددة الفروع، قد احتوت على ثلاثة آلاف ومئتين وستّين مسألة فقهية، وقد كتب كثيرٌ من فقهاء الشيعة شروحاً وتعليقات وحواشي عليها.
[2] محمد كاظم بن عبد العظيم الطباطبائي الحسني الكسنوي اليزدي النجفي (1274 ه / 1857 م - 1337 هـ / 1918 م ) وينتهي نسبه - على ما حكاه صاحب الأعيان - إلى إبراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب من كبار الفقهاء.
[3] فكتب السيد أبو الحسن الأصفهاني وسيلة النجاة وكتب السيد محسن الحكيم منهاج الصالحين و كتب الإمام الخميني تحرير الوسيلة وكتب السيد الشهيد محمد باقر الصدر المسائل الواضحة وكتب السيد محمد حسين فضل الله فقه الشريعة..
[4] كمختصر منهاج الصالحين للسيد محسن الحكيم والمسائل المنتخبة للسيد أبو القاسم الخوئي من متن منهاج الصالحين وزبدة الأحكام للإمام الخميني من متن تحرير الوسيلة.
[5] للمحقق الحلي اختصره من كتابه شرائع الإسلام، وهو الشيخ جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي (602هـ/ 1205 م  - 676 هـ/ 1277 م) أحد اعلام الحوزة العلمية الشيعية ولد في مدينة الحلة ونشأ بها وقرأ على مشاهير الفقهاء فيها واشتهر باسم «المحقق الحلي»
[6] مدخل الى علم الفقه عند المسلمين الشيعة تأليف: الشيخ علي حسن خازم الناشر: دار الغربة للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت لبنان الطبعة: الاولى 1993.
[7] أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي، ويعرف بابن آجروم (ولد 672 هـ / 1273 - توفي 723 هـ /1323 )، فقيه ونحوي مغربي من صنهاجة.
[8] أبو محمد عبدالله جمال الدين بن يوسف بن أحمد بن عبدالله بن هشام الأنصاري المصري (708 هـ / 1309م - توفي  761 هـ / 1360م) .من أئمة النحو العربي.
[9] قاضي القضاة بهاء الدين عبد الله بن عقيل الهمداني المصري (694 هـ/ 1250 م - 769 هـ / 1367 م).
[10] أبو سعيد مسعود بن عمر بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن الغازي التفتازاني السمرقندي الحنفي، الفقيه المتكلم الأصولي النحوي البلاغي المنطقي. ولد بقرية تفتازان من مدينة نسا في خراسان (722 هـ / 1322م - وفيات وفيات 792 هـ/ 1390 م )
[11] (1322 هـ /  1904 - 1383 هـ /  1964) أسس كلية الفقه في النجف الأشرف وكان الدرس فيها أكاديميا فاحتاج إلى خوض عالم تأليف الكتب الدراسية المناسبة فكان كتابه "المنطق" المعروف بمنطق المظفر باكورة الكتب الدراسية الموضوعة بغرض التعليم وتبعه في هذا المنهج المرحوم الشهيد الإمام السيد محمد باقر الصدر في علم أصول الفقه حيث صنفه في أربعة مستويات وسأتحدث عنها لاحقا.
[12] عالم موسوعي, فقيه متبحر ومجدد في العلوم الدينية, وصفه الشهيد السيد محمد باقر الصدر بقوله " من آمال الحوزة ومفاخرها ",عمل كأستاذ جامعي في علوم اللغة العربية في جامعة الملك عبد العزيز, (1354هـ / 1935م1434 ه / 2013 م   ).
[13] العالم الإمامي والفيلسوف والمنطقي الشهير: المولى عبد الله (981 هـ/ 1573 م ) صاحب الحاشية على تهذيب المنطق التفتازاني.
[14] علي بن عمر بن علي الكاتبي القزويني، نجم الدين، ويقال له دَبيران، أي: حكيم منطقي. كان في الفلسفة من معلمي العلامة الحلي وقطب الدين الشيرازي، ومن تلاميذ نصير الدين الطوسي. (600 هـ /  1203م - 675 هـ  / 1276 م )
[15] محمود بن محمد الرازي أبو عبد الله، قطب الدين، ويعرف أيضا بـ القطب التحتاني من أهل الري (٦٩٤هـ /١٢٩٥ م-  ٧٦٦ هـ / - ١٣٦٥ م) نزل دمشق سنة ٧٦٣ هجري وبها وفاته.

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور