الاثنين، أبريل 08، 2013

حكاية حين وحيث أدرك شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح



حكاية حين وحيث أدرك شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح

درست المرحلة الثانوية بين 1971 و1975 في ثانوية برج البراجنة المختلطة الرسمية (ثانوية حسين علي ناصر اليوم) وطول المدة يرجع إلى رسوبي في السنة الأولى بسبب انشغالي بالسياسة,وإلى رسوبي دورتين في امتحانات شهادة البكالوريا – العلمي القسم الأول وكانت وقتها شهادة رسمية.
كنت أهرب أحيانا كغيري عبر فتحة استحدثناها في الملعب الفوقاني في الفرص بين ساعات الدرس فأدخل إلى جبانة الرادوف القريبة جدا من الثانوية حيث وبحسب الطقس إما أن أدخل غرفة المقام أو نجلس على مصطبتها مع "الشيخ" هاني الدرسا والحاج مصطفى العنان أطال الله في عمريهما.
الشيخ هاني كان يتولى تجهيز الموتى والدفن وشؤون الجبانة في تلك المرحلة , والحاج مصطفى كان يتردد عبادة وتطوعا في خدمة أهل البلدة.
أذكر أنني وجدتهما يوما يستعدان للترويقة فدعياني للمشاركة وكانت عبارة عن صينية فطيرة قاورما ,وإلى جانبها كيس ورقي فيه ليمون شموطي أما كيف أذكر أنه كان " ليمون شموطي" فلأن الحاج مصطفى علمني يومها أن الشموطي لا يقشر كالليمون أبوصرة تحزيزا طوليا بل بشكل دائري لأن قشرته رقيقة ومنه عرفت هذا التنوع في البرتقال.
ناديا يومها على شخص من عائلات المنطقة كان يتجول في الجبانة وعزما عليه أن يشاركنا وقبل أن يصل أخبراني أنه كان يعمل في تحضير الجن وقد تأذى بسبب ذلك , وهو (حينها ,لأنني لم أعرف عنه شيئا لاحقا ) يتصرف بطريقة غريبة ويعيش منزويا عن الناس .
المهم أنه بالإنتقال من حديث إلى حديث سألته هل يمكن مواجهة الاسرائيليين وتحرير فلسطين بتسخير الجن ,فأجابني بكل ثقة نعم وقد حاول ذلك لكنه اكتشف أنه يحتاج إلى كميات كبيرة ومتنوعة من أصناف البخور غالية الثمن وهو يعجز عن ثمنها ولم يتقدم أحد لمساعدته على ذلك.
لماذا أحدثكم بهذه الحكاية ؟
لأنني قبل قليل وأنا أبحث عن كلمة "الزواج" في أحد المواقع الالكترونية التي تحتوي كتبا وصورا وملفات صوتية مع طولها بالدقة , فوجئت بين النتائج الأولى التي ظهرت لي بعنوان (وأعتذر عن نقل أسماء الأشخاص مكتفيا بالعناوين):
"الرقيه الشرعيه 35, دقيقه : آيات تعطيل الزواج"
وبعده:
"الرقيه الشرعيه ,3ساعات 36دقيقه : رقية تعطيل الزواج"
ليست المفاجأة فقط في العنوانين بل في العنوان الذي أعادني إلى حكايتي التي حكيتها لكم , ففي الفهرس المرفق للملفات التي يعرضها صاحب الصفحة وجدت العبارة التالية :
"آيات تفجير الحصون.."
ألله أكبر !! هل يكون ذلك ؟
فدخلت وقد دوَّختني أخبار الهاكرز على المواقع الإسرائيلية والوقت والجهد الذي يبذلونه لأجد ملفا صوتيا تفصيل عنوانه :
آيات تفجير الحصون والعقود شديدة على المتحصنين والمتخفين في الجسد وخارجه باذن الله 45 د و15 ث .
وبعده:
"الرقيه الشرعيه الشامله الكامله الجامعه ل المس والسحر والعين أطول رقيه ظهرت حتى الآن 8 ساعات و48 دقيقه.mp3."
...........
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح...

أما شهريار فقال : يا مُثبِّت العقل والدين

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور