ان التعبير عن الطائفة بالفارسية بالفرقه وبالانجليزية بالSect يحتاج هو ايضا الى مراجعة. فالغالب عند المؤرخين للاتجاهات الاسلامية إستخدام مصطلح "الفرقة" للدلالة على اتباع المذهب الكلامي وهم لا ينظرون اليه كاسم ذم – كما في اصطلاح الاحناف عن البغاة – الا بقرينة تضعه تحت مفهوم (حديث الافتراق) هذا للفارسية.
واما الفرنسية فبالتتبع التاريخي رجوعا الى الوراء في الزمن فإننا نجد مصطلح الطائفة والطائفية يرتبطان بالدلالة على الجماعة الدينية السياسية والإلتزام بها , وبحذفٍ للمصطلح العثماني "ملة" . فقد عبَّر الانتداب الفرنسي في عشرينات القرن الماضي عن المسلمين والمسيحيين بمذاهبهم على لبنان مثلا في نص الدستور الذي وضعه لنا باستخدام communautés واستمر استخدام هذا التعبير في دستور الطائف في الثمانينات وهو مستمرالى يومنا. ان استخدام Sect يدل على توظيف اجتماعي غير مرتبط بالدين فهو يستخدم لسائقي سيارات الاجرة في باريس مثلا.
ان مصطلح "الملة" في نظام الملل العثماني اعطى للطوائف الدينية ذات الحضور السياسي في ظل السلطنة العثمانية كدولة اسلامية – حرية في ادارة شؤونها الدينية والوقفية والاحوال الشخصية، ومع الأسف بعد استقلال الدول العربية والغاء العمل به لم تتقدم هذه الدول بحل يحفظ استقرارها الداخلي من هذه الجهة كما كان الحال مع السلطنة العثمانية وحتى الديمقراطية التوافقية لم تف بالغرض لا في لبنان ولا في العراق. وفي هذه العجالة لم اتطرق إلى التعبير الانجليزي مع الإحتلال والانتداب البريطاني في مصر والعراق وفلسطين.
ثالثا في الأمة:
هل هي الدولة أو هي مجموع الدول المجموعة في منظمة المؤتمر الاسلامي او هي مجموع المسلمين في دار الاسلام؟
ماهي طبيعة العلاقة بين دول العالم الاسلامي والامة الاسلامية؟
ماهي طبيعة العلاقة بين مسلم في دولة وآخر في دولة اخرى؟
ماهي العلاقة بين الدولة ومواطنيها مسلمين مختلفين وغير مسلمين؟
الخلاصة :
اننا أمام واقع كل ما فيه اشكالي بدءا من نفس الحوادث والوقائع السياسية والإجتماعية، الى محاولات توصيفها وتفسيرها وبالتالي معالجتها، وعودة الى ما بدأت به فان الجانب العملي من تعريف المذهب هو الذي يؤسس رؤيتنا وتفسيرنا وقرارنا ازاء هذه الحوادث من اختلاف الفتوى الى الحكم بالردة وتنفيذه.
نحن بحاجة اذا الى مراجعة علمية لشبكة من المفاهيم لاتنحصر بالدين والملة والحزب والطائفة والفرقة واصحاب المقالات والسياسة والكلام والفلسفة والفقه واصوله بل تتجاوزها الى نفس مصطلحات التقريب والالفة والوحدة الاسلامية ولاتنتهي عند مصطلح المواطنة والطائفة. ونحن بحاجة إلى نحت مصطلحات تدل على المفاهيم من جهة وترتبط بجذورها في القرآن واالسنَّة.كما اننا بحاجة الى النظر الى الانسان المسلم والمجتمعات الاسلامية وترتيب الاولويات كما اننا بحاجة الى تحسس مراقبة غير المسلمين لما يدور بيننا وأثره على الدعوة الى الاسلام.
ما هو حال الامة بين المذهبية والطائفية ليس هو السؤال
ما هو حال الامة بين الاسلام والعصبية الجاهلية هذا هو السؤال.