استفزاز
استفزني - ولم يستفزني سابقا لكنه فعل هذا الفجر - ما
سمعت من مُنْشِدٍ قول الشاعر "قصدتُ باب الرجا والناس قد رقدوا" (وفي رواية طرقت) من قصيدة تتردد على أنّها ابتهال من الشعر الصوفي، وقد أدّاها عدد من المنشدين بأداء
حسن[1] أبرزهم
الشيخ محمد عمران، فتساءلتُ:
هل يمنّ على
الله؟ رياء؟ وما له مع الناس أن رقدوا؟
بحثت عن الشاعر فظهر
أول الأمر انه أبو بكر الشيرازي[2] المتوفى ببغداد سنة 407 أو 411 هـ، ولم أجد في
سيرته[3] ما
يتفق مع ما استفزني وشككت في النسبة.
ثم وجدت أنه للشاعر ابن النحوي، وهو يوسف بن محمد بن
يوسف التوزري التلمساني، أو أبو الفضل الذي عاش في الفترة 433 - 513 هـ ، وهو
أيضاً ممن لا يليق به اطلاق هذ القول ولا يتفق مع وصفه في آخر ما جاء من تعليل
إنشاء القصيدة :" كانت المناسبة التي قيلت فيها أبيات الشاعر ابن النحوي هي
أن أحدًا من أهل ابن النحوي اشتكى إليه ظلم الحاكم في بلده وعدم رغبته في عودته
إلى البلاد، فاستجاب ابن النحوي له وتضرّع لله عز وجل مُتهجدًا في الليل وكتب
أبياته السابقة، وكانت الناس تتأمل في ابن النحوي خيرًا؛ فهو فقيه، ولغويّ خالط
العلماء وتخلّق بأخلاقهم، وأمضى حياته مغتربًا عن بلاده وكان زاهدًا مُجاب الدعاء"[4].
أبيات القصيدة
طرقتُ بابَ الرجا والناسُ قدْ رقدوا وبتُّ أشكو
إلى مولاي ما أجدُ
وقلتُ يا أملي
في كل نائبةٍ يا منْ عليهِ لكشفِ الضرِّ أعتمدُ
أشكو إليكَ
أمورًا أنت تعلمها مالي على حملها صبرٌ ولا جلَدُ
وقدْ بسطتُ
يدي بالذلِ مفتقرا إليك يا خيرَ من مُدّتْ إليه يد
فلا ترُدَّنها
يا ربِّ خائبةً فبحرُ جودك يروي كلَ من يردُ
فما قولكم؟
الشيخ علي
خازم، الخميس،
07 جمادى الأولى، 1444 - 01
كانون الأول، 2022 .