طريق مختلف لدعاء الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب عليهم السلام فِي الْمُهِمَّاتِ
هو كما في الصحيفة السجادية الدعاء
السابع: دُعَاؤُهُ فِي الْمُهِمَّاتِ، ووجدته مُسْنَداً عن أمير المؤمنين عليه
السلام بتفاوت يسير في بعض ألفاظه، أخَبَر به القاضي التنوخي المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم داود التنوخي البصري، أبو علي
(المتوفى: 384هـ) في كتابه الفرج بعد الشِدّة. "كان (التنوخي) من أصحاب (الشريف) المرتضى وأبي العلاء المعري
بل تلميذهما والراوي عنهما"، وقد نقل آية الله السيّد محسن الأمين
(قُدِّسَ سِرُّه) أقوالاً عجيبة في مذهب التنوخي تدل على احترامه من علماء كل
المذاهب الإسلامية، فهو: شيعي، وهو يميل إلى
الاعتزال والرفض ، وهو زيدي، وهو حنفي، " وقال
ابن كثير الشامي في تاريخه انه كان من أعيان فضلاء العصر ولد بالبصرة سنة خمس
وستين وثلاثمائة وسمع الحديث سنة سبعين وثلاث مائة وقبلت شهادته عند الحكام في
حداثته وتولى القضاء بالمداين وغيرها وكان صدوقا محتاطا الا انه كان يميل إلى
الاعتزال والرفض".
رواية التنوخي للدعاء
قال:
"دُعَاء الْفرج، أعطانيه أَبُو
الْحَمد دَاوُد بن النَّاصِر لدين الله واسْمه أَحْمد بن الْهَادِي للحق يحيى بن
الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بطباطبا ابْن إِسْمَاعِيل بن
إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب، وَقَالَ لي: إِن أَهله
يتوارثونه، وَهُوَ عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَلَيْهِ السَّلَام: يَا من تحل بِهِ
عقد المكاره، ويفل حد الشدائد، وَيَا من يلْتَمس بِهِ الْمخْرج، وَيطْلب مِنْهُ
روح الْفرج، أَنْت الْمَدْعُو فِي الْمُهِمَّات، والمفزع فِي الملمات، لَا ينْدَفع
مِنْهَا إِلَّا مَا دفعت، وَلَا ينْكَشف مِنْهَا إِلَّا مَا كشفت، قد نزل بِي مَا
قد علمت، وَقد كادني ثقله، وألم بِي مَا بهظني حمله، وبقدرتك أوردته عَليّ،
وبسلطانك وجهته إِلَيّ، وَلَا مصدر لما أوردت، وَلَا كاشف لما وجهت، وَلَا فاتح
لما أغلقت، وَلَا ميسر لما عسرت، وَلَا مُعسر لما يسرت، فصل اللَّهُمَّ على
مُحَمَّد، وعَلى آل مُحَمَّد، وَافْتَحْ لي بَاب الْفرج بطولك، واحبس عني سُلْطَان
الْهم بحولك، وأنلني حسن النّظر فِيمَا شَكَوْت، وأذقني حلاوة الصنع فِيمَا
سَأَلت، وهب لي من لَدُنْك فرجا هنيا عَاجلا، وصلاحا فِي جَمِيع أَمْرِي سنيا
شَامِلًا، وَاجعَل لي من عنْدك فرجا قَرِيبا، ومخرجا رحبا، وَلَا تشغلني بالاهتمام
عَن تعاهد فروضك، وَاسْتِعْمَال سنتك، فقد ضقت ذرعا بِمَا عراني، وتحيرت فِيمَا
نزل بِي ودهاني، وضعفت عَن حمل مَا قد أثقلني هما، وتبدلت بِمَا أَنا فِيهِ قلقا
وغما، وَأَنت الْقَادِر على كشف مَا قد وَقعت فِيهِ، وَدفع مَا منيت بِهِ، فافعل
بِي ذَلِك يَا سَيِّدي ومولاي، وَإِن لم أستحقه، وأجبني إِلَيْهِ وَإِن لم
أستوجبه، يَا ذَا الْعَرْش الْعَظِيم (ثَلَاث مَرَّات) .".
أمّا في الصحيفة السجّادية فجاء
و كان من دعائه (عليه السلام) اذا عَرَضت له
مهمّة أو نزلَتْ مُلِمّة و عند الكرب:
« يَا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ
الْمَكَارِهِ، وَيَا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدَائِدِ، وَيَا مَنْ
يُلْتَمَسُ مِنْهُ الْمَخْرَجُ إلَى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ
الصِّعَابُ وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الاسْبَابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضَاءُ
وَمَضَتْ عَلَى إرَادَتِكَ الاشْياءُ، فَهْيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ
مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإرَادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ. أَنْتَ الْمَدْعُوُّ
لِلْمُهِمَّاتِ، وَأَنْتَ الْمَفزَعُ فِي الْمُلِمَّاتِ، لاَيَنْدَفِعُ مِنْهَا
إلاّ مَا دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْهَا إلاّ مَا كَشَفْتَ. وَقَدْ نَزَلَ بِي
يا رَبِّ مَا قَدْ تَكَأدَنيَّ ثِقْلُهُ، وَأَلَمَّ بِي مَا قَدْ بَهَظَنِي حَمْلُهُ،
وَبِقُدْرَتِكَ أَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ وَبِسُلْطَانِكَ وَجَّهْتَهُ إليَّ. فَلاَ
مُصْدِرَ لِمَا أوْرَدْتَ، وَلاَ صَارِفَ لِمَا وَجَّهْتَ، وَلاَ فَاتِحَ لِمَا
أغْلَقْتَ، وَلاَ مُغْلِقَ لِمَا فَتَحْتَ، وَلاَ مُيَسِّرَ لِمَا عَسَّرْتَ،
وَلاَ نَاصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ فَصَلَّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَافْتَحْ لِي يَا
رَبِّ بَابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ، وَاكْسِرْ عَنِّيْ سُلْطَانَ الْهَمِّ
بِحَوْلِكَ، وَأَنِلْيني حُسْنَ ألنَّظَرِ فِيمَا شَكَوْتُ، وَأذِقْنِي حَلاَوَةَ
الضُّنْعِ فِيمَا سَاَلْتُ. وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَفَرَجاً هَنِيئاً
وَاجْعَلْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً. وَلا تَشْغَلْنِي بالاهْتِمَامِ
عَنْ تَعَاهُدِ فُرُوضِكَ وَاسْتِعْمَالِ سُنَّتِكَ. فَقَدْ ضِقْتُ لِمَا نَزَلَ
بِي يَا رَبِّ ذَرْعاً، وَامْتَلاتُ بِحَمْلِ مَا حَدَثَ عَلَيَّ هَمّاً، وَأنْتَ
الْقَادِرُ عَلَى كَشْفِ مَامُنِيتُ بِهِ، وَدَفْعِ مَاوَقَعْتُ فِيهِ، فَافْعَلْ
بِي ذلِكَ وَإنْ لَمْ أَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ، يَا ذَا العَرْشِ الْعَظِيمَ » .
كتبت هذه المقالة - ونحن نعيش نازلة الكورونا الداء المستطير - للإستفادة منها، ونقلتها
ورتّبت صورها من نسخة الصحيفة بخط میرزا زین العابدین
اشرف الکتاب الذي كتبها سنة 1288هـ ق، وفي
الصورة الثانية نقص لكلمة "مُصدِرَ" استدركته في الحاشية. أسأل
الله السلامة للجميع خصوصا أفراد الأجهزة الطبية والإسعاف، والتوفيق الإلهي لإيجاد
لقاح وعلاج سريعا، بيده الخير، وهو على كل شئ قدير.
ورغم علو السند في رواية التنوخي إلى أمير المؤمنين عليه السلام، واحتمال
أن يكون الإمام زين العابدين عليه السلام أرسله عنه دون عنعنة يكون الدعاء المروي
في الصحيفة أقوى سندا وأضبط متنا وعليه العمل بين علمائنا.
وهذا رابط لتنزيل النسخة الخطية لمن يرغب