الاثنين، يونيو 10، 2013

تزببت يا هذا قبل ان تتحصرم



تزببت يا هذا قبل ان تتحصرم
دأب العقلاء فيما مضى أن يأخذوا صبيانهم إلى معلمي الصنعة أي صنعة بما فيها صناعة الأدب, فيبقى عنده "صانعا" إلى أن يجد منه ما يصح معه أن يطلقه "معلما" فيأخذ بيده إلى شيخ الصناعة يجيزه فيها بعد اختبار ومن ذلك صنعة الخط فلم يكن طالبها يجرؤ على توقيع مشقه قبل إجازته بذلك .
 
اجازة الخطاط الحاج مصطفى عزت التى منحها للخطاط ميرمحمد شفيق بتوقيع ما يكتبه باسمه ,وقد جعلها على ما خطَّه "شفيق" من آية كريمة وحديث شريف

نقل عن أبي علي القالي صاحب الأمالي في اللغة:

" درست على شيخ لي، حتى اذا مضت مدة من الزمن ظننت بعدها أني قد ألممت بأطراف العلوم، سولت لي نفسي باتخاذ حلقة، والانفراد بتلاميذ، فلم استأذن شيخي، بل لبست لباس المشيخة، وجمعت حولي في المسجد عددا من الطلبة، وأخذت ألقي عليهم درسا، بعد ان نفشت ريشي وتمشيخت عليهم.
ويشاء الله ان يدخل المسجد استاذي وأنا في الدرس، فلما رآني اقبل نحوي مستغربا، ووقف خلف الحلقة واستولت علي الدهشة، وأخذ يلقي عليّ بالاسئلة المحرجة تباعا، حتى أعييت وانعقد لساني، وانكشف جهلي وصغرت في عيون تلاميذي، فلما كان ذلك قال غاضبا زاجرا: يا هذا.. تزببت قبل ان تتحصرم.. (صيَّرتَ نفسك زبيبا قبل أنْ تصير حصرما ) .., قم من هنا يا كيت وكيت، ورماني بنعله، فعدوت هاربا لا ألوي على شيء تلاحقني ضحكات التلاميذ" .
أما اليوم فمن السخرية بمكان أن يتنطح أقصدها- كثير من الصبيان (والصبايا) للكلام في الشأن السياسي والعسكري والإقتصادي والإجتماعي والنفسي والفلسفي والفني و.. إلخ , وأحيانا فيها كلها , وتشتد السخرية عندما يّقَدِّم أو يؤخر لاسمه ب" خبيرٌ ب ... "....

فلمثلِ هؤلاءِ أن يُقالَ بلا مَنْدَمِ

 تزبَّبْتَ يا هذا قبلَ أنْ تَتَحَصْرَمِ

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور