بمناسبة ذكرى إستشهاد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام هذه المقالة من كتابي على باب علي :
الإمام علي عليه السلام وعلم الكلام
يفترض العنوان علاقةً ما بين طرفيه, فإذا التزمنا تأخر نشوء العلم عن الإمام, من حيث تحرير مسائله وتجميعها, هل يمنع ذلك تأثيره عليه السلام فيه؟ أم أنه يحقّ لنا خوض غمار البحث مفترضين أن الالتزام بالتاريخ يجعل ممن باشر النظر وأبدى الرأي في مسائل علم ما جزءاً منه. أَوَليس يُعَدّ هذا الأمر مقبولاً في العلوم المختلفة فلماذا يتوقف فيه هنا؟ قد يرى البعض
[1] أن ليس ثمة سبب واضح لذلك إلا تفرّد الإمام بهذه المباحث من بين أقرانه (صحابة وتابعين معاصرين), فضلاً عن الموقف السلبي لبعضهم من طرح هكذا مسائل, وضمناً ينجرّ البث هنا إل عملية التشكيك المتكرر في صحّة نسبة هذه الآراء إليه عليه السلام.
وقد استوقفتني هنا مسألةٌ هي ضرورة البحث المعمّق عن قيمة إدخال الإمام عليه السلام في علماء الكلام, واعتباره أوّل من تكلّم, والآثار المترتّبة على هذا التوجّه.
أليس من شأن الانطلاقة على أساس الإحساس بمظلومية الإمام والعصبيّة له أن تخرجه عن كونه جزء العقيدة التي جاء "الكلام" ليدافع عنها؟ شأن المذاهب الكلاميّة في كلّ الأديان, والإسلام خصوصاً؟
هذا ما أعتقده لالتزامي بإمامته عليه السلام, وما يترتّب عليها من اعتبار كلامه جزءَ النّص الدّيني, ومفسّراً له من داخله, ولغيري أن يراه كما يشاء. وعليه, فإنني أذهب في البحث عن تأثير الإمام والأئمة من بعده في المدارس الكلامية والفلسفية, في التفكير الكلامي والفلسفي لا في البحث عن كونه من علماء الكلام
تعريف علم الكلام
تيرى "الفارابي" أن الكلام: "صناعة يقتدر بها الإنسان على نصرة الآراء والأفعال المحدودة, التي صرّح بها واضع الملة, وتزييف كل ما خالفها بالأقاويل"
[2].
ويرى "الإيجي" أنه علم "يُقتدر معه على إثبات العقائد الدّينية بإيراد الحجج ودفع الشُّبه, والمراد بالعقائد ما يُقصد فيه الاعتقاد نفسه دون العمل, وبالدّينية المنسوبة إلى دين محمد عليه السلام, فإن الخصم وإن أخطأناه لا نخرجه من علماء الكلام"
[3].
بينما يرى "الغزالي" أنّ المقصود من الكلام "حفظ عقيدة أهل السّنّة وحراستها من تشويه أهل البدعة"
[4].
تطرح هذه النماذج من تعريف علم الكلام واحدةً من المسائل في مقدّماته, وهي أنّ علم الكلام يثبت العقائد الدينية بطريقٍ آخر هو العقل, أو أنّه وجد للدّفاع عنها فقط.
وقد لاحظنا هذا الفرق بين رأيي "الغزالي" و"الفارابي", وما ذَهَبَ إليه الإيجي من الجمع بينهما, وقد تبنّى الشّهيد "مطهّري" الرأي الأخير بقوله عن علم الكلام "يبحث فيما يجب معرفته من المعتقدات بنظر الإسلام على النّحو الذي يوضحها ويستدلّ عليها ويدافع عنها"
[5].
وهذا الفرق من الأسس في الاختلاف بين الفلسفة الإسلامية والكلام الإسلامي الذي ترتّبت عليه مسائل الاختلاف المتعددة.
وقد اختلف في تسمية هذا العلم قديماً. فذكر عناوين مثل: "علم الكلام", "الفقه الأكبر", "أصول الدين", "علم التوحيد والصفات", "علم النظر والاستدلال" و"العقائد", إلا أن المتأخّرين عنهم درجوا على استخدام "علم الكلام" كعنوان للمباحث الخاصة به, ولتفسير هذا الاصطلاح واختصاصه بالكلام مورد آخر.
ما يهمّنا هنا, أنّ هذا العلم مظهر للحركة الفكرية عند المسلمين في مجال العقائد الإسلامية, التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وآله, وأنّه والفلسفة الإلهية, بل والتصوّف كما ذهب إليه البعض من حيث "اعتباره جزءاً من نظريّة المعرفة, أي طريقاً ثالثاً, إلى جانب الحسّ والعقل"
[6], قد قدّموا للمسلمين الأجوبة عن تساؤلات نشأت بينهم بغضّ النظر عن مصدرها.
بدايات علم الكلام.
للبحث عن بدايات علم الكلام, يجب الانطلاق من التعريف المتضمّن لغرضه, وصيغة الجمع (بدايات) ناشئة عن أن المباحث الكلامية لم تأتِ دفعةً واحدة من حيث الزمان, بل طرحت في فترات مختلفة, والتأريخ لها, هو تأريخٌ لمجمل العلم.
وقد اضطربت آراء المؤرخين فيه, وأحسبه راجعاً إلى سببين:
1- الاختلاف في تحديد أولى المسائل المطروحة والإجابة عليها.
2- الاختلاف في تفسير منشأ التساؤلات وطبيعتها.
ويمكننا هنا أيضاً الوقوف عند اعتبار بعض الشخصيات من علماء الكلام, أو أنّها من "رواة الحديث" في المباحث العقائدية ك"ابن حنبل" مثلاً أو كما عند الشيعة, مصدراً من مصادر الحديث كالأئمة عليهم السلام.
العلاقة بين "الفلسفة والكلام" و"القرآن الكريم والحديث الشريف".
والمراد من الفلسفة هنا ما اصطلح عليه بالفلسفة الإلهية, أو فلسفة المسلمين, حيث لم يخرج أحدٌ من الفلاسفة عن صحّة الاعتقاد بالإسلام حتى الذين قاربوا المنهج المادّي في طبيعيّاتهم ك"ابن رشد", فالمشهور أنه لم يوجد في التاريخ الإسلامي فيلسوف مادّي واحد.
على هذا, وكما يرى "الشيخ عبد الله نعمة" فإن "علم الكلام يدخل في فلسفة ما وراء الطبيعة لأنه جزء منها, ويلتقي في أكثر مواضيعها وخاصةً حين نأخذ باعتبارنا تعريف علم الكلام بأنّه البحث على الموجود من حيث ملاءمته للدّين على خلاف الفلسفة بقول مطلق التي لا تتقيّد باعتبار خاص"
[7].
وكلام الشيخ رحمه الله ناظر إلى أعمّ من الفلسفة الإسلامية التي لم تخرج في مباحثها المرتّبة على النّسق اليوناني عن استهداف الوصول إلى العقائد الإسلامية وإن بتفسيرٍ يختلف مع مذاهب الكلاميين في موارد عدّة, أبرزها تفسير وجود العالم بعد الاتفاق على وجود الخالق, وأنّه على نحو الفيض فهو قديمٌ مقابل قول المتكلّمين بأنّه حادثٌ ممكن أو محتاج وأنّ السّبق دهريّ أو زماني الخ...
علم الكلام والفلسفة الإسلاميان إذاً, يمثّلان اللاهوت الفسّر الذي يأتي عادةً بعد مرحلة طرح العقيدة الدّينيّة من قبل النبي, فالقرآن الكريم والحديث النّبوي قدّما للمسلمين نظاماً للعقيدة, وقد تقبّله المسلمون في عهد النبيّ (ص), ليس كما ادّعى البعض دون جدل مطلقاً بل قبلوا منه ما اتّفق مع بساطة الفطرة, أو جاء واضحاً لأذهانهم, لكنّهم لم يدعوا السؤال عمّا تحيّروا فيه من التّوحيد والروح والساعة وغيرها... وتفيض بهذه التساؤلات والإجابات الآيات الكريمة وكتب الحديث.
نعم يمكننا القول إن الآيات القرآنيّة والأحاديث النّبويّة, لم تتعرّض لأكثر التّفاصيل التي غاص فيها المتكلّمون المسلمون فيما بعد, أو الفلاسفة.
وهنا يصل البحث إلى تميّز الشّيعة عن بقيّة المذاهب باعتقادهم حجية أقوال أئمّتهم كجزء من "السّنة", لكن هذا الأمر يطرح أشكالاً هو كيفية قبول "النقل" في المسائل الاعتقاديّة التي يجب فيها "النظر"؟ وقد أجيب عليه أولاً: بقبول ما يجري منه مجرى البرهان العقلي كما في أكثر محاورات الإمام علي (ع) والإمام الصادق (ع) مع بض المتشكّكين أو الزنادقة, وثانياً: أنه ثمة مسائل لا يمكن للعقل البرهان عليها, وإنّما يمكن أن يكون دليلاً على أساسها في أحسن الأحوال.
وعلى ماذكرنا, فإنّ المدرسة الكلاميّة الشّيعيّة, وفي فتر ة تمتدّ إلى غيبة الإمام المهدي (عج) في القرن الثالث الهجري كانت تصدر عن أئمة المذهب مباشرةً بالمعنى المذكور
[8], وعن متكلّمين بارزين تلامذة لهؤلاء الأئمة ك"ميثم التمار" من أصحاب الإمام عليه السلام, وأحد أحفاده "علي بن إسماعيل" (المعاصر ل"عمرو بن عبيد" و"أبي الهذيل العلاّف") و"أبي جعفر مؤمن الطّاق محمد بن علي بن النّعمان الموصوف بالكلام وصاحب المجالس المشهورة مع "أبي حنيفة", وهو من تلامذة الإمام الصادق(ع), وغيرهم كثير
[9].
ما ذكرناه يساعد على إظهار أنّ ما قاله "إبن خلدون" عن اعتبار الكلام من العلوم النّقليّة, وأنّ سبب ظهوره هو البحث في المتشابه من القرآن الكريم والحديث
[10], له أساسٌ متين, وأنّ هناك ارتباطاً وثيقاً بين العمل العقلي لإثبات أو الدفاع عن العقيدة الإسلامية – في القرون الثلاثة الأولى على الأقل- وبين القرآن والحديث, وهو يلاحظ في الجانب الشّيعي استمراراً, فميا تبرزه في الجانب السّنّي مدرسة أهل الحديث.
هذا أولاً, وثانياً, إنّ الشّيعة بالاعتبار المذكور لا يظهر عندهم تباينٌ بين كلامهم والحديث على الأقل في الفترة المذكورة, لإمكان الرجوع في المسائل المطروحة إلى الأئمة (ع), فيما يقال إنّ المدارس السّنيّة في الكلام جاءت كضرورة لتقديم ما لم يقدّمه النّقل أو لمنع البحث فيه تعبداً.
وما تقدّم يدعم القول بأن علمَ الكلام قد نشأ عن مؤثرات وأسباب من داخل المجتمع الإسلامي, وأن الوافد (يونانياً كان أم غير ذلك) إنّما ساهم في البلورة والتّفصيل.
عودة إلى البدايات
قلنا فيما سبق إن الاختلاف في التأريخ لعلم الكلام يرجع إلى اعتبار مسائله وتعريفه, فإن أريد اعتبار مسألة كلام الله وأنه قديم أو مخلوق, والفتنة التي جرّتها, هي البداية أمكن ذلك الاعتبار بنحوٍ ما, وقد وجهه البعض باعتبارها أبرز مسائله فسُمّيَ بها. وهذا يجعل بدايته متأخرة إلى العصر العبّاسي.
وقد رأى البعض أنّ علم الكلام قد أخذ تسميته من قولهم "هذا هو الكلام دون غيره" أو لأنّ كتبَه عُنوِنَت ب"الكلام في المسألة الفلانيّة", وقيل إنه أخذ هذه التسمية لأنّه يبحث في أمور رأى "أهل الحديث" وجوب السّكوت عنها, وهو ما يشوّش التأريخ. وإذا نظرنا إلى مسألة "الجبر والاختيار" باعتبارها من مسائل هذا العلم الهامّة, رجعنا في التاريخ إلى مرحلة سابقة على العصر العباسي , وبحسب دعوى البعض يكون "معبد الجهني" المعاصر ل"عبد الملك", و"غيلان الدمشقي" المعاصر ل"عمر بن عبد العزيز" الأمويين من أوائل من تكلّم به.
هذان المثالان يوضحان طرفاً من الاضطراب المذكور, وقد لخّصنا القول, في أنّ الحقيقة التاريخية تجعل علم الكلام –من حيث غرضه- ناشئاً حول القرآن الكريم والسّنّة النبويّة إثباتاً أو دفاعاً.
موقع الإمام
إذا قبلنا المسألة السّابقة, وأنّ مسائل علم الكلام وُجدت بالتدريج, ورجعنا إلى ما رُوي عن الإمام علي عليه السلام في نهج البلاغة والكتب الأخرى المتفرّقة أمكننا اعتباره (خارج موقع الإمامة بالاصطلاح) أوّل من قدّم أطروحات وأجوبة في هذا المجال, ويفهم من كلام "العلامة الطباطبائي" وكلام الشيخ "مطهري"
[11]أنّه يمكن –فيما عدا مسألة الكلام نفسها وأنه قديم أو مخلوق- أن يقدَّم من نصوص الإمام معالجة لأكثر مسائل هذا العلم.
بل يمكن تلمّس تأثير الإمام في الحركة العقائديّة للمسلمين ومن خرج عليهم من غلاة ألّهوه وخوارج رفضوه, وهو شأنٌ يجعله ليس أكبر من أن يكون واحداً من علماء الكلام فقط بل محور مسألة هامة في عقائد المسلمين والمجتمع الإسلامي بما يشمله من غلاة وخوارج كما ذكرنا.
تأثير كلامه (ع) في البحث العقائدي
أشرتُ في الفقرة السابقة الخاصة بموقعه (ع) في علم الكلام, إلى أنّه (ع) مع إغماض النظر عن إمامته قد فتح الباب وأوقد السّراج للسائرين في طريقه. فقد دعا في وصفه للطاووس مثلاً أو الجرادة إلى البحث التفصيلي في ما دعى إليه االقرآن إجمالاً من النظر في الآفاق والأنفس, ودعا إلى التزام جانب الحقيقة في البحث بقوله: "من تعدّى الحق ضاق مذهبه"
[12], وبقوله: "من تعمّق لم ينب إلى الحق, ومن كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن الحق"
[13]. والكلام عن تأثير الإمام في تحريك الفكر يطول.
بل قلنا, أكثر من ذلك, إنّه فتح بشخصه في المجتمع الإسلامي أبواباً لفرق ومدارس نفهم الباعث على نشوء بعضها ونستنكر ما ادّعاه الغلاة والخوارج. وإنّ تقصي هذا المجال تضيق به مقالةٌ كهذه, ولكن لا أقلّ من محاولة إبراز هذا التأثير في البحث العقائدي الشّيعي, وهو ما ذكرتُ سابقاً من حيث عدم الافتراق الحاد بين العقلي والنّقلي والحكمي والكلامي, فاخترت لبيان ذلك نموذجين: كتاب الاحتجاج للطبرسي
[14]في المجال النّقلي, ومنظومة غرر الفرائد في فنّ الحكمة وشرحه للملاّ هادي السبزواري
[15] في المجال العقلي. ومنعاً للإطالة وجرّ الملالة سيكون النقل موجزاً, قدر الإمكان إلاّ ما احتاج لدفع الإبهام.
النموذج النقلي: كتاب الاحتجاج.
لن ننقل مما رواه إلاّ بعضُ ما يدلّ على مطلبنا, لأنّ فيه إضافة إلى احتجاج الإمام (ع) في المسائل العقائدية, احتجاجاتٍ وردوداً في أكثر من مجال, قال "الطبرسي"
[16]:
"احتجاجه عليه السلام فيما يتعلق بتوحيد الله وتنزيهه عمّا لا يليق به من صفات المصنوعين من الجبر والتشبيه والرؤية والمجيء والذهاب والتغيير والزوال والانتقال من حال إلى حال في أثناء خطبه ومجاري كلامه ومخاطباته ومحاوراته: الحَمْدُ للهِ الَّذِي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ الْقَائِلُونَ، وَلاَ يُحْصِى نَعْمَاءَهُ الْعَادُّونَ، وَلاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ المُجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْرِكُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلاَ وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلاَ أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَر الْخَلائِقَ بِقُدْرَتِهِ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ وَوَتَّدَ بالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِه.
أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ، وَكَمَالُ تَصْدِيقِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الإخلاص لَهُ، وَكَمَالُ الإخلاص لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ, لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَة أَنَّها غَيْرُ الْمَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوف أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ. فَمَنْ وَصَفَ اللهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ، وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ، وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ، وَمَنْ أَشَارَ إلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ. وَمَنْ قَالَ «فِيمَ ؟» فَقَدْ ضَمَّنَهُ، وَمَنْ قَالَ «عَلاَمَ ؟» فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ. كائِنٌ لاَ عَنْ حَدَث، مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَم. مَعَ كُلِّ شيء لاَ بِمُزَايَلَة، فَاعِلٌ لاَ بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ والآلة, بَصِيرٌ إذْ لاَ مَنْظُورَ إلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ ، مُتَوَحِّدٌ إذْ لاَ سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بهِ وَلاَ يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ.
أَنْشَأَ الْخَلْقَ إنْشَاءً، وَابْتَدَأَهُ ابْتِدَاءً، بِلاَ رَوِيَّة أَجَالَهَا، وَلاَ تَجْرِبَة اسْتَفَادَهَا، وَلاَ حَرَكَة أَحْدَثَها، وَلاَ هَمَامَةِ نَفْس اضْطَرَبَ فِيهَا. أَحَالَ الأشياء لأوقاتها، وَلاءمَ بَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا، وَغَرَّزَ غَرائِزَهَا، وَألْزَمَهَا أَشْبَاحَهَا، عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا، مُحِيطاً بِحُدُودِها وَانْتِهَائِهَا، عَارفاً بِقَرائِنِهَا، وَأَحْنَائِهَا"
[17].
ثم يورد "الطّبسي بعضاً من خطبه عليه السلام مذكورة في نهج البلاغة, إلى أن يبدأ بإيراد بعض مناقشاته, منها مع النصارى حيث سأله راهب: أخبرني عن شيء ليس لله, ولا من عند الله, ولا يعلمه إلا الله. قال عليه السلام: على الخبير سقطت، أما قولك: "ما ليس لله" فإن الله تعالى أحد ليس له صاحبة ولا ولد .وأما قولك: "ولا من عند الله" فليس من عند الله ظلم لأحد .
وأما قولك: "لا يعلمه الله" فإن الله لا يعلم له شريكاً في الملك
[18].
ويروي صاحب الاحتجاج
[19]عن علي بن محمد العسكري عليهما السلام في رسالته إلى أهل الأهواز في نفي الجبر والتفويض أنه قال: "روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سأله رجل بعد انصرافه من الشام فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن خروجنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدره؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أجل يا شيخ، فوالله ما علوتم طلعة ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر، فقال الشيخ: عند الله أحتسب عنائي، والله ما أرى لي من الأجر شيئاً. فقال علي عليه السلام: بل فقد عظّم الله لكم الأجر في مسيركم وأنتم ذاهبون وعلى منصرفكم وأنته منقلبون, ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين, ولا إليه مضطرين. فقال الرجل: وكيف لا نكون مضطرين والقضاء والقدر ساقانا, وعنهما كان مسيرنا؟ فقال أمير المؤمنين (ع): "لعلك أردت قضاءً لازماً وقدرا حتماً، ولو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب, وسقط الوعد والوعيد, والأمر من الله والنهي، وما كانت تأتي من الله لائمة لمذنب ولا محمدة لمحسن، ولا كان المحسن أولى بثواب الإحسان من المذنب، ولا المذنب أولى بعقوبة الذنب من المحسن، تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان, وجنود الشيطان, وخصماء الرحمان, وشهداء الزور والبهتان وأهل العمى والطغيان, هم قدرية هذه الأمة ومجوسها. إن الله تعالى أمر تخييراً, وكلّف يسيراً, ولم يُعص مغلوباً, ولم يطع مكرهاً, ولم يرسل الرسل هزلاً, ولم نزل القرآن عبثاً, ولم يخلق السماوات والأرض وما بينها باطلاً، ذلك ظن الذين كفروا, فويل للذين كفروا من النار ثم تلا عليهم: {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه ..الآية}".
وروى الطبرسي
[20]عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنين (ع) فقال: يا أمير المؤمنين متى كان ربك؟ فقال له: ثكلتك أمك ومتى لم يكن حتى يقال متى كان؟ كان ربي قبل القبل بلا قبل, وبعد البعد بلا بعد, ولا غاية ولا منتهى لغايته, انقطعت الغايات عنده فهو منتهى كل غاية, فقال: يا أمير المؤمنين, أفَنَبيٌّ أنت؟ فقال: ويلك إنما أنا عبد من عبيد محمد.
النموذج العقلي: غرر الفوائد في فن الحكمة وشرحها.
في مسألة "القِدَم والحدوث" وتفسيرها بعد ذكر الخلاف بين الفلاسفة والمتكلّمين, استفاد "الملاّ السبزاوي" من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام): "تمام الإخلاص له نفي الصفات عنه" اصطلاحاً خاصاً سمّاه "الحادث الاسمي" ليفسّر به حدوث العالم قال:
والحادث الاسمي الذي مصطلحي
ان رسم اسم جا حديث منمحي
وشرحه بقوله "كان الله ولم يكن معه شيء ولا إسم ولا رسم ولا صفة ولا تعين, فحدث وجدد في المرتبة الأحدية الأسماء والرسوم. وكما أن كلّ ما جاء من اسم ورسم حديث لم يكن فكان, كذلك مطموس منمحي عند مصير الكل إلى الديان"
[21].
ثم استفاد كذلك من قوله عليه السلام: "توحيده تمييزه عن خلقه وحكم التميّز بينونة صفة لا بينونة عزلة". قال:
"تباين الوصفي لا العزلي أثر ممن لعقل كأبينا للبشر
فالحق قد كان ولا كون لشي كما سيطوي الكل بالقاهر طي "
إشارة إلى أنّ البداية والنهاية واحد, وإلى أنّ الطيّ باسمه القاهر, كما أن النشر بالأسماء المناسبة له كالمبدع, المنشىء, المعيد
[22].
وفي مبحث الصفات ذكر "السبزواري" مقالة الأشاعرة والمعتزلة والكرامية:
"والأشعري بازدياد قائلة وقال بالنيابة المعتزلة"
ونغمة الحدوث في الطنبور قد زادها الخارج عن مفطور
ما واجبٌ وجوده بذاته فواجب الوجود من جهاته"
وفي البيت الأخير رأيه وشرحه: "إنّ حقيقة كلّ صفة هي الوجود والوجود مقول بالتشكيك, فكلّ صفة له عرض عريض". فالإرادة عند "السبزواري" هي "الرضا بالمراد والوجود الصرف عين الرّضا والتّكلّم هو الإعراب عمّا في الضمير, والوجود الذي هو المعروفية والمحبىة الأفعالية إعراب عن المكنون الغيبي, والمكنون الغيبي أيضاً إعراب وإظهار بذاته لذاته وهو التكلم الذاتي". والظاهر أن هذا كلّه منتزع من قوله (ع): "...كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه, لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف انَّه غير الصفة, فمن وصف الله فقد قرنه" وقد مرت الخطبة
[23]
" لسانك نهج البلاغة انتهج كلامه سبحانه الفعل خرج "
وفيه تلميح لقوله عليه السلام في نهج البلاغة وقد مرَّ معنا: "إنّما يقول لما أراد كونه كن فيكون, لا بصوت يقرع ولا بنداء يسمع, وإنّما كلامه سبحانه فعله"
[24].
وفي بحثه عن إثبات أنّ أوّل ما صدر عنه تعالى هو العقل, وقال:
" عقلاً ونقلاً كان عقل إذ بدا لا يوجد الواحد إلاّ واحدا"
ثمّ جاء في الشّرح بأدلّة عقليّة لإثبات ذلك, وردّ بعض الأقوال, ثمّ استدلّ عليه بالنّقل من حديث رسول الله (ص): "أوّل ما خلق الله العقل", ثم بقول أمير المؤمنين علي (ع) حين سئل عن العالم العلويّ: "صور عارية عن المواد, خالية من القوة والاستعداد, تجلّى لها فأشرقت, وطالعها فتلألأت, ألقى في هويّتها مثاله, وأظهر عنها أفعاله"
[25].
وقد استدلّ (قده) بما بنسب إلى أمير المؤمنين علي (ع):
أتزعم أنك جرمٌ صغيرٌ وفيك انطوى العالم الأكبر
على أنّ كلّ ما في الكون عكوسه تعالى شأنه, قال:
"فالعالم الأكبر كان حاوياً كان غداً كل له مرائيا (ج مرآة )
لتحق بِمُثُلٍ نُوريّة واجدة لسنخها عريّة"
[26]
وآخر ما وجدته من الاستدلال بكلامه عليه السلام في العقائد عند السبزواري, ما ذكره مؤيداً لرأيه في أنّ المعاد هو الروحاني والجسماني حيث قال:
مَنْ قَصَّرَ المَعَادَ فِي الرُّوحَانِي ّ قَصَّرَ كَالحَاصِرِ فِي الجِسْمَانِيّ
وَجَامِعٌ بَيْنَهُمَا جا فَايِزَا وَقَصَباتِ السَّبْقِ كَانَ حَايِزاً
[27]
فقد أنكر (قده) قول بعض الفلاسفة والمتكلّمين الذين اختلطوا في هذه المسألة, ودافع عن "ابن سينا" واتّهامه بأنّه أنكر المعاد الجسماني "حاشاه عن ذلك, إلاّ أنه لم يحقّقه بالبرهان, كما يظهر لمن نظر في إلهيات الشفا". وفي كلامه عن الحاصر للمعاد في الجسماني ذكر أنّ كثيراً من المسلمين ينكرون عالم العقول, وعالم المفارقات العقليّة مطلقاً حتى النّفوس المجرّدة, ويقولون إن الإنسان هو هذه البنية المعروفة, والرّوح والنّفس ليستا غيرها, فالقيامة عندهم إعادة لهذه بعينها. قال في الشرح:
"إنّه نقصٌ وقصور, أمّا عقلاً فلا يخفى, وأمّا نقلاً فلقوله تعال: {ورضوان من الله أكبر}. وقول أمير المؤمنين عليه السلام: ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنّنتك, بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك".
وقوله عليه السلام "فهبني صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك"
[28].
خلاصة
بهذه القراءة السريعة لحضور وتأثير نصّ الإمام علي (ع) في النموذجين النقلي والعقلي نعود لإثبات ما ذكرناه, وتلخيصه بأن الإمام عليه السلام كان في المجتمع الإسلامي علامة فارقة شغلت التفكير العقائدي بشكل عام فألّهه البعض, ورفضه البعض, وقبله آخرون كلٌّ على طريقته. وأمّا عند خصوص الشّيعة فقد ساهم نصّ الإمام في تقريب المسافة بين الفلاسفة والمتكلّمين حيث كان مورد استدلال, وأنّ الإمام (ع) قد فتح أبواب الكلام من داخل النّص الديني وأعطى بذلك, من جملة ما أعطاه للّغة العربية, فرصة إظهار المعاني الفلسفية الدّقيقة, في الوقت الذي كانت فيه, لولا القرآن الكريم, لغة مباشرة بسبب تخلّف القوم عن استعمالها, إلى أن جاء القرآن الكريم بها فأحياها, فيما رأيُ العلاّمة "الطباطبائي": "إنّ المقاصد الفلسفية, لا تفي بها الألفاظ –في اللغة العربية- بمعانيها الشائعة, واسعمالاتها المتعارفة, إلا بعد تجريدها –على نحوٍ ما- عن غواشي المادّة, وشوائب الخصوصيّات"
[29].
فمن ذلك قوله (ع): "منعتها "منذ" القدمة, وحمتها "قد" الأزلية, وجنبتها "لولا" التكملة".
وقوله (ع): "إن قيل كان, فعلى تأويل الأزليّة, وإن قيل لم يزل فعلى تأويل نفي العدم".
وقوله عليه السلام: "واحد لا من عدد, دائم لا بأمد".
ومنها "الأين", و"الحقيقة", و"القوة", و"الاستعداد", و"الكيف", و"الكون", و"العدم", و"اللطف" وما إلى ذلك.
ونتبرّك في آخر هذه المقالة بنقل بعض كلامه (ع) مقسماً على أصول الدين الخمسة: التوحيد, العدل, النبوّة, الإمامة والمعاد, كما صنّفهاالمسلمون الشّيعة, مع الإشارة إلى أنّ بعضهم أدخلَ العدل في مذهب التّوحيد عند الكلام على صفاته تعالى, وأّن من ميّزه نظر إلى ما يفترق به المذهب عن المذاهب الأخرى, وخصوصاً رؤية المعتزلة والأشاعرة للعدل
[30].
وكذلك يرى بعض علماء الشيعة ضمّ مبحث الإمامة إلى مبحث النبوّة. بل إنَ الشّهيد "مطهّري" يرى أنّهما (العدل والإمامة) ليسا من مقاصد الإسلام التي جاء بها الرسول محمد(ص) ودعا الناس إليها وترك ما كانوا عليه في الجاهلية. بل يكتفي هنا بالإيمان بالتوحيد والنبوّة, والنبوّة الخاصّة بسيدنا محمد (ص) والمعاد
[31].
فمن كلامه (ع) في التوحيد: " وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ: الاْوَّلُ لاَ شَيْءَ قَبْلَهُ، وَالآخِرُ لاَ غَايَةَ لَهُ، لاَ تَقَعُ الاْوْهَامُ لَهُ عَلى صِفَة، وَلاَ تُعْقَدُ الْقُلُوبُ مِنْهُ عَلَى كَيْفِيَّة، وَلاَ تَنَالُهُ التَّجْزِئَةُ وَالتَّبْعِيضُ، وَلاَ تُحِيطُ بِهِ الْقُلُوبُ والاْبْصَارُ"
[32].
ومن كلامه (ع) في العدل: "وأيم الله ، ما كان قومٌ قط في غضّ نعمة من عيش فزال عنهم إلا بذنوب اجترحوها ، لأنّ الله تعالى ليس بظلاّم للعبيد"
[33].
ومن كلامه (ع) في بعثة الأنبياء ومقاصدها: "بَعَثَ الله الجنّ والإنس رسله
[34], وواتر إليهم أنبياءه, ليستأدوهم ميثاق فطرته, ويذكروهم منسيَّ نعمته, ويحتجّوا عليهم بالتّبليغ, ويثيروا لهم دفائن العقول, ويروهم آيات المقدرة"
[35].
وفي النّبوة الخاصّة لسيدنا محمد (ص): "أرسله بحجة كافية, وموعظة شافية, ودعوة متلافية, أظهر به الشرائع المجهولة, وقمع به البدع المدخولة, وبيَّنَ به الأحكام المفصولة"
[36].
وفي الإمامة: "إنّ الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم, لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم".
ومن كلامه (ع) في المعاد: "ذلك يومٌ يجمع الله فيه الأوّلين والأخيرين لنقاش الحساب, وجزاء الأعمال, خضوعاً, قياماً, قد ألجمهم العرق, ورجفت بهم الأرض, فأحسنهم حالاً من وجد لقدميه موضعاً, ولنفسه متّسعاً"
[37].
نشر في مجلة المنطلق العدد 75 / 76 - شعبان , رمضان 1411 هجرية = شباط , آذار 1990 م.
[1] راجع العلاَّمة الطباطبائي : الشيعة في الإسلام والشهيد مطهري : في رحاب نهج البلاغة
[2] الفارابي : إحصاء العلوم , تحقيق عثمان أمين , ص 69 – 70
[3] الإيجي : المواقف في علم الكلام ص16 .
[4] الغزالي : المنقذ من الضلال , ص 6 – 7
[5] المطهري :
[6] الآلوسي : دراسات في الفكر الفلسفي الإسلامي ص 59 .
[7] الشيخ عبدالله نعمة : فلاسفة الشيعة ص 17 .
.[8] البرهان العقلي
.[9] راجع السيد حسن الصدر : تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص 353
.[10] إبن خلدون : المقدمة , الباب الرابع من الفصل العاشر في تقسيم العلوم
[11] العلاَّمة الطباطبائي : الشيعة في الإسلام والشهيد مطهري : في رحاب نهج البلاغة
.[12] نهج البلاغة : الكتاب 31
.[13] نهج البلاغة : قصار الحكم :31
[14] أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي , ابو منصور , لم يعرف تاريخ ولادته او وفاته ولكن يستقرب ان وفاته كانت حوالي سنة 620 ه . من أجلاء العلماء ومشاهير الفضلاء له كتب في كثير من العلوم الإسلامية منها : الكافي من فقه الشيعة ومفاخرة الطالبية وكتاب الإحتجاج طبع 1966 مع تعليقات السيد محمد باقر الخرسان , مطابع النعمان , النجف الأشرف .
[15] المُلاَّ هادي بن مهدي السبزواري , فقيه إمامي, نعته صاحب الذريعة بالفيلسوف المتأله . له شرح اللآلئ المنتظمة في المنطق والجبر والإختيار زحاشية على الشواهد الربووبية وحاشية على المبدأ والمعاد وحاشية على الأسفار وأسرار الحكمة للشيرازي. والمنظومة المذكورة مع شرحها طبعت بالطباعة الحجرية سنة 1298 ه في طهران.
[16] الإحتجاج : ص 294 – 298 .
[17] من مقدمة الخطبة الأولى : نهج البلاغة .
[18] الإحتجاج : ص 308 .
[19] م . ن : ص 310 .
[20] م . ن : ص 313 .
[21] السبزواري : شرح المنظومة ص82 – 83 .
[22] م . ن ص 83 .
[23] م . ن ص 83 .
[24] م . ن ص 182 .
[25] م . ن ص 190 .
[26] م . ن ص 336 .
[27] م. ن ص 339 .
[28] م .ن ص340 .
[29] العلاَّمة الطباطبائي : علي والفلسفة الإلهية ص 79 .
[30] راجع الشهيد مطهري : الكلام ص
[31] م. ن ص
[32] نهج البلاغة تحقيق الشيخ صبحي الصالح , الخطبة 85 .
[33] م . ن ص257 .
[34] م .ن ص 269 .
[35] م . ن ص43 .
[36] م .ن ص 230 .
[37] م . ن ص 147 – 148 .