الأربعاء، أغسطس 18، 2010

الغلو على ضوء القرآن الكريم

الغلو على ضوء القرآن الكريم
مؤتمر معرفة أهل البيت بين الغلو والتقصير – مركز الأمام الخميني الثقافي – الطبعة الأولى تموز 2004
المحور الأول:الغلو والتقصير- تعريف وشواهد.
حد الغلو"قولوا فينا ما شئتم – السيد مصطفى ترحيني.
الغلو والتقصير,الحد والمنشأ – الشيخ يحي رسلان.
الغلو على ضؤ القرآن الكريم – الشيخ علي خازم .
شواهد الغلو في النصوص – السيد علي حجازي .
مدير الجلسة - الشخ جمال كنعان.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله الطاهرين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
البحث عن الغلو في القرآن الكريم يستدعي تتبع الكلمة في استخدامها القرآني لنجدها في موضعين أولهما من سورة النساء الآية 171 قوله تعالى يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً و ثانيهما من سورة المائدة الآية 77 قوله تعالى : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ.
و أول النتائج ان القرآن الكريم قد نقل الكلمة من استخدامها العربي في زيادة و علو الاسعار و الرجال و النبات الى مجال الدين, لتشكل لأول مرة اصطلاحاً عقائدياً .
و ثاني النتائج أنّ ندرة استخدام هذا المصطلح بمادته اللغوية على أهميته العقائدية لا تساعد في استكشاف الظاهرة إلاّ بالإنتقال المفهومي إلى مواد لغوية في إنشاء آخر يتعلق بمضمون هذا المصطلح الظاهر بدءاً في المسيحية بشكل خاص من الآية الأولى و في أهل الكتاب بما يشملها مع اليهودية في الآية الثانية بقوله تعالى : وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ .و هو الاتباع الذي بينته الآيتان 30 و 31 من سورة التوبة بأنه إتباع غلو و شرك سابق لهما في أديان لم تحددها: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 30 اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ .
مما يضعنا أمام نتيجة ثالثة نستفيدها من قوله تعالى{ يضاهئون ( اليهود و المسيحيين ) قول الذين كفروا من قبل } وهي تاريخية الظاهرة بمعنى سبق وجود الغلو على اليهودية و النصرانية و مع أن الآية قد أهملت التفصيل و أطلقت التعبير{ يضاهئون قول الذين كفروا من قبل } إلا أن نسبة النبيين الآدميين عزير و المسيح إلى الله بعلاقة البنوة تضعنا أمام نموذج للغلو الديني ذكره القرآن الكريم هو الغلو في الفرعون الذي كان يعتبر سليل الآلهة على آدميته , و اعتباره نفسه كذلك في ما حكى الله عنه في سورة الشعراء الآية 29 قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِين و في سورة الزخرف الآيات 51, 52 , 53 , 54 وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ 51 أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ 52 فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ 53 فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ الأمر الذي يوضح نموذجاً من الغلو الديني السابق على اليهودية و المسيحية .
و يساعد في استكمال الدائرة ان مضمون الافتخار بالذات الفرعونية على ذات موسى عليه السلام يوصل الى بداية ظاهرة الغلو التاريخية بالفخر الابليسي على آدم و اعتبار ذاته النارية خيرا من ذات آدم بقوله المحكي في القرآن الكريم سورة ص الآية 76 و غيرها قالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ .
و هكذا نقف بداية عند نقطة تأسيسية و هي أن القرآن الكريم يعتبر المستند التاريخي الأول للتعرف على المصطلح بكل أبعاده . و أن القرآن الكريم قد سجل الظاهرة تاريخياً بما يساعد على تفهمها اجتماعياً و بذلك يقيم لنا البحث التاريخي بعد أربعة نماذج للغلو : غلو ابليس في نفسه و غلو فرعون و غلو اليهود في العزير و غلو النصارى في المسيح الأمر الذي يوسع دائرة الغلو من الانس ليشمل الجن .
و المعارف التي ستؤدي اليها القراءة القرآنية للظاهرة لا مجال لتزييفها تاريخياً , ليس فقط لإعتقادنا بقطعية صدورالقرآن الكريم عن الله عز و جل بل لأنه وحتى في غير الغيبيات المتعلقة بإبليس لم يثبت أن اليهود و النصارى العرب استطاعوا رد ما نقله عنهم القرآن الكريم من غلو و لو كان لبان اولاً , وثانياً لأن بعضا ممن ناقش موضوع التثليث القرآني كالمطران خضر و غيره احتجوا بالتفاسير من جهة و بما يرونه عقائدياً من جهة أخرى و هما غير الدليل التاريخي المعارض .
أي منهج لبحث الظاهرة دينياً و اجتماعيا ً؟ :
بعد التسليم بقرآنية مصطلح الغلو لا يمكن الادعاء بوجود تجربة سابقة في محاولة استنباط مسائل تتعلق بالظاهرة اجتماعياً على ضوء القرآن الكريم وحده , بل إن جلّ المحاولات قد انحصر في بيان الغلو الديني على مستوى الألوهية من مباحث العقائد و بشكل أدق في البحث عن الغلو الذي يرتفع بالبشري الى الالهي , و الذي أدى عند البعض الى الغلو بمعناه الجديد و هو مطلق تجاوز الحد الى الحط من مرتبة المعصوم نبياً أو إماماً .
و إذا أمكن في بحث الظاهرة دينياً على هذا المستوى الإكتفاء بالآيات القرآنية التي تستدعي بعضها البعض على طريقة التفسير الموضوعي فإننا في المستوى الاجتماعي للظاهرة مضطرون لعكس الاتجاه أو المزج بمعنى أنه لا بدّ من الاستفادة من بعض العناوين الاجتماعية للظاهرة انطلاقاً للبحث عن أسس قرآنية تدعمها أو تردها و هو أمر يشكّل مخاطرة لأنه يحتمل إما سوء الإستخدام بقابلية الانتقائية أو ( مع حسن النية ) عدم وجود الاستقصاء الكامل و الاستقراء و هو ما يجب الإلتفات إليه و أسأل الله أن يجنبنا المزالق فيه .
الظاهرة دينياً:
دراسة الظاهرة دينياً تستدعي قراءة الآيات الخاصة بالسياق التاريخي بمعنى ما حكته عن الغلاة أنفسهم لا ما استخدم بعد تمام نزول القرآن بين المسلمين في ايجاد ظاهرة الغلو عندهم و هو بحث آخر و بتصنيف الآيات القرآنية هذه يمكننا تقسيم البحث الى عناوين :
1-الغلو في الاعتقاد
2-الغلو في الدعوة
3-الغلو في التدين
1- الغلو في الاعتقاد :
أ - الغلو في الاعتقاد بالذات الالهية و من مظاهره المذكورة في القرآن الكريم لجهة الارتفاع اثبات الافعال البشرية كلها لله و نفيها عن العباد كما في الآية 20 من سورة الزخرف: وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ .
او لجهة الحط كما في الاية181 من سورة ال عمران لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ .
و في سورة الحج الآية 8 وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ .
ب - الغلو في الانبياء و الأولياء علواً بنسبتهم الى الألوهية ببعض مظاهرها كما رأينا في نسبة العزير و المسيح الى الله لجهة البنوة و اتخاذ الأحبار و الرهبان آلهة كذلك أو حطاً كما في حكاية القرآن ما في سورة الأنبياء الآية3 لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ أو كما في سورة التوبة الآية 58 وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَو الآية 61 وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ .
ج – الغلو في الملائكة و الجن و الكواكب و الأوثان كما في سورة الزمر الابة 3 أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ .
2- الغلو في الدعوة بما يؤدي الى تكفير الآخرين و من مظاهره قوله تعالى في سورة البروج الآيات 4 – 8 3 قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ 4 النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ 5 إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ 6 وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ 7 وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ .
3 – الغلو في التدين كما في سورة الحديد الآية 27 ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ و من سورة الحج الآية 11 وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ . و قد جاء
في تفسير " الحرف " أنه التشدد فتكون عبادته غالية و ستنقلب الى الضد في الغلو و هو أمر نرجع إليه عند الكلام على الغلو في الظاهرة الاجتماعية .
الظاهرة اجتماعياً :
لدراسة الظاهرة اجتماعياً و من خلال الوثائق التي تقدمها الآيات القرآنية وجب تتبع مفردة الغلو و قرائنها و لوازمها و ما يقابل هذه كلها بما يؤدي الى التعرف على سلسلة من المظاهر السلوكية للغلاة فمما يقارن الغلو في المفردات القرآنية : الطغيان و الاستكبار و مما يلازم الغلو الإعراض و الإستنكاف و العمى و الصمم و ضيق الصدر و غير ذلك ..
و مع ضيق الوقت على أهمية الاستقصاء أمكن و من خلال بعض الآيات و استناداً إلى الأبحاث الاجتماعية كما ذكرت في المقدمة الوقوف على نماذج من سلوك الغلاة فكرياً و فردياً و اجتماعياً .
و من ذلك :
1- سلوك الغلاة فكرياً :
يعتمد الغالي في تحليله الفكري على الشبهات و على القياس غير المنتج و الخاطيء و سيد هذا السلوك ابليس في قياسه المشهور ( أنا خير منه .. ) كما مر معنا و منه استدلال فرعون بملكه مصر و النيل و ما الى ذلك .
و هو بعد ذلك متشدد في ادعاء صحة ما يرى و انكار ما لدى الآخرين كما في سورة غافر الآية36 و 37 وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ 36 أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ .
بل انه غير مستعد للنظر في دعوى الآخرين و طلبهم الحق كما في قوله تعالى في سورة البقرة الآية 206 وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ 204 وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ 205 وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ .
2 – سلوك الغلاة فردياً و شخصياً :
يختلف بإختلاف الأفراد فمرة تجده مستكبراً و مرة مستضعفاً لكنه في كليهما عنيد و متطرف و منكب عن الصراط المستقيم أو السبيل السوي و هو ما ذكره عنه القرآن الكريم في سورة الملك الاية22 : أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ .
و الاستكبار أو الإستضعاف كصفة شخصية ينشأ من اعتقاد سلامة التفكير و خطأ الآخرين و تالياً من لزوم حمل الآخرين عل عقيدته أو العكس باعتقاد العجز و تالياً بالخضوع للمستكبر و هو ما ذكره القرآن الكريم عن حوار الطرفين في سورة سبأ الآية 31 و 32 و 33 وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ 31 قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ 32 وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
و باعتبار الاسلام هو الصراط المستقيم و التنكب عنه غلو نجد للغالي أيضاً صفة ضيق الصدر قال تعالى في سورة الانعام الآية 125 : فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ .
و الغلاة صم عمي لا بمعنى عدم الملكة بل باعتبار رفضهم ليس الاذعان للحق بل كراهيتهم لسماعه و رؤيته كما في سورة الاسراء الاية 72 : وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً و كما في سورة البقرة الآية 18: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ .
سلوك الغلاة اجتماعياً :
العنف مع المخالفين كما في قصة أصحاب الأخدود , و السعي في فساد المجتمعات الأخرى بإلقاء الفتن و اشاعة البلابل كلما كان المجتمع السوي مستقراً و من ذلك قوله تعالى في سورة المائدة 64 : وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ .
و إن لهذه الدراسة مجالاً في تفصيلها و تأصيلها بالتتبع و الاستقصاء كما أشرت سابقاً و بإلحاقها كذلك بصورة الأمة المقتصدة على ضوء القرآن الكريم و هو أمر يخرج بنا وقتاً و عنواناً عن تقديمه .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الشيخ علي حسن خازم
17 – 10- 2003
المداخلات
مداخلة سماحة الشيخ أكرم بركات
السؤال موجه لسماحة السيد مصطفى وسماحة الشيخ علي بالنسبة للغلو نلاحظ من المحاضرات أو المداخلات الثلاث عندنا الغلو تارةً يكون قبل الإسلام وتارةً في الوسط الإسلامي غير الشيعي وتارة في الوسط الإسلامي الشيعي يعني عام بينما حينما أتينا لتحديد معنى الغلو نلاحظ أنه لم يكن يوجد تحديد لمعنى الغلو في أي وسط بمحاضرة السيد مصطفى أعتقد أن تحديد الساحة التي يبحث فيها الغلو له مدخلية بتحديد المعنى.
الأمر الثاني هو الملاحظ بمداخلة الشيخ علي أنه يوجد توسعة بمعنى الغلو مثل غلو إبليس ما قام به إبليس وما اعتقده هو مثل مثلاً تسمية الحط بأنه غلو مع أنه لا يتلاءم مع المعنى اللغوي بل هو بعكس المعنى اللغوي صح أنه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟في الاصطلاح ولكن لم يؤتى بشاهد نصي مثلاً على هذه التوسعة وإنما كانت هذه التوسعة من باب إسقاط المصطلح على دائرة خاصة عند الباحث.
الملاحظة الثالثة: هي أن الغلو عندما نحدده أنه هو تجاوز الحدّ وآخر شيء حاول سماحة السيد مصطفى أن يقرب المعنى اللغوي يوجد مشكلة انه عندما نتحدث عن الغلو أي غلو سنتحدث عنه الغلو الذي سنتكلم عنه هو الحكم الذي يكون محمولاً على الغلو يلعب دوراً كبيراً في تحديد المعنى لأن الغلو الذي يكون حكمه هو الخروج من الدين أو الخروج من المذهب بشكل طبيعي إذا كان هذا هو الغلو الذي له هذا الحكم ولا يتلاءم حينئذٍ مع التعريف أن الغلو باختصار يكون فيما لم يكن دليل خاص أو عام على ثبوتها له لأنه في كثير من الأمور ما قام دليل خاص أو عالم على ثبوته له وهي ليست من الغلو الذي يخرج به الإنسان من الدين أو حتى من المذهب الحكم الذي يكون محمولاً للغلو يلعب دوراً في تحديد معنى الغلو بينما الملاحظ أن هذا الأمر لم يكن واضحاً
مداخلة
بسم الله الرحمن الرحيم أولاً نشكر الإخوة المحاضرين على إفاداتهم وعندي فقط مداخلة بسيطة أنا وسماحة الشيخ علي ألله يحفظه بالنسبة للغلو باصطلاحه الجديد أنه بما يشمل الحط ضعيف جداً أتصور لأن الغلو هو الارتفاع كما يعرفون ذلك حتى اصطلاحاً فلان غالي مثلاً أو فلان عنده ارتفاع في مذهبه معنى الغلو هو تجاوز الحدّ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟(أحاديث جانبية)؟؟؟؟؟؟برجالنا موجود هذا يعني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟هذا ليس من اختراعي. على كل حال لبيان نوع الغلو يقولون عنده ارتفاع لبيان نوع الغلو عنده.
المسألة الثانية التي تفضل بها سماحة الشيخ طبيعة من يعبد الله على حرف على حرف ظاهر جداً أنه بالوهم ليس بالشدة التفسير الذي يقول بالشدة يعني حتى تسليم من قال أنه هو بمعنى التشدد لا ينبغي تسديد هذا القول.
مداخلة
بسم الله الرحمن الرحيم عندي ملاحظة منهجية الهم يتمثل بإجاد نوع مقاربة ما بين المصطلح المطلوب إيضاحه في هذا البحث أو في ذاك وما بين المعنى اللغوي هذا إلى حدٍّ ما صحيح لكن عندما نلحظ أن الظاهرة الاصطلاحية في لأدبيات الإسلامية هي ظاهرة كبيرة وواسعة إلى حدٍّ كبير وأن هذه الظاهرة الاصطلاحية تبتعد عن أساس المعنى اللغوي هذا يؤدي هذا يفرض علينا منهجياً أنه لا نسعى دائماً وفي كل الأحوال لإيجاد هذه المقاربة ما بين هذا الاصطلاح أو ذاك وما بين المعنى اللغوي لأن هذا الأمر وإن كان صحيحاً في العديد من الموارد لكنه ربما يكون مضللاً في موارد أخرى وخصوصاً أنه في بعض الحالات ربما نجد أن الاصطلاح القرآني في مساحةٍ منه على المستوى المضموني والمعنوي يختلف عن المعنى اللغوي بل ربما نجد في أحيانٍ أخرى أن الاصطلاح الحديثي يختلف عن الاصطلاح القرآني يعني على سبيل المثال عندما نأتي إلى مفهوم الشهادة قرآنياً تختلف عن مفهوم الشهادة حديثياً وإن أمكن إيجاد نوع علاقة بين مفهوم الشهادة على المستوى الحديثي ومفهوم الشهادة على المستوى القرآني وأيضاً على مستوى المعنى اللغوي من أجل هذا في بحث سماحة الشيخ علي الآن منهجياً هو التزم بإيضاح أو بتبيين الغلو على ضوء القرآن الكريم لكن الآن أنا شخصياً لم ألاحظ أنه وصلنا إلى زبدة أو إلى نتيجة تظهر البيان الموضوعي أو الفهم الموضوعي لاصطلاح الغلو على المستوى القرآني وخصوصاً مع الأخذ بعين الاعتبار جملة الملاحظات التي تفضل بها سماحة الشيخ أكرم فكان من المهم منهجياً إعطاء نتيجة على مستوى تحديد مفهوم الغلو قرآنياً وشكراً.
الشيخ علي خازم
بسم الله الرحمن الرحيم جمعاً بين بعض الملاحظات بالنسبة للشيخ أكرم وسماحة الشيخ وبعض الإخوة وأيضاً في مسألة التوسعة في المصطلح في مفهوم الغلو:
نحن نتحدث في السياق القرآني وقلت إنها محاولة غير مسبوقة يعني لم أدعٍ كثيراً ولا بهرت كثيراً لكن حقيقةً لا يوجد عمل على الموضوع هذا من جهة الجهة الثانية أنه لكي نخرج مثل ما طالب البعض من البحث بمفهوم محدد أو بمصطلح محدد أو بحد في التعريف هذه مغامرة ذكرت محذورها : بأنه من القرآن الكريم وحده لا يمكن الاكتفاء بتشكيل مفهوم شرعي أو مصطلح شرعي أو حدّ شرعي من مجرد متابعة المصطلح في القرآن الكريم لا بد ساعتئذٍ من إستضاح واستنطاق الحديث ومع ذلك تقوم بعملية اجتهادية وسيكون لك مصطلحك الخاص للمناقشة والأخذ والردّ ولذلك السعي المنهجي هو أن يكون الإنسان قد وضع خطة وأساس ويحاسب على التزامه بها وعدم مجاوزتها وبعد ذلك ممكن مناقشته بكل المسائل يعني لسنا في معرض إعطاء تعريف لمصطلح الغلو على ضوء القرآن الكريم ولا يتسع المقام للبحث أكثر و توجهت بالدعوة على أمل أنه إنشاء الله يوفق أحد الإخوة لاستكمال البحث أو أكثر من أخ يأخذوا أكثر من مجال لأنه يحتاج إلى استنطاق القرآن الكريم كله وهو أمر يستحق هذه العملية.
المسالة الثانية: في موضوع الغلو الذي حصل أجبت عليه يعني ماذا تعتبر أنت القول عندما يحكى أنه أول الغلو فيهم نفي السهو عنهم نفي السهو عنهم كيف تصنفه هذا ارتفاع أو حط؟ (أحاديث جانبية) بالنسبة للشيخ الصدوق أن رفعة النبي صلى الله عليه وآله فوق مقام البشرية إلى نفي السهو عنه هو غلو بالإرتفاع أما الذي أثبت السهو للنبي ماذا يعد إثباته ارتفاع ايضا أو أنه حط من مقام النبي؟ بنظرك الشيخ الصدوق ماذا؟ مغالي أم غير مغالي؟ (محادثات جانبية)......... يتدخل المقدم يا إخوان....
الشيخ علي خازم
كلامي أنه فضلاً عن انه يوجد في علم الرجال مصطلح الحطّ مقابل الارتفاع لأن الغلو تحولٌ وفي القدر الجامع بين التعريفات للغلو أنه تجاوز الحدّ ووقفت تجاوز الحدّ ممكن إفراطا وممكن تفريطا ولذلك قالوا وأنا ذهبت إلى الآية القرآنية التي تحدثت عن اليهود بأنهم قالوا يد الله مغلولة هذا ما هو؟ (أحاديث جانبية)......فقط دعني أكمل بقية الملاحظة
الحضور: اختلف المعنى شيخ مقيدة غير المغلولة.
الشيخ علي: أنا أعتبرته غلوٌ بالحطّ ولم أضعه بالارتفاع يعني أنت لم تنتبه الظاهر لم تلتقط معي المسألة هناك غلوٌ في اتجاهك (متابعة الأحاديث الجانبية).............إذا كان الاصطلاح عندك ؟؟؟؟؟؟صحيح لكن على الأقل أعطني شاهدا واحدا ، لا ؟أعطيك السند أحولك على كتاب الدكتور عبد الهادي الفضلي وترى من أين استخرجه ...يعني الموضوع مطروح ولم أبتدعه , يقول:
" 1- الغلو:
الغلو مصطلح من مصطلحات العقيدة، أخذ من قوله تعالى: (يا أهل الكتاب لا تغلُوا في دينكم).
خوطب به أهل الكتاب لأن اليهود غلوا في السيد المسيح بحطهم إياه عن منزلته الدينية، ولأن النصارى غلوا فيه فرفعوه فوق منزلته الدينية.
يقول الزمخشري: «غلت اليهود في حط المسيح عن منزلته حيث جعلته مولوداً لغير رشدة(13)، وغلت النصارى في رفعه عن مقداره حيث جعلوه إلهاً»(14).
وروى الطبرسي عن الحسن البصري «قال: إن النصارى غلت في المسيح، فقالت: هو ابن اللّه، وبعضهم قال: هو اللّه، وبعضهم قال: هو ثالث ثلاثة: الأب والابن وروح القدس، واليهود غلت فيه حتى قالوا: ولد لغير رشدة، فالغلو لازم للفريقين»(15).
ومنه يفهم أن الغلو قد يكون بحط الولي عن منزلته، وقد يكون برفعه فوق منزلته أي هو انحراف في الاعتقاد إلى طرف الإفراط أو إلى طرف التفريط.
وبوجود فرقة من الشيعة غلت في أهل البيت (ع) فرفعتهم فوق منزلتهم فسموا ب(الغلاة).
فعندما يقال: (فلان غالٍ) أو أمثال هذه العبارة يراد به أن الراوي من هذه الفرقة.
2 - الارتفاع في القول أو المذهب:
يراد به أن الراوي يعتقد أو يقول ما يرتفع بصفات الامام إلى مستوى الغلو. وسمي بالارتفاع لأن الغلو على قسمين: غلو بالحط وغلو بالرفع - كما تقدم."
كلام سماحة الشيخ محمد شقير في جزئية من الذي تفضل به أن يجعل همّا بمعنى أنه في الأبحاث المعاصرة تصبح مسألة الربط بين الأصل اللغوي والإصطلاح بالمعنى الاصطلاحي محاولة إيجاد علاقة ما يعني يمكن اتفق أنا وأنت أنه ليس من الضروري أن نجعله همّا بالنسبة لليوم إنما مثل ما تفضل سماحة السيد بالنسبة لفهم القرآن الكريم لا يمكن أبداً إلا بالعودة إلى الإستعمال : النقطة التي كان موفقاً جدا في تقديمها سماحة السيد بين مسألة الاستعمال والوضع وتعدد الاستعمال الذي يغيِّر المعنى بالاستخدام.
تدخل من الشيخ محمد شقير يرد عليه الشيخ علي عندما انتهي لأن الشيخ جمال يعطيني إياهم من حسابه....
الشيخ جمال لا يا مولانا فقط لأننا قلنا خمسة دقائق وأصبحوا أكثر من خمسة دقائق............
الشيخ علي: أعود وأؤكد على نقطة في بحث سماحة السيد حجازي في موضوع إثبات الأفعال هو من الموارد المحكية في القرآن الكريم عن الجماعة ومن الموارد التي استدل بها بعض المسلمين لاحقاً وغالوا في الاعتقاد بنسبة الأفعال حتى وصلنا إلى موضوع الأشعرية والكسب وما إلى ذلك وقلت أن هذا البحث لن نتعرض له والحمد لله رب العالمين.
مقدم الندوة
أشكر الإخوة المحاضرين والمستمعين على حسن كلامهم وعلى حسن استماعهم أيضاً والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته......

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور