الجمعة، مارس 05، 2010

المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية :مؤتمر الوحدة الإسلامية الثالث والعشرون : الأمة بين المذهبية والطائفية

عقد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية - المؤتمر الدولي الثالث والعشرين للوحدة الإسلامية تحت عنوان (الأمة الإسلامية بين المذهبية والطائفية) بمشاركة كوكبة من علماء ومفكري العالم الإسلامي وذلك بمناسبة مولد الرسول الأعظم سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وحفيده الإمام الصادق (عليه السلام) وأسبوع الوحدة الإسلامية في طهران خلال الفترة بين (15 ـ 17 ربيع الأول 1431) الموافق (2 ـ 4 مارس / آذار 2010) .
وفي الجلسة المخصصة للإعلان عن جوائز وتكريم الشخصيات والمؤلفين ووسائل الإعلام تم الاعلان عن اختيار مجلة الوحدة الاسلامية التي تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان كوسيلة اعلامية مطبوعة مفضلة في التقريب والوحدة وسلمت الجائزة وشهادة التفدير إلى الشيخ علي خازم .
نص مشاركة الشيخ علي خازم في الجلسة التاسعة من جلسات المؤتمر: الامة بين الاسلام والعصبية الجاهلية
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عنوان المؤتمر الأمة بين المذهبية والطائفية وترجمته الى الانكليزية: Islamic Ummah From Religions Pluralism To Sectarianism والترجمة الفارسية: امت اسلام از تنوع مذهبي تا فرقه‌گرايي توحي هذه العناوين بتعريفات توظف الاستخدام ل"المذهبية" في اتجاه ايجابي و ل"الطائفية" في اتجاه سلبي فهل الواقع الاجتماعي الاسلامي يصدّق هذه الصورة او يخالفها؟ أولاً في المذهب:

لن استرسل في تعريف المذهب وفي تقسيمه الى كلامي وفقهي وسياسي لأنه ناظر الى تصنيف الموجود النظري منهما، أي في دلالته المعرفية، ولكن النظر في وظيفة التعريف العملية يصيِّر المذهب مصدراً للموقف من الآخر انساناً والواقع الاجتماعي حياةً، وهنا تبدأ المفارقة المهمة، فكيف يبقى للمذهبية وصفها بالايجابية اذا أدت الى الحكم بالغاء الآخر ونفيه واعتباره مستحقاً للقتل لمجردكونه كذلك؟ في ثمانينات القرن الماضي وصفت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ومعها اللقاء الاسلامي -الذي كان يضم قيادات سنية روحية وزمنية- اشتباكات حركة أمل وتنظيم "المرابطون" وتنظيم فلسطيني بالهيمنة "المذهبية" على بيروت رغم رفض واستنكار المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى لهذه الاشتباكات. وفي العقد العاشر من الالفية الثانية علماء مصريون يتهمون ايران بالتبشير "المذهبي الشيعي" والأزهر يقرر الغاء تدريس كتب الفقه "المذهبي" السنية (المتون)، ويستبدلها بمقررات خاصة. الهيئة العلمية العليا للافتاء بالمجلس العلمي الاعلى في المملكة المغربية تشجب فتاوى الشيخ يوسف القرضاوي لاهل المغرب وتعتبره متخطيا كل الاعراف والتقاليد. وفي 17 كانون الثاني الماضي 2010 عنونت جريدة المصريون – خاص. مصر توفد مئة فقيه وعالم لمواجهة التشيع الايراني بدول الحزام الاسلامي بافريقيا (تشاد، جيبوتي، بوركينافاسو – غينيا كوناكري – والصومال والجابون – الخ.. ثانيا في الطائفية:

ان التعبير عن الطائفة بالفارسية بالفرقه وبالانجليزية بالSect يحتاج هو ايضا الى مراجعة. فالغالب عند المؤرخين للاتجاهات الاسلامية إستخدام مصطلح "الفرقة" للدلالة على اتباع المذهب الكلامي وهم لا ينظرون اليه كاسم ذم – كما في اصطلاح الاحناف عن البغاة – الا بقرينة تضعه تحت مفهوم (حديث الافتراق) هذا للفارسية.

واما الفرنسية فبالتتبع التاريخي رجوعا الى الوراء في الزمن فإننا نجد مصطلح الطائفة والطائفية يرتبطان بالدلالة على الجماعة الدينية السياسية والإلتزام بها , وبحذفٍ للمصطلح العثماني "ملة" . فقد عبَّر الانتداب الفرنسي في عشرينات القرن الماضي عن المسلمين والمسيحيين بمذاهبهم على لبنان مثلا في نص الدستور الذي وضعه لنا باستخدام communautés واستمر استخدام هذا التعبير في دستور الطائف في الثمانينات وهو مستمرالى يومنا. ان استخدام Sect يدل على توظيف اجتماعي غير مرتبط بالدين فهو يستخدم لسائقي سيارات الاجرة في باريس مثلا.

ان مصطلح "الملة" في نظام الملل العثماني اعطى للطوائف الدينية ذات الحضور السياسي في ظل السلطنة العثمانية كدولة اسلامية – حرية في ادارة شؤونها الدينية والوقفية والاحوال الشخصية، ومع الأسف بعد استقلال الدول العربية والغاء العمل به لم تتقدم هذه الدول بحل يحفظ استقرارها الداخلي من هذه الجهة كما كان الحال مع السلطنة العثمانية وحتى الديمقراطية التوافقية لم تف بالغرض لا في لبنان ولا في العراق. وفي هذه العجالة لم اتطرق إلى التعبير الانجليزي مع الإحتلال والانتداب البريطاني في مصر والعراق وفلسطين.

ثالثا في الأمة:

هل هي الدولة أو هي مجموع الدول المجموعة في منظمة المؤتمر الاسلامي او هي مجموع المسلمين في دار الاسلام؟

ماهي طبيعة العلاقة بين دول العالم الاسلامي والامة الاسلامية؟

ماهي طبيعة العلاقة بين مسلم في دولة وآخر في دولة اخرى؟

ماهي العلاقة بين الدولة ومواطنيها مسلمين مختلفين وغير مسلمين؟

الخلاصة :

اننا أمام واقع كل ما فيه اشكالي بدءا من نفس الحوادث والوقائع السياسية والإجتماعية، الى محاولات توصيفها وتفسيرها وبالتالي معالجتها، وعودة الى ما بدأت به فان الجانب العملي من تعريف المذهب هو الذي يؤسس رؤيتنا وتفسيرنا وقرارنا ازاء هذه الحوادث من اختلاف الفتوى الى الحكم بالردة وتنفيذه.

نحن بحاجة اذا الى مراجعة علمية لشبكة من المفاهيم لاتنحصر بالدين والملة والحزب والطائفة والفرقة واصحاب المقالات والسياسة والكلام والفلسفة والفقه واصوله بل تتجاوزها الى نفس مصطلحات التقريب والالفة والوحدة الاسلامية ولاتنتهي عند مصطلح المواطنة والطائفة. ونحن بحاجة إلى نحت مصطلحات تدل على المفاهيم من جهة وترتبط بجذورها في القرآن واالسنَّة.كما اننا بحاجة الى النظر الى الانسان المسلم والمجتمعات الاسلامية وترتيب الاولويات كما اننا بحاجة الى تحسس مراقبة غير المسلمين لما يدور بيننا وأثره على الدعوة الى الاسلام.

ما هو حال الامة بين المذهبية والطائفية ليس هو السؤال

ما هو حال الامة بين الاسلام والعصبية الجاهلية هذا هو السؤال.

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور